تحقيق مسبار
يعد الكبد عضوًا حساسًا من أعضاء الجسم البشري نظرا للوظائف الحيوية التي يقوم بها بصفة يومية. ويتعرض الكبد بشكل دائم بسبب أدواره في هضم وامتصاص الدهون ومعالجة الدم القادم من المعدة والأمعاء إلى الكثير من المؤثرات الناتجة بالخصوص عن الإفراط في تناول بعض المواد. ويعتبر الكبد أحد أعضاء الجسم المعرضة لتراكم الدهون بشكل طبيعي في مستويات معينة.
فهل يؤدي تراكم الدهون على الكبد بشكل مفرط إلى مشكلات صحية؟ وهل يعتبر تراكم الدهون على الكبد خطيرًا؟ تجيبك هذه المقالة عن هذين السؤالين وتقدم لك نبذة عن أهم الأضرار التي قد تلحق الكبد بسبب الدهون، وطريق علاجها أو تجنبها.
ما هو دور الكبد؟
يؤدي الكبد وظائف متعددة، فهو يُنتج العديد من المواد الكيميائية التي يحتاجها الجسم ليعمل بشكل طبيعي، كما أنه يزيل السموم من الجسم، ويعمل كوحدة تخزين. وتعدّ خلايا الكبد مسؤولة عن صنع العديد من البروتينات المطلوبة في الجسم للعديد من الوظائف، بما في ذلك عوامل تخثّر الدم والألبومين اللازم للحفاظ على السوائل داخل نظام الدورة الدموية. كما أن الكبد مسؤول أيضًا عن تصنيع الكوليسترول والدهون الثلاثية. ويتم إنتاج الكربوهيدرات أيضًا في الكبد ويكون هذا العضو مسؤولًا عن تحويل الغلوكوز إلى غليكوجين يمكن تخزينه في الكبد وخلايا العضلات. كما ينتج الكبد أيضًا العصارة الصفراء التي تساعد في هضم الطعام.
كيف يزيل الكبد السموم من الجسم؟
يلعب الكبد دورًا مهمًا في إزالة السموم من الجسم عن طريق تحويل الأمونيا، وهي منتج ثانوي لعملية التمثيل الغذائي في الجسم، إلى اليوريا التي تفرز في البول عن طريق الكلى. ويقوم الكبد أيضًا بتفكيك الأدوية والعقاقير، بما في ذلك الكحول، وهو مسؤول عن تكسير الأنسولين والهرمونات الأخرى في الجسم. كما يقوم الكبد أيضًا بتخزين الفيتامينات والمواد الكيميائية التي يحتاجها الجسم كوحدات بناء. وهي تشمل:
- فيتامين "ب" 12.
- حمض الفوليك.
- الحديد المطلوب لصنع خلايا الدم الحمراء.
- فيتامين "أ" للرؤية.
- فيتامين "د" لامتصاص الكالسيوم.
- فيتامين "ك" لمساعدة الدم على التجلط بشكل صحيح.
هل الكبد غُدّة أم عضو؟
يُعدّ الكبد أحد الأعضاء الحيوية في الجسم، فهو مسؤول عن مئات الإجراءات الكيميائية التي يحتاجها الجسم للبقاء على قيد الحياة. وهو أيضًا غدّة لأنها تفرز مواد كيميائية تستخدمها أجزاء أخرى من الجسم. لهذه الأسباب، يكون الكبد عضوًا وغدةً، في الواقع، كما أنه أكبر عضو داخلي في الجسم.
ما هو الكبد الدهني؟
يعد حضور الدهون في الكبد أمرًا طبيعيًا في مستويات عادية لكنها عندما تتجاوز مستوى 15 في المائة من وزن الكبد فإن ذلك يعني وجود خلل ما ينبغي التنبه إليه. يتجلّى أهم خلل لتراكم الدهون في الكبد في ظهور ما يسمى الكبد الدهني أو التنكس الدهني الكبدي. عندما يتطور الكبد الدهني لدى شخص يشرب الكثير من الكحول، فإنه يُعرف باسم مرض الكبد الدهني الكحولي (AFLD). في حالة الشخص الذي لا يشرب الكثير من الكحول، يُعرف باسم مرض الكبد الدهني غير الكحولي (NAFLD). في كثير من الحالات، لا يسبب الكبد الدهني أي أعراض ملحوظة. ولكن قد يشعر المريض بالتعب أو بعدم الراحة أو الألم في الجانب الأيمن العلوي من البطن.
هل للكبد الدهني مضاعفات؟
تكمن خطورة الكبد الدهني أحيانًا في مضاعفاته التي قد تؤدي إلى الإصابة بأمراض أكثر خطورة من أهمها التهاب الكبد وتليف الكبد. وقد يسبب تليف الكبد أعراضًا مثل:
- فقدان الشهية
- فقدان الوزن
- شعور بالضعف والإعياء
- نزيف في الأنف
- حكة في الجلد
- اصفرار الجلد والعينين
- وجع البطن وانتفاخها.
- تورم في الساقين
- تضخم الثدي عند الرجال.
ما أسباب الكبد الدهني؟
يتطور الكبد الدهني عندما ينتج جسم الإنسان الكثير من الدهون أو لا يقوم بعملية التمثيل الغذائي للدهون بكفاءة كافية. ويتم تخزين الدهون الزائدة في خلايا الكبد حيث تتراكم وتسبب مرض الكبد الدهني. ويمكن أن يحدث تراكم الدهون هذا بسبب مجموعة متنوعة من السلوكيات غير الصحية كشرب الكثير من الكحول الذي يمكن أن يسبب مرض الكبد الدهني الكحولي. وقد تساهم عوامل أخرى في التسبب في هذا المرض مثل:
- السمنة.
- ارتفاع نسبة السكر في الدم.
- مقاومة الأنسولين.
- ارتفاع مستويات الدهون، وخاصة الدهون الثلاثية في الدم.
كما أن هناك أسبابًا أقل شيوعًا مثل ما يلي:
- الحمل.
- فقدان الوزن السريع.
- بعض أنواع العدوى مثل التهاب الكبد الفيروسي من نوع "سي".
- الآثار الجانبية لبعض أنواع الأدوية.
- التعرض لبعض التسممات.
هل يمكن علاج الكبد الدهني؟
لا توجد علاجات مصادق عليها وفعالة لعلاج الكبد الدهني، لكن التغيير في نمط العيش والسلوكيات اليومية يمكن أن يساعد في الحد من مرض الكبد الدهني. على سبيل المثال، وعادة من ينصح الأطباء المرضى بمجموعة من الإجراءات المستعجلة مثل التي تشمل:
- الحد من تناول الكحوليات أو تجنبها.
- اتخاذ خطوات لإنقاص الوزن.
- إجراء تغييرات على نظامك الغذائي.
كيف يمكن علاج تليف الكبد؟
يعتبر تليف الكبد من الأمراض الناتجة أحيانًا عن مضاعفات الكبد الدهني. ولعلاج التليف ينصح الأطباء أيضًا بالعديد من الإجراءات:
- تغيير نمط الحياة.
- الأدوية.
- الجراحة.
لكن مرض تليف الكبد أكثر خطورة من الكبد الدهني ويمكن أن يؤدي إلى فشل الكبد. وهو ما قد يستدعي اللجوء إلى زراعة كبد.
ما هي العلاجات المنزلية الفعالة؟
يعتبر تغيير نمط الحياة خط العلاج الأول لمرض الكبد الدهني. ويعتمد هذا التغيير بالأساس على فقدان الوزن والتقليل من تناول الكحول، واعتماد نظام غذائي غني بالعناصر الغذائية وقليل السعرات الحرارية الزائدة والدهون المشبعة والدهون المتحولة، بالإضافة إلى الالتزام بـ30 دقيقة على الأقل في اليوم من التمارين الرياضية.
هل الدهون على الكبد خطيرة؟
بناءً على ما سبق يتبين أن تراكم الدهون في الكبد بشكل مفرط وزائد أمر خطير، لأنه يمكن أن يؤدي إلى التهاب الكبد، والإصابة بمرض الكبد الدهني. وعلى الرغم من أن هذا المرض يبقى في غالب الحالات تحت التحكم، لكن مضاعفاته يمكن أن تكون خطيرة نظرًا لاحتمال أن يؤدي إلى الإصابة بتليف الكبد ومن ثمة إلى فشل الكبد.