تحقيق مسبار
نظرًا لارتفاع معدلات الإصابة بالذبحة الصدرية بمختلف أنواعها، يزيد التساؤل حول كون الإسعافات الأولية للذبحة الصدرية مفيدة أم لا.
ما هي الذبحة الصدرية؟ وما أنواع الذبحة الصدرية؟ وهل الإسعافات الأولية للذبحة الصدرية مفيدة؟ يجيب المقال التالي على جميع الأسئلة السابقة، كما ويشرح الإسعافات الأولية للذبحة الصدرية، وأخيرًا يقدِّم طرق علاج الذبحة الصدرية.
ما هي الذبحة الصدرية؟
الذبحة الصدرية (Angina)، هي ألم يصيب منطقة الصدر بسبب عدم وصول كميات كافية من الأكسجين المُحمَّل إلى عضلة القلب، الأمر الذي يجبر القلب على العمل بأكسجين أقل، مما يؤدي للشعور بالضغط على الصدر، وقد تصل الآلام للذراعين والكتفين والرقبة والظهر وحتى الفكين.
لا تعد الذبحة الصدرية مرضًا بحد ذاتها، فهي عَرَض أو امتداد لوجود مرض آخر كأمراض القلب التاجية، ولها أنواع عدة واعتمادًا على نوح الذبحة الصدرية يمكن تحديد المرض.
أنواع الذبحة الصدرية
تتمثل أنواع الذبحة الصدرية فيما يأتي:
- الذبحة الصدرية المستقرة: يعتبر هذا النوع من الذبحة الصدرية الأكثر انتشارًا، كما ولا تعد نوبة قلبية، بل قد تكون عرضًا لاحتمالية الإصابة بها. وإن ما يزيد من حدوثها الإرهاق والجهد الجسماني، قد تصيب الفرد لمدة دقائق وتختفي عند الشعور بالراحة.
- الذبحة الصدرية غير المستقرة: تحدث الذبحة الصدرية غير المستقرة دون عامل مُحفِّز أي في أوقات الراحة ودون وجود إجهاد جسدي وهذا ما يجعلها أكثر خطورة من سابقتها. يتبعها ألم قوي مدته طويلة. وتعد عَرَضًا لاحتمالية الإصابة بالنوبة القلبية في وقت قريب.
- الذبحة الصدرية الوعائية الدقيقة: تصاب بهذا النوع النساء على الأكثر، ومن أهم أعراضها حدوث ألم في منطقة الصدر لمدة أكثر من عشر دقائق، لكن دون وجود انسداد في الشريان التاجي. وقد يعود السبب وراءها ضعف عمل أصغر الشرايين التاجية، الأمر الذي يقلل من حصول القلب على الكميات الكافية من الدم.
- الذبحة الصدرية المخالفة للمعتاد: تُسمى أيضًا بذبحة برينزميتال الصدرية، وهي نوع نادر يصيب الفرد في أوقات الراحة والنوم والليل، تضيق فيها شرايين القلب بشكل مفاجئ مُسبِّبة في ذلك ألمًا شديدًا.
هل الإسعافات الأولية للذبحة الصدرية مفيدة؟
في العادة، تختفي أعراض الذبحة الصدرية في وقت سريع، لكن قد تكون الإسعافات الأولية للذبحة الصدرية مفيدة وفعَّالة في التخفيف من حدتها، وخاصة في حال تم تشخصيها من قبل الطبيب، إذ يمكن الإحاطة جيدًا بكيفية التعامل معها منزليًا.
الإسعافات الأولية للذبحة الصدرية
هناك بعض الإسعافات الأولية التي من الممكن القيام بها في حال الإصابة بالذبحة الصدرية، منها:
- في البدء، يتوجَّب الهدوء والتوقُّف عن فعل الأمور المسببة للذبحة الصدرية في حال كان هناك مُسبِّبات واضحة كالإجهاد على سبيل المثال.
- الاتصال بأقرب مستشفى من أجل التدخل والمساعدة، فهي وسيلة تحمي من مخاطر وجود نوبة قلبية.
- من المهم الاستلقاء في وضعية مريحة، مع رفع الرأس إلى الأعلى.
- في حال وجود أسبرين، يمكن مضغه، بشرط ألا يكون المصاب يعاني من حساسية تجاه الأسبرين. مع ضرورة الانتباه لعدم الإكثار من الأسبرين منعًا من حدوث أي آثار جانبية في غنى عنها.
- لو كان المصاب على علم بوجود ذبحة صدرية معينة يعاني منها، فعليه اتباع الإرشادات والنصائح التي قدمها له الطبيب كتناول النيتروجليسرين (Nitroglycerin) تحت اللسان فورًا، أو الذهاب للطوارئ في مشفى الرعاية على الفور.
كيفية تشخيص الذبحة الصدرية
يقوم الطبيب المُعالِج بتشخيص الفرد المصاب بالذبحة الصدرية من خلال:
- مراجعة التاريخ الطبي للمريض، ومعرفة الأمراض المصاب بها كالسكري والضغط، بالإضافة إلى تاريخ العائلة الطبي، وعن وجود أمراض، وعن مستويات كُلٍّ من الكولسترول الضار والجيد في الجسم. والسؤال حول النمط اليومي للشخص المصاب، هل هو مدخن؟ وهل يقوم بأعمال تتطلب مجهود كبير؟
- سيعمل الطبيب على فحص نبض الشخص المصاب بالذبحة الصدرية، وسيقوم بقياس ضغط الدم، وسيتطرق لعمل اختبار وربما أكثر من أجل التحقق في حال كان المصاب يعاني من مرض الشريان التاجي، ومن ضمن هذه الاختبارات:
- تخطيط كهربية القلب (EKG)، وهو رسم كهربائي يُسجِّل نبضات القلب الكهربائية، إذ تعمل كل نبضة في القلب بواسطة نبضة كهربائية تصدر عن خلايا معينة في القلب. ومن خلال تخطيط كهربية القلب يمكن معرفة معدلات ضربات القلب والإيقاع، ومن الممكن تمييز وجود انسداد في الشريان.
- اختبار الجهد، يتم إجراء هذا الاختبار في حال كانت نتائج تخطيط كهربية القلب طبيعية، يقوم فيه الطبيب بإرسال المصاب بالذبحة الصدرية لممارسة الرياضة من خلال المشي على جهاز المشي وذلك لتحفيز الجهد، ومراقبة معدلات ضربات القلب. ومن الممكن أن يستخدم الطبيب في هذا النوع من الاختبارات الأدوية من أجل تحفيز القلب في حال عدم قدرة المريض على المشي. ومن ثم يتم عرضه للتصوير بالموجات فوق الصوتية.
- تصوير الأوعية التاجية، وهو تصوير بالأشعة السينية ويكشف بشكل دقيق عن وجود مرض الشريان التاجي. ويكون من خلال الإجراءات التي تُعرف بالقسطرة القلبية، إذ يقوم الطبيب بإدخال أنبوب رفيع في شريان الساعد أو الفخذ، ومن ثم يقوم بتوجيه الكاميرا الخاصة بشكل مباشر للقلب، وبعد ذلك يتم حقن نوع من الصبغة في الأوعية الدموية لقلب المصاب لتكون مرئية في جهاز الأشعة السينية ومعرفة مدى تدفق الدم للشرايين التاجية، وتوضيح المناطق الضيقة أو المسدودة.
علاج الذبحة الصدرية
بعد تشخيص الطبيب لحالة المصاب بالذبحة الصدرية، يبدأ بكتابة العلاج الذي يتناسب مع الحالة، وتكون الآلية كالآتي:
- يُقدِّم الطبيب نصائح تتعلق في أسلوب حياة المريض، فلو كان المريض يعاني من السُمنة المفرطة، يقدم الطبيب النصيحة حول ضرورة التخلص من السُمنة كونها عامِلًا مُساهِمًا في استمرار وَحِدَّة المرض. ولو كان المريض لديه عادة التدخين سيخبره بضرورة تجنب التدخين. بالإضافة لضرورة ممارسة بعض التمارين والأنشطة الرياضية لمن يعانون من ارتفاع في ضغط الدم، وسيكتب الطبيب أدوية خافضة للكولسترول لمن يوجد لديهم مشكلة الكولسترول المرتفع في الدم.
- في بعض الأحيان، تغيير أسلوب ونمط الحياة لا يكون فعالًا في تقليل مخاطر الذبحة الصدرية، وعلى ذلك يلجأ الطبيب للعلاج بالأدوية.
- في حال لم تكن الأدوية فعَّالة بشكل كبير، ستحتاج بعض الحالات للجراحة، وتكون من خلال:
- القسطرة أو الدعامة، إذ يقوم الطبيب بإدخال أنبوب بداخله بالون في الشريان الضيق، ويتم نفخ البالون لتوسيع الشريان وإعادة سَرَيَان الدم بالشكل الطبيعي. كما ومن الممكن إدخال أنبوب إلى الشريان يُدعى الدعامة، وبدوره يساعد على إبقاء الشريان مفتوحًا، كما يحتوي على دواء يساعد في عدم حدوث انسداد في الشرايين، وهناك أنواع منها مصنوعة من المعدن وأنواع أخرى يمتصها الجسم مع الوقت.
جراحة تحويل مسار الشريان التاجي
، من خلال الاستعانة بأوردة أو شرايين سليمة من منطقة أخرى من الجسم للالتفاف حول الأوعية الضيقة.