تحقيق مسبار
أصبحت وسائلُ الحملِ كثيرة وتوفر الكثير من الخيارات التي تُلائم المرأة ورغباتها وصحتها أيضًا، ومن أهم هذه الوسائل هو اللولب، فما هو اللولب وكيف يعمل؟ وهل تختلفُ أنواع اللولب عن بعضها؟ وما هي الأعراضُ الجانبية الناجمة عن استخدامه؟
وسائل منع الحمل
تتعدد وسائل منعِ الحمل، وأصبحت مع تطورها الكبير متوفرة بأشكالٍ وأنواعٍ مختلفة تلبي كافة الاحتياجات وتؤدي الكثير من الوظائف إلى جانبِ دورها في تنظيم النسل ومنع الحمل، فبعضُ هذه الأنواع يساعد على تلطيف البشرة والبعض الآخر يحمي من الأمراض المنقولةِ جنسيًا، كما وتختلف هذه الأنواع باختلافِ طرق استخدامها وأعراضها الجانبية على الجسم، ومدى فعاليتها وصلاحية استخدامها، ومن أهم وسائل منع الحمل ما يلي:
- الواقي الذكري: من أكثر وسائلِ منع الحمل استخدامًا، كما أنه النوع الوحيد الذي يحمي الجسم من معظم الأمراض المنقولة جنسيًا مثل مرض الإيدز، بالإضافة إلى أنه خالٍ من الهرمونات التي تؤثر على الجسم، وليست هناك أعراضٌ جانبية من استخدامه.
- حبوب منع الحمل: هي عبارة عن كبسولات طبية تدخل بعض الهرمونات النسائية في تركيبتها، يجب تناول هذه الحبوب باستمرارٍ وبشكلٍ منتظم كي تحافظ على فعاليتها، وتعد الحبوب من أكثر وسائل منع الحمل شيوعًا بسبب فعاليتها العالية، وعلى الرغم من ذلك، لها العديد من الأعراض الجانبية وقد يؤدي استخدامها الطويل إلى مخاطر صحية.
- اللولب: أداة صغيرة يشبه شكلها الحرف T، يتم تركيبه داخل رحم المرأة بواسطة طبيبٍ مُختص، وهي من وسائل منع الحمل طويلة المدى، حيث تدوم فعاليتها لسنوات، كما أنها فعالةٌ بنسبة 99%، ويمكن استخدام اللولب لمنع الحمل بشكلٍ طارئ، حيث يمكن أن يمنعَ الحمل إذا ما تم وضعه خلال خمسة أيامٍ من ممارسةِ الجنس.
بالإضافة إلى الوسائل السابقة، هناك وسائلَ أخرى تساعد على منع الحمل مثل الأدواتِ الهرمونية التي يتم وضعها في الرحم من أجل صُنع غشاءٍ مخاطي، كما ويمكن استخدام الحقن الهرمونية من أجلِ منع الحمل، بالإضافة إلى وجود حبوب منع الحمل الطارئة التي يمكن استخدامها أيضًا بعد الممارسة من أجل منع حدوث الحمل، وتزداد فعالية هذه الحبوب كلما تم الاستعجال في استخدامها.
كيف يعمل اللولب؟
يُسمى اللولب بالملف النحاسي، وذلك لاحتوائه على النحاس، حيث أنه يفرزه عند تركيبه لمنعِ حدوث الحمل، وتستمر فعالية اللولب لفترةٍ تستمر من خمسة إلى عشرة أعوام، وتعتمدُ مدة صلاحيته على المواد الداخلة في تركيب أنواعهِ المختلفة، واللولب من وسائل منع الحمل التي أثبتت فعاليتها، حيث تزيد فعاليته عن 99% إذا ما تم تركيبه بالشكل الصحيح، وعلى الرغم من ذلك، لا يُعد اللولب خيارًا مثاليًا لما له من آثار جانبية عند استخدامه.
يعملُ اللولب بشكلٍ مشابهٍ لوسائل منع الحمل الموضوعةِ داخل الرحم، إلا أن بعض أنواعه تفرز النحاس على خلافِ الوسائل الأخرى التي تفرز الهرمونات، كما أنه لا يختلفُ كثيرًا عن حبوب منع الحمل في طريقة العمل، حيث إن الأولى تفرز الهرمونات من أجل تسميك الغشاء المخاطي عند عنق الرحم، أما اللولب يقوم بإفراز النحاس من أجل تغيير مسار الحيوانات المنوية، بالإضافة إلى قدرته على منع البويضة من الإخصاب، وإذا كان عمر المرأة 40 عامًا فما فوق، يمكن لها أن تترك اللولب مكانه حتى تصل إلى سن اليأس.
هل تختلف أنواع اللولب عن بعضها؟
نعم، تختلفُ أنواع اللولب عن بعضها، حيث تختلف المواد الداخلة في تركيبها، والطريقةُ التي تعمل بها، وبالرغم من الاختلاف في الشكل أو الحجم أو مواد التصنيع، إلا أنَّ جميع أنواع اللولب تتشابه فيما بينها من حيث الوظيفة، كما أن فعاليةِ الأنواع المختلفة لا تختلفُ كثيرًا عن بعضها، وهناك نوعان رئيسيانِ من اللولب، النوع الأول يدخل النحاس في تركيبه، والثاني يحتوي على مواد هرمونية بدلًا من النحاس.
- اللولب الهرموني: يحتوي اللولب الهرموني على كمية من هرمون البروجستين (Progestin)، يقوم بإطلاقها بنسبٍ ثابتة طوال مدة عمله داخل الرحم. ويعمل اللولب الهرموني على إبعادِ الحيوانات المنوية عن البويضة من خلال جعل الغشاء المخاطي في عنق الرحم سميكًا بحيث لا تتمكن الحيوانات المنوية من اختراقه، ويمتاز هذا النوع من اللولب بقدرته على تخفيف الألم المصاحب للدورة الشهرية لاحتوائه على الهرمونات.
- اللولب النحاسي (غير الهرموني): يشابه اللولب الهرموني بالشكل، لكنه يحتوي على معدنِ النحاس يكون ملفوفًا حوله ولا يحتوي على الهرمونات، ويقوم اللولب النحاسي بإفراز النحاس ليُبعد الحيوانات المنوية عن الرحم ويمنعها من الوصول إلى البويضة، ورغم أنّ اللولب النحاسي لا يقوم بإنشاء غشاءٍ حول عنق الرحم، إلا أن فعاليته مماثلة للنوع الهرموني في إبعاد الحيوانات المنوية.
تختلف مدة صلاحية اللولب بحسبِ اختلاف نوع المادة المصنوعة منه، فبعض أنواع اللولب الهرموني تعمل لمدة تصل إلى سبعة أعوام، أما اللولب النحاسي، فتصل صلاحيته إلى 12 عامًا، وعلى الرغم من طول فترة الصلاحية، إلا أن المرأة بإمكانها إزالة اللولب وقتما تشاء بمساعدة الطبيب المختص، وبإمكانها تغييره أيضًا إذا ما انتهت فترة صلاحيته.
الأعراض الجانبية لاستخدام اللولب
لا يخلو استخدام وسائل الحمل العديدةِ من الأعراض الجانبية، إلا أن استخدام اللولب له أعراضًا جانبية أقل من غيرها، وتختلف هذه الأعراض باختلافِ أنواع اللولب، فاللولب النحاسي يسبب تقلصات الدورة الشهرية، في حين أن اللولب الهرموني لا يسببها، إلا أنه يسبب تغيرًا في فترات الدورة الشهرية بسبب احتوائه على الهرمونات.
- تعاني بعض النساء من النزيف وظهور البقع بين فترات الحيض عند استخدام اللولب لمنع الحمل. وقد يجعل الدورة أكثر غزارةً لمدةٍ تصل إلى ستة أشهر بعد تركيبه.
- يسبب اللولب النحاسي نزيفًا في الفترة الأولى من استخدامه، ويستمر هذا النزيف لأشهر قليلة.
- قد تصاب المرأة بأمراض في الرحم في أول شهر من استخدام اللولب، كما وتكون عُرضةً للإصابة بأمراضٍ أخرى.
- عند استخدام اللولب، وخلال أول 20 يومًا من استخدامه، تصبح المرأة عرضةً للإصابة بالتهابات الحوض.
- اللولب معرَّض للتحرك من مكانه دون أن تشعر المرأة.
- قد يسبب تركيب اللولب شعورًا بعدم الراحة خصوصًا في الفترة الأولى لتركيبه.
- لا يُعد اللولب خيارًا مناسبا للنساء اللواتي أُصبن بعدوى الحوض، كما أنه لا يحمي من الأمراض المنقولة جنسيًا.
يحتاج رحم المرأة لفترة من الوقت كي يعتادَ على وجود اللولب، تظهر غالبية الأعراض الجانبية في الفترة الأولى من وضعه إلى حين أن يعتاد الرحم عليه، هناك بعض الأدوية المساعدةِ يمكن تناولها من أجل تخفيف الآثار الجانبية لاستخدامه، وهناك حالات تُمنع فيها المرأة من استخدام اللولب كوسيلة لمنع الحمل، منها:
- إذا كانت حاملًا بالفعل.
- إذا كانت تعاني من حساسيةٍ تجاه النحاس.
- إذا كانت عُرضة لخطر الإصابة بالأمراض الجنسية، أو إذا كانت قد أصيبت بأحدها حديثًا.
- إذا كانت تعاني من مشاكلَ صحية في الكبد، أو إذا كانت تعاني من التهاباتِ الحوض مؤخرًا.
- إذا كانت تعاني من مرض السرطان في عنق الرحم، أو في المبيض أو بطانةِ الرحم.
في جميع الأحوال، يمكن للمرأة إزالة اللولب إذا ما شعرت بعدم الراحة أو إذا عانت من أعراضٍ جانبية تؤثر على صحتها، كما ويمكن لها إزالته إذا قررت أن تحمل، حيث يصبح باستطاعتها الحمل فور أن تقوم بإزالته.
اقرأ/ي على مسبار:
هل يتأثر شكل الجنين بما تراه الأم الحامل؟
هل صحة اختبار الحمل المنزلي موثوقة؟