تحقيق مسبار
تعتبر معرفة نوع الجنين تجربة استثنائية وفريد يعيشها الآباء والأمهات في بداية الحمل. وتمنح التوقعات بخصوص نوع الجنين الكثير من الإنسانية والدفء في تجربة الحمل والإنجاب. وتتساءل الكثير من النساء مباشرة بعد معرفتهن بحملهن عن الطريقة والتوقيت المناسب لمعرفة نوع الجنين الذي يحملنه في بطونهن.
تجيب هذه المقالة عن هذا السؤال، وتحدد بالضبط المواعيد المناسبة للأطباء للتدخل لمعرفة نوع الجنين، وطرق التعرف عليه، ورحلة الجنين نحو تحديد جنسه ونوعه.
كيف يتحدد جنس الجنين؟
يتم تحديد نوع الجنين عند حدوث الحمل من خلال جيناته. ويتحكم في تحديد جنس الجنين الصبغي أو الكروموسوم الذي يحمله الجنين. فتصبح الأجنة ذات الكروموسومات XY ذكورًا، وتصبح الأجنة التي لديها كروموسومات XX إناثًا. وتتضمن الصبغيات الجنسية أكثر من 70 جينًا مختلفًا تساهم في تحديد نوع الجنين. وطوال فترة الحمل، يؤثر التعرض للهرمونات التي تحددها جينات الجنين على أعضاء الطفل ووظائفه وحتى سلوكه. ولكن قبل أن تتم عملية تحديد الجنس يمتلك كلا الجنسين ما يُعرف باسم "النتوءات التناسلية"، وهي مجموعة أولية متطابقة من الأعضاء التناسلية التي تتمايز في النهاية لتصبح أعضاءً جنسية ذكورية أو أنثوية. هذا يعني أن جميع أعضائنا الجنسية تأتي من نفس الأسس، فالخصيتان عند الرجال تعادل الشفرين والمبيضين عند النساء، والقضيب يعادل البظر.
كيف يتمايز الجنس الذكري؟
إن المسؤول عن التمايز بين الجنس الذكري والأنثوي هو هرمون التستوستيرون الذكري (Testosterone). إذ يعطي كروموسوم Y الإشارة لإنتاج هرمون التستوستيرون، وتبدأ الأعضاء التناسلية الذكرية في التطور. وتعادل التركيزات القصوى من هرمون التستوستيرون في جسم الجنين عند الأسبوع السادس عشر من الحمل الكميات الموجودة لدى الرجال البالغين. وبين الأسبوع السادس عشر والأسبوع العشرين من الحمل، تبدأ مستويات هرمون التستوستيرون في الانخفاض حتى تصل إلى المستوى العادي المعروف في سن البلوغ المبكر بحوالي في حدود الأسبوع الرابع والعشرين.
متى يتحدد نوع الجنين الذكر؟
تتطور الأعضاء التناسلية للجنين في الغالب بين الأسبوع السابع والثاني عشر من الحمل. مع بداية الأسبوع التاسع، تبدأ الأعضاء التناسلية للرضيع عملية التحول إلى ذكر. يبدأ النتوء التناسلي في البروز عند الأسبوع التاسع لتكوين القضيب. ومع ذلك، يظل القضيب والبظر بنفس الحجم حتى حوالي 14 أسبوعًا. وتبدأ البراعم التي ستكوّن البروستاتا لدى الجنين الذكر في الظهور عند الأسبوع العاشر. ويكتمل تكوين الجهاز البولي عندما يبلغ عمر الجنين حوالي 14 أسبوعًا. وستبدأ الخصيتان بالهبوط في الأسبوع السادس والعشرين، بينما ينمو قضيب الطفل أكثر خلال الثلث الثالث من الحمل.
متى يتحدد نوع الجنين الأنثى؟
عند الإناث يظل نمو الأعضاء التناسلية الخارجية ثابتًا إلى حد كبير. وبمرور الوقت تظهر المبايض في الأسبوع الحادي عشر أو الثاني عشر من الحمل. وبحلول الأسبوع العشرين من الحمل تقريبًا، تحصل الأنثى على 7 ملايين بويضة أولية، ستنخفض أعدادها إلى حوالي مليوني بويضة عند ولادتها. ثم يفتح المهبل على سطح منطقة العجان بعد 22 أسبوعًا من الحمل.
متى يمكن معرفة نوع الجنين في الرحم؟
ما بين الأسبوع الثامن عشر والأسبوع الثاني والعشرين من الحمل، يمكن أن تحدد الموجات فوق الصوتية من المستوى الثاني ما إذا كان الطفل ذكرًا أم أنثى من خلال البحث عن القضيب. ومع ذلك فقد يقع خطأ في التشخيص، إذ يمكن أن يتم الخلط بين الحبل السري والقضيب عند الفتيات، أو يكون قضيب الصبي غير مرئي لأنه مدفوع بين ساقي الطفل المغلقتين.
وفي الأسبوع العاشر تقريبًا من الحمل، يمكن إجراء اختبار ما قبل الولادة غير الجراحي (NIPT)، وهو الفحص الذي يحلل الخلايا الجنينية من مشيمة الجنين. ويعتبر هذا الاختبار دقيقًا إلى حد كبير في تحديد نوع الجنين، على الرغم من أن دقته لا تصل إلى نسبة 100٪. وتبقى الطريقة الوحيدة لمعرفة نوع الجنين بشكل مؤكد قبل الولادة هي إجراء الاختبار التشخيصي الباضع، مثل بزل السلى أو أخذ عينة من الزغابات المشيمية (CVS) وهما اختباران يفحصان الحمض النووي للجنين.
هل تدل بعض أعراض الحمل على نوع الجنين؟
أظهرت بعض الأبحاث أن بعض الأعراض لدى الأمهات الحوامل قد تشير إلى نوع الجنين، فالنساء المصابات بسكري الحمل، على سبيل المثال، أكثر قابلية قليلاً لإنجاب الذكور بسبب التغيرات الأيضية الأكبر. وتميل النساء اللواتي يحملن بالإناث إلى الإصابة بمعدلات أعلى من الربو، والذي يُعتقد أنه ناتج عن الاستجابات الالتهابية لحمل الفتاة في جسم الأم. أما النساء اللائي يتعرضن للتوتر الشديد فإنهن أكثر قابلية قليلاً لإنجاب الفتيات، لأن الفتيات أقل عرضة للظروف غير المواتية في الرحم. ولكن على الرغم من أهمية هذه العلامات إلا أنها بعيدة كل البعد عن كونها تنبؤات دقيقة بجنس الطفل.
هل يمكن أن يتأثر نوع الجنين بعوامل أخرى؟
على الرغم من أن الكروموسومات هي المسؤولة المباشرة عن تحديد جنس الجنين، إلا أنه هناك مؤثرات خارجية يمكن أن تترك أثرًا في نوع الجنين، إذ يمكن للأدوية التي تحتوي على هرمونات أن تؤثر على نوع الجنين. ومن أكثر هذه الأدوية تأثيرًا دواء سبيرونولاكتون (Spironolactone) الخاص بارتفاع ضغط الدم، والذي يقلل هرمون التستوستيرون، لذا ينبغي على النساء الحوامل الحرص على استشارة الطبيب عن أي أدوية يتناولنها.
اقرأ/ي أيضًا:
هل يتأثر شكل الجنين بما تراه الأم الحامل؟
هل صحة اختبار الحمل المنزلي موثوقة؟