تحقيق مسبار
يُعتبر غشاء البكارة من الأمور الحساسة والسرية التي يتجنب الكثيرون الحديث عنها، لهذا السبب تَكثر حول غشاء البكارة العديد من الأسئلة والمعلومات المغلوطة.
يتناول هذا المقال معلوماتٍ عن غشاء البكارة وأنواعه والممارسات التي قد تؤثر على غشاء البكارة وبعض المعلومات المغلوطة عنه، ويجيب كذلك على العديد من الأسئلة وعلى رأسها هل يمكن رؤية غشاء البكارة بالعين؟
معلومات عن غشاء البكارة
غشاء البكارة هو نسيج أو غشاء يتواجد بشكل طبيعي عند بداية فتحة المهبل ويُغطيها جزئيًا في معظم الحالات، أو بصياغة أخرى في الحالات التي تُعتبر طبيعية من الناحية الطبية، أي في الحالات التي لا يتسبب فيها غشاء البكارة بأي مشاكل صحية للفتيات في بداية سن البلوغ. والحقيقة أنه من الناحية الطبية ليس هُناك أي وظيفة عضوية لغشاء البكارة، مما يدفع بعض المصادر الطبية لوصف غشاء البكارة على أنه "بقايا تطورية من المرحلة الجنينية". والمقصود بهذا الوصف أن غشاء البكارة يعود أصله إلى الجيب البولي التناسلي (Urogenital Sinus)، وهو جزء من أجزاء جسم الجنين ينمو ويتطور ليشكل في النهاية الجهاز البولي التناسلي للإناث لدى الولادة، لكنه أي غشاء البكارة لا يؤدي أي وظيفة عضوية بحد ذاته ولا يؤثر على أي وظيفة من وظائف الجهاز البولي التناسلي في الحالات الطبيعية.
هُناك عدة أشكال وأحجام لغشاء البكارة والتي تُعتبر كلها طبيعية، أي أن غشاء البكارة تمامًا كغيره من أعضاء الجسم يختلف من فتاة لأخرى. إلا أنه في بعض الحالات يُعتبر شكل غشاء البكارة غير طبيعي ويستدعي التدخل الطبي نظرًا للمخاطر الصحية التي يُسببها، تُسمى هذه الحالة بغشاء البكارة غير المثقوب، أو غشاء البكارة الكامل أو غشاء البكارة الرتقاء. وفي هذه الحالة يكون غشاء البكارة كما لو أنه غطاء من الجلد أو غشاء يُغطي فتحة المهبل بالكامل ولا يحتوي على أي ثقوب، مما يؤدي إلى مُضاعفات صحية لا تظهر عادةً إلا عند وصول الفتاة لسن البلوغ. أمّا عن أسباب ولادة الفتيات بهذا النوع من غشاء البكارة غير معروفة، لكنّ الحالة نفسها يُمكن أن يتم تشخيصها عند الولادة، وذلك في حال تم إجراء فحص طبي للمولودة بعد الولادة مباشرةً، أو أن يتم اكتشافها بعد أن تبدأ مضاعفات المشكلة بالظهور في سن البلوغ. في كلا الحالتين، أي بغض النظر عن موعد اكتشاف حالة غشاء البكارة الرتقاء، يتم علاج المشكلة جراحيًا بعد أن تبلغ الفتاة سن البلوغ بالفعل. تجدر الإشارة إلى وجود نوع مُشابه وهو غشاء البكارة ذو الفتحة الدقيقة، إلا أن هذا الغشاء لا يُسبب على الأرجح أي مضاعفات صحية.
وكما أن غشاء البكارة يختلف من فتاة لأخرى دون أن يكون لهذا الاختلاف بالضرورة أي دلالة طبية، تتغير طبيعة نسيج غشاء البكارة لدى كل فتاة باختلاف المرحلة العمرية. ويُعتبر البلوغ هو العلامة الفارقة في هذا الأمر، فقبل البلوغ يكون غشاء البكارة رقيقًا ويُمكن أن يكون حساسًا، أما بعد البلوغ يُصبح غشاء البكارة أكثر سُمكًا وأكثر مرونة.
أنواع غشاء البكارة
يختلف شكل غشاء البكارة بين الفتيات ولا يوجد له شكل موحد، كما ويتغير شكله عند كل فتاة باختلاف مراحلها العمرية، فشكل غشاء البكارة لدى نفس الفتاة في مرحلة الطفولة مختلف نسبيًا عن شكله في مرحلة البلوغ أو بعد الزواج. ويُصنف المختصين غشاء البكارة إلى عدة أنواع حسب الاختلافات في شكل الغشاء نفسه وشكل الفتحة التي تطرد دم الحيض خارج الجسم، فيما يلي أنواع غشاء البكارة حسب شكل فتحة الحيض:
1- غشاء البكارة الحَلقي: يعتبر هذا النوع الأكثر شيوعًا بين الإناث حول العالم، ويغطي هذا النوع من غشاء البكارة فتحة المهبل كاملة تقريبًا، لكن يوجد له فتحة في المنتصف تَسمح لدم الحيض بالمرور من خلالها، ونظرًا لشكله القريب من الحلقة المثقوبة من المنتصف، يطلق عليه اسم الغشاء الحَلقي.
2- غشاء البكارة الهلالي: وهو النوع الثاني الأكثر شيوعًا بين الإناث بعد النوع الحلقي، يُطلق عليه مسمى الغشاء الهلالي أو نصف القمر بسبب شكل فتحة دم الحيض فيه، إذ تكون الفتحة المخصصة لمرور دم الحيض طولية لتشبه بذلك هلال القمر.
3- غشاء البكارة الكامل: يُعرف هذا النوع أيضًا بغشاء البكارة غير المثقوب، إذ يغطي فتحة المهبل تمامًا بحيث لا يوجد فيه أي مجال لتدفق دم الحيض، ويعتبر هذا النوع من أنواع أغشية البكارة النادرة جِدًّا، إذ تُقدّر دراسة منشورة أن مولودة واحدة من بين كل 2000 طفلة حديثة الولادة تولد مع غشاء بكارة كامل وغير مثقوب، مما يستدعي القيام بجراحة تصحيحية.
في العادة يُرافق ظاهرة غشاء البكارة الكامل العديد من الحالات المرضية التي تَستَفحل وتَشتد عند وصول الأنثى إلى مرحلة البلوغ دون الخضوع للجراحة تصحيحية، وتتمثل تلك الحالات المرضية بحالات التهاب المسالك البولية وانسداد الحالبين وضيق التنفس. وتعاني بعض الفتيات ولكن بنسب قليلة من حدوث انتفاخ في المهبل والمنطقة الحساسة وألم شديد في منطقة الحوض والبطن والظهر. ولا تقتصر مشاكل غشاء البكارة الكامل على ذلك، فقد تعاني بعض الفتيات أيضًا من وجود كتلة في البطن واحتباس البول وعسر البول والإمساك إذا لم يتم إجراء الجراحة التصحيحية قبل نزول الحيض. ومن الجدير بالذكر كذلك أن بعض الأطباء يقومون بتأجيل التدخّل الجراحي والاعتماد على التغيرات الهرمونية التي ترافق مرحلة البلوغ لعلاج مشكلة غشاء البكارة الكامل، فعند وصول الفتاة إلى سن البلوغ واقتراب وقت نزول الدول الشهرية للمرة الأولى، يَقوم الجسم بإفراز هرمون الإستروجين (Estrogen)، والذي قد يتسبب في إحداث فتحة في غشاء البكارة الكامل عند بعض الحالات.
4- غشاء البكارة المقسوم: يعتبر هذا النوع من الأنواع النادرة أيضًا، فهو يحتوي على فتحتين في المنتصف عوضًا عن فتحة واحدة كما في غشاء البكارة الحلقي. وفي حالة غشاء البكارة المقسوم، يتدفق دم الحيض إلى خارج الجسم بشكل شبه طبيعي، كما لا تضطر الفتاة للخضوع إلى عملية جراحية في أغلب الحالات، لكن تواجه الفتيات اللواتي يولدن مع غشاء بكارة مقسوم صعوبات في استخدام بعض أنواع الفوط الصحية التي تستدعي إدخالها إلى داخل المهبل وقد يتسبب بالألم عند ممارسة الجنس.
5- غشاء البكارة متعدد الفتحات: يغطي هذا النوع فتحة المهبل بالكامل ويَسمح لدم الحيض بالمرور عبر فتحات صغيرة جِدًّا تُشبه ثقوب الغربال لصغر حجمها. بالإضافة إلى ذلك، فإن النساء اللواتي يولدن مع غشاء بكارة متعدد الثقوب قد يعانين من طول مدة أيام الحيض، كذلك يعانين أيضًا من وجود بعض الإفرازات المهبلية الكريهة الرائحة، كما قد يعانين من صعوبات في ممارسة الجنس المهبلي الكامل. وعلاوةً على ذلك، ربطت دراسة منشورة بين بعض حالات العقم وبين غشاء البكارة متعدد الثقوب.
هل يمكن رؤية غشاء البكارة بالعين؟
غير صحيح، لا يمكن رؤية غشاء البكارة بالعين المجردة، إذ إن غشاء البكارة عادةً ما يكون متجانسًا مع المهبل من ناحية اللون والملمس، لهذا السبب تَصعب أو تستحيل رؤية غشاء البكارة بالعين والإحساس به، حتى وإن استعانت السيدة أو الفتاة بمرآة أو ضوء كشاف لتتمكن من الرؤية بشكل أفضل، ولكن الأمر ممكنًا في حال كان الشخص الذي يقوم بالكشف طبيب مختص ولديه إلمام بعملية الفحص والأنواع المتعددة من أغشية البكارة، فالطبيب بالطبع قادر على رؤية غشاء البكارة بالعين كونه مدرب على إجراء هذا النوع من الفحوصات.
تجدر الإشارة إلى أن غشاء البكارة ورؤيته هي مسألة حساسة في كثير من الثقافات والمجتمعات، كون غشاء البكارة قد ارتبط ذهنيًا بالعذرية في تلك المجتمعات، إذ يعتبر البعض وجوده دليلًا قاطعًا على عدم ممارسة الجنس، ولعل المفاجئ في الأمر أن هذا الاعتقاد غير صحيح بشكل مطلق، إذ تشير مراجعة منشورة إلى أن العديد من الدراسات التي أجريت في هذا المجال لم تستطع الربط بشكل حاسم ونهائي بين وجود غشاء البكارة وحتمية العذرية، وأشارت المراجعة إلى أن العديد من الإناث اللواتي مارسن الجنس فعليًا لا زلن يحتفظن بغشاء البكارة كاملًا أو بأجزاء منه، واقتصرت التغيرات التي طرأت على غشاء البكارة عندهن بعد ممارسة الجنس بتمدد الغشاء وتغير سماكته فقط. بالإضافة إلى ذلك، أشارت مصادر طبية موثوقة إلى أن نسبة ضئيلة من الإناث قد يولدن بدون غشاء بكارة أصلًا، نتيجةً لبعض التشوهات الجينية أو بسبب تناول الأم لبعض الأدوية أثناء فترة الحمل.
ما هي الممارسات التي تؤثر على غشاء البكارة؟
بالإضافة إلى ممارسة الجنس، يوجد بعض الممارسات التي تقوم بها النساء من شأنها تغيير شكل غشاء البكارة أو تمزيقه أو فضه بشكل كامل، وقد لا تشعر السيدات والفتيات بتلك التغيرات في كثير من الأحيان، تاليًا أبرز الممارسات التي قد تؤثر على غشاء البكارة:
- ممارسة بعض الرياضات مثل الجمباز وبعض الألعاب السويدية وركوب الخيل قد يؤدي إلى تمدد غشاء البكارة.
- ممارسة بعض التمارين العنيفة، أو الوقوع على الأماكن الحساسة، لذلك من الأفضل مراجعة طبيب مختص عند الشك بالأمر.
- استخدام بعض أنواع الفوط الصحية التي تستلزم الإيلاج في المهبل، ويطلق على تلك الأنواع تسمية (Tampons)، يجدر الإشارة إلى أن استخدام تلك الفوط قد يؤدي فقط إلى تمدد غشاء البكارة، وذلك لا يعني بالضرورة فضه أو تمزيقه بالكامل، ومع ذلك تُفضل الكثيرات عدم استخدامها من قِبَل الفتيات العازبات واستخدام الفوط الاعتيادية المسطحة عوضًا عنها.
- ممارسة العادة السرية.
- إجراء بعض الفحوصات الطبية باستخدام جهاز الموجات فوق الصوتية المهبلي (Transvaginal Ultrasound).
فتحة الدورة الشهرية (فتحة الحيض)
فتحة الدورة الشهرية أو فتحة الحيض هي فتحة أو ثقب متوسط الحجم ذو شكل دائري في الكثير من الحالات يتواجد في غشاء البكارة، يسمح بخروج دماء الدورة الشهرية والإفرازات المهبلية بشكل طبيعي، أي دون أن يُشكل غشاء البكارة عائقًا أمام خروج هذه السوائل من الجسم. والحقيقة أنه بالرغم من اعتبار غشاء البكارة الذي يحتوي على فتحة الدورة الشهرية ذات الشكل الدائري والحجم المتوسط على أنه غشاء البكارة الطبيعي، إلاّ أن هذا الوصف ينطبق أيضًا على أشكال أخرى، أي يُمكن أن يحتوي غشاء البكارة على فتحة تتخذ شكل الهلال أو نصف دائرة، كما يُمكن أن تكون فتحة الدورة الشهرية في بعض الحالات أكثر من فتحة وليس فتحة واحدة. ويُمكن القول أن أهمية فتحة الحيض من الناحية العلمية والطبية تكمن في نقطتين رئيسيتين وهما:
- تصنيف غشاء البكارة: يتم تصنيف غشاء البكارة بشكل رئيسي بناءً على حجم فتحة الدورة الشهرية الموجودة فيه، وكذلك عدد الفتحات في حال وجود أكثر من فتحة واحدة، إذ يُمكن أن يحتوي الغشاء على فتحتين يفصل بينهما حاجز رقيق يُشكل جزءًا من نسيج الغشاء، أو أن يحتوي على عدة فتحات صغيرة.
- خروج دم الحيض: عدم وجود فتحة الحيض بالمطلق يعني أن الفتاة قد وُلِدَت بغشاء بكارة رتقاء، وهذا النوع يؤدي إلى انسداد فتحة المهبل بالكامل، وكنتيجة لذلك، يحدث احتباس دم الحيض في المهبل مما يؤدي إلى مجموعة من الأعراض والمضاعفات الصحية.
في حال عدم وجود فتحة الحيض تظهر الأعراض عادةً بعد سن البلوغ والتي تشمل:
- شعور غير طبيعي بانتفاخ أو امتلاء أو وجود تكتل في الجزء الأسفل من البطن، والذي يحدث نتيجة تجمع دماء الحيض في التجويف المهبلي، والتي لم تتمكن من الخروج من الجسم بصورة طبيعية.
- الشعور بآلام في البطن وكذلك آلام في الظهر.
- اضطراب وظائف الإخراج، والتي تشمل كُلًا من القدرة على التبول والقدرة أيضًا على إخراج الفضلات.
الأعراض المذكورة أعلاه والمشكلة التي أدت إليها أي تجمع دماء الحيض في التجويف المهبلي، حدثت في الأساس بسبب عدم وجود فتحة الحيض في الغشاء، لذا فإن العلاج يتمثل بإجراءٍ جراحي بسيط يهدف إلى إحداث شق أو ثُقب صغير في غشاء البكارة، وهو إجراء بسيط لا يدعو للقلق، وفي الغالب لا تترتب عليه أي مُضاعفات، وسُرعان ما تتعافى الفتاة من هذه الجراحة الصُغرى. تجدر الإشارة إلى أن الجراح لن يقوم بإزالة غشاء البكارة بالكامل وإنما يقوم فقط بعمل شق أو فتحة تُحاكي الفتحة الموجودة أصلًا في غشاء البكارة الطبيعي.
هل الفوط الصحية تؤثر على البكارة؟
لا يُمكن القول أن الفوط الصحية تؤثر على البكارة. هُناك الكثير من الأسئلة التي تتكرر باستمرار حول إمكانية تضرر أو تمزق غشاء البكارة بشكل عَرَضي غير مقصود قبل الزواج أو قبل الممارسة الجنسية المهبلية الأولى، وذلك بسبب الأهمية الاجتماعية والثقافية المُرتبطة بمسألة العذرية والتي سبق الحديث عنها في هذا المقال. ومن بين هذه الأسئلة والمخاوف هو إذا ما كانت الفوط الصحية تؤثر على البكارة، لكن الإجابة هي لا، لا يُمكن للفوط الصحية أن تؤثر على البكارة. السبب الرئيسي لتمزق غشاء البكارة هو ممارسة الجنس، هُناك أسباب أخرى يُعتقد أنها يُمكن أن تؤدي إلى تضرر نسيج غشاء البكارة أو تمزقه بِحسب الدراسة المُشار إليها سابقًا والتي تشمل:
- إدخال أي جسم في المهبل مثل السدادات القطنية (Tampon).
- الخضوع لعملية جراحية.
- ممارسة نشاط رياضي قوي جدًا وعنيف جدًا.
- التعرض لإصابة شديدة في المهبل، مثل السقوط بشكل مباشر على جسم أو سطح صلب.
- ممارسة العادة السرية.
ومن المعروف أن الفوط الصحية يتم استخدامها خارجيًا، على العكس من ذلك، السدادات القطنية هي نوع مختلف من منتجات العناية الشخصية التي تستخدم خلال الدورة الشهرية. وهي عبارة عن لفافة قطنية أسطوانية الشكل يتم وضعها بداخل المهبل وليس خارجه، لذا تذكر العديد من المصادر إمكانية أن تؤثر السدادات القطنية على البكارة، أي أن تتسبب في تمزق الغشاء دون قصد. جدير بالذكر أن الأسباب الأخرى بخلاف ممارسة الجنس والتي يُعتقد أنها يمكن أن تؤثر على البكارة، نادرًا ما تتسبب في ذلك، باستثناء إدخال أي جسم في المهبل مثل السدادة القطنية، لذا تُعتبر الفوط الصحية في الحقيقة خيارًا أفضل ولا يستدعي القلق بهذا الخصوص.
فض البكارة
يُعتبر مفهوم أو تعريف فض البكارة الأكثر انتشارًا في الكثير من الدول والثقافات واللغات هو زوال أو تمزق غشاء البكارة نتيجة ممارسة المرأة الجنس للمرة الأولى، والذي عادةً يُصاحبه حدوث نزيف. يُعرف قاموس مريام ويبستر الكلمة الإنجليزية المُقابلة لفض البكارة على النحو التالي: "تمزق غشاء البكارة بسبب الممارسة الجنسية"، وبالرغم من عدم وجود أي وظيفة لغشاء البكارة، وعدم وجود أي أهمية أو دلالة طبية لمسألة فض البكارة، إلاّ أن لهذا الأمر تأثير قوي جدًا من الناحية الثقافية والإجتماعية والقانونية في الكثير من المُجتمعات. لذا من المُهم توضيح بعض الحقائق العلمية والطبية المُتعلقة بالموضوع كما يلي:
- يختلف غشاء البكارة في حجمه وشكله وشكل الفتحة الموجودة فيه، والتي يُمكن أن لا تكون موجودة على الإطلاق في عدد من الحالات، كما أنه يزداد سُمكًا ومرونة بدايةً من سن البلوغ، مما يعني أن مقدار مرونته وقدرته على التمدد أيضًا يختلف من امرأة إلى أخرى.
- يعتقد الكثيرون أن فض البكارة يعني بالضرورة أن غشاء البكارة سيتمزق، وأن هذا التمزق بدوره يتسبب في حدوث نزيف. وبالرغم من أن هذا الأمر صحيح في أغلب الحالات، لكن استنادًا إلى الدراسات العلمية، يُمكن ألا يحدث هذا الأمر في بعض الحالات.
- في بعض الحالات، تُتيح مرونة الغشاء وحجم الفتحة الموجودة فيه أن تحدث الممارسة الجنسية الأولى دون أن يتمزق الغشاء على الإطلاق، وبالتالي دون أن يحدث النزيف. ولا يعني هذا الأمر بالضرورة حدوث ممارسة الجنس سابقًا.
- غشاء البكارة يخلو تقريبًا من الأوعية الدموية، مما يعني أن تمزقه في حال حدث التمزق بالفعل، يُحدِث نزيفًا بسيطًا جدًا، يُمكن أن يصعب ملاحظة حدوثه. كما أن حدوث النزيف بغزارة يمكن أن يكون ناتج عن عوامل مثل حدوث الإيلاج بعنف أثناء فض البكارة، أو أن تكون الممارسة الجنسية الأولى وقعت بالإكراه، وكذلك أن تكون المرأة غير مُستثارة جنسيًا قبلا الإيلاج، وكذلك في حال إصابتها بالتهابات مهبلية.
خلاصة ما سبق هو أن التصورات الشائعة والتوقعات المُسبقة حول العذرية وفض البكارة قد تكون صحيحة في معظم الحالات، لكن لا يُمكن القول أنها صحيحة في 100% من الحالات. كما أن الاعتبارات الاجتماعية التي تُبنى على هذه التصورات تخلق العديد من المشاكل والتعقيدات التي تصل في بعض الأحيان إلى ارتكاب جرائم العُنف ضد النساء، مما دفع القائمين على دراسة حول هذا الموضوع إلى وصف أمور مثل العذرية بأنها تُمثل في الكثير من الأحيان "مسألة حياة أو موت". كما تمت الإشارة إلى وجوب توعية العاملين في القطاع الطبي بهذا الخصوص.
معلومات مغلوطة عن غشاء البكارة
تتناقل الأجيال الجديدة والسابقة بعض المعلومات المغلوطة حول غشاء البكارة، ونظرًا لطبيعة تلك المجتمعات التي تعتبر الثقافة الجنسية أمرًا مخجلًا، فإن العديد من تلك المعلومات لا يزال راسخًا إلى الآن، تاليًا بعض المعلومات الخاطئة عن غشاء البكارة مع التصحيح العلمي لها:
- الألم المصاحب لممارسة الجنس في المرة الأولى ناجم عن فض غشاء البكارة: يعتبر الألم الجسدي المصاحب لممارسة الجنس للمرة الأولى من علامات التوتر وعدم الارتياح، وهو غير ناجم بالضرورة عن فض غشاء البكارة كما يعتقد الكثيرون.
- نزول الدم من المهبل دليل قاطع على فض غشاء البكارة: يعتقد الكثيرون أن ممارسة الجنس للمرة الأولى لا بد أن تكون مصحوبة بنزول الدم من المهبل كدليل على فض غشاء البكارة، ويعتبر هذا المعتقد خاطئًا حيث تؤدي مرونة غشاء البكارة إلى عدم نزول الدم عند البعض، كما لوحظ أن الإناث اللواتي يشهدن نزول الدم عند الممارسة الأولى هن اللواتي يمتلكن غشاء بكارة سميك، فيكون نزول الدم نتيجة لتعرض غشاء البكارة والمهبل كاملًا للخدوش أثناء الممارسة الجنسية الأولى، كما أن الدم النازل في تلك الحالة يكون لونه باهتًا ولا يشبه لون دم الحيض الغامق.
- فحوص العذرية التي تجرى على غشاء البكارة قطعية ودقيقة تمامًا: تجري بعض الثقافات فحصًا لغشاء البكارة قبل الزواج من أجل حسم مسألة عذرية الفتيات أمام المجتمع، والحقيقة أن العديد من المصادر الطبية تعتبر تلك الفحوصات غير دقيقة تمامًا، كما وتدعو منظمة الصحة العالمية إلى وقف إجراء تلك الفحوصات لعدم دقتها، علاوةً على أنها تهدد حياة العديد من النساء في بعض بلدان العالم.