تحقيق مسبار
إن الطريقة الطبيعية لإنجاب الأطفال تكون من خلال حمل المرأة، لكن قد لا ينجح ذلك لأسباب صحية أو خلقية، فيتم اللجوء إلى الخيارات الأخرى وأهمها التلقيح الصناعية، فما هو التلقيح الصناعي؟ وما هي أنواعه؟ وهل التلقيح الصناعي مؤلم؟ يجيب المقال التالي عن الأسئلة السابقة كما ويوضح البدائل المتاحة للتلقيح الصناعي.
ما هو التلقيح الصناعي؟
هو واحدٌ من الخيارات المتبعة من أجل إنجاحِ الحمل، ويتم التلقيح الصناعي من خلالِ وضعِ الحيوانات المنوية في رحم الأنثى مباشرةً من دون اتصالٍ جنسي، وهناك عدة طرقٍ للتلقيح الصناعي، ويُلجأ إليه كخيارٍ لإنجاح الحمل إذا ما فشلت الخيارات الطبيعية، وقد يكونُ بسبب وجودِ خللٍ وظيفي منع من حدوث الإباضة داخل رحم المرأة، وهناك عدة أسباب لانقطاع الإباضة عندها:
- تُصاب بعض النساء بمتلازمةِ المبيض متعدد الكيسات، وهي حالة مرضية مزمنة شائعة لدى النساء تمنعُ حدوث الإباضة أو تمنع انتظامها، وتعاني النساءُ المصابات بهذه المتلازمة من ارتفاعِ مستويات التستستيرون (Testosterone) في أجسامهن.
- تناقص احتياطي المبايض عند النساء، حيث تمتلك الأنثى عدد مبايضٍ مُعيّن ينتهي مع مرور الوقت، إلا أنه قد ينفذ قبل عمر معين، أو قد لا تمتلك الأنثى عددًا معينًا من البيوض مما يؤثر على نجاح عملية الحمل.
- قد ينقطع الطمث الوظيفي عند النساء في بعض الحالات، مثل الإفراط في ممارسةِ الرياضة، أو تعرض الجسم لإجهادٍ كبير أو عند فقدان الوزن بشكلٍ لافت، ورغم ارتباطهِ بفقدان الشهية إلا أن الطمث قد ينقطع بسبب مزيجٍ من العوامل.
- قد يحدُث خللٌ في وظيفة الغدة النخامية تمنع إباضة المرأة، مثل إنتاج كمية أكبر من هرمون البرولاكتين (Prolactin)، أو بسبب وجود وظيفةٍ غير سليمةٍ في منطقة ما تحت المِهاد في الدماغ مما يمنعُ حدوث الإباضة عند النساء.
- ينقطع الطمث عند سن اليأس وتصبحُ المرأة غير قادرةً على الحمل، وتصل المرأة سن اليأس عند وصولها الخمسين سنة أغلب الأحيان، ومن علاماته حدوث التهاباتٍ وتقلبات المزاج وصعوبة النوم.
قد يحدث العقم أيضًا عند انسداد قناة فالوب الواصلة إلى الرحم، وقد يكون ذلك بسبب عدوى سابقة مثل التهاباتٍ تصيب الزائدة الدودية أو بسبب إصابةِ المرأة بمرض السيلان أو الكلاميديا أو حتى إذا خضعت لعمليةٍ جراحية.
أنواع التلقيح الصناعي
تطورت أنواعُ التلقيح الصناعي مع مرور الوقت، كما وارتفعت فعاليتها مع التطور العلمي الكبير، وتعددت أنواعه بشكلٍ زاد من الخيارات التي يمكن الأخذ بها من أجل إنجاح الحمل، حيث يقوم الطبيب باختيار الطريقة المناسبة بناءً على نتائج الفحوصات التي يتم إجراؤها، وهناك نوعان رئيسيان للتلقيح الصناعي:
- التلقيح داخل الرحم: هو عملية حقن رحم الزوجة بالحيوانات المنوية، ويكون ذلك من خلال مدِّ أنبوبٍ إلى رحم الأنثى من أجل إيصال الحيوانات المنوية إليها، ويحقن الرحم بالحيوانات المنوية أثناء فترة الإباضة مباشرةً داخل الرحم، مما يقلل من المدة الواجب قطعها كي تصلَ الحيوانات إلى البويضة فترتفع فرص الإخصاب.
- التلقيح خارج الرحم (عبر الأنابيب): تتم عملية التلقيح عبر الأنابيب على مرحلتين، حيث يتم في المرحلة الأولى وضع البويضة والحيوانات المنوية معًا في أنبوب إلى أن يتم الإخصاب، وعند نجاحها وإنتاج الجنين يتم زرعه في رحم المرأة، تختلف هذه الطريقة عن سابقتها بأن التلقيح يجري خارج الرحم في ظروف مخبرية، ويعد هذا الخيار شائعًا، خصوصًا إذا ما كانت المرأة تعاني من مشاكل في الرحم تمنع من حدوثِ الإخصاب.
إن عملية التلقيح الصناعي تتطلب متابعة طبية قبل وبعد إجرائها، حيث أنّ هناك بعض الأدوية اللازم تناولها قبل إجراء العملية من أجل تحفيز البويضة على التخصيب، ومعدل نجاح عملية التلقيح الصناعي الداخلي يتراوح من 5 إلى 20%، وفي العديد من الحالات يتم اللجوء إلى الخيار الثاني.
هل التلقيح الصناعي مؤلم؟
تشعرُ بعض النساء بالألم بعد إجراء عملية التلقيح الصناعي، وتصف بعضهن هذا الألم بما يشبه التشنج، خصوصًا عندما يتم الحقن، ويمكن علاجه باستخدام مسكنات الألم ودون وجودِ وصفةٍ طبية، حيث يزول الألم الناجم بعد يومين من العلاج، وهناك بعض الآثار الجانبية للتلقيح الصناعي، مثل استجابةِ الجسم لعلاجاتِ الخصوبة الهرمونية، بالإضافة إلى بعض المخاطر التي قد تصاحب عملية التلقيح أو نقل الجنين إلى رحم المرأة في حالة التلقيح الصناعي الخارجي.
- في بعض الحالات النادرة، تعاني بعض النساء من عدوى الحوض، وهي من الأعراض الجانبية لحقن الهرمونات المحفزة للمبيض قبل إجراء عمليةِ التلقيح الصناعي.
- تعاني بعض النساء مما يُعرف بحنان الثدي، وهو من الأعراض الجانبية لعملية التخصيب.
- بسببِ الحقن التي تحتوي على الهرمونات، تعاني النساء من الانتفاخ أثناءَ فترة الدورة الشهرية، وذلك بسبب ارتفاعِ معدل الهرمونات في جسمها.
- تعاني بعض النساء من الحكة في الجلد بالإضافة إلى احمراره، ويعد ذلك من الأعراض الجانبية للحُقن التي يتم إعطائها للمرأة عند العلاج.
- تعد تقلبات المزاج من الأعراض الشائعة، وذلك بسبب ارتفاع معدل الهرمونات في جسم المرأة.
- تعاني المرأة من حالة إعياءٍ أيضًا، وذلك بسبب التقلبات الهرمونية الناجمة عن العلاجات السابقة لعملية التلقيح، وقد يحدث الإعياء نتيجةً لعدة أعراضٍ جانبية.
إلى جانب الأعراض الجانبية، قد تعاني بعض النساء أيضًا من متلازمة فرط تحفيز المبيض، وهي حالة مرضيةٌ تنتج عن تسرب الهرمونات من الرحم إلى بطن الأنثى نتيجةً لتعرضها لحقن الهرمون بشكل مُكثف، وبالرغم من أنه يمكن علاج غالبية الحالات بسهولة، إلا أنه وفي بعض الحالات المستعصية قد يتطلب الذهاب إلى المستشفى، ومن الأعراض الجانبية للتلقيح الصناعي تعدد المواليد، حيث ترتفعُ نسبةَ التخصيب مع ارتفاعِ معدل الهرمونات في الجسم مما قد ينتج عنه أن تحمل المرأة توأم أو حتى أكثر من ذلك.
بدائل التلقيح الصناعي
إن الهدف الرئيسي من التلقيحِ الصناعي هو إنجاب الأطفال، يبحث الطبيب المساعدُ أولاً عن أسباب العُقم عند كِلا الزوجين قبل أن يقرر إذا ما كان التلقيح الصناعي خيارًا مناسبًا أم لا، وذلك بعد خياراتٍ أخرى مثل علاج أسباب العقم عند كلا الجنسين، ولا يعد التلقيح الصناعي من الخياراتِ الجيدة من أجل الحصول على أطفال، إذ هناك العديد من البدائل التي قد تغني عن التلقيح الصناعي:
- يعد خيار تجميد البويضات ملائمًا في حالة كانت على وشك الإنتهاء، أو إذا أرادت الأنثى أن تبقيها لفترةٍ أطول، ويتم تجفيف البويضة من خلالِ استخدام محلولٍ سكري من أجل تجفيف البويضة، حيث يتم سحب الماءَ منها قبل تجميدها، وعند العودةِ إليها، يتم تسخينها والسماح لها بسحب الماء مرةً أخرى مما يجعلها صالحةً للاستخدام.
- يمكن تجنب خيار أطفالِ الأنابيب عند تغيير نمطِ الحياة، ويقوم طبيبُ الخصوبة بالمساعدةِ على تغييرِ بعض أنماط الحياة، لأنها تعد واحدةً من أكثر أسبابِ الخصوبة انتشارًا على مستوى العالم، مثل الحفاظ على وزنٍ صحي وممارسة الرياضة وتقليل استهلاك الكحول وغيرها.
- في حالاتٍ عديدةٍ تكون متلازمة تكيس المبايض سببًا للعقم، ويمكن علاجها من خلال ما يُعرف بتحفيز الإباضة، وهو علاجٌ يقدم كعقاقيرَ طبية تحتوي على الهرمونات، أو كحقنٍ هرمونية تحقن في الرحم.
- في بعض الحالات تكون المشكلة في الأعضاء التناسلية للمرأة، وقد يتطلب الأمر إجراءَ عملية جراحية لعلاجها، كما ويعد خيار الجراحة علاجًا للرجل إذا كان يواجه مشكلةٍ في الأعضاءِ التناسلية سببت له العقم.
يُعد العمر من أهم العوامل التي تؤثر على خصوبة كلٍ من الرجل والمرأة، حيث إن علاج العقم في فترة عمرية أصغر يكون أسهل وبمعدلات نجاحٍ أعلى، كما أنه إذا ما تم علاج المشكلة في سنٍ متأخرة قد لا ينجح لمحدودية الوقت.
اقرأ/ي أيضًا:
هل يتأثر شكل الجنين بما تراه الأم الحامل؟
هل صحة اختبار الحمل المنزلي موثوقة؟
