تحقيق مسبار
تتساءل الكثير من الأمهات فيما لو كانت الرضاعة الطبيعية تُنحّف، إذ تهتم العديد منهن بدور الرضاعة الطبيعية في إنقاص الوزن، خاصة بعد اكتساب المزيد من الكيلوغرامات خلال فترة الحمل والرغبة في التخلص منها بعد ولادة الطفل. لذلك يتناول هذا المقال أهمية الرضاعة الطبيعية ويُجيب على سؤال هل الرضاعة الطبيعية تُنحّف؟ بالإضافة إلى كيفية فقدان الوزن خلال فترة الرضاعة بشكل آمن وصحي للأم والطفل.
لماذا الرضاعة الطبيعية مهمة؟
رغم أهمية الرضاعة الطبيعية من أكثر الطرق الفعالة لضمان صحة الطفل وحيويته، فهناك ما يقرب من 2 من كل 3 أطفال لا يتلقون رضاعة طبيعية خلال الأشهر الستة الموصى بها، بحسب ما تشير إليه منظمة الصحة العالمية.
وتكمن أهمية الرضاعة الطبيعية في الفوائد المتعددة التي تمنحها ليس فقط للطفل الرضيع، بل وللأم المرضعة كذلك، والتي تشمل الآتي:
- فوائد الرضاعة الطبيعية للطفل:
- وفقًا لمنظمة الصحة العالمية (WHO)، فإن لبن الأم هو الغذاء المثالي للرضع، حيث أنه يعتبر غذاءً آمنًا وغنيًا بالأجسام المضادة التي تساعد في الحماية من العديد من أمراض الطفولة الشائعة.
- لبن الأم الطبيعي يعتبر مصدرًا لكل الطاقة والعناصر الغذائية التي يحتاجها الرضيع في الأشهر الأولى من حياته.
- كما تشير المنظمة العالمية إلى أن الأطفال الذين يتلقون رضاعة طبيعية يصبحون أكثر ذكاء من الأطفال الذين لا يتم إرضاعهم طبيعيًا.
- الأطفال الذين يرضعون طبيعيًا يكونون أقل عرضة لزيادة الوزن أو السمنة أو الإصابة بمرض السكري في مرحلة لاحقة من الحياة.
- فوائد الرضاعة الطبيعية للأم:
- الأمهات اللواتي يرضعن أطفالهن رضاعة طبيعية تقل نسبة مخاطر إصابتهن بسرطان الثدي والمبايض.
- الرضاعة الطبيعية تساعد على انقباض الرحم بعد الولادة، والتي يمكن أن تقلل من النزيف وتساعد الرحم على التقلص إلى حجمه الذي كان عليه قبل الحمل.
- الأمهات اللواتي يرضعن أطفالهن بشكل طبيعي، يقل خطر إصاباتهن باكتئاب ما بعد الولادة.
- قد تساعد الرضاعة الطبيعية في التقليل من خطر الإصابة ببعض الأمراض مثل: ارتفاع ضغط الدم والتهاب المفاصل وأمراض القلب والسكري.
- الرضاعة الطبيعية مجانية ولا تتطلب أي تجهيزات خاصة، لذلك فإنها توفر الوقت والمال المبذولين على الرضاعة التي تعتمد على الألبان والمغذيات الصناعية، فضلًا عن إزالة القلق المرتبط بتنظيف وتعقيم زجاجات الرضاعة.
هل الرضاعة الطبيعية تنحف؟
صحيح، الرضاعة الطبيعية تُنحّف وتساعد على فقدان الوزن بشكل طبيعي أيضًا، حيث أفادت العديد من الأمهات المرضعات أن الرضاعة الطبيعية ساعدتهن على استعادة شكلهن قبل الولادة بسرعة أكبر.
على سبيل المثال، وجدت إحدى الدراسات أن النساء اللواتي أرضعن رضاعة طبيعية لمدة ثلاثة أشهر، خسرن على الأقل 1.5 كجم في السنة الأولى أكثر من النساء اللواتي استخدمن لبنًا صناعيًا للرضاعة.
كيف تساعد الرضاعة الطبيعية على التنحيف؟
تساعد الرضاعة الطبيعية على فقدان الوزن عن طريق:
- زيادة حرق السعرات الحرارية: إحدى الطرق التي تُفسّر كيف أنّ الرياضة الطبيعية تُنحّف هي زيادة عدد السعرات الحرارية التي تحرقها الأم المرضعة بحوالي 500 سعرة حرارية إضافية يوميًا. هذه السعرات الإضافية قد تعادل وجبة كاملة أو حوالي ساعة تقريبًا من ممارسة التمارين البدنية، مما يعني زيادة فرص إنقاص الوزن.
- زيادة الوعي بالأكل: من أجل إرضاع الطفل وتغذيته بشكل سليم، تهتم الأمهات المرضعات بنوعية الأطعمة اللاتي يتناولنها، لذلك يصبحن أكثر وعيًا بما يأكلن، فيلجأن إلى الاهتمام بالأطعمة الصحية مثل البروتينات الخالية من الدهون والخضروات والفواكه والبقوليات، وتقليل الاعتماد على الأطعمة المصنعة مما قد يساهم في جعل الرضاعة الطبيعية تُنحّف.
كيف يمكن فقدان الوزن أثناء الرضاعة الطبيعية بشكل صحي؟
يجب الحرص أثناء محاولات فقدان الوزن خلال فترة الرضاعة الطبيعية من أجل الوصول إلى الهدف دون الإضرار بلبن الأم وتغذية الطفل الرضيع. لذلك، يمكن اتباع الخطوات التالية لفقدان الوزن بشكل صحي خلال الرضاعة:
- الالتزام بالسعرات الحرارية التي تضمن إنتاج الحليب بشكل كافي: يجب الالتزام بتناول من 1500-1800 سعرة حرارية يوميًا، من أجل السماح بتدفق اللبن بشكلٍ كافٍ للطفل، وفي نفس الوقت الاستفادة من العناصر الغذائية المطلوبة.
- استبدال الأطعمة المصنعة بأخرى غنية بالبروتينات والألياف: تناول الأطعمة الغنية بالبروتين والألياف يمكن أن يساعد في تقليل الجوع وإبقاء الشعور بالامتلاء لفترة أطول.
- النشاط البدني: من الأفضل الجمع بين النظام الغذائي والتمارين الرياضية، حيث أن الرياضة تساعد الأمهات المرضعات في الحفاظ على كتلة العضلات وبالتالي فقدان الوزن بطريقة أكثر صحية من خلال التخلص من الدهون مع الحفاظ على الكتلة العضلية في نفس الوقت.
- الترطيب الكافي للجسم: الحفاظ على ترطيب الجسم عن طريق شرب كمية كافية من السوائل، بالأخص الماء، يعتبر من أهم النصائح للأم المرضعة، نظرًا لأهمية السوائل في إنتاج الحليب، بالإضافة إلى الحفاظ على الشعور بالامتلاء والحيوية.
- تناول الطعام ببطء: يساعد البطء في تناول الطعام إلى استهلاك سعرات حرارية أقل، إذ قد تصل السعرات الحرارية مع الأكل بسرعة إلى زيادة حوالي 71٪ من السعرات الحرارية المعتادة.
- النوم الكافي: رغم صعوبة النوم خاصة في الأشهر الأولى من الولادة، يجب على الأم محاولة النوم لعدد ساعات كافية، حتى إذا تم تقسيمها على مدار اليوم، حيث أن قلة النوم قد تتسبب في زيادة الجوع والرغبة في تناول الطعام.
ما هي المدة الزمنية المتوقعة لفقدان الوزن أثناء الرضاعة الطبيعية؟
تعتمد الفترة الزمنية التي يحتاجها الجسم لفقدان الوزن خلال فترة الرضاعة الطبيعية على عدة عوامل منها:
- معدل التمثيل الغذائي.
- الحمية الغذائية.
- معدل النشاط البدني.
- الوزن المكتسب خلال فترة الحمل.
بعد الولادة، تفقد الأم حوالي 6 كغم بعد الولادة بوقت قصير، وذلك بسبب فقدان وزن الطفل والمشيمة والسائل الأمنيوسي. ولفقدان المزيد من الوزن، يجب اتباع الحمية الغذائية المناسبة مع الحفاظ على الرضاعة الطبيعية، حيث يمكن للأم أن تعود إلى الوزن الذي كانت عليه قبل الحمل في غضون 6 أشهر.
كما يعد الوزن المكتسب أثناء الحمل أحد أهم العوامل التي تحدد الفترة الزمنية التي تحتاجها الأم للعودة إلى وزنها قبل الحمل، حيث قد يتراوح الوقت المستغرق لفقدان الوزن بين أشهر، وقد يصل إلى سنة أو سنتين في بعض الحالات.
اقرأ/ي أيضًا: