تحقيق مسبار
يخلق التمييز بين المقامات الموسيقية للمستمع أو المبتدئ في عالم الموسيقى تحديًا حقيقيًا في التعلم ومعرفة الفرق بينها. وتعتبر مسألة التمييز بين المقامات الموسيقية مستوىً متقدمًا في تذوق الموسيقى أو تعلم تقنياتها وإيقاعاتها المختلفة. فهل يعتبر التمييز بين المقامات الموسيقية سهلًا؟ تجيبك هذه المقالة عن هذا السؤال وتحدد أهم المقامات الموسيقية العربية وخصائصها النغمية، وتتطرق إلى بعض تقنيات التعلم ومواطن الصعوبة.
ما هي المقامات الموسيقية؟
تعرّف المقامات الموسيقية بأنها "أنظمة من سلالم وجُمل موسيقية متكررة وانتقالات مألوفة وزخارف تقليدية وجماليات مُتّبعة". ويعد اصطلاح المقامات الموسيقية مفهومًا للأنظمة الصوتية والموسيقية الشرقية، وفي تركيا وإيران وغيرها من حضارات الشرق الأوسط وآسيا الوسطى.
ما هي المقامات الموسيقية العربية؟
المقامات الموسيقية العربية هو "نظام من سلالم وجُمل موسيقية متكررة وانتقالات مألوفة وزخارف تقليدية وجماليات مُتّبعة ومُتّفق عليها تُكوِّن بمجموعها تقليدًا فنيًا وتراثًا غنيًا. ويُدعى التدرُّج النغمي في سياق المقام (سواء كان اللحن مؤلفًا او مرتجلًا) بالسير".
ويتكون المقام من خلال ربط قطعتين أو ثلاثة قطع سُلّمية (تسمّى بالجنس) على شكل سلسلة. وبذلك يكتسب المقام مسافاته وسلوكه النغمي وطبعه العام من الأجناس المكونة له. يبدأ سُلّم المقام دائمًا بالجنس الأول (من درجة القرار، وهي الدرجة الأولى)، ثم يتبعه الجنس الثاني بحيث يقع قراره على غمّاز (نقطة انتقال) الجنس الأول (والغمّاز عادةً ما يكون آخر درجة في سلّم الجنس). وإذا استُعمل جنس ثالث فيقع قراره على غمّاز الجنس الثاني، وهكذا دواليك.
ما هو الجنس الذي يشكل المقامات؟
الجنس هو قطعة موسيقية مستقلة مكونة من ثلاث إلى خمس علامات موسيقية، تُبنى منها المقامات. والجنس هو الوحدة النغمية الاساسية في الموسيقى العربية، إذ أن المقامات ليست إلا سكك أو مسالك لمجموع اجناسها المكوِّنة لها. يعرّف الجنس بأبعاده الموسيقية التي لا تتغير في حال تصويره على درجات مختلفة، وهذه الأبعاد تعطي لكل جنس طابعه وشخصيته المميزة.
درجة الركوز في الجنس (تُدعى أيضًا بدرجة القرار) هي العلامة الموسيقية التي تحصل على القسط الاكبر من التكرار أثناء العزف، وهي الدرجة التي يعود إليها اللحن حتى يستقرّ. والقرار يكون عادةً العلامة الأولى في سلّم الجنس. أمّا درجة الحساس فهي الدرجة التي تسبق القرار في سلّم الجنس. ودرجة الغمّاز هي من أكثر العلامات التي يتم تكرارها بعد القرار، وهي أكثر درجة تستعمل لبدء الجنس التالي (خلال عملية الانتقال من جنس الى جنس آخر).
ما هو السلم المقامي؟
يُعرّف ويُدرّس المقام في معظم المراجع الموسيقية ابتداءً من سُلّمه الموسيقي. وتسمّى درجته الأولى بالقرار (حاله حال الجنس) وله درجة تُسمّى بالغمّاز وهي غمّاز الجنس الأول ونقطة انطلاق الجنس الثاني. أما الدرجة الأدنى من القرار فتسمّى بالحساس. وعادةً ما يتألف سلّم المقام من سبع درجات تتكرر ابتداءً من الدرجة الثامنة التي تسمّى بالجواب، باستثناء بعض المقامات التي تمتد إلى ما بعد الدرجة الثامنة، أو مقامات أخرى لا تتساوى فيها الدرجات الأولى والثامنة.
ما هي أنواع المقامات الموسيقية؟
تُصنّف المقامات ضمن عائلات مقامية يتشارك أفرادها بالجنس الأول (المسمّى أيضًا بجنس الأصل)، فالجنس الأول يلعب الدور الأكبر في تحديد طابع المقام. وتأخذ العائلة اسمها من الجنس الأول، وعادةً ما يسمّى المقام الأكثر استعمالًا في العائلة بالاسم نفسه، أما بقية المقامات في العائلة فلكلّ منها اسم مختلف، وتعتبر فروعًا. وقد اتفق أهل الموسيقى والإنشاد على تصنيف المقامات الموسيقية العربية إلى ثمانية مقامات رئيسية تجمع في عبارة "صنع بسحرك". وهذه المقامات هي:
- مقام الصبا.
- مقام النهاوند.
- مقام العجم.
- مقام البياتي.
- مقام السيكاه.
- مقام الحجاز.
- مقام الراست.
- مقام الكرد.
ما علاقة المقامات الموسيقية بالعلامات الموسيقية؟
تتألف الجملة الموسيقية من مجموعة متتابعة من العلامات الموسيقية والتي تفصل بينها فواصل زمنية تعرف بالسكتات. وتُصنف الجمل الموسيقية إلى مقامات، حيث يكون معيار التصنيف هو المسافات الصوتية (البُعد) بين مكونات الجملة الموسيقية. والعلامات الموسيقية المعروفة هي (DO-RE-MI-FA-SOL-LA-SI).
وتتمثل علاقة هذه المقامات الموسيقية بالعلامات أساسية في تمييزها، حيث أنها تختلف من حيث درجة الركوز على علامات موسيقية معينة، ويمكن بناءً على هذا الركوز تقسيم المقامات الموسيقية إلى ثلاث مجموعات:
- المجموعة الأولى تستقر على درجة "الدو" أو درجة الراست: وهي مقام الراست ومقام النهاوند ومقام العجم.
- المجموعة الثانية تستقر على درجة "الري" أو "الدوكا" وهي البياتي والحجاز والصبا والكرد.
- المجموعة الثالثة وتستقر على درجة "مي" وتضم مقام السيكا وحده.
كيف يمكن التمييز بين المقامات الموسيقية؟
يجد المستمع العادي أو المبتدئ في عالم الموسيقي صعوبة كبيرة في التمييز بين المقامات الموسيقية، وتزداد هذه الصعوبة حسب درجة الحس الموسيقي والفني والذوقي الذي يمتلكه هذا المستمع. وبالإضافة إلى التأطير العلمي والأكاديمي الدقيق الذي يحتاجه المبتدئ أو المستمع لكي يصل إلى مرحلة التمييز بين المقامات الموسيقية بسهولة، يتعين كذلك أن يتمتع هذا المستمع بالإحساس العالي والأذن الموسيقية قبل الخوض في المجال النظري والعملي. كما يفسر بعضهم سهولة التمييز بين المقامات الموسيقية لدى بعض الناس بالملكات الفطرية التي يمتلكونها في مجال الصوت والاستماع سواء في العزف أو الغناء. ويزيد اختلاف النبرات الصوتية بين المقامات الموسيقية أيضًا من هذه الصعوبات، فبعض المقامات الموسيقية تتميز بنبرة حزينة مثل مقام الصبا، بينما يمكن لمقامات أخرى أن تتخذ نبرات متعددة الاتجاهات. وزيادةً على ذلك فإن الفرق الزمني والصوتي بين بعض المقامات يكون دقيقًا وقصيرًا جدًا.
هل يمكن التمييز بين المقامات الموسيقية بسهولة؟
بناءً على ما سبق فإن التمييز بين المقامات الموسيقية ليس مسألةً سهلةً ومتيسرةً للجميع، فهي تتطلب ذائقة فنية وصوتية عالية، كما أنها قد تتطلب كثرة الاستماع للمقامات والانكباب على دراستها أحيانًا بالنسبة للبعض الآخر، حتى يتم التمكن من الإحاطة بها كلها.
شاهد: تعلم المقامات الموسيقية
اقرأ/ي أيضًا:
هل العزف على البيانو سهل للمبتدئين؟
هل تعليم اللغة الإنجليزية أونلاين فعال؟
هل يمكن تعلم اللغة الإسبانية بالصوت والصورة على النت؟
