تحقيق مسبار
هل رغبتِ يومًا باقتناء قطة وتربيتها في بيتك لكنّ طلبك جوبه بالرفض بحجة أنّ القطط تسبّب العقم أو أمراض أخرى؟
هل تسبب القطط العقم عند المرأة من الأسئلة التي تطرحها كثير من أمهات المستقبل ، إذ تُشكّل القطط هاجسً مخيفً عند بعض النساء، خاصةً مع انتشار الكثير من الشائعات والمخاوف وظهور بعض الدراسات حول علاقة القطط بالعقم.
في هذا المقال سيتم عرض الإجابة النهائية والعلمية على هذا السؤال ، وكذلك الحديث عن مرض القطط وعقم الإناث.
القطط والإنسان
كانت القطط قديمًا حيوانًا بريًا قبل أن يقوم الإنسان في الحضارة الفرعونية بترويضه وتحويله إلى حيوانٍ منزليٍ أليف، وذلك لمساعدته في حماية البيت من الأفاعي والقوارض والحشرات. وعلى مر الأزمان زادت رغبة البشر في تربية القطط في منازلهم، كونها حيوانات صغيرة أليفة تحب اللعب والحركة، كما أنّ تربيتها سهلة وتقوم بالاعتناء بنفسها وبنظافتها الشخصية إذا تم تعويدها وتدريبها على ذلك منذ الصغر.
رغم كل هذه الصفات الطيبة التي تحملها القطط، إلّا أنّ الشائعات والخرافات التي تنتشر عنها وما تسبّبه من أمراض لم ترحمها، إذ يسود في بعض المجتمعات اعتقادٌ مفاده أنّ القطط تسبب العقم، خاصّةً عند النساء في مرحلة البلوغ. فما هي صحّة هذا الاعتقاد وهل صحيح أنّ تربية القطط خطرة على النساء؟ وماذا يقول العلم بشأن هذا الموضوع؟
هل القطط تسبب العقم؟
أكّد الكثير من الأطباء والمختصين في مجال التوليد والخصوبة والعقم والولادة أنّه لا يوجد أي رابطٍ مباشرٍ بين العقم وتربية القطط، وأنّ المعلومات المغلوطة المنتشرة بين الناس لا يوجد لها أي أساس علمي أو طبي، وأنّ الناس فهموا علاقة القطط بالعقم لدى النساء بصورة خاطئة.
كما أثبتت الدراسات العلمية أن فكرة القطط المسببة للعقم ليست سوى خرافة رغم وجود بعض أنواع القطط التي قد تكون حاملةً لبعض الفايروسات والبكتيريا والطفيليات، مما قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة لدى المرأة الحامل، وقد تصل هذه المضاعفات إلى جنينها، خاصةً في المراحل الأولى من الحمل، وقد تصل في مراحل معينة إلى مراحل أخطر تؤدي إلى الإجهاض أو موت الجنين داخل رحم الأم. وقد أثبت العلماء أيضًا أن القطط لا تؤدي إلى العقم عند كلا الجنسين، بل قد تصيب الجنين فقط.
هل تنقل القطط الأمراض؟
لا ينكر الأطباء إمكانية انتقال بعض الأمراض من القطط إلى الإنسان عند مخالطته لها، في الحقيقة معظم القطط تحمل أنواعًا من الميكروبات التي قد تنتقل إلى الإنسان وتسبب له مشاكل صحية عديدة، لكن القطط المنزلية نادرًا ما تسبب انتقال الأمراض الخطيرة، على عكس القطط التي تتغذى على القوارض والطيور. ومن أشهر الأمراض الخطيرة التي تنقلها القطط وتؤثر على النساء بشكل خاص داء المقوسات. فما هو هذا المرض؟
داء القطط أو داء المقوسات
داء المقوسات (Toxoplasmosis) هو مرضٌ يسببه طفيل وحيد الخلية يسمّى توكسوبلازما غونداي (Toxoplasma gondii)، ينتقل إلى القطط عند أكلها للقوارض والأفاعي والحشرات. وتلعب القطط دورًا رئيسيًا في نقله إلى الإنسان عن طريق ملامسته لفضلات القطط أو من خلال الأماكن والأشياء التي قد تلمسها القطط في البيت أو الأتربة والمزروعات خارج البيت.
قد تصاب الأم بداء المقوسات ويسبب لها التهابًا في الجهاز التنفسي تظهر أعراضه شبيهةً بأعراض الإنفلونزا الخفيفة، بالإضافة إلى ذلك، يؤدي إلى ظهور طفح جلدي وزيادة في عدد الأجسام المضادة في دم الإنسان وتضخم في الغدد الليمفاوية. يصيب داء المقوسات النساء والأشخاص ذوي المناعة الضعيفة بشكل خاص، ويمكن تجاوزه والشفاء منه في حال كانت مناعة المصاب قوية. وقد ارتبط اسم هذا المرض بالعقم عند النساء بشكل كبير.
تكمن الخطورة العالية للمرض على المرأة في حال أُصيبت به أثناء الحمل أو قبله بأشهر قليلة، ووصل الميكروب إلى الجنين، في حال لم تؤدي الإصابة بالمرض إلى الإجهاض فسوف يؤثر على الجنين بصورة كبيرة سواء في المراحل الأولى للولادة كتلف الدماغ أو العين أو في مراحل متقدمة كالعمى والإعاقات العقلية.
هل يجب التخلص من القطط في حال الزواج أو الحمل؟
ليس من الضروري على مربي القطط التخلص منها في حال الحمل أو الولادة، كل ما عليهم فعله هو الحذر الشديد في التعامل مع القطط. تاليًا أهم النصائح الواجب اتباعها:
- تغيير رمل القطط يوميًا، حيث أنّ طفيلي التوكسوبلازما لا يصبح معديًا إلّا بعد يوم إلى 5 أيام من وجوده في براز القطط.
- تجنّب تنظيف صندوق الرمل الذي تقضي القطط حاجتها فيه قدر الإمكان.
- في حال لم يكن هناك شخص آخر يقوم بتنظيف صندوق الرمل، كوني حذرة للغاية عند تنظيفه.
- استخدام القفازات التي تستخدم لمرة واحدة عند تنظيف فضلات القطط، والتخلص من القفازات بعد كل استخدام، ومن ثم غسل اليدين جيدًا بالماء والصابون.
- إذا كانت القطط تستخدم الحديقة، يجب اتخاذ نفس الاحتياطات السابقة عند القيام بأعمال البستنة أو تنظيف الحديقة، حيث يمكن أن تكون التربة أو النباتات ملوثة ببراز القطط الذي من الممكن أن يحتوي على التكسوبلازما، لذلك يجب ارتداء القفازات وغسل اليدين جيدًا بعد الانتهاء من أعمال الحديقة.
- الاهتمام بالنظافة الشخصية بصورة أكبر من المعتاد، سواء في غسل اليدين أو في تنظيف المنزل.
- الاهتمام بغسل الخضراوات والفواكه جيدًا.
- عدم السماح للقط بالخروج إلى الشارع ومخالطة القطط الأخرى، والحرص على عدم إحضار قط جديد إلى المنزل في فترة الحمل.
- إطعام القطط طعامًا تجاريًا جافًا أو معلبًا، وليس اللحوم النيئة أو غير المطهية جيدًا.
القطط لا تسبب العقم
كما ذكر المقال سابقًا، قد يسبب داء القطط أو المقوسات الإجهاض في حال كانت الأم الحامل مصابة بالمرض، سواء كانت قد حملت وهي مصابة أو انتقل إليها أثناء فترة الحمل، وبإمكانها أخذ العلاج اللازم والشفاء منه والحمل مرة أخرى، إذ لا يؤثر المرض على القدرة الإنجابية للمصاب به، ولا يُسبب العقم أبدًا.
اقرأ/ي أيضًا:
