تحقيق مسبار
حمض الفوليك من المركبات المهمة لجسم الإنسان، يتساءل الكثير عن خصائصه وفوائده، المقال التالي يستعرض حمض الفوليك، كما ويوضح إذا ماكان حمض الفوليك يسمن الوجه أم لا، بالإضافة إلى أسباب نقصه في الجسم.
ما هو حمض الفوليك؟
هو المادة الصناعية من فيتامين B9 "الفولات"، وهو حمضٌ أمينيٌ يساعد على بناء خلايا الدم الحمراء الجديدة في جسم الإنسان، كما وله دورٌ هامٌ في التمثيل الغذائي، ويستخدم كمُكملٍ غذائي يُضاف إلى العديد من الأغذية المصنعة مثل الطحين وحبوب الإفطار وغيرها، ويتوفر بصورته الطبيعية في قليلٍ من الأطعمة، كما أنه من الأحماض الذائبة التي لا تدوم طويلًا في الجسم، ويتوفر على شكل أقراصٍ طبية وله العديد من الاستخدامات الهامة التي منها:
- يساعد في علاج فقر الدم الناتج عن نقص حمض الفوليك في الجسم.
- يساعد في نمو دماغِ الجنين، كما ويساعد الدماغ والحبل الشوكي على النمو بشكلٍ صحيح.
- يساهم في التخفيف من الآثار الجانبية الناجمةِ عن تناول بعض أدوية علاج التهاب المفاصل والصدفية وأمراض أخرى.
يتم تناول حمض الفوليك مرةً في اليوم، أو مرة في الأسبوع بقدر حاجة الجسم، كما ويمكن للأطفال والبالغين تناوله، وتُوصى المرأة الحامل بتناوله حتى الأسبوع الثاني عشر من حملها لمساعدة جنينها على النمو بشكلٍ صحيح، وبالرغم من فوائده العديدة، إلا أنه يجب مراجعة الطبيب قبل تناوله تجنبًا لبعض الأعراض الجانبية التي قد تنتج، حيث أنه قد لا يكون مناسبًا للجميع، ولا يمكن تناوله في الحالات التالية:
- إذا كان الشخص يعاني من حساسيةٍ تجاه حمض الفوليك أو أي أدوية أخرى.
- إذا كان الشخص يعاني من فقر الدم الناتج عن نقص فيتامين B12، أو ما يعرف بفقر الدم الخبيث.
- في حالة كان الشخص يقوم بغسيل الكلى، أو إذا كان هناك دعامة في القلب فإن حمض الفوليك غير مناسب له.
في أغلب الأحوال قد لا توجد أعراض جانبية نتيجةً لاستخدام حمض الفوليك، وإن حدثت فإنها لا تدوم طويلًا ومن هذه الأعراض فقدان الشهية أو انتفاخ البطن.
هل حمض الفوليك يسمن الوجه؟
حمض الفوليك لا يسمن الوجه، وعلى الرغم من أنه يساعدُ على إنتاج الكولاجين لتحسين البشرة، إلا أنه لم يثبت علميًا أن لحمض الفوليك دورٌ في سمنة الوجه أو في زيادة وزن الجسم، لكن وفي ظل الاستهلاك المتزايد لحمض الفوليك، ازدادت المخاوف من الأعراض الجانبية الناجمة عن هذه الزيادة في استهلاكه، بما في ذلك تقلبات طاقة الجسم ومستويات الدهون.
في دراسةٍ أجراها العلماء لمعرفة تأثير حمض الفوليك على عمليات الأيض استخدُمت فيها القوارض كعينات اختبار، وُجد أن تناول حمض الفوليك بشكلٍ مرتفعٍ إلى جانب الأطعمة عالية الدهون سيؤدي إلى ارتفاع نسبته بشكلٍ أعلى مما لو كان استهلاك الفوليك بدون أطعمة دهنية. كما خرجت الدراسة أيضًا بالتالي:
- هناك علاقة بين ارتفاع نسبة الدهون في الجسم ونسبة حمض الفوليك في كريات الدم الحمراء عند الأطفال ما دون سن السادسة.
- يعتقد العلماء أن حمض الفوليك يؤثر على استقلابِ الطاقة والدهون في الجسم عن طريق إجراء تغييرٍ في الحمض النووي، ويستمر هذا التغيير حتى مرحلة البلوغ.
- لا يؤثر استهلاك حمض الفوليك على وزن الجسم أو على تكوينه أو على مستوى الغلوكوز في الجسم إذا ما كان الشخص يتبع نظامًا غذائيًا منخفض الدهون.
أما إذا كان النظام الغذائي المتبع غني بالدهون، فإن الاستهلاك المتزايد لحمض الفوليك قد يؤدي إلى اكتسابِ الجسم بعض الوزن، ولكن تبقى الأعراض الجانبية لاستهلاك حمض الفوليك بشكلٍ أكبر من المعدل اليومي نادرة الحدوث.
أسباب نقص حمض الفوليك في الجسم
رُغم توفره بكثرةٍ في العديد من المصادر الغذائية، إلا أنَّ البعض قد يعانون من نقص حمض الفوليك في الجسم، مما يؤدي إلى حدوث أعراضٍ جانبية ناجمة عن هذا النقص، هناك العديد من العلامات الدالة على وجود نقص في مستوياتِ حمض الفوليك في جسم الإنسان، أهمها فقر الدم الناجم عن نقص حمضِ الفوليك أو سوء امتصاصِ الجسم له، كما وقد يعاني الشخص من التعب والاجهاد وعدم انتظام ضربات القلب، وهناك عدة أسبابٍ لنقص حمض الفوليك في الجسم، منها:
- تعمل الكحول على امتصاص الفوليك من جسم الإنسان، كما تعد سببًا في تكسير حمض الفوليك في الجسم وزيادة معدل إفرازه، ويميل مدمني الكحول إلى تناولِ الأطعمة غير الصحية والوجبات الغذائية منخفضة الجودة ذات نسب منخفضة من الفوليك.
- تسبب مشاكل الأمعاء مثل العمليات الجراحية واضطراباتِ الجهاز الهضمي سوء امتصاصٍ الجسم لحمض الفوليك، حيث تقلل التهابات الأمعاء واضطراباتِ الجهاز الهضمي من قدرة الجسم على امتصاصه، كما أن العمليات الجراحية في الأمعاء وانخفاض سائل المعدة يؤدي إلى إضعاف قدرة الجسم على امتصاصِ حمض الفوليك.
- قد تنخفض مستويات حمض الفوليك في الجسم عند المرأةِ الحامل، حيث تزداد حاجة الجسم لحمض الفوليك عند الحوامل لما يلعبه من دور هام في نمو خلايا الجنين.
- قد يعاني البعض من انخفاضٍ في مستوى حمض الفوليك في الجسم لأسبابٍ جينية، حيث أنَّ الأشخاص الذين يحملون نوعًا مختلفًا من الجين (MTHFR) لا تكون أجسامهم قادرةً على امتصاص الحمض أو تحويله إلى شكله النشط كي تستخدمه أجسامهم.
من الحالات النادرة أن يعاني الشخص من سمية في الجسم نتيجةً لتناوله حمض الفوليك، إلا أنَّ العلماء قد حددوا 1000 ميكروغرام كأقصى كمية لتناولها من حمض الفوليك بشكلٍ يومي، نظرًا لأن تناول كمية أكبر من ذلك قد يؤدي إلى حدوث خللٍ في مستويات أنواعٍ أخرى من الفيتامينات في الجسم مثل فيتامين B12، ويعد نقص فيتامين B12 شائعًا عند كبار السن وأولئك الذين يتبعون نظامًا غذائيًا نباتيًا.
الفرق بين حمض الفوليك والفولات
في أغلب الأحيان، يستخدم مصطلح حمض الفوليك (Folic acid) للدلالة على الفولات (Folate)، والفولات هو الصيغة الطبيعية لفيتامين B9، والذي يتواجد في البرتقال والموز وبعض الخضروات وغيرها، أما حمض الفوليك، هو البديل الصناعي عن الفولات وفيتامين B9، وصيغته الكيميائية (C19H19N7O6)، وعلى الرغم من وجود العديد من أوجه الشبه بين النوعين، إلا أنه هناك بعض الاختلافات:
قد يسبب تناول حمض الفوليك بعض الآثار الجانبية مثل انعدام الشهية والانتفاخ والغثيان، أما الفولات فليس من المرجح حدوث أعراض جانبية عند تناوله.
يعد حمض الفوليك أكثر استقرارًا من الفولات، حيث يمكن فقد الأخير عند الطهي أو عند تعرضه للحرارة أو الضوء.
يتوفر حمض الفوليك في مجموعة واسعة من الأطعمة المدعمة على شكل مكملات غذائية، من هذه الأطعمة الأرز والشعير المدعم والمعكرونة وحبوب الإفطار وغيرها. أما الفولات، فإنه متواجد في العديد من الأطعمة، ومن أكثرها احتواءً على حمض الفوليك هي الكبد البقري والسبانخ والبازلاء السوداء.
كلًا من حمض الفوليك والفولات مهمان للمرأةِ الحامل، إذ أن وجود مستوى عالٍ من أحدهما يمنع من حدوث اضطرابات أثناء الولادة، كما أن نقص مستويات فيتامين B9 قد يؤثر على نمو الجنين، وبشكل خاص، قد يسبب النقص زيادة خطر حدوث اضطرابات النخاع الشوكي عند الجنين.
لحمضِ الفوليك العديد من الأسماء الأُخرى، وجميعها لها نفس التركيب الكيميائي تقريبًا، ومن أشهرِ أسمائهِ فيتامين B9، وفيتامين Bc، وفيتامين M، كما يتوفر العديد من المركبات الكيميائية ذات الخصائص المشابهةِ. ويوصي الأطباء بتناول 400 ميكروغرام يوميًا من فيتامين B9، سواء كان ذلك من خلال تناول حمض الفوليك أم الفولات، ويمكن الحصول على الفولات عند اتباع نظامٍ غذائي صحي، فالفولات موجودٌ في الخضروات والأوراق الخضراء واللحوم والبيض غيرها من الأطعمة.
اقرأ/ي على أيضًا: