تحقيق مسبار
يعتبر فتح مشروع محلّ وردٍ مربحٍ حلمًا بالنسبة للكثير من الشباب حاملي المشاريع الراغبين في دخول عالم المال والأعمال. ويمثل مشروع محل الورد فكرة جذّابة بالنظر إلى ما يميز بضاعته من جمال ورونق يثير الباعة كما الزبائن. ويحتاج مشروع محل الورد مثله مثل المشاريع المربحة إلى دراسةٍ وإعدادٍ جيدين لضمان نجاحه واستمراريته. غير أن بعض المقبلين على الاستثمار في هذا المجال كثيرًا ما يتساءلون إن كان مشروع محل الورد مربحًا فعلًا ويستحق المغامرة. تجيب هذه المقالة عن هذا السؤال، وتستعرض بالتفاصيل كيفية إنجاح مشروع محل الورد، والمهارات والحيل التي يحتاجها ومستويات الأرباح التي يمكن أن يحققها.
ما الذي يقدمه مشروع محل ورد؟
يمارس محل الورد نشاط البيع بالتجزئة لمختلف أنواع الورود والزهور التي يحتاجها الزبائن لغايات الديكور أو لتقديمها كهدايا. ويعتمد محل الورد غالبًا في التزود بالبضاعة على التعامل المباشر مع المزارع المتخصصة في إنتاج الورود أو مع بعض الشركات المختصة في بيع الورود بالجملة. ويتعامل محل الورد مع الزبائن الذين يمثلون المستهلك النهائي لهذه البضاعة. ولا يكتفي أصحاب محلات الورود عادةً ببيع الزهور فقط، بل يمزجون هذه البضاعة بمنتجاتٍ أخرى لتدعيم أرباحهم، كبيع الهدايا أو تغليفها أو علب الشوكولاتة أو غيرها من المنتجات التي يحتاجها المقبلون على إهداء مشترياتهم.
ما هي المهارات المطلوبة في صاحب مشروع محل ورد؟
لا يكفي أن يكون المرء محتاجًا لدخل أو عمل، أو حتى شغوفًا بالورود والنباتات كي يُنجح مشروع محل وردٍ ويجعله مربحًا، بل على صاحب هذا المشروع أن يتحلّى ببعض المهارات التقنية والمعرفية الضرورية التي تساعده على ذلك. ويمكن لصاحب مشروع محل الورد أن يتعلم هذه المهارات ويتدرب عليها أولًا، وقبل ذلك يجب التأكد من غياب بعض الموانع مثل بعض الأمراض التي تتعارض مع مهنة بيع الورد كأمراض الربو أو الحساسية من حبوب اللقاح أو روائح الزهور أو غيرها من مسببات الحساسية، وإذا كان صاحب مشروع محل الورد سليمًا من هذه الناحية فإن عليه أن يحرص على ما يلي:
- البحث عن مكانٍ مناسبٍ لمحل الورد.
- زخرفة الزهور وزراعة الأزهار.
- إدارة مخزون الورود بشكل جيد.
- التواصل بشكل فعال مع الزبائن.
- القدرة على ابتكار تصاميم ومنتجات جديدة.
- الابتكار من أجل تعظيم الأرباح والمداخيل.
كم يحقق محل ورد من الأرباح؟
تختلف مستويات الربح التي يحققها مشروع محل الورد حسب موقعه ومنتجاته وكذا حسب حجمه. ويختلف ربح محل الورد من بلد إلى آخر، فبينما يحقق محل الورد أرباحًا عاليةً في بعض الدول الغربية التي تشيع فيها ثقافة استهلاك الورد بشكلٍ يومي، كأوروبا والولايات المتحدة الأميركية، فإن هذه المحلات تحقق أرباحًا أقلّ في بعض البلدان الأخرى التي يقتصر فيها استهلاك الورد على المناسبات مثل الدول العربية.
وحسب مكتب العمل والإحصاء الأميركي، فإن متوسط الرّاتب الذي يحصل عليه بائع الزهور يعادل 27750 دولارًا أمريكيًا، مع أجر يعادل حوالي 13.34 دولارًا أمريكيًا في الساعة. لكن هذا الرقم يختلف حسب المناطق، فيصل أحيانًا إلى ما بين 41.000 و45.000 دولار، مقابل حوالي 19-22 دولارًا في الساعة. ويرتفع هذا الربح أكثر في المدن والمناطق الحضرية الكبرى. ويحقق محل الورد الناجح هامش ربحٍ بنسبة 70٪ من تكلفة الزهور والمستلزمات. ويُدرّ محل بيع الورد بالتجزئة في المتوسط أكثر من 362 ألف دولار من الإيرادات السنوية، وفقًا لجمعية بائعي الزهور الأميركيين.
كيف تضاعف أرباح مشروع محل الورد؟
لتعظيم أرباح محل ورد قد يتعين الخروج من دائرة البيع التقليدية التي يعتمدها بعض أصحاب محلات الورود بالاقتصار على منتج واحد دون خدمات ومنتجات إضافية. ولا تتأتّى هذه الزيادة في الأرباح إلا بالحرص على تحويل كل ما يقوم به صاحب المحل إلى خدمةٍ مؤدّى عنها. ويمكن اختصار خطوات تعظيم أرباح محل الورد في القواعد التالية:
- لا توجد خدمة في محل الورد مجانًا: لا يبيع صاحب محل الورد الزهور والنباتات فقط، بل يجب أن يدفع الزبون مقابل كلّ خدمة يتلقاها. فتصاميم الباقات مثلا، يمكن أن تصبح خدمةً يختلف سعرها من تصميمٍ إلى آخر. كما يمكن للباقة التي تحتوي الزهور أو الشريط الذي تُجمع به أو الغراء أو غيرها من الإضافات أن تشكل هامش ربحٍ مهم للمحل.
- لا يجب الاعتماد على مورّدٍ واحدٍ لشراء الورد ولوازمه: يجب على صاحب محل الورد تنويع المورّدين، والقيام أيضًا بالتسوق من أجل اقتناء بضاعته، فهذا الأمر يساعد في تخفيض تكاليف السلعة وبالتالي في تعظيم هامش الربح الخاص به. ومن الأفضل أن يكون الشراء محدودًا في كمياتٍ ضئيلةٍ بالنسبة لمحلات الورد الصغيرة حتى لا تفسد البضاعة ويضطر البائع إلى التّخلص منها.
- تقديم خدمة توصيل المنتج ولكن بشكل مضمون الربح: يمكن الاعتماد على وسائل التواصل الاجتماعي من أجل تسويق منتج محل الورد وتقديم خدمة التوصيل، لكن إذا ضمن صاحب المحل أن لديه هامش ربحٍ كافٍ في هذه الخدمة.
- لا يجب الاقتصار على بيع الورود فقط: يمكن زيادة الأرباح من خلال إضافة منتجات أخرى، مثل أواني النباتات وديكورات المنازل أو الشموع أو الشوكولاتة. بل يمكن تحويل جانب من محل الورد إلى معرض للوحات فنية أو تحف ينتجها فنانون محليون.
- تقديم دروس حول الورود وتنسيقها: يمكن لصاحب محل الورد أن يحول متجره إلى مدرسة لتقديم دروس في بعض الأوقات التي لا تعرف توافدًا للزبائن، وتدريب بعض الراغبين في ممارسة هذه المهنة، وكل ذلك طبعًا مقابل مبلغ مالي.
- إنشاء موقع للتجارة الإلكترونية لمحلك: يمكن لمحل الورد أن يطور خدماته ويوسع مبيعاته عن طريق التجارة الإلكترونية بخلق موقع يضم كل المنتجات ويبيعها عبر الإنترنت.
- الدعاية والإشهار لمحل الورد: يمكن الاعتماد على إعلانات الإنترنت مثل Google Ads لجلب المزيد من الزبائن إلى موقع التجارة الإلكترونية الخاص بمحل الورد مقابل بضعة دولارات شهريًا.
هل مشروع محل ورد مربح؟
على الرغم من ضعف انتشار ثقافة استهلاك الورد في العالم العربي، والصعوبات اللوجستية التي يطرحها هذا المشروع نظرًا لحساسية منتج الورد، إلا أن مشروع محل الورد يبقى مربحًا بشرط أن يتم توفير كل المهارات والخدمات الإضافية المصاحبة، ولا يتم الاقتصار فقط على منتج واحد.
اقرأ/ي أيضًا:
هل هناك مشاريع مربحة يمكن عملها من المنزل؟
هل يمكن الربح من الانترنت بدون استثمار مالي؟
هل يمكن عمل مشاريع ناجحة برأس مال صغير؟