تحقيق مسبار
تكثر الأسئلة والاستفسارات عن أطعمة ومشروبات تساعد على التنحيف، ومن ضمن هذه الأسئلة سؤال الكثيرين هل القهوة السوداء تنحف؟ إذ تُعتبر القهوة من المشروبات الأكثر شعبية حول العالم، وهي المشروب الصباحي المفضل لدى الكثيرين.
يستعرض المقال نبذة عن القهوة وأنواعها وقيمتها الغذائية، ويجيب عن سؤال هل القهوة السوداء تُنحف؟، بالإضافة إلى فوائد القهوة الصحية وآثارها الجانبية.
ما هي القهوة؟
تُصنع القهوة من البذور المحمصة والمطحونة من نبات البُن الاستوائي، وتُعتبر شجرة البن من أصل أفريقي وهي شجرة دائمة الخُضرة. وتعد حبوب البُن واحدة من أكثر السلع ربحية في التجارة العالمية، كذلك فإن القهوة تُعتبر الأساس لمجموعة لا حصر لها من المشروبات. أما عن سبب الشعبية العالية التي تمتع بها القهوة، فيعود ذلك إلى تأثيرها المُنشط على الجسم، والذي يرجع لوجود مادة الكافيين ضمن تركيبها بشكل طبيعي. ومادة الكافيين هي عبارة عن مُحفز طبيعي يقوم بتحفيز الجهاز العصبي المركزي في الجسم، مما يجعل الإنسان يَشعر بالنشاط وبدفعة من الطاقة نتيجة وجود الكافيين في الدم، وقد تَستَمر آثار الكافيين على الجسم فترة تتراوح من 4-6 ساعات.
يوجد نوعان من حبوب البن حول العالم يتمتع كل نوعٍ بخصائص مختلفة تميزه عن النوع الآخر، تاليًا أنواع حبوب البن:
- بُن أرابيكا: تمتاز حبوب بن أرابيكا بشكلها المُسطح المائل إلى الاستطالة، كما وتُعتبر حبوب بُن أرابيكا الأكثر اعتدالًا من ناحية الطعم والأعلى من حيث نسبة المواد العطرية، لكن في نفس الوقت تُعتبر حبوب أرابيكا الأكثر حساسيةً وعُرضة للآفات الزراعية، لذلك تُزرع فصيلة الأرابيكا في مناخ شبه استوائي بارد، إذ تُزرَع بشكل رئيسي في أمريكا اللاتينية وشرق إفريقيا وآسيا والجزيرة العربية.
- بُن كانيفورا: من أبرز أنواعه بُن الروبوستا، تتمتع حبة بُن الروبوستا بشكلها المستدير والمحدب، كما تحتوي على معدلات كافيين أعلى من تلك الموجودة في بن أرابيكا. ويستخدم بن الروبوستا في صناعة الأنواع الرخيصة والتجارية من القهوة، أما عن مناطق زراعته فيُزرع هذا النوع في وسط إفريقيا وجنوب شرق آسيا والبرازيل.
القيمة الغذائية للقهوة السوداء
يُقصد بالقهوة السوداء المشروب الذي يُصنع من حبوب القهوة المحمصة المغلية مع الماء فقط، وتخلو القهوة السوداء من أي نوعٍ من أنواع الإضافات كالحليب أو كريما الحليب أو السكر والمنكهات الصناعية الأخرى، إذ تُغير الإضافات القيمة الغذائية لمشروب القهوة وعدد السعرات الحرارية فيها، تاليًا القيمة الغذائية لفنجان واحد من القهوة السوداء تبلغ سعته 270 مل تقريبًا:
- السعرات الحرارية: 1.
- الدهون: 0 غم.
- صوديوم: 6 ملغ.
- الكربوهيدرات: 0 غم.
- الألياف: 0 غم.
- السكريات: 0 غم.
- البروتين: 0.3 غم.
هل القهوة السوداء تُنَحف؟
نعم صحيح، يمكن أن تكون القهوة السوداء تُنحف، إذ تُساعد القهوة السوداء في التنحيف، وهذا يُفسر وجود بعض مركبات القهوة مثل الكافيين في معظم المكملات الغذائية والعقاقير التي تهدف إلى حرق الدهون. وبالإضافة إلى الكافيين فإن القهوة تحتوي على مركبات ثانوية لها القدرة على زيادة عملية التمثيل الغذائي، مثل مركبات الثيوبرومين (Theobromine) والثيوفيلين (Theophylline) وحمض الكلوروجينيك (Chlorogenic acid).
من الجدير بالذكر أن الدراسات التي أجريت على تأثير القهوة السوداء على هي أجريت على المدى القصير الأمد فقط، ولا يزال هناك حاجةٌ ماسة لدراسة أثر القهوة السوداء على الوزن على المدى الطويل، إذ يميل الجسم للتعود على المحفزات الموجودة في القهوة، ويتوقف عن الاستجابة لها بسبب الإشباع والتراكم الناجم عن شرب القهوة بشكل مستمر ومتكرر.
تاليًا بعض الأدلة التي تُدعم أن القهوة السوداء تنحف عند استهلاكها على المدى القصير:
- تَرفع القهوة معدلات الأيض أثناء الراحة: يُعَرَّف معدل الأيض أثناء الراحة على أنه قدرة الجسم على حرق السعرات الحرارية دون القيام بجهد بدني، وقد أشارت دراسة منشورة إلى إن الكافيين قد يرفع معدلات الأيض في الجسم بنسبة تتراوح ما بين 3-11 % ،إذ يعتمد ذلك على نسبة الكافيين المستهلكة أيضًا. هذا وقد أوضحت دراسة أخرى أن نسبة الارتفاع في معدلات الأيض لدى الأشخاص النحيفين قد تصل إلى 29%، بينما تقتصر نسبة الارتفاع في معدلات الأيض على 10% فقط للأشخاص الذين يعانون من السمنة أصلًا، وأخيرًا تُشير دراسة أخرى إلى أن قدرة الكافيين على رفع معدلات الأيض أثناء الراحة قد يتناقص مع التقدم بالعمر.
- القهوة تحرق الدهون: قامت مجموعة من العلماء في جامعة غرناطة بالبحث في أثر الكافيين على سرعة حرق الدهون، وقد أجريت لأجل البحث دراسة على عينة من الذكور الأصحاء، الذين أُعطوا جرعة من القهوة السوداء القوية قبل نصف ساعة من القيام بالتمارين لفترة معينة من الزمن، وقد خَلُصَت الدراسة إلى أن الكافيين له القدرة على التسريع في حرق الدهون، إذا ما اقترنت جرعة القهوة بأداء التمارين الرياضية القوية، وأشارت النتائج أيضًا أنه إذا تم إجراء التمرين في فترة ما بعد الظهر، فإن تأثير الكافيين يكون أكثر وضوحًا منه في فترة الصباح.
- القهوة قاطع للشهية: قد تكون القهوة السوداء تنحف من خلال قطعها للشهية، إذ تشير إحدى الدراسات إلى الدور الذي يلعبه الكافيين الموجود في القهوة كقاطع للشهية، إذ خلصت الدراسة إلى أن شرب القهوة قد يقلل من إفراز هرمون الغريلين (Ghrelin Hormone) في الدم، وهو الهرمون المسؤول عن الشعور بالجوع. ومن الجدير بالذكر أن الآراء العلمية حول مدى فاعلية الكافيين في سد الشهية لا تزال متضاربة، إذ تُشير دراسة أخرى إلى أن أثر الكافيين على سد الشهية قد يكاد يكون معدومًا ولا يُذكر، خاصة عند السيدات.
- القهوة تقلل امتصاص الكربوهيدرات: أشارت دراسة منشورة إلى أن حمض الكلوروجينيك (Chlorogenic acid) الموجود في القهوة، والذي يُعد أحد أهم المركبات النشطة بيولوجيًا فيها، قد يكون له الأثر في تقليل امتصاص الكربوهيدرات، كما أنّ له دورٌ في تقليل مقاومة الأنسولين في الجسم.
ما هي الفوائد الأخرى للقهوة السوداء؟
إضافةً إلى فائدة أن تكون القهوة السوداء تنحف، تتفق العديد من المصادر على الفوائد الناتجة عن شرب القهوة، تاليًا بعض أبرز فوائد شرب القهوة للجسم:
- تحفيز الدماغ: تُشير مراجعة منشورة إلى دور القهوة في تحسين الإدراك والتركيز ومساعدة الجسم على التغلب على النعاس والشعور بالنشاط، كذلك فإن الإفراط في تناول القهوة قد يؤدي إلى العكس تمامًا، إذ من الممكن أن تؤدي كميات القهوة الكبيرة إلى حدوث انهيار في الحالة العقلية للشخص.
- الوقاية من السكري النوع 2: يُقلل شرب القهوة من فرص الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، كما ويقلل من حدوث المضاعفات التي قد تؤدي للوفاة لدى الأشخاص المصابين أصلاً بمرض السكري من النوع الثاني.
- تقليل فرص الإصابة بالزهايمر: خلُصَت دراسة منشورة إلى أن شرب القهوة قد يُساعد في تقليص فرص الإصابة بمرض الزهايمر، إذ يصيب المرض شخصًا واحدًا من بين كل ثمانية أشخاص يبلغون من العمر 65 عامًا أو أكثر. ولكن الدراسات في هذا المجال لا تزال محدودة وغير قابلة للتعميم.
- الوقاية من مرض باركنسون: تُشير دراسة إلى وجود ارتباط وثيق بين تناول القهوة وبين تقليل فرص الإصابة بمرض باركنسون، ومرض باركنسون يَحصل نتيجة خللٍ في عمل المخ، يَنجم عنه تشنجات وارتعاش مستمر في جسم المريض، كما ويعاني المريض من صعوبة في الحركة والمشي والكلام، وتشير بيانات الدراسة إلى أن مادة الكافيين الموجودة في القهوة هي السبب الأساسي في الوقاية من مرض باركنسون.
- تحسين صحة القلب: تُشير دراسة منشورة أن القهوة تُقلل من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية وخطر الإصابة بأمراض القلب، مع أنها قد تؤدي إلى ارتفاع الضغط بشكل مؤقت أيضًا، وقد أظهرت الدراسة أن القهوة قد تُساهم في علاج عدم انتظام ضربات القلب، وعلى الرغم من ذلك، فإن شرب القهوة لا يمنع من الإصابة بالسكتة الدماغية أو أمراض القلب.
ما هي الآثار الجانبية للقهوة؟
ينصح المختصون الأشخاص الأصحاء باستهلاك كمية من الكافيين لا تتجاوز 400 ملغم في اليوم الواحد، وهو ما يعادل 4-5 أكواب يوميًا، حيث تبلغ سعة الكوب المعني 270 مل فقط. ويُحذر المختصون في مؤسسة الغذاء والدواء الأمريكية من تجاوز كمية الكافيين المسموحة يوميًا، وذلك بسبب الآثار الجانبية على جميع الجسم، تاليًا الآثار الجانبية للإكثار من تناول القهوة:
- القلق والتوتر والارتعاش.
- الأرق.
- الصداع.
- الدوخة.
- تسارع ضربات القلب وعدم انتظامها.
- الجفاف.
- آلام في المعدة.
كما ويُحذّر المختصون الحالات التالية من تناول القهوة، إلا بعد استشارة الطبيب المعالج، وذلك كونهم الأكثر حساسية للكافيين:
- السيدات الحوامل أو اللواتي يرغبن بالحمل.
- السيدات المرضعات.
- الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات النوم.
- الأشخاص المصابون بالشقيقة.
- الأشخاص الذين يعانون من نوبات الهلع.
- الأشخاص المصابون بالارتجاع المعوي.
- الأشخاص المصابون بماء العين الأزرق.
- الأشخاص الذين يتناولون الأدوية المضادة للتشنج أو أدوية الربو، والأشخاص الذين يتعاطون بعض مضادات الاكتئاب أو الأدوية الأخرى المستخدمة في علاج حالات الصحة العقلية، وبعض أنواع المضادات الحيوية، وأخيرًا الأشخاص الذين يتناولون أدوية الغدة الدرقية.
اقرأ أيضًا:
