تحقيق مسبار
يبحث الكثيرون من المصابين بانخفاض ضغط الدم عن مشروباتٍ ترفع ضغط الدم في محاولةٍ لتدارك انخفاضه وعدم تطوّر الحالة إلى أعراضٍ أكبر.
تستعرض هذه المقالة نبذة تعريفية عن ضغط الدم وأنواعه وما هو معدّله الطبيعي، كما تستعرض انخفاض ضغط الدم وأعراضه بشكل خاص، وتُقدم مجموعة من مشروباتٍ ترفع ضغط الدم، بالإضافة إلى مجموعة نصائح يمكن اتباعها لرفع ضغط الدم في حال انخفاضه.
ما هو ضغط الدم؟
ضغط الدم هو مقياس القوة التي يحتاجها القلب لضخ الدم في الجسم، وتُعتبر عملية ضخ الدم من العمليات الحيوية والأساسية في جسم الإنسان، إذ يتم تغذية أعضاء الجسم وأنسجته بالأوكسجين والمغذيات اللازمة لإبقاء الشخص على قيد الحياة، إضافة إلى ذلك يتم نقل خلايا الدم البيضاء والأجسام المضادة للمناعة والهرمونات الأساسية مثل هرمون الأنسولين عن طريق الدم أيضًا، هذا ويُقاس ضغط الدم بالمليميترات الزئبقية، وَيُعَبَّر عن قيمة ضغط الدم بكتابة رقمين وهما:
- ضغط الدم الانقباضي: وهو معدل ضغط الدم عند دفع القلب للدم خارجًا، وتُكتب هذه القيمة أولًا عند قياس ضغط الدم.
- ضغط الدم الانبساطي: وهو معدل ضغط الدم عندما يرتاح القلب وتنبسط عضلاته بين الانقباضات (النبضات) المتتالية، ويُكتب بعد الضغط الانقباضي. على سبيل المثال إذا كانت قراءة ضغط الدم 140/90، فهذا يعني أن الضغط الانقباضي هو 140 ملم زئبقي، والضغط الانبساطي 90 ملم زئبقي.
ما هو معدل ضغط الدم الطبيعي؟
مع التطور الحاصل في مجال الأجهزة الطبية، أصبح اليوم من السهل جِدًا قياس ضغط الدم في المنازل وبشكل ذاتي، إذ يكفي أن يضع الشخص سوارًا مطاطيًا على المعصم، لتظهر بعدها قراءة ضغط الدم على شاشة رقمية موصولة بالشريط المطاطي بعد دقائق، ولأخذ القراءات الدقيقة لا بد من اتباع بعض القواعد تاليًا أبرزها:
- الاسترخاء قبل أخذ القراءة لمدة 5 دقائق على الأقل، إذ بالإمكان أن يؤثر القلق على القراءة.
- الامتناع عن التدخين قبل أخذ القراءة على الأقل بنصف ساعة.
- الجلوس بطريقة مستقيمة.
- رفع اليد التي يوضع فيها السوار إلى مستوى القلب.
- قياس الضغط على مدار عدة أيام، إذ لا تكفي قراءة واحدة لمعرفة معدل ضغط الدم على وجه الدقة، وفي بعض الأحيان يُنصَح بإعادة القراءة بعد مرور ساعتين من القراءة الأولى من أجل التأكد، خصوصًا عند التشخيص للمرة الأولى.
هذا وتُصنّف الجمعية الأمريكية لأمراض القلب ضغط الدم إلى خمسة أنواع أو نطاقات، وذلك بحسب الأرقام التي تظهر على الشاشة الرقمية، تاليًا النطاقات الخمسة لضغط الدم:
- ضغط الدم الطبيعي: يُعتبر الضغط ضمن النطاق الطبيعي إذا كانت القراءة أقل من 120/80 ملم زئبق.
- ضغط الدم المائل إلى الارتفاع: وذلك عندما تتراوح القراءة باستمرار بين 120-129 ملم زئبق لضغط الدم الانقباضي، أما ضغط الدم الانبساطي فيكون أقل من 80 ملم زئبق، ومن المُحتمل أن يصاب الأشخاص ضمن هذا النطاق بضغط الدم المُرتفع مستقبلًا في حال عدم اتخاذ الإجراءات اللازمة.
- ضغط الدم المرتفع (المرحلة الأولى): يُعتَبر ضغط الدم في المرحلة الأولى ضمن النطاق المرتفع عندما تتراوح القراءة بين 130-139 ملم زئبق لضغط الدم الانقباضي، و90-89 ملم زئبق لضغط الدم الانبساطي. في هذه المرحلة يكون الشخص عرضةً للإصابة بأمراض القلب وأمراض الأوعية الدموية، لذلك يوصف للمريض في هذه المرحلة أدويةً للسيطرة على ارتفاع الضغط، كذلك يُنصَح باتباع بعض التغييرات في نمط الحياة مثل القيام بتغيير نوع التغذية وممارسة بعض التمارين الرياضية.
- ضغط الدم المرتفع (المرحلة الثانية): يُعتَبر ضغط الدم في المرحلة الثانية من النطاق المرتفع عندما تكون القراءة باستمرار أعلى من 140 ملم زئبق لضغط الدم الانقباضي وأعلى من 90 ملم زئبق لضغط الدم الانبساطي. هذا ويوصَف للمرضى ضمن هذا النطاق تغيير جذري في نمط الحياة والالتزام بأدوية الضغط.
- المرحلة الحرجة من ضغط الدم المرتفع: تُعرف بالإنجليزية (Hypertensive crisis)، وتسمى اصطلاحًا بأزمة ارتفاع ضغط الدم. تُعتبر هذه المرحلة من أخطر المراحل وتتطلب عنايةً طبيةً فورية، إذ تتجاوز قراءات ضغط الدم وبشكل مفاجئ 180/120 ملم زئبقي، ويُنصَح عند حصول قراءة مماثلة بالاتصال بالإسعاف والتوجه إلى المستشفى فورًا. ومن أعراض المرحلة الحرجة ألم في الصدر وضيق في التنفس وآلام حادة في الظهر والشعور بالخدر والتنميل وصعوبة في الكلام وضبابية في الرؤية.
ما هو انخفاض ضغط الدم؟
يحدث ضغط الدم المنخفض عندما تكون القراءات دون المُعدل الطبيعي المذكور سابقًا، إذ تُعتَبر القراءة منخفضة إذا كانت أقل من 90 ملم زئبق لضغط الدم الانقباضي وأقل من 60 ملم زئبق لضغط الدم الانبساطي. وهناك أكثر من نوع لانخفاض ضغط الدم، تاليًا الأنواع الأساسية لانخفاض ضغط الدم:
- انخفاض ضغط الدم الانتصابي (Orthostatic hypotension): ويُسمى في بعض المصادر الأخرى بانخفاض ضغط الدم الوضعي، إذ يشعر المصاب بهذا النوع من انخفاض الضغط بالإغماء أو الدوار عند الوقوف، كذلك قد يحدث الانخفاض في ضغط الدم عند تغيير الوضعية من الجلوس إلى الوقوف أو من الاستلقاء إلى النهوض فجأة.
- انخفاض ضغط الدم بعد تناول الطعام (Postprandial hypotension): يصيب هذا النوع من أنواع انخفاض ضغط الدم الأشخاص بعد تناول الطعام، إذ يَشعر الشخص بالدوار والدوخة فجأة بعد تناول الطعام.
- انخفاض ضغط الدم بوساطة عصبية (Neutrally mediated hypotension): يَشعُر المصابون بهذا النوع من أنواع انخفاض ضغط الدم بالإغماء والدوران والغثيان بعد ممارسة الرياضة أو عند الوقوف لفترات طويلة.
- انخفاض ضغط الدم الحاد المفاجئ الناجم عن الصدمة (Severe hypotension linked to shock): يُصيب هذا النوع الأشخاص الذين يقعون تحت الصدمة والمفاجأة، ويحدث أن ينخفض الضغط إلى مستوياتٍ متدنيةٍ وخطرةٍ في ذات الوقت، ولا يَستطيع المخ والأعضاء الحيوية في تلك الحالة الحصول على ما يكفي من الدم للعمل بشكل طبيعي، ولهذا السبب يُعتبر الهبوط المفاجئ في ضغط الدم حالة حرجة تستدعي الإسعاف الفوري.
أسباب انخفاض ضغط الدم
تاليًا أبرز أسباب ضغط الدم:
- الحَمل.
- الإصابة ببعض أمراض سوء التغذية وفقر الدم.
- اختلال في المستويات الطبيعية للهرمونات، إذ يُعد الأشخاص المصابون بقصور الغدة الدرقية وداء السكري أو انخفاض السكري في الدم هم الأكثر عُرضة لانخفاض ضغط الدم.
- استهلاك بعض الأدوية التي لا تستلزم وصفة طبية.
- تناول بعض أدوية ارتفاع ضغط الدم أو أدوية أمراض القلب أو أدوية مرض باركنسون أو أدوية الاكتئاب.
- عدم انتظام دقات القلب.
- اتساع أو تمدد الأوعية الدموية.
- الإصابة بضربة الشمس.
- الإصابة بأمراض الكبد.
- النزيف.
- تسمم الدم.
- الإصابة بالجفاف نتيجة الإسهال أو القيء.
- البقاء في السرير والاستلقاء لفترات طويلة.
ما هي أعراض انخفاض ضغط الدم؟
لا تُعتبر أعراض انخفاض ضغط الدم خطيرةً بشكل عام، وقد لا تَظهر أي أعراضٍ على بعض المصابين فعلًا بانخفاض ضغط الدم، إلا أن أغلب الأشخاص المصابين قد يظهر عليهم واحد أو أكثر من الأعراض التالية:
- الشعور بالدوخة والدوار.
- الشعور بالغثيان.
- فقدان الوعي.
- تشوش الرؤية.
- الشعور بالإعياء.
إضافةً إلى الأعراض أعلاه، هناك بعض الأعراض الحرجة والخطرة لانخفاض ضغط الدم، تتطلب تلك الأعراض التوجه إلى طوارئ المستشفى والحصول على رعاية طبية عاجلة، إذ من الممكن أن تؤدي بعض حالات الهبوط الحاد في الضغط إلى تلفٍ في أعضاء جسم المريض الحيوية، أو أن تشكل خطرًا على حياة الشخص نفسه، تاليًا الأعراض الحرجة لهبوط ضغط الدم المفاجئ:
- التنفس بطريقة سريعة أو متقطعة.
- تعرّق الجلد.
- التشويش وفقدان التركيز.
- تسارع في ضربات القلب.
- ضعف في النبض.
هل هناك مشروبات ترفع ضغط الدم؟
نعم صحيح، بالإمكان القول إن هناك مشروباتٍ ترفع ضغط الدم المنخفض وتعيده إلى المعدل الطبيعي بشكلٍ مؤقت، أما حالات انخفاض الضغط الحرجة الحادة التي ترافقها أحد الأعراض الحرجة المذكورة سابقًا، من الواجب عندها نقل الشخص إلى المستشفى فوراً لأخذ الإجراء المناسب، وعدم الاعتماد على مشروباتٍ ترفع ضغط الدم، إذ يقتصر تأثير تلك المشروبات على الحالات المعتدلة أو العرضية من حالات انخفاض ضغط الدم، ولا يشمل ذلك حالات انخفاض ضغط الدم الحاد المفاجئة والحادة، تاليًا أبرز المشروبات التي ترفع ضغط الدم:
- الماء: يُعتبر الماء من المشروبات التي ترفع ضغط الدم في حال انخفاضه دون مستوياته الطبيعية، إذ تؤدي الإصابة بالجفاف إلى انخفاض ضغط الدم، ولهذا السبب يُنصح الأشخاص المصابين بانخفاض ضغط الدم بشرب كمياتٍ كافيةٍ من الماء لعلاج الجفاف ورفع مستويات الضغط إلى الحد الطبيعي. ومن أسباب الجفاف الإصابة بالقيء والإسهال الشديد والحمى والتمارين الرياضية الشاقة والتعرق الزائد، كذلك أخذ بعض الأدوية مثل مدرات البول.
- القهوة: تعتبر القهوة من المشروبات التي ترفع ضغط الدم، إذ تعمل مادة الكافيين الموجودة في القهوة على رفع ضغط الدم المنخفض، حيث تُشير مراجعة منشورة إلى أن استهلاك 200-300 ملغم من الكافيين (ما يعادل كوبين من القهوة تقريبًا) يقوم برفع معدلات ضغط الدم فعلًا، ويُقدّر معدل الارتفاع في ضغط الدم بعد شرب القهوة ب 8 ملغم زئبق بالنسبة لضغط الدم الانبساطي، أما معدل الارتفاع في ضغط الدم الانقباضي فهي 6 ملغم زئبق. وتشير المراجعة إلى أن أثر القهوة على ضغط الدم قد يستمر لغاية ثلاث ساعات. كذلك فإن أثر القهوة في رفع ضغط الدم هو ذاته بين الأشخاص الأصحاء والأشخاص الذين يعانون أصلًا من ارتفاع ضغط الدم، لذلك يُنصح المصابون بارتفاع ضغط الدم بالحد من تناول القهوة. ويجب التذكير أن استجابة الأشخاص قد تختلف حسب تعودهم على تناول القهوة، إذ تذكر المراجعة إلى أن تأثير القهوة على رفع ضغط الدم يبقى محدودًا عند الأشخاص المعتادين على شرب القهوة باستمرار.
نصائح لرفع ضغط الدم
بالإضافة إلى شرب مشروبات ترفع ضغط الدم كما ورد في الفقرة السابقة، يوجد بعض النصائح التي يُمكن للأشخاص المصابين بانخفاض ضغط الدم اتباعها لرفع ضغط الدم لديهم، وهي في أغلبها ممارساتٌ سهلةٌ وغير معقدةٍ وبإمكان الجميع القيام بها. تاليًا أبرز الممارسات الحياتية والعناصر الغذائية التي يُنصح بها لرفع ضغط الدم:
- تناول الأطعمة الغنية بفيتامين ب12: يُعتبَر نقص فيتامين ب12 أحد أسباب الإصابة بفقر الدم، والذي يؤدي بدوره إلى الإصابة بانخفاض ضغط الدم، لذلك يُنصح بتناول الأصناف التي تحتوي على فيتامين ب12، مثل البيض والحبوب المُدّعمة واللحوم.
- تناول الأطعمة الغنية بعنصر الفولات: يؤدي نقص عنصر الفولات إلى الإصابة بفقر الدم أيضًا، لذلك يُنصَح المصابون بفقر الدم بتناول الأطعمة التي تحتوي على الفولات، ومن تلك الأطعمة البيض والهليون والبقوليات والعدس والحمضيات والأوراق الخضراء كالسبانخ، بالإضافة إلى الكبد مثل كبد الخروف أو غيره.
- تناول الأطعمة المالحة: تقوم الأطعمة المالحة برفع ضغط الدم، كمثال على ذلك الشوربات الجاهزة والأطعمة المعلبة وبعض أنواع الأجبان المالحة، وكذلك جميع أنواع المخللات، إضافةً إلى الأسماك المدخنة الجاهزة.
- الحد من شرب الكحول: يُنصَح الأشخاص المصابين بانخفاض ضغط الدم بعدم الإفراط بتناول المشروبات الكحولية، وذلك لأثرها على خفض ضغط الدم.
- تعديل وضعية الجلوس: يُنصح الأشخاص المصابين بانخفاض ضغط الدم بتعديل وضعية الجلوس الخاص بهم، إذ يُعتبر لف الساقين على بعضهما أثناء الجلوس من أسرع الطرق لرفع ضغط الدم.
- تناول وجبات صغيرة: يُنصح الأشخاص الذين يعانون من انخفاض ضغط الدم بتقسيم طعامهم اليومي إلى عدة وجباتٍ صغيرة، إذ وجد أن تلك الطريقة فعالة في إبقاء ضغط الدم ضمن معدلاته الطبيعية.
- ارتداء الجوارب الضاغطة: تقوم الجوارب الضاغطة بالتقليل من كمية الدم النازلة إلى الساقين والقدمين، إذ يُسهم نزول الدم إلى الأطراف السفلية بانخفاض ضغط الدم، ومن الجدير بالذكر أن تلك الجوارب تستعمل في تخفيف الألم المصاحب للدوالي أيضًا.
اقرأ/ي أيضًا:
هل فوائد الكركديه للضغط مثبتة علميًا؟