تحقيق مسبار
نحرص في هذا المقال على بيان أعراض جرثومة المعدة بالتفصيل مع ذكر الفرق بينها وبين أعراض الحمل، التي تصاب بها النساء أثناء فترة الحمل، إضافة إلى الإجابة على كثير من الأسئلة التي تدور حول طريق العلاج من جرثومة المعدة، ومدى خطورتها، وخطورة تفاقمها أيضًا بالاعتماد على المصادر الطبيّة الموثوقة.
هل تعد أعراض جرثومة المعدة بالتفصيل مشابهة لأعراض الحمل؟
تشترك الكثير من أعراض جرثومة المعدة مع أعراض الحمل، وأبرزها: الغثيان الذي يصاحب القيء، إلى جانب انتفاخ المعدة وفقدان الشهيّة، لكن هناك العديد من الأعراض التي تميّز الحمل عن الإصابة بجرثومة المعدة؛ حيث يصاحب الحمل انقطاع الدورة الشهريّة عند المرأة، إلى جانب كثرة التبوّل، إضافة إلى معاناة المرأة الحامل من العديد من تشنّجات الرحم التي تصيب البعض، كما يمكن أن تُصاب المرأة بالإمساك بدلاً من كثرة التبوّل أحيانًا. يُشار هُنا إلى أنّ بعضًا من هذه الأعراض يتزامن حضورها مع آثار عملية قص المعدة الجانبية، التي عادةً ما تكون خلال فترة وما بعد التعافي، وتستمر لمدة أشهر في بعض الأحيان.
هل جرثومة المعدة خطيرة؟
تظهر أعراض جرثومة المعدة وتختفي دون تعريض المصاب إلى أيّ من الأخطار في معظم الحالات؛ إلّا إنّها تتسبّب ببعض الأمراض الخطيرة أحيانًا؛ ومنها: قرحة المعدة والاثني عشر، وسرطان المعدة الذي يُعدّ ثاني أكبر سبب للوفاة بمرض السرطان في العالم، وتُعرف هذه الجرثومة بالاسم العلميّ Helicobacter pylori، وهي جرثومة بكتيريّة يُصاب بها نصف سكّان العالم تقريبًا، وترتفع نسبة الإصابة بشكل أكبر في البلاد النامية مقارنة بغيرها من دول العالم الأخرى.
لا يُمكن التخلّص من جرثومة المعدة بمجرّد استعمار الجسم، ولدى هذه الجرثومة القدرة على التكيّف للعيش في البيئة الحمضيّة داخل المعدة؛ وذلك من خلال تغيير درجة الحموضة للبيئة المحيطة بها وتوفير البيئة المناسبة، كما أنّها ذات شكل حلزونيّ يسمح لها باختراق جدار المعدة، وتحيط بهذه الجرثومة أغشية مخاطيّة تحول دون اكتشافها من قبل الخلايا المناعيّة في الجسم أيضًا، ولا بدّ من مراجعة الطبيب للحصول على استشارة مناسبة عند الإصابة بهذه الجرثومة.
هل يصاب الأطفال بجرثومة المعدة؟
يُمكن أن يصاب الأطفال بجرثومة المعدة؛ إلّا إنّ البالغين هم الأفراد الأكثر عرضة للإصابة بهذه البكتيريا، فيما يظهر على الأطفال في بعض الحالات العديد من الأعراض الخطيرة التي تنتج عن هذه الجرثومة، يُذكر منها: نزيف الجهاز الهضميّ، والانثقاب القُرحي المعروف باسم القرحة الهضمية، وتظهر أعراض هذه النزيف والانثقاب المذكورين على شكل ألم حادّ مفاجئ في المعدة، أو وجود دم في البراز، أو تغيّر لون البراز إلى الأسود، كما يشير تقيّؤ الدم أو التقيّؤ ذو اللون الأسود إلى هذه الأعراض الخطيرة.
ما هي أسباب الإصابة بجرثومة المعدة؟
بالرغم من عدم وجود سبب معروف لانتشار جرثومة المعدة؛ إلّا إنّ هذه البكتيريا تنتقل من الأشخاص المصابين إلى الآخرين عن طريق الفم، كما أنّها تنتقل من البراز إلى الفم؛ لتدخل المعدة؛ وذلك في حال لم يقم الأفراد بغسل الأيدي جيّدًا بعد استخدام المرحاض، وتنتشر جرثومة المعدة كذلك عند ملامسة الماء أو الطعام الملوّث، وتعتمد الإصابة بها على العديد من العوامل، وأبرزها مذكور في النقاط التالية:
- الفئة العمريّة: تنتشر الإصابة بجرثومة المعدة بين كبار السنّ على نحٍو كبير، ويُعدّ الأطفال أكثر الفئات العمرية عرضًة للإصابة بهذه الجرثومة؛ بسبب عدم مراعاتهم لإرشادات النظافة المناسبة.
- الظروف المعيشيّة: تزداد نسبة انتشار جرثومة المعدة بشكل كبير في المناطق النائية المكتظّة بالسكّان، في حين تنخفض من الأماكن الأخرى من العالم.
هل توجد أعراض لجرثومة المعدة؟
توجد العديد من الأعراض التي تشير إلى إصابة الإنسان بجرثومة المعدة؛ إلّا إنّ هناك كثيرًا من الأفراد الذين يصابون بهذه الجرثومة دون ظهور أيّة أعراض مسبقًا، ولهذه الجرثومة ذات الأعراض الناتجة عن القرحة أو التهاب للمعدة، وفيما يأتي بعضًا أعراض جرثومة المعدة بالتفصيل:
- الإصابة بألم خفيف مستمرّ دون زواله.
- الشعور بالحرقة بعد ساعتين أو ثلاثة ساعات من تناول الطعام.
- الإصابة بالحرقة أثناء الليل، عندما تكون المعدة خالية من الطعام.
- نقصان الوزن وعدم الشعور بالجوع.
- التورّم والانتفاخ في المعدة.
- اضطراب المعدة أو الشعور بالغثيان.
- التجشّؤ أو التقيّؤ.
- صعوبة التنفس.
- الشعور بالدوار أو الإغماء.
- امتلاء المعدة بعد تناول كميّة قليلة من الطعام.
- التعب الشديد بدون سبب معروف.
يمكن أن تنشأ الأعراض السابقة أيضًا عن العديد من الأمراض الأخرى، وينبغي مراجعة الطبيب على الفور عند ظهور أيّة مشاكل في بلع الطعام، أو ملاحظة وجود دم في البراز، أو في حالة التعرّض إلى فقر الدم؛ فإنّ ذلك يشير إلى الإصابة بنزيف في المعدة؛ بسبب القرحة الناتجة عن الجرثومة المذكورة.
كيف يتم تشخيص الإصابة بجرثومة المعدة؟
يقوم الطبيب بإجراء العديد من الفحوصات والاختبارات والتحاليل للتحقّق من الإصابة؛ بعد ظهور عددٍ أعراض جرثومة المعدة بالتفصيل؛ ويُذكر منها ما يلي:
- تحاليل الدم: يتمّ إجراء هذا التحليل للتحقّق من وجود الأجسام المضادّة، التي ينتجها الجسم لمقاومة جرثومة المعدة.
- تحليل البراز: يساعد هذا الاختبار في معرفة مدى وجود أيّ من أنواع البكتيريا غير الطبيعيّة، التي تتسبّب بالإسهال والمشاكل الهضميّة الأخرى؛ نتيجة للإصابة بجرثومة المعدة، وتظهر نتيجة هذا التحليل في غضون يومين أو ثلاثة أيّام.
- اختبار التنفّس: يعتمد هذا الاختبار على قيام المريض بابتلاع كبسول يحتوي على اليوريا، التي تضمّ أحد نظائر الكربون، ثمّ يراقب الطبيب تنفّس المريض؛ لملاحظة وجود الكربون عند الزفير؛ حيث يشير ذلك إلى الإصابة بجرثومة المعدة.
- التنظير العلويّ: يهدف هذا التنظير إلى فحص بطانة المريء والمعدة والاثني عشر؛ باستخدام أنبوب رفيع يشمل على كاميرا؛ للتصوير والتحقّق من أيّة أعراض تشير إلى الإصابة بجرثومة المعدة.
- عينة من الأنسجة: تؤخذ هذه العيّنة عند إجراء عمليّة التنظير العلويّ إذا لزم الأمر، وذلك للتحقّق من عدم وجود إنزيم اليوريا، بالإضافة إلى فحص البكتيريا الموجودة، والتأكّد من عدم كونها جرثومة المعدة.
- الفحص البدنيّ: يقوم الطبيب بفحص المعدة؛ لملاحظة أيّة انتفاخات أو آلام تشير إلى جرثومة المعدة، كما يشتمل هذا الفحص على ملاحظة الأصوات التي تصدر من المعدة أيضًا.
- اختبار الجهاز الهضمي: يتمّ إجراء هذا الفحص عن طريق تناول المريض سائل الباريوم، ثمّ عرضه على الأشعّة السينيّة؛ لمراقبة المعدة والحلق، ثمّ التحقّق من أيّة آثار تشير إلى هذه الجرثومة.
- التصوير المقطعي المحوسب: يعتمد هذا التصوير على الأشعة السينيّة ذات التأثير القويّ، ويستطيع إنشاء صورة مفصّلة للجسم من الداخل بعد انتهاء عمليّة التصوير.
هل هناك علاج لجرثومة المعدة؟
لا يوجد علاج لجرثومة المعدة؛ إلّا إنّ هناك الكثير من العلاجات الدوائيّة وغير الدوائيّة، التي تسهم في الحدّ من الإصابة بالأعراض الخطيرة لهذه الجرثومة، كما تهدف هذه العلاجات إلى تقليل نسبة الإصابة بسرطان المعدة أيضًا، ولا بدّ من استشارة الطبيب لمعرفة طريقة علاج أعراض جرثومة المعدة بالتفصيل؛ ومنها ما يأتي:
- المضادات الحيويّة: تقوم المضادات الحيويّة بقتل البكتيريا في الجسم؛ للتخلّص من أعراض جرثومة المعدة.
- أدوية تقليل الحموضة: تعمل هذه الأدوية على تقليل كميّة الحموضة، التي ينتجها الجسم؛ للحدّ من القرحة الناتجة عن جرثومة المعدة.
- تغيير نمط الحياة: يؤدّي تناول الأطعمة الحارّة والتدخين إلى تفاقم أعراض القرحة الناتجة عن جرثومة المعدة، وينبغي الابتعاد عن هذا النوع من الأطعمة لضمان التخلّص من هذه الأعراض.
عوامل تحديد العلاج المناسب
يعتمد تحديد العلاج المناسب لجرثومة المعدة على العوامل الآتية:
- عمر المصاب والتاريخ المرضيّ الخاصّ به.
- مدى خطورة الإصابة بآثار جرثومة المعدة.
- طريقة تعامل الجسم مع بعض العلاجات الدوائيّة.
يجدر الذكر هُنا بأنّ معظم القروح، التي تتسبّب بها جرثومة المعدة، تلتئم بعد مرور أسبوعين على البدء بتناول العلاج المقدّم من قبل الطبيب، وينبغي التنبيه على ضرورة عدم تناول الأدوية اللاستيرويديّة المضاد للالتهاب من قبل المصابين بأعراض التقرّح؛ فإنّها تؤدّي إلى العديد من الأعراض الجانبيّة التي تصيب المعدة؛ بدلًا من الإسهام في شفائها.
هل هناك مضاعفات للإصابة بجرثومة المعدة؟
تشمل مضاعفات الإصابة بجرثومة المعدة على القرحة، وتتسبّب هذه القرحة بالعديد من المضاعفات الأكثر خطورة على الجسم، ويُذكر منها يأتي:
- النزيف الداخليّ: ينتج هذا النزيف عندما تتمكّن القرحة من اختراق الأوعية الدمويّة؛ إذا ترافق ذلك مع الإصابة بفقر الدم، الذي ينتج عن نقص الحديد.
- انسداد المعدة: تتسبّب القرحة بالعديد من التوّرمات التي تصيب الجهاز الهضميّ، وتؤدّي إلى انسداد المعدة، وهو ما يتسبّب في منع الطعام من الانتقال خارج المعدة إذا كان الانسداد في مجرى خروج الطعام.
- انثقاب المعدة: ينتج هذا الانثقاب عندما تستطيع القرحة اختراق جدار المعدة في الجسم.
- سرطان المعدة: بالرغم من كون الإصابة بجرثومة المعدّة السبب الرئيسيّ لسرطان المعدّة؛ إلّا إنّ معظم المصابين بهذه الجرثومة لا يصابون بهذا النوع من أنواع السرطان أبدًا كما تشير العديد من الدراسات، وهو واحد من أخطر المضاعفات التي تصاحب هذه الجرثومة في حالة إهمال العلاجات الطبيّة؛ لذلك يجب مراجعة الطبيب عند الشعور بأيّ منها.
هل توجد طرق للوقاية من جرثومة المعدة؟
توجد العديد من الطرق التي تسهم في الحدّ من الإصابة بجرثومة المعدة، وهي ذات الطرق التي ينبغي اتّباعها لتجنّب الإصابة بأنواع البكتيريا الضارّة الأخرى، ومنها ما يأتي:
- غسل اليدين بعد استخدام المرحاض، إضافة إلى غسلهما قبل تحضير الطعام وقبل تناوله.
- تجنّب الشرب من مصادر المياه غير النظيفة.
- عدم تناول أيّ من الأطعمة قبل غسلها جيّدًا، إضافة إلى تجنّب مصادر الطعام غير النظيفة، وعدم تناول الأطعمة التي يقدّمها الآخرون دون غسل أيديهم.
- تجنّب تناول جميع أنواع الأطعمة التي تؤخّر شفاء أعراض الجرثومة أو تسهم في ظهورها على نحٍو كبير؛ ومنها: الأطعمة الغنيّة بالتوابل.
- اتّباع إرشادات الطهي المناسبة التي تضمن قتل جميع أنواع البكتيريا من الطعام.
اقرأ/ي أيضًا:
هل ظهور حبوب في الثدي من علامات الحمل؟
هل حصى الكلى عند الرجال يمنع الحمل؟
هل يمكن علاج حموضة المعدة منزليًا؟