` `

هل الدوخة من أعراض التهاب الجيوب الأنفية؟

صحة
27 يوليو 2021
هل الدوخة من أعراض التهاب الجيوب الأنفية؟
الجيوب الأنفية هي عبارة عن تجاويف صغيرة الحجم أو امتدادات مملوءة بالهواء (Getty)
صحيح

تحقيق مسبار

تتبادر إلى ذهن الكثير من الأشخاص أسئلة عن التهاب الجيوب الأنفية وأعراضها الكثيرة، وهل تعد الدوخة من اعراض التهاب الجيوب الأنفية عمومًا، أو أن الدوخة دليل على أمراض أخرى لا تتعلق بهذا النوع من الالتهابات. هنا سنحاول الإجابة عن هذه التساؤلات وتحديدًا حول أعراض وأسباب التهاب الجيوب الأنفية، والحلول الممكنة للتقليل من مشاكل التهاب الجيوب الأنفية والعلاجات اللازمة.

ما هي الجيوب الأنفية؟

الجيوب الأنفية هي عبارة عن تجاويف صغيرة الحجم، أو امتدادات مملوءة بالهواء داخل تجويف الأنف، موزعة في أربع مناطق تسمى باسمها، وكل جيب منها مبطن بطبقة رقيقة من الغشاء المخاطي، تتخللها خلايا تفرز المخاط، وهذه الجيوب هي:

  • الجيوب الأمامية أو الجبهية: وهي الجيوب الأنفية داخل العظم الأمامي للجمجمة، الواقعة في الجزء الأوسط أسفل الجبهة، وهما عبارة عن نوعان من الجيوب الأنفية تأخذ شكلاً مثلثًا، ويتم فيها تصريف السوائل عبر القناة الجبهية الأنفية داخل الصماخ الأوسط لتجويف الأنف، وهي أهم الجيوب الأنفية؛ بسبب تمركزها في منطقة الأعصاب البصرية وبعض الشرايين الأمامية.
  • الجيوب الفكية: وهي الجيوب الواقعة في عظم الفك العلوي، التي تحيط في منطقة الأنف أسفل فتحة الجيوب الأمامية، وهذا هو سبب انتشار العدوى؛ نظرًا لدخول السوائل من الجيوب الأمامية إلى الجيوب الأنفية؛ إذ تقوم الشرايين العلوية بإمداد الجيوب الأنفية بالسوائل، ويعمل الوريد الفكي على التصريف. يبلغ حجم الجيوب الفكية العلوية للشخص البالغ حوالي 15 مل؛ لذلك فهي أكبر الجيوب الأنفية.
  •  الجيوب الوتدية: تقع الجيوب الوتدية داخل العظم الوتدي بين العينين، وتفتح في التجويف الأنفي في المنطقة المعروفة علميًا باسم العطلة الشحمية الغربالية.
  • الجيوب الغربالية: توجد هذه الجيوب فوق الأنف بين العينين، وهي عبارة عن ثلاثة أنواع موجودة داخل العظم الغربالي؛ تتضمن:
    • الجيوب الغربالية الأمامية.
    • الجيوب الغربالية الوسطى.
    • الجيوب الغربالية الخلفية.

ما هي علاقة التهاب الجيوب الأنفية بالدوخة؟

تعتبر الدوخة من أهم أعراض التهاب الجيوب الأنفية المزمنة، بل ومن أهم المؤشرات على شدة الالتهاب؛ إذ إن التهاب الجيوب الأنفية يسبب فقدان التوازن في الكثير من الحالات؛ لأن الوظيفة الأساسية لهذه التجاويف، الموجودة تحت العينين وفوق الحاجبين، هي المحافظة على توازن الرأس، عن طريق ملء هذه الجيوب بالهواء، أما في حال الالتهاب؛ فإن الجيوب تصبح مليئةً بالسوائل مما يفقد هذه المنطقة القدرة على أداء وظيفتها الأساسية، وهي الحفاظ على توازن الجسم، وهذا يسبّب الدوخة والشعور بعدم التوازن، بالتالي حدوث نوبات شديدة من الصداع وعدم الارتياح، كما أن التهاب الجيوب الأنفية يؤثر كثيرًا على المخيخ، وهو الجسم المسؤول عن التوازن في الدماغ، وتؤثر بشكل مباشر على عصب الاتزان الموجود في الأذن، كما قد تكون الدوخة ناتجة عن مشاكل في الأذن، وقد تكون هذه المشاكل مرتبطة بشكل أو بآخر بالتهاب الجيوب الأنفية؛ مثل التهاب الأذن الداخلية أو الوسطى؛ بسبب ضعف قناة استاكيوس الناتج عن التهابات الجيوب الأنفية المزمن.

هل توجد وظيفة للجيوب الأنفية؟

تعتبر وظيفة الجيوب الأنفية مسألة تحتاج إلى بحث كبير؛ إلا إنّ العديد من البحوث تشير إلى أهمية الجيوب الأنفية ووظائفها التي تتلخص فيما يلي:

  1. تخفيف وزن الرأس؛ بسبب امتلائها بالهواء.
  2. ترطيب الهواء وتسخينه قبل الدخول إلى الجهاز التنفسي.
  3. زيادة صدى وحدة الصوت.
  4. دعم الدفاع المناعي للتجويف الأنفي.
  5. حماية الجمجمة من الرضوض والضربات الخارجية.
  6. توفير الحماية اللازمة والعزل للجمجمة من تقلبات درجات الحرارة السريعة داخل التجويف الأنفي.
  7. الدفاع المناعي للجمجمة من الفيروسات والبكتيريا.

ما هي أسباب التهاب الجيوب الأنفية؟

يحدث التهاب الجيوب الأنفية عادةً عند انتفاخ المساحات والتجاويف الأنفية، المعروفة باسم الجيوب الأنفية، لمدة تصل إلى 4 أسابيع في حالة التهاب الجيوب الأنفية الحاد، وقد تصل إلى ثلاثة أشهر أو أكثر في حال التهاب الجيوب الأنفية المزمن، وهذا ما يقلّل من تصريف المخاط بشكل طبيعي؛ ممّا يسبّب انسداد الأنف، ويجعل التنفس منه يحدث بصعوبة، كما قد يشعر المريض بتورّم بسيط في منطقة العينين.

ما هي أعراض التهاب الجيوب الأنفية؟

تتعدد الأعراض المصاحبة لالتهاب الجيوب الأنفية والتي تعتبر من العلامات الأساسية الدالة على حدوث التهاب في الجيوب الأنفية، والحقيقة أن هذا يقودنا إلى الاستفسار الأساسي وهو هل الدوخة من اعراض التهاب الجيوب الأنفية، أو أنها لا تعتبر من ضمن الأعراض؟!... هنا سنحدد الأعراض الناجمة عن التهاب الجيوب الأنفية:

  • ألم في منطقة الجيوب الأنفية: يعتبر من أهم أعراض التهاب الجيوب الأنفية الألم الشديد في منطقة الجيوب الموزعة حول العينين وخلف الأنف، ومن الممكن أن يصاحب هذا الألم تورّم في المنطقة، بالإضافة إلى الألم في منطقة الفك العلوي، وهذا كله يسبب صداعًا عامًا في جميع أجزاء الرأس، يصاحبه الشعور بالدوخة وعدم الارتياح؛ بسبب ثقل الرأس وامتلاء الجيوب الأنفية بالسوائل، كما قد يحدث للمريض ألم في منطقة الأذن والأسنان؛ إذ تظهر أعراض الصداع في فترة الصباح بسبب تجمّع السوائل والمخاط طوال الليل، كما قد تظهر آثار الصداع عند تغيير الضغط الجوي على المريض؛ مثل الانتقال لمنطقة جديدة، وهذا يفسر حالات الصداع الشديدة أثناء السفر.
  • السيلان الأنفي: يعتبر السيلان الأنفي من أبرز أعراض التهاب الجيوب الأنفية وأحد أهم أسبابها؛ لأن انسداد الأنف بالمخاط والإفرازات يسبب صعوبة تصريف الإفرازات الخضراء والصفراء وإغلاق الممرات الأنفية، وقد تصل هذه الإفرازات للجزء الخلفي من الحلق مسببًة دغدغًة أو حكةً في الحلق، وهذه الحالة تسمى طبيًا بالتنقيط الخلفي الليلي، الذي قد يتسبّب بالسعال الشديد في حال الاستلقاء للنوم، بالإضافة لتغيّر الصوت عند الاستيقاظ.
  • احتقان بالأنف: أهم الأعراض التي تحدث نتيجة التهاب الجيوب الأنفية هو عدم القدرة على التنفس من الأنف؛ وهذا يسبب تغييرًا واختناقًا في الصوت، بالإضافة إلى انعدام حاسة الشم، بالتالي تغيير في حاسة التذوق.
  • ارتفاع درجات الحرارة والحمى: لا تعتبر الحمى وارتفاع درجات الحرارة من الأعراض الأساسية لالتهاب الجيوب الأنفية؛ إلا إنها من الأعراض الخطيرة التي تستدعي التوجّه للطبيب وتلقّي العلاج الخاص.

هل يوجد علاج لالتهاب الجيوب الأنفية

عند التوجه للطبيب يستطيع تحديد سبب التهاب الجيوب الأنفية والعلاج الملائم لها والذي يختلف من حالة لأخرى؛ إذ تحتاج بعض الحالات إلى تناول مضادات حيوية معينة، فيما يتم علاج بعض الحالات بطرق طبيعية ودون الحاجة للعلاجات، لكن أحيانًا يجب التخفيف من الأعراض المصاحبة لالتهاب الجيوب الأنفية كالدوخة أو ارتفاع درجات الحرارة، التي تشكّل خطورة في معظم الحالات، لذلك يُنصح عادةً بمراقبة الأطفال المصابين بالتهاب الجيوب الأنفية، ومراقبة درجة حرارة المرضى عمومًا؛ لأنها من أشد الأعراض وأكثرها خطورة، وفيما يلي بعضًا من أبرز طرق علاج التهاب الجيوب الأنفية والأدوية المستخدمة:

  • استخدام بخاخات الأنف: يمكن استخدام هذه البخاخات لغايات علاج احتقان الأنف والتخلّص منه؛ لأن من شأنها تقلّل من حدّة أعراض الالتهاب على المدى القصير، لكن لا يمكن استخدامها لفترة تزيد عن ثلاثة أيام؛ لأن استخدامها لفترات طويلة يسبب ارتدادًا في احتقان الأنف، وبالتالي من المحتمل أن تزداد الأعراض سوءًا.
  • ترطيب الأنف بالماء: من الحلول المساعدة في تخفيف من الأعراض هي ري الأنف بالماء؛، الذي يعمل بشكل مؤقّت على تخفيف أعراض الجيوب الأنفية الحادة والمزمنة على حد سواء؛ إذ يمكن استخدام الماء المقطّر أو الماء الممزوج ببعض المحاليل الجاهزة المتوفرة في الصيدليات، أو صناعة محلول في المنزل عن طريق خلط الماء النقي مع نصف ملعقة صغيرة من الملح ونصف ملعقة صغيرة من صودا الخبز، ثم تقطيرها في الأنف باستخدام قطارة أو بخاخ الأنف مرتين يوميًا، وهذا المزيج يساعد على تنظيف الأنف والجيوب الأنفية من الإفرازات، ما يعمل على تخفيف الجفاف وإزالة المواد المسبّبة للحساسية.
  • استخدام العلاجات العشبية: أظهرت العديد من الدراسات الموثوقة أن استخدام المنتجات العشبية يساهم في شكل كبير في التقليل من أعراض التهاب الجيوب الأنفية، وعلاج نوعيّها الحاد والمزمن؛ إلا إنّه لا يمكن صناعة هذه الخلطات العشبية في المنزل؛ بسبب وجود أعراض جانبية لبعض الأعشاب؛ لذلك يجب اعتماد الخلطات المُعدّة من قبل مختصين.
  • العلاج باستخدام المضادات الحيوية: في كثير من الحالات يتم علاج المرض باستخدام المضادات الحيوية، التي تتضمن في تركيبتها على مادة الأموكسيسيلين، لكن هذا العلاج فعّال في التهاب الجيوب الأنفية الحاد فقط، كما أن كثرة استخدام المضادات الحيوية من الممكن أن يسبّب العديد من الأعراض المزعجة؛ مثل: الإسهال، ومشاكل الجهاز الهضمي، بالإضافة إلى الطفح الجلدي في بعض الأحيان، كما أن الإفراط في استخدامها قد يسبب ظهور بكتيريا خارقة تؤدي إلى التهابات خطيرة يصعب علاجها.

هل يمكن منع التهابات الجيوب الأنفية؟

قد لا تستطيع بشكل مباشر منع حدوث التهاب الجيوب الأنفية، لكن يمكن التقليل من نسبة حدوثها عن طريق تجنّب الأمور والممارسات التي تزيد من تهيّج الأنف وتجعلك عرضةً أكثر لمخاطر الإصابة، ويُذكر من هذه الممارسات:

  • تقليل التدخين: إذ يعتبر دخان السجائر مضرًا بشكل كبير في عناصر الحماية الطبيعية للأنف والحلق والجهاز التنفسي.
  • غسل اليدين: غسل اليدين بشكل متكرر من أهم أسباب الوقاية من تهيج الجيوب الأنفية؛ بسبب تقليل مخاطر العدوى الفيروسية أو البكتيرية.

اقرأ/ي أيضًا:

هل عمليّة انحراف الأنف خطيرة؟

هل هناك مخاطر لعمليات تجميل الأنف؟

هل العطاس من أعراض كورونا؟

هل يمكن علاج احتقان الأنف منزليًا؟ 

مصادر مسبار

شارك هذا التحقيق على