` `

هل يمكن علاج ارتجاع المريء نهائيًا؟

صحة
29 يوليو 2021
هل يمكن علاج ارتجاع المريء نهائيًا؟
رحلة البحث عن علاج ارتجاع المريء نهائيًا تبدأ عادةً بمثبطات الحموضة (Getty)
صحيح

تحقيق مسبار

مرض الارتجاع المريئي من الأمراض المزمنة التي يمكن أن يتسبّب بمضاعفات خطيرة تؤثر على الصحة بشكل عام؛ إذ سنحاول هنا البحث عن علاج ارتجاع المريء نهائيا وفقًا للمعطيات الطبية الموثوقة، كذلك الحديث عن أسبابه وطرق الوقاية منه؛ وذلك بسبب كثرة الأشخاص المعرضين لهذا المرض، وبحثهم المستمر عن الحلول والعلاجات المفيدة.

ما هو الارتجاع المريئي؟

الارتجاع المريئي بشكل عام هو أحد اضطرابات الجهاز الهضمي الناتجة عن ارتجاع محتويات المعدة إلى المريء أو الحنجرة أو البلعوم؛ إذ تعمل العضلات القريبة من الفم واللسان على إغلاق القصبة الهوائية؛ لضمان وصول الطعام إلى المريء، المعروف بأنه أنبوب ضيّق يصل بين الحلق والمعدة، يوجد أسفله عضلات عاصرةً للمريء، تسمح بدخول الطعام عن طريق الاسترخاء بدرجة معينة، لكن عند الأشخاص المصابين بالارتجاع المريئي؛ فإن العضلة السفلية تسترخي بدرجة كبيرة سامحةً بارتداد حمض المعدة إلى المريء؛ وهذا يجعله مسببًا رئيسيًا لمجموعة من الأمراض، أما فيما يخص طرق العلاج والتشخيص؛ فهي لا تزال متعثرةً؛ بالرغم من الأعداد الهائلة المصابة بهذا المرض؛ لأن معظم المرضى يقومون بعلاج أنفسهم بطرق طبيعية أو ذاتية دون اللجوء للطبيب؛ لذلك لا يوجد إحصائيات دقيقة حول أعداد المرضى، وطرق علاجهم الناجحة.

ما هي مضاعفات الارتجاع المريئي؟

عند حدوث الارتجاع المريئي لشخص طبيعي عادًة؛ فإن محتويات المعدة تخرج إلى المريء دون إحداث تلف أو أضرار تُذكر، لكن في حالة الارتداد المريئي المتكرر؛ فإن ارتداد محتويات المعدة يحدث عيوبًا مجهرية في الغشاء المخاطي، ما ينتج عنه حرقة المعدة نتيجة عاملين أساسيين؛ الأول: التركيز العالي لحمض المعدة في المريء، والسبب الثاني: تلف أغشية المريء؛ إذ يدخل حمض المعدة عالي التركيز إلى أنسجة المريء محفزًا مستقبلات الألم، وهذا ما يظهر لدى المريض على شكل حرقة مزعجة، كما قد تشمل مضاعفات ارتجاع المريء ما يلي:

  1. مريء باريت: يعتبر من الأعراض الشائعة عند المصابين بالارتجاع المريئي، خاصًة عند الرجال، وهؤلاء المرضى أكثر عُرضةً للإصابة بسرطان المريء؛ بسبب تلف الأغشية فيه.
  2. التهاب المريء التآكلي: تختلف طبيعة الأنسجة الموجودة في بطانة المريء عن الأنسجة المبطنة للمعدة؛ لذلك فإن حمض المعدة يسبّب تآكل وتلف في الأنسجة، إضافة إلى تقرحات تسبب نزيفًا في المريء يظهر في البراز، كما يمكن أن يظهر في القيء، وهذا بشكل عام يسبب فقرًا في الدم على المدى البعيد، كما قد يسبب نقصًا في الحديد.
  3. تضيّق المريء: التهابات المريء تشكّل ندبًا وتقرحات مع مرور الوقت، وهذه الندب بشكل عام تسبّب تضيقًا في المريء؛ والذي يؤدي بدوره لعسر الهضم وصعوبة البلع بسبب ضيق المنطقة.
  4. أمراض الأسنان: عند تطور الحالة المرضية ووصول الحمض المعدي إلى الفم، تتأثّر مينا الأسنان واللثة بهذا الحمض؛ مسببةً التهاب الأسنان والفم بشكل كامل.
  5. نوبات احتدام الربو: قد يكون الربو من أهم أعراض ونتائج الارتجاع المعوي؛ بسبب تأثر الممرات الهوائية بحمض المعدة، وتأثر الرئتين نتيجة استنشاق الحمض عند دخوله إلى الفم.
  6. التهاب الحنجرة المزمن: ويحدث نتيجة وصول الحمض المعدي إلى الحلق.
  7. السعال المزمن: يحدث نتيجة وصول الحمض إلى الجهاز التنفسي.
  8. أورام حبيبية: وهي عبارة عن نتوءات وندب تظهر على الحبال الصوتية.

ما هي أنواع الالتهاب المريئي؟

يمكن تقسيم أنواع الالتهاب المرئيي لنوعين أساسيين، هما:

  • التهاب المريء التآكلي: تكون الكسور والتآكلات في ظهارة المريء، ويمكن كشفها عن طريق التنظير الداخلي، وفي هذا النوع المزمن يمكن حدوث مجموعة من الأعراض المزعجة، وتطورات خطيرة تصل إلى تليّف المريء، أو تضييقًا يحتاج إلى عملية توسعة، كما يمكن أن تتطور الأعراض لتصل إلى سرطان المريء أو مرض مريء باريت.
  • التهاب المريء غير التآكلي: تظهر الفواصل المخاطية والتآكل في المريء فقط عن طريق الميكروسكوب، وتتميز بوجود فراغات متوسعة بين الخلايا، لكن للأسف من الممكن أن يتطوّر التهاب المريء غير التآكلي إلى الالتهاب التآكلي مع مرور الوقت.

ما هي طرق تشخيص الارتجاع المريئي؟

لا تعتبر عملية تشخيص مرض الارتجاع المريئي عملية بسيطة؛ بسبب تشابه بعض الأعراض مع أعراض أمراض أخرى، خصوصًا عند البحث عن التهاب المريء التآكلي، لكن بشكل مبدئي عند الشعور بالحرقة ليومين أو أكثر خلال الأسبوع؛ فهذا مؤشر على مرض التهاب المريء التآكلي بشكل عام، وعادةً يحدث التشخيص الأولي لمعرفة نسبة تلف المريء، التي تعتمد بشكل أساسي على درجة ومدة التعرّض للحمض المعدي، بالإضافة إلى بعض العوامل الأخرى التي تشمل: زيادة وتيرة ومدة الاسترخاء العابر للعضلة العاصرة للمريء، وانخفاض مقاومة الغشاء المخاطي، إضافة إلى وجود فتق أو فجوة تؤدي إلى تأخّر تفريغ المعدة، وأخيرًا ضعف الحركة في الجهاز الهضمي بشكل عام، عندها تبدأ رحلة البحث عن علاج ارتجاع المريء نهائيا، التي تبدأ عادةً بمثبطات الحموضة، لكن في حالات أكثر تشخيصًا وتحديدًا يتم تشخيص مرض الارتجاع المعدي المريئي عن طريق مراقبة الأس الهيدروجيني لمدة 24 ساعة، وهذا الاختبار يحدد وجود تلف أولًا، لكنها تفتقر بشكل خاص لتحديد نسبة التلف. 

أخيرًا يمكن تشخيص الارتجاع المريئي بشكل أكبر عن طريق التنظير أو الخزعة، كذلك عن طريق التصوير الشعاعي للباريوم واختبار حركة المريء ونضح حمض المريء ودراسات إفراغ المعدة، فيما يمكن اعتبار التنظير هو الطريقة الموثوقة لتشخيص التهاب المريء التآكلي، وتحديدًا خطورته وشدته وإمكانية علاج ارتجاع المريء نهائيا.

هل يعد علاج ارتجاع المريء نهائيًا أمرًا ممكنًا؟

عند الحديث عن علاج ارتجاع المريء نهائيا يجب البحث أولًا عن تخفيف الأعراض المزعجة؛ المتمثلة في الحرقة والأعراض المصاحبة، بالرغم من الهدف الأساسي المتمثل في شفاء تلف الأغشية المخاطية للمريء، ومنع تطور الأعراض والتلف الحاصل في المريء؛ لذلك يجب أن تتضمّن خطة العلاج منع ارتداد محتويات المعدة إلى المريء أو تقليل ارتداد حمض المعدة إلى المريء، وهذه هي الطريقة الأسهل والأنجح، لكن للأسف يعتبر هذا المرض مزمنًا ويتم علاجه باستمرار وعلى مدى الحياة، ومن الممكن أن تبدأ خطة العلاج بالبحث عن علاج حموضة المعدة بطرق طبيعية، ثم الانتقال إلى البدائل الدوائية. فيما يلي سوف نتحدث عن العلاجات المتاحة، والعلاج النهائي الممكن لارتجاع المريء:

العلاج عن طريق مضادات الحموضة

وهي الأدوية التي تعمل بشكل أساسي على تثبيط الحموضة وتحييد أحماض المعدة؛ وتستخدم عادةً لتوفير الراحة السريعة للمريض؛ إذ يمكن استخدام هذه المضادات لعلاج العديد من أعراض الارتجاع المريئي وزيادة حمض المعدة، التي تشمل: السعال الجاف، والمذاق المُرّ، إضافة للألم في منطقة البطن عند الإستلقاء، وعسر الهضم وصعوبة البلع، لكن هذه العلاجات لا يمكن اعتبارها علاجًا نهائيًا لارتجاع المريء. تتنوع مضادات الحموضة المتوفرة في الصيدليات، التي يمكن استخدامها لتقليل أعراض الحموضة، وتكون على شكل سوائل أو أقراص تمضغ أو تذوب في الماء، ومن أهم العلامات التجارية المعروفة لأدوية مضادات الحموضة يُذكر ما يلي:

  1. مالوكس.
  2. ألكا سيلتزر.
  3. تومز.
  4. ميلانتا.
  5. روليد.

تعتبر مضادات الحموضة من العلاجات الآمنة بشكٍل عام؛ إلا في حالات طبية معينة يجب عندها توخي الحذر، خصوصًا عند استخدام المضادات الحيوية التي تتضمن تركيبتها هيدروكسيد الألمنيوم أو كربونات المغنيسيوم، التي تؤثّر بشكلٍ خاص على المرضى المصابين بقصور القلب؛ لأن هذه المضادات تحتوي على كميات كبيرة من الصوديوم الذي يعتبر مُضرًا لهم، كما قد تسبّب بعض أنواع هذه المضادات مشاكلًا لمرضى الفشل الكلوي؛ نتيجة تراكم المركبات أو الألمنيوم، لذلك يجب توخي الحذر عند بعض المرضى واستشارة الطبيب تبعًا للسجل الطبي الخاص بهم، كما يمكن البحث عن طرق علاج حموضة المعدة منزليًا بمواد طبيعية. إن الآثار الجانبية لهذه المضادات بشكل عام تُعتبر بسيطة ونادرة الحدوث، وتتمثل في الإمساك أو الإسهال وبعض أعراض الحساسية؛ إلّا إنّ بعض الأشخاص يتعرضون لمخاطر ناتجة عن سوء الاستخدام تتضمن:

  • زيادة نسبة الكالسيوم: بعض مضادات الحموضة تحتوي على الكالسيوم في تركيبتها؛ لذلك فإن زيادة استخدامها يسبّب جرعات زائدة من الكالسيوم، وهذا بدوره يسبّب حصى الكلى، وحالات من الغثيان والقيء، وتغييرًا في الحالة العقلية.
  • تفاعلات الأدوية: بعض مضادات الحموضة قد تتفاعل مع الأدوية الأخرى؛ بسبب احتوائها في بعض الأحيان على الأسبرين؛ لذلك يجب الحذر واستشارة الطبيب عند تناول أي نوع من الأدوية؛ خصوصًا مضادات التخثر.

العلاج عن طريق تقليل إنتاج حامض المعدة

 يُعرف هذا النوع من العلاجات أيضًا بالعلاج عن طريق حاصرات مستقبلات الهستامين h2، وهذه العلاجات تؤثر بشكلٍ مباشرٍ في الأنزيم المسؤول عن إنتاج حمض المعدة في جدار المعدة، وتعطيله في الخلايا الجدارية، الذي يقلل من الألم بشكل كبير، أو عن طريق مثبطات مضخة البروتون، التي يمكن اعتبارها أكثر فعالية للمرضى الذين يعانون من التهاب المريء التآكلي؛ لأنها تساهم في علاج أنسجة المريء التالفة، لكن لا يمكن اعتبارها من طرق علاج ارتجاع المريء نهائيا بشكل عام.

العلاج عن طريق الجراحة

عند فشل علاج الارتجاع المريئي بالأدوية أو عن طريق تغيير نمط الحياة وتغيير عادات الأكل يتم اللجوء للجراحة، التي يمكن اعتبارها من طرق علاج ارتجاع المريء نهائيا، ويُذكر من هذه الجراحات:

  • جراحة منع تدفق الدم: وهي عبارة عن عملية جراحية بسيطة تُسمى طبيًا بتثنية قاع نيسن؛ إذ تمنع الارتداد المريئي بشكل عام عن طريق لفّ الجزء العلوي من المعدة حول الجزء السفلي من المريء، وهذا الإجراء الجراحي يعزّز العضلة السفلية العاصرة في المريء، ويمنع ارتداد الطعام.
  • زراعة جهاز LINX: هذا الإجراء الجراحي يتمثل بزراعة حلقة صغيرة مغناطيسية بين المعدة والمريء؛ تسمح بمرور الطعام، وتمنع خروج الحمض من المعدة إلى المريء.

اقرأ/ي أيضًا:

هل يمكن علاج الإمساك منزليًا بطرق سهلة؟

هل هناك علاج ناجح لنقص فيتامين د؟

هل يمكن علاج الهربس الفموي بالعسل؟

هل يمكن علاج صداع الرأس بسهولة؟

مصادر مسبار

شارك هذا التحقيق على