` `

هل يمكن علاج القولون العصبي نهائيًا؟

صحة
28 يوليو 2021
هل يمكن علاج القولون العصبي نهائيًا؟
يصاحب القولون العصبيّ بعض الآلام التي تصيب المعدة (Getty)
صحيح

تحقيق مسبار

يبحث كثير من الأفراد عن علاج القولون العصبي نهائيا للتخلّص من جميع الأعراض الجانبيّة التي يتسبّب بها هذا المرض، ويساعدنا مسبار في التعرّف على مدى توفّر علاجات القولون العصبيّ طبقًا للتحقيقات الطبية الموثوقة، مع ذكر الأسباب التي تؤدّي إلى الإصابة بهذا المرض، التي تم التطرّق إليها أيضًا في هذا المقال، فضلًا عن الكثير من المعلومات الموثوقة حول الفئات الأكثر عرضة للإصابة بأمراض القولون العصبيّ، مع ذكر العديد من طريق تشخيص المرض أيضًا.

ما هي متلازمة القولون العصبي؟

تُعرف متلازمة القولون العصبيّ بأنّها اضطراب معديّ وظيفيّ يتسبّب بتغيير طريقة عمل الأمعاء، ويؤدّي إلى كثير من الآلام التي تصيب المعدة، وتتشابه كثير من أعراض هذا المرض مع أمراض المعدة الأخرى أيضًا؛ ومنها: الإسهال والإمساك والانتفاخ، وتشير التقديرات إلى وجود نسبة تتراوح بين 10-15% من سكّان الولايات المتّحدة الأمريكيّة المصابين بالقولون العصبيّ؛ إلّا إنّ نسبة الذين يقومون بتشخيص الإصابة بهذا المرض تبلغ 7% فحسب، وهذا يعني أنّه من أمراض المعدة الشائعة.

تنقبض عضلات المعدة وتسترخي على نحوٍ مستمرّ طيلة حياة الإنسان بشكلٍ دقيق، وتتسبّب الإصابة بمرض القولون العصبيّ إلى انقباض العضلات المذكورة لوقت أطول واسترخائها لوقتٍ قصير في كثير من الأحيان، وهو ما يؤدّي إلى مرور الطعام في القنوات الهضميّة بسرعة وينتج عنه الإسهال والانتفاخات، بينما يؤدّي هذا المرض إلى استرخاء عضلات المعدة لوقتٍ أطول في بعض الأحيان، ويتسبّب بعدم قدرتها على مرور الطعام بالسرعة المناسبة وينتج عنه الإمساك.

هل يعد علاج القولون العصبي نهائيًا أمرًا ممكنًا؟

يُعدّ القولون العصبيّ واحدًا من الأمراض غير القابلة للشفاء حتّى الآن، وهذا يعني أنّه لا يُمكن علاج القولون العصبي نهائيا بشكل عام؛ إلّا إنّ هنالك كثيرًا من الأدوية والطرق العلاجيّة التي تساعد المصابين في التخفيف من الآثار الناتجة عن الأعراض الجانبيّة لهذا المرض، وتشير الكثير من الاختبارات إلى كون هذه الأعراض تزداد وتتحسّن تلقائيًّا دون الحاجة إلى التدخّل الدوائيّ في كثير من الأحيان أيضًا بالاعتماد على العديد من العوامل؛ وأبرزها: النظام الغذائيّ للفرد المصاب، ومستوى الإجهاد الذي يتعرّض إليه خلال اليوم، إضافة إلى العادات اليوميّة المختلفة للمصابين، كما تنخفض حدّة الأعراض دون سبب معروف أو محدد أحيانًا. يُذكر أيضًا أن الأبحاث والدراسات العلمية بدأت تأخذ طرق علاج القولون العصبي بالأعشاب في عين الاعتبار؛ نظرًا لأنها من الأساليب المتبعة لتخفيف الأعراض قدر الإمكان.

كيف يتم علاج أعراض القولون العصبي؟

توجد العديد من الخطوات التي ينبغي اتّباعها من قبل مصابي القولون العصبيّ؛ للتخفيف من حدّة الأعراض التي تصاحب هذا المرض، ومن أبرز هذه الخطوات يُذكر ما يلي:

  • تحديد محفّز القولون الذي يتسبّب بالمرض: ينبغي على المصابين معرفة الأسباب التي تؤدّي إلى تحفيز القولون العصبيّ لديهم؛ ومنها: القلق المزمن، والضعف في الغدّة الدرقيّة، بالإضافة إلى فرط النمو البكتيري في الأمعاء الدقيقة.
  • البحث عن الدواء الأفضل: لا بدّ من البحث عن الدواء الأفضل للتعامل مع محفّز القولون الذي يتسبّب بالمرض، ويجب استشارة الطبيب المختصّ في هذا الشأن قبل تناول أيّ من الأدوية العلاجيّة؛ لضمان عدم التعرّض إلى نتائج سلبيّة.
  • اتّباع نظام غذائيّ قليل قليل الفودماب: تُعرف الفودماب FODMAP بأنّها بعض أنواع الكربوهيدرات، التي تتسبّب بالعديد من الأعراض المصاحبة للقولون العصبيّ، وينبغي تجنّب الأطعمة الغنيّة بها؛ لتفادي بعض أعراض هذا المرض، ومنها:
    • منتجات القمح.
    • منتجات الألبان.
    • الأطعمة التي تحتوي على الفول.
    • العدس.
    • الثوم والبصل.
    • القرنبيط والفطر.
  • تغيير نمط الحياة: يعيش الكثير من الأفراد نمط حياة يؤدّي إلى ظهور أعراض القولون العصبيّ باستمرار، ولا بدّ من تغيير نمط الحياة؛ للتخلّص من التوتّر، بالإضافة إلى عدم تناول الأغذية التي تؤدّي إلى زيادة محفّزات القولون.
  • تناول مكمّلات شفاء الأمعاء: تحتوي مكمّلات شفاء الأمعاء على كثير من المركّبات الكيميائيّة المساعدة في التخلّص من أعراض القولون العصبيّ؛ ومنها: المغنيسيوم والإنزيمات الهاضمة، بالإضافة إلى زيت الأوريجانو.

ما هي أسباب الإصابة بالقولون العصبي؟

ينبغي علينا اجتناب جميع الأسباب التي تؤدّي إلى الإصابة بالقولون العصبيّ بعد معرفة عدم قدرة الباحثين على اكتشاف علاج القولون العصبي نهائيا حتّى الآن، ولا يزال الأطبّاء في حيرة من الأسباب التي تؤدّي إلى الإصابة بهذا المرض إلى يومنا هذا، لكن هناك العديد من الدراسات التي تشير إلى ارتباط هذا المرض بالعديد من السلوكيّات أو العوامل؛ ومنها ما يأتي:

  • الحساسية الحشوية المفرطة: يؤدي وجود بعض الأعصاب شديدة التحسّس في المعدة إلى الإصابة بالحساسيّة الحشويّة المفرطة، وتشير بعض الدراسات إلى كونها من أسباب الإصابة بالقولون العصبيّ للإنسان.
  • ضعف القناة الهضميّة: ينتج ضعف القناة الهضميّة عن عدم تواصل الأعصاب في المعدة مع الدماغ على النحو المطلوب؛ للقيام بوظائفها المعتادة، وينتج عنه القولون العصبيّ حسب العديد من الدراسات.
  •  الإجهاد المستمرّ: يرتبط القولون العصبيّ بالإجهادات المستمرّة التي يتعرّض لها العديد من الأفراد خلال حياتهم اليوميّة، بما فيها القلق والاعتداءات الجسديّة.
  • الالتهابات البكتيريّة في المعدة: تشير بعض الأبحاث إلى كون الالتهابات البكتيريّة المعويّة الدقيقة واحدة من أسباب الإصابة بالقولون العصبيّ، كما تؤدّي زيادة عدد البكتيريا أو اختلاف أنواعها في المعدّة إلى تحسّسات تتسبّب بالمرض.

ما هي الفئات الأكثر عرضة للإصابة بالقولون العصبي؟

تتفق الإحصائيّات الطبية العلمية على ارتفاع نسبة الإصابة بأمراض القولون العصبيّ لدى النساء مقارنة بالرجال، ويرتفع احتمال الإصابة بهذا المرض عند الفئات الآتية:

  1. النساء والرجال الذين لدى أحد أفراد عائلتهم تاريخ مرضيّ مع القولون العصبيّ.
  2. الأفراد الذين تعرّضوا إلى الظروف الحياتيّة الصعبة أو المجهدة مثل سوء المعاملة.
  3. المصابين بأمراض الحساسيّة أو أيّ من أمراض المعدة الشديدة الأخرى.
  4. الأفراد الذين لديهم تاريخ مع الاكتئاب كما تشير العديد من الدراسات.

ما هي أعراض الإصابة بالقولون العصبي؟

هناك الكثير من الأعراض التي تصاحب الإصابة بأمراض القولون العصبيّ؛ إلّا إنّ العديد منها يشترك مع بعض أمراض المعدة الأخرى أيضًا، وفيما يأتي قائمة بأبرز أعراض الإصابة بمرض القولون العصبيّ:

  1. يتعرّض المصابون بمرض القولون العصبيّ إلى إسهال على شكل نوبات عنيفة في بعض من الأحيان، في حين يتعرّضون إلى الإسهال أو التناوب بين الإسهال والإمساك في أوقات أخرى.
  2. يصاحب القولون العصبيّ بعض الآلام التي تصيب المعدة مع زيادة الألم بعد تناول الطعام، وتكون هذه الآلام في النصف الأسفل من المعدة عادة.
  3. يشعر المصابون بالانتفاخ، إضافة إلى شعورهم بالغازات المفرطة، أو ملاحظة قرقرة المعدة.
  4. يشعر المصابون بالحاجة إلى إخراج الفضلات بعد إخراجها بالفعل.
  5. يخرج البراز لدى المصابين على شكل صلب أو رخو، على خلاف المعتاد عند خروجه، مع ملاحظة مادّة مخاطيّة فيه أحيانًا.
  6. يتعرّض المصابون إلى حالات عسر الهضم بعد تناول الطعام، أو الشعور بحموضة في المعدة.
  7. يشعر المصابون بالصداع أو الكآبة أو القلق أو التعب.

كيف يتم تشخيص القولون العصبي؟

لم يتوصّل الأطبّاء إلى اختبارات للكشف عن مرض القولون العصبيّ بشكل دقيق، ويعتمد كثير منهم على استبعاد الحالات المرضيّة الأخرى التي تشابه أعراضها أعراض هذا المرض؛ للتحقّق من الإصابة، وتوجد العديد من الاختبارات التي يُمكن إجراؤها لاستبعاد الأمراض الأخرى، ويقوم الطبيب بتقييم المريض بعد ذلك وفق معايير روما Rome Criteria، أو بناءً على الأعراض للأفراد الذين تزيد أعمارهم عن خمسين عامًا؛ ومنها: وجود نزيف في المستقيم والتعرّض إلى فقر الدم، وفيما يأتي أبرز الاختبارات التي يُمكن إجراؤها للتحقّق من القولون العصبيّ:

  • تنظير القولون: يتمّ التنظير باستخدام الأنابيب والكاميرات الصغيرة المُعدّة لذلك؛ من أجل فحص جميع أجزاء القولون والتحقّق من تعرّضه إلى الالتهابات، أو غيرها من الأعراض الغريبة الملفتة.
  • الأشعة السينيّة: تقتصر هذه الصورة على البطن والحوض؛ للتأكّد من عدم إصابة المريض بأيّ أمراض أخرى في منطقة المعدة، كما يقوم بعض الأطباء بملء المعدة بالالباريوم لتظهر الأجزاء الداخليّة بشكل أوضح.
  • اختبار التنفّس: يُجرى هذا الفحص لمعرفة مستوى البكتيريا في المعدة، واستبعاد مرض فرط النموّ البكتيريّ، الذي يصاحب مرض السكريّ عادة، والعمليّات جراحيّة كذلك.

هل توجد أنواع مختلفة للقولون العصبي؟

توجد عدّة أنواع للقولون العصبيّ، ويعتمد الأطبّاء على المشاكل التي تصيب حركة الأمعاء؛ بسبب القولون العصبيّ، عند تصنيف هذه الأنواع؛ لمعرفة طريقة علاج القولون العصبي نهائيا أو معالجة الأعراض المصاحبة له، وفيما يأتي قائمة بهذه الأنواع:

  • القولون العصبيّ مع الإمساك: يؤدّي الإصابة بهذا النّوع من القولون العصبيّ إلى تكتّل الفضلات في مجاري البراز، ويخرج البراز في هذه الحالة على شكل تكتّلات صلبة.
  • القولون العصبيّ مع الإسهال: يخرج البراز بشكل سائل عند الإصابة بالقولون العصبيّ مع الإسهال بدلًا من خروجه على النحو المعتاد.
  • القولون العصبيّ مع عادات الأمعاء المختلطة: يشير هذا النوع إلى الإصابة بالقولون العصبيّ مع الإسهال في بعض الأحيان، مع الإصابة بالقولون العصبيّ مع الإمساك في البعض الآخر، وهو ما تدلّ عليه كلمة عادات الأمعاء المختلطة.
  • القولون العصبيّ غير المصنّف: يشتمل هذا التصنيف على جميع أنواع القولون العصبيّ التي لا يصاحبها أيّ من أعراض الإسهال أو الإمساك السابقة.

اقرأ/ي أيضًا:

هل يمكن علاج القولون العصبي بالأعشاب؟

هل القولون يسبب ألم في أعلى الظهر؟

هل هناك وصفة لعلاج عرق النسا نهائيًا؟

هل يمكن علاج حب الشباب نهائيًا؟

مصادر مسبار

شارك هذا التحقيق على