تحقيق مسبار
تبلغ درجة حرارة الجسم الطبيعية في المتوسط 37 درجة مئوية، وهي تشير عمومًا إلى صحة الجسم، وخلوّهه من الأمراض؛ إذ يتم عادةً قياس درجة الحرارة تحت الابط أو بطرق أخرى متنوعة؛ للتأكّد من عدم الإصابة بالحمّى الناتجة عن التعرّض لأي من أنواع الالتهابات، أو التي تُنذر بوجود خلل أو مرض معيّن، فيما تنخفض درجة حرارة الجسم أو ترتفع قليلًا عن المعدل في بعض الحالات الطبيعية؛ تبعاً للظروف المناخية أو المجهود البدني المبذول.
كيف يتم قياس درجة حرارة الجسم؟
تختلف طرق قياس درجة حرارة الجسم من حيث الطريقة والدقة؛ إذ يوجد 4 طرق للقياس عدا عن طريقة قياس درجة الحرارة تحت الابط، تختلف باختلاف الوضع العام والظروف المحيطة والفئة العمرية غالبًا. هنا سنتحدث عن كل طريقة ونسبة دقتها بشكل مفصّل:
قياس درجة الحرارة تحت الإبط
تعتبر هذه الطريقة أقل دقة من طرق قياس حرارة جسم الإنسان الأخرى؛ لأنها تقيس درجة الحرارة من خارج الجسم وليس الداخل، لكنها مفيدة وضرورية في الكثير من الأوقات، خاصةً عند قياس درجات حرارة الأطفال دون عمر الثلاثة أشهر؛ حيث يتم القياس في باستخدام مقياس الحرارة الرقمي المعروف باسم الترمومتر وليس المقياس الزئبقي؛ حيث يوضع المقياس تحت ذراع الطفل أو المريض مع الضغط قليلًا على طرفه، ويتم إنزال ذراعه للأسفل؛ للحفاظ على موقع الترمومتر، بعد مرور دقيقة واحدة يصدر الترمومتر صوتًا يفيد بانتهاء القياس، عندها يمكن تسجيل درجة الحرارة.
قياس درجة حرارة المستقيم لدى الطفل
يعتبر قياس درجة الحرارة من المستقيم أو من فتحة الشرج من الطرق الأكثر دقة؛ لأنها تقرأ درجة حرارة الجسم الداخلية، ويمكن استعماله للأطفال من عمر الـ 3 أشهر لغاية 4 سنوات وفق الخطوات التالية:
- تنظيف الترمومتر الرقمي باستخدام الماء والصابون.
- وضع الفازلين على نهاية الترمومتر الفضية.
- وضع الطفل على ظهره مع ثني الركبتين.
- إدخال طرف الترمومتر بمسافة 1 بوصة فقط أو نصف بوصة؛ إذا كان عمر الطفل دون الـ 6 أشهر.
- تثبيت الترمومتر عن طريق الإصبع.
- الانتظار لمدة دقيقة واحدة أو لحين إصدار صوت من الترمومتر.
- إزالة الجهاز وقراءة درجة الحرارة.
- تنظيف الترمومتر جيدًا بالماء والصابون.
قياس درجة الحرارة عن طريق الأذن
تعتبر طريقة قياس درجة الحرارة من الأذن أقل دقة من المستقيم؛ لأنها تقيس درجة حرارة الجسم من الخارج، ويمكن استخدامها للأطفال بعمر الـ 6 أشهر فما فوق، وتتم تبعًا للخطوات التالية:
- سحب الأذن الخارجية للخلف قليلًا وتثبيت جهاز القياس في قناة الأذن.
- الانتظار لمدة زمنية قليلة لا تتجاوز الثانية.
- قراءة درجة الحرارة.
قياس درجة الحرارة عن طريق الجبين
تعتبر طريقة قراءة درجة حرارة الجبين من الطرق الأسهل والأكثر دقة عمومًا، ذلك من بعد قراءة حرارة الأذن والمستقيم والفم، وتتم عن طريق استخدام مقياس خاص بالجبهة، سواء كان رقميًا أو غير ذلك؛ حيث يُوضع بشكل مباشر على الجبين لتتم قراءة درجة الحرارة.
قياس درجة الحرارة من الفم
تعتبر طريقة قياس درجة الحرارة من الفم من أكثر الطرق دقةً؛ تمامًا مثل قياس درجة حرارة المستقيم، وتستخدم لقياس حرارة الأطفال من هم فوق الـ 4 سنوات والبالغين على حد سواء، لكن يجب الحذر عند استخدامها للأطفال دون سن الرابعة خوفًا من كسر الجهاز في الفم، وتتم بالطريقة التالية:
- وضع الترمومتر تحت طرف اللسان وتوجيهه نحو الأسفل وتثبيت الجهاز باللسان.
- تثبيت الجهاز عن طريق الشفتين بإغلاق الفم جيدًا، كما يمكن تثبيته بالإصبع.
- عدم استخدام الأسنان أبدًا لتثبيت الجهاز.
- بعد مرور دقيقة يتم إخراج الترمومتر وقراءة درجة الحرارة.
متى تعتبر درجة حرارة الجسم مرتفعة؟
عند قياس درجة الحرارة تحت الابط أو بأي طريقة أخرى؛ يجب التأكّد أنّ الدرجة قريبة من المستوى الطبيعي ولا تصل إلى درجة الحمّى، كما يجب الأخذ بعين الاعتبار أن طرق القياس المختلفة تؤثر على درجة الحرارة الطبيعية، هنا سنذكر درجة حرارة الجسم الطبيعية لكل طريقة من طرق القياس:
- تحت الإبط: يجب أن تقل درجة الحرارة عن 37.2 درجة مئوية؛ أيّ ما يعادل 99 درجة فهرنهايت.
- الأذن: يجب أن تقل درجة الحرارة عن 38 درجة مئوية؛ أيّ ما يعادل 100.4 درجة فهرنهايت.
- الجبين: يجب أن تقل درجة الحرارة عن 38 درجة مئوية، أيّ ما يعادل 100.4 درجة فهرنهايت.
- الفم: يجب أن تقل درجة الحرارة عن 38.8 درجة مئوية، أيّ ما يعادل 100 درجة فهرنهايت.
- المستقيم: يجب أن تقل درجة الحرارة عن 38 درجة مئوية، أيّ ما يعادل 100.4 درجة فهرنهايت.
لماذا ترتفع درجة حرارة الجسم؟
تحدث الحمى عادةً نتيجة عدوى فيروسية أو بكتيرية، تؤدي إلى تحفيز جهاز المناعة لمحاربتها، وتكون هذه الزيادة عادةً بشكلٍ طبيعي؛ ما يعني قدرة الجسم على التكيّف مع العدوى، لكن في بعض الحالات تكون الزيادة كبيرة وتتفاقم لإحداث أضرار ومضاعفات تهدّد حياة الأطفال وكبار السن على وجه الخصوص، ويمكن القول أن برودة الأطراف ليست مؤشرًا على عدم معانة الشخص من ارتفاع درجة حرارته. هنا سنتحدث بشكلٍ مفصّل عن الأسباب وطرق العلاج وتحديد الخطورة:
الأسباب المعدية
تحدث الحمّى نتيجة عدوى فيروسية أو بكتيرية مسببةً أحد الأمراض التالية:
- التهاب الجلد والأنسجة تحت الجلد.
- التهابات الدماغ.
- التهاب السحايا، وهو من الحالات الخطيرة التي تصيب الكيس المحيط بالدماغ والنخاع الشوكي.
- التهابات العظام.
- الالتهابات الرئوية.
- عدوى الجهاز التنفسي العلوي أو السفلي؛ مثل التهاب اللوز والتهاب الرئتين.
- التهابات المسالك البولية.
الأسباب غير المعدية
هنا تحدث الحمّى بسبب أمراض مزمنة؛ مثل:
- السرطانات بكافة أنواعها تسبب ارتفاعًا ملحوظًا في درجات الحرارة.
- مرض النقرس.
- التهابات الأمعاء غير المعدية أو ما يُعرف بداء كرون.
- بعض التفاعلات الدوائية لأنواع الأدوية المتنوعة.
- التهاب الزائدة الدودية.
- التهاب المفاصل الروماتويدي، الذي يحدث بسبب مهاجمة جهاز المناعة لخلايا الجسم.
- التهابات القولون.
- التهابات الأوعية الدموية.
هل يوجد أعراض تُصاحب ظهور الحمّى؟
تختلف الأعراض المُصاحبة للحمّى من ناحية خطورتها ومدى تأثيرها على المريض، وهذه الأعراض مرتبطة بشكلٍ أو بآخر بأسباب الحمّى؛ لذلك يمكن التخلص منها بمجرد علاج المُسبّب للحمّى. فيما يلي سنقوم بتقسيم الأعراض بحسب شدتها وخطورتها على النحو التالي:
أعراض خفيفة
- صداع الرأس.
- كثرة التعرّق.
- الارتجاف.
- فقدان الشهية.
- القشعريرة.
- ألم في البطن.
- ضيق التنفس.
- تورّم في بعض أعضاء الجسم أو احمرار الجلد.
- آلام العضلات والمفاصل.
- سرعة في دقات القلب.
- احمرار الجلد.
أعراض تهدد الحياة
تظهر أحيانًا بعض الأعراض الخطيرة المُصاحبة لارتفاع درجة حرارة الجسم بنسبة عالية، التي من شأنها أن تهدد الحياة ويستلزم في حال ظهورها نقل المريض مباشرةً إلى المستشفى، من هذه الأعراض:
- تغيّر حجم بؤبؤ العين بشكلٍ ملحوظ وعدم استجابته للضوء.
- الإغماء بصورة مفاجئة، أو تغيّر مستوى الوعي.
- الطفح الجلدي في الأطراف والبطن.
- الصداع الحاد.
- صعوبة المشي.
- شدّة الارتباك والهلوسة.
- تصلّب الرقبة.
هل يمكن خفض درجة حرارة الجسم؟
عند إجراء قياس درجة الحرارة تحت الابط أو عن طريق أي من الوسائل الأخرى والحصول على قراءة مرتفعة، لا بدّ من البحث عن طرق خفض درجة الحرارة، التي قد لا تكون مهمّة في كثير من الأحيان، لأنّ المهم هُنا هو تحديد سبب ارتفاع درجة الحرارة، ثم علاجه بالشكل المناسب، الذي سيؤدي مباشرةً إلى خفض القراءات وصولًا إلى القراءة الطبيعية، لكن في بعض الحالات التي ترتفع فيها درجة الحرارة لتصل إلى 40 درجة مئوية، أو استمرار الحمّى لعدة أيام، يجب التفكير مباشرةً بطرق خفض درجة الحرارة، التي يمكن تلخيصها في النقاط التالية:
- شرب الكثير من السوائل المنعشة، والابتعاد عن المشروبات الغازية والكحولية.
- غسل الطفل بالماء الفاتر، أو استخدام كمادات الماء الدافئ، وتجنّب استخدام الماء المُثلّج كما هو شائع دائمًا.
- إزالة الملابس الزائدة والأغطية عن الطفل.
- التوجّه إلى الطبيب في حال ارتفاع درجة الحرارة المستمر، وظهور أعراض أخرى على الطفل؛ مثل فقدان الشهية، أو في حال تعرضه للطفح الجلدي، وبعض الأعراض الأخرى؛ مثل السعال والاسهال والقىء.
- تناول بعض الأدوية الخافضة للحرارة والتي يمكن تناولها على شكل أقراص أو شراب عند الحاجة أو حسب توجيهات الطبيب.
هل قياس درجة الحرارة تحت الإبط ضروري؟
إنّ قياس درجة الحرارة ومتابعتها بكل الطرق الممكنة يعد أمرًا ضروريًا، سواءً للأطفال أو الكبار، بالرغم من أهميته بشكلٍ أكبر للأطفال؛ لأن المضاعفات الناتجة عن العدوى المُسببة للحمّى عادةً ما تكون خطيرة، كما أن الحمّى المستمرة لعدة أيام تعتبر مؤشرًا على شدّة العدوى وخطورتها؛ لذلك يجب قياس درجة الحرارة بشكلٍ منتظم للأطفال وكبار السن والتوجّه للطبيب في الحالات الضرورية؛ لتلقّي العلاج المناسب وتقليل المخاطر، التي يمكن أن تصل إلى ما يلي:
- تلف الدماغ.
- فشل أجهزة الجسم المصابة بالعدوى.
- العجز أو الشلل الدائم.
- بتر الأعضاء.
هل يوجد أنواع لموازين الحرارة الطبية؟
تتنوع الموازين الطبية المستخدمة لقياس درجة الحرارة تحت الابط أو بالطرق الأخرى، لكن جميع هذه الموازين تحتاج إلى اتباع خطوات أساسية للحصول على نتائج دقيقة. فيما يلي نستعرض أهم هذه الأنواع وكيفية استخدامها:
- ميزان الحرارة الرقمي: وهو يحتوي على مستشعرات يمكن استخدامها تحت لقياس الحرارة من تحت الإبط، أو عبر الفم، أو عن طريق المستقيم، لكن هنا يجب الحذر من استخدام نفس الجهاز في أكثر من منطقة، كما يجب الأخذ بعين الاعتبار أن درجة حرارة الإبط تكون أقل بمقدار 0.6 درجة مئوية عن درجة حرارة الفم، وأن درجة حرارة المستقيم تكون أكثر بمقدار 0.6 درجة مئوية أيضًا عن درجة حرارة الفم، وهو يتميز بتقديم نتائج سريعة ودقيقة في مدة زمنية لا تتجاوز الدقيقة الواحدة.
- ترمومتر فموي: وهو يُستخدم لقياس درجة الحرارة من الفم، وتكون أكثر دقة للأطفال فوق الـ 3 أعوام والبالغين، لكن لا يمكن استخدامها للأشخاص الذين يعانون من عدم القدرة على إغلاق أفواههم لفترات طويلة نسبيًا.
- ميزان حرارة رقمي للأذن (طبلة الأذن): يستخدم هذا النوع الأشعة تحت الحمراء لقياس درجة حرارة طبلة الأذن، وعادةً ما تزيد قراءته بمقدار 0.3 - 0.6 درجة مئوية مقارنةً بالموازين الفموية، ويتم استخدامه بشكلٍ كبير بسبب سهولة وسرعة استخدامه مقارنةً بالموازين الفمية والشرجية، خصوصًا عند الأطفال، لكن يجب الحذر من استخدام هذا النوع للأطفال دون سن الـ 6 أشهر؛ بسبب صغر حجم الأذن.
- ترمومتر الجبين : هذا النوع من الموازين أيضًا يستخدم الأشعة تحت الحمراء؛ لقياس درجة حرارة الشريان الصدغي في الجبهة، وهو فرع من الشريان السباتي، ويتميز بعدم ملامسته للجلد؛ لذلك ينتشر استخدامه في الأماكن العامة والمطارات، لكن يُعاب عليه أن درجة حرارة الجبهة تعتبر أكثر برودة بمقدار 0.6 من درجة حرارة الفم.
- موازين الحرارة الزئبقية: تعتبر من أقدم موازين الحرارة المستخدمة، التي كانت قديمًا الخيار الوحيد المتاح، ويمكن استخدامها تحت الإبط أو في الفم، كذلك في المستقيم، دون الحاجة إلى بطاريات أو كهرباء، لكن من أشهر عيوبها أنها مصنوعة من الزجاج، الذي يجعلها قابلةً للكسر، خصوصًا عند استخدامها للأطفال، وهذا يسبّب تسرّب الزئبق الخطير؛ لذلك أصبحت ممنوعة في معظم الدول.
اقرأ/ي أيضًا:
هل يمكن معرفة أسباب الفشل الكلوي؟
هل يمكن تعلم كيفية النوم بسرعة؟