تحقيق مسبار
تختلف أضرار اللحوم المصنعة نتيجةً لتفاوت طريق المعالجة، الذي تعرّضت له، إلى جانب اختلافها في نوع المعالجة، ويُقدّم هذا المقال كثيرًا من التفاصيل الموثوقة حول أضرار هذا النوع من اللحوم مع ذكر مستويات خطورة تناولها والإكثار منها، ويشير أيضًا إلى أشهر أنواع اللّحوم المُصنّعة المُنتشرة في مختلف أنحاء العالم، ويتطرّق المقال كذلك إلى الموادّ المُسبّبة للأمراض في اللحوم المُصنّعة وفئات تصنيع الأغذية وأنواع الأطعمة المُصنّعة الأخرى سوى اللحوم أيضًا، بالإضافة إلى ذكر أشهر أصناف المأكولات المُصنّعة التي تتسبّب بأضرارٍ صحّيّةٍ بالغةٍ عند الإكثار من تناولها.
هل أضرار اللحوم المصنعة خطيرة؟
يؤدّي تناول اللّحوم المُصنّعة إلى الكثير من الأمراض الخطيرة؛ ومنها: السّرطانات وأمراض القلب، بالاعتماد على العديد من الدّراسات؛ وذلك لاحتواء هذه اللّحوم على تركيباتٍ كيميائيّةٍ ضارّةٍ غير موجودةٍ في اللّحوم الطبيعيّة، ومن أبرز الموادّ الضّارة في اللحوم المصنّعة نذكر ما يلي:
- النتريت والنيتروزو: تضاف مركّبات النيتريت إلى اللحوم المصنّعة؛ لتحسين النّكهة ومنع نموّ البكتيريا، إلى جانب المحافظة على اللون الزّاهيّ؛ إلّا إنّها تتحوّل إلى مركّبات النيتروزو التّي تسبّب بسرطان المعدة والأمعاء أحيانًا.
- الهيدروكربونات العطريّة متعدّد الحلقات: يتكوّن هذا المركّب الكيميائيّ عند تدخيل اللحوم المصنّعة، ويُمكن أن تحتوي هذه اللّحوم على نسبةٍ كبيرةٍ من الهيدروكربونات العطريّة متعدّد الحلقات، التي تُسبّب السّرطان وفق بعض الدّراسات.
- الأمينات الحلقيّة غير المتجانسة: تتواجد هذه الأمينات بشكلٍ كبيرٍ في النّقانق وبرغر اللحم، وهي من المركّبات الكيميائيّة التي تزيد من خطر الإصابة بسرطانات القولون والثدي والبروستات.
- كلوريد الصوديوم: يُعررف كلوريد الصّوديوم باسم ملح الطّعام، ويتواجد هذا الملح في اللحوم المصنّعة بنسبٍ كبيرةٍ؛ ممّا يؤدّي إلى زيادة خطورة الإصابة بأمراض القلب وارتفاع ضغط الدّم.
ما هي أبرز أنواع اللحوم المصنعة؟
تنتشر الكثير من أنواع اللحوم المصنّعة في مختلف أنحاء العالم، وفيما يأتي بعضًا من أشهر أنواعها:
- اللانشون: يتمّ حفظ بعض أنواع لحوم البقر أو الدّيك الروميّ وغيرها من اللحوم الأخرى على شكل اللانشون المعروف، مع إضافة السّكّر والتّوابل والموادّ الحافظة إليها؛ ليتمّ تقطيعها إلى شرائح تُستخدم في الساندويتشات.
- الهوت دوغ: يُعدّ الهوت دوغ من أشهر أنواع اللحوم المُصنّعة، ويتميّز بشكله الأسطوانيّ، وهو من اللّحوم المليئة بالأملاح والدّهون المُشبعة إلى جانب النيترات.
- الناجتس: تقوم بعض الشّركات بإضافة العظام والدّهون والجلد ومختلف أجزاء الدّجاج الأخرى إلى الناجتس، الذي يُعدّ واحدًا من أبرز أنواع اللحوم المُصنّعة المستهلكة بكثرة، ممّا يزيد من أضراره، ويُمكن اجتنابها من خلال إعداده في المنزل.
- لحم البقر المُقدّد: ينبغي اجتناب تناول اللحم المُقدّد؛ على الرّغم من وجود العديد من الشركات التي تُنتجه بجودة عالية؛ وذلك لكونه من اللحوم المُصنّعة، وتزداد مستويات خطورة هذا اللحم عند زيادة نسبة الدّهون والأملاح المُضافة إليه.
- البيبروني: تُستخدم رقائق الببروني في البيتزا بشكلٍ كبيرٍ، وهي من اللحوم المصنّعة الغنيّة بالأملاح والدّهون والسّعرات الحراريّة والسكّر، بالإضافة إلى الموادّ الحافظة.
- برغر الوجبات السريعة: تستخدم العديد من المطاعم البرغر المصنوع من اللحم البقريّ المفروم، مع إضافة الملح والدهون والمواد الحافظة؛ إلّا إنّه من اللحوم المُصنّعة التي ينبغي اجتنابها للمحافظة على صحّة جيّدة.
هل توجد أطعمة مصنعة غير اللحوم؟
يشير مصطلح الأطعمة المُصنّعة إلى جميع أنواع المأكولات التي تخضع إلى المعالجة الكيميائيّة أو المعالجة الميكانيكيّة؛ بما فيها الفرم والتّسخين والبسترة، ولا يقتصر ذلك على اللحوم فحسب؛ وإنّما يشمل كثيرًا من أنواع الطّعام الأخرى، كما أنّ الأطعمة المُصنّعة ليست ضارّة دائمًا وتختلف أضرارها عن اضرار اللحوم المصنعة؛ بسبب اختلاف المكوّنات المُضافة إليها، ومن أنواع هذه الأطعمة ما يأتي:
- الوجبات المُجمّدة.
- الوجبات الجاهزة.
- المنتجات المخبوزة كالمُعجّنات.
- الخُبز المُعبّأ.
- منتجات الأجبان المطبوخة.
- حبوب الإفطار.
- رقائق البطاطس.
- الحساء سريع التّحضير.
- الحلويات.
- البوظة.
- المعكرونة.
ما هي فئات الأطعمة المصنعة؟
تندرج الأطعمة المصنّعة في أربعة أقسام مختلفة حسب درجة المعالجة التي تعرّضت إليها، وهي الأقسام الآتية:
- الأطعمة المُصنّعة بشكل طفيف: تُعرّض هذا النّوع من الأطعمة إلى درجاتٍ متدنّيةٍ من المعالجة؛ للمحافظة عليها بشكلٍ أساسيٍّ، وتشمل عمليّات المعالجة في هذا النوع على البسترة والتّبريد والطّحن والتّخمير وقطع الأجزاء غير الماكولة.
- مكوّنات الطهي المُصنّعة: تضمّ هذه الفئة جميع المكوّنات الغذائيّة التي تمّت معالجتها بالحدّ الأدنى عن طريق الطّحن أو الضّغط أو التّكرير، وعادة ما تُضاف هذه المكوّنات إلى الطّعام، ولا يتمّ تناولها بشكلٍ مفرد.
- الأطعمة المُصنّعة: تُعرف الأطعمة المُصنّعة بأنّها أيّة أطعمة مصنّعة بشكلٍ طفيفٍ، أو مكوّنات الطّهي المُصنّعة التي تمّت إضافة الملح أو السكّر أو الدّهون إليها بعد معالجتها الطّفيفة؛ ومنها: الخبز الطّازج والأسماك المُعلّبة.
- الأطعمة فائقة التّصنيع: تشمل هذه الفئة جميع الأطعمة المُصنّعة؛ عندما تتجاوز عمليّة المعالجة إضافة الملح أو السكّر أو الدّهون إلى إضافة الألوان أو النّكهات الصناعيّة أو الموادّ الحافظة.
ما هي الأطعمة المصنعة التي ينبغي اجتنابها؟
تضمّ قائمة الأطعمة المُصنّعة التي ينبغي اجتنابها كثيرًا من المأكولات، وأبرزها ما يأتي:
- الجرانولا: تحتوي الكثير من أنواع الجرانولا الموجودة في الأسواق على نسبةٍ مرتفعةٍ من السكّر، إلى جانب عددٍ من المكوّنات الضّارّة، ويُمكن إنتاج الجرانولا في البيت بدلًا من شرائها؛ لضمان المحافظة على الصّحّة الجيّدة.
- المُكسّرات المُنكّهة: تمتلئ المُكسّرات المُنكّهة بالسّكّريّات والملح الإضافيّ، وينتج عن تناولها بكميّاتٍ كبيرةٍ العديد من المشاكل الصّحّيّة؛ ومنها: السّكّريّ وارتفاع ضغط الدّم.
- وجبات العشاء المُجمّدة: يؤدّي تناول وجبات العشاء المُجمّدة بكميّاتٍ كبيرةٍ إلى الإصابة بأمراض القلب وارتفاع ضغط الدّم، إلى جانب زيادة الوزن، كما تتسبّب بالسّكتات الدّماغيّة أحيانًا نتيجة لارتفاع ضغط الدّم أيضًا.
- فُشار الميكروويف: تمّ تزويد فشار الميكروويف بمركّب بيرفلوروالكيل الكيميائيّ، وتشير بعض الدّراسات إلى ارتباط هذا المُركّب بأمراض ضعف وظائف الكلى وانخفاض جودة السّائل المنويّ.
- الفواكه المُجفّفة: بالرّغم من الفوائد التي يُمكن الحصول عليها عند تناول الفواكه المُجفّفة؛ لكونها غنيّة بالألياف والفيتامينات، إلى جانب طعمها اللّذيذ؛ إلّا إنّ تناولها بكميّاتٍ كبيرةٍ يؤدّي إلى مشاكل السُّمنة.
- السّمن النّباتيّ: يُعرف السمن النباتي باسم المارغرين أيضًا، وتحتوي بعض أنواع هذا السّمن على كميّاتٍ كبيرةٍ من الدّهون غير المُشبعة، وهي أكثر أنواع الدهون ضررًا، ويُمكن أن تؤدّي زيادته إلى أمراض القلب وسكتات الدّماغ.
- الكاتشب: يحتوي الكاتشاب على كميّةٍ كبيرةٍ من السّكّريّات والأملاح، وعلى الرّغم من عدم وجود خطورة عند تناوله بكميّات قليلة؛ إلّا إنّ زيادة الكميّة تتسبّب بعدّة مشاكلٍ صحّيّةٍ للإنسان.
ما هي المكونات الضارة في الأطعمة المصنعة؟
تحتوي الأطعمة المُصنّعة على العديد من المكوّنات الضّارّة، إلى جانب المكوّنات المذكورة عند ذكر اضرار اللحوم المصنعة أيضًا، ومنها ما يأتي:
- السّكّر المُضاف: يحتوي هذا الصّنف من السّكّر على مستوياتٍ كبيرةٍ من السّعرات الحراريّة، ويؤدّي ارتفاع السّعرات في الجسم إلى السمنة ومتلازمة التّمثيل الغذائيّ، بالإضافة إلى الأمراض الالتهابيّة وداء السكري.
- الكربوهيدرات المكرّرة: تتحلّل الكربوهيدرات المكرّرة في الجسم بسرعةٍ كبيرةٍ، وينتج عن ذلك زيادة مستويات السّكّر والأنسولين في الدّم، ويؤدّ تناولها بشكل كبير إلى تذبذب السّكّر في الدّم على نحوٍ مستمرٍ، وينتج عن ذلك مرض السّكّريّ.
- الدّهون غير المُشبعة: تُسهم الدّهون غير المُشبعة بزيادة نسبة الالتهابات التي يتعرّض لها الجسم، كما أنّها تقوم بزيادة مستويات الكوليسترول الضارّ، وتقليل نسبة الكوليسترول النّافع، وهي من المكوّنات الموجودة في الزّيوت النّباتيّة.
ما هي إرشادات شراء الأطعمة المصنعة؟
هناك عدّة نصائح يُمكنها مساعدتنا في اختيار الأطعمة المُصنّعة مع اجتناب الأضرار الجانبيّة والأمراض التي تتسبّب بها هذه المأكولات، ومن هذه النّصائح ما يأتي:
- قراءة ملصق البيانات: يُمكن قراءة ملصق البيانات الموجود على الغلاف الخارجيّ للأطعمة المُصنّعة؛ من أجل معرفة جميع المكوّنات التي تمّت إضافتها إلى الصنف الغذائيّ؛ الذي نرغب بشرائه واختيار الأصناف الأدنى ضررًا.
- البحث عن الإشارات الصَحّيّة على العلبة: تتمّ طباعة بعض مؤشّرات السّلامة على الغلاف الخارجيّ للعديد من أصناف الأطعمة المُصنّعة؛ للمساعدة في اختيار المأكولات الصحّيّة؛ ومنها: طباعة مؤشّر سلامة القلب في الولايات المُتّحدة.
- اختيار المطاعم الصّحّيّة: لا بُدّ من اختيار المطاعم التي تقوم بتوفير الوجبات الصّحّيّة عند الرّغبة بشراء الطّعام الجاهز؛ لضمان الحصول على طعامٍ مناسبٍ، ويُمكن للمشتري السّؤال عن المكوّنات التي يستخدمها المطعم لمزيد من التّوثّق.
كيف يمكن اجتناب ضرر الأطعمة المصنعة؟
يُعدّ تحضير الطّعام في المنزل من أبرز السلوكيّات التي يُمكنها المساعدة في تجنّب الأضرار الصّحّيّة للأطعمة المُصنّعة؛ بما فيها اضرار اللحوم المصنعة السّابق ذكرها، كما يُمكن اجتناب الأضرار المذكورة من خلال الحرص على اختيار الأطعمة الأقلّ معالجة، واجتناب الأطعمة عالية المعالجة؛ مثل: اللّحوم ورقائق البطاطس وحبوب الإفطار، وكذلك استخدام الخضروات الطّازجة بدلًا من الخضروات المُصنّعة؛ حيث تتمتّع الخضروات الطّازجة بطعمٍ مميّزٍ مقارنةً بتلك المُعلّبة.
اقرأ/ي أيضًا: