تحقيق مسبار
تظهر أعراض تشنج العضلات اثناء النوم عند الكثير من الأشخاص؛ نتيجةً للإرهاق أو بسبب بعض المشاكل الصّحّيّة الأخرى، ويهدف هذا المقال إلى ذكر الأسباب التي ينتج عنها مرض الشدّ العضليّ أثناء النّوم، وذكر طرق العلاج المنزليّة التي يُمكن اتّباعها؛ للتخلّص من هذه المشكلة دون حاجة إلى مراجعة الطّبيب، بالإضافة إلى تزويد القارئ بالأعراض التي تشير إلى ضرورة التّواصل مع الطّبيب فور تزامنها مع الشدّ العضليّ، كما يشير المقال إلى العديد من السّلوكيّات التي يستطيع المُصاب التزامها؛ لتخفيف آثار التّشنّج العضليّ أو التخلّص منها بشكل نهائيّ أيضًا، وذلك بالاعتماد على المصادر الطّبّيّة الموثوقة.
هل يمكن علاج تشنج العضلات أثناء النوم؟
يُمكن علاج تشنّج العضلات أثناء النّوم بالعديد من الطّرق المُختلفة؛ فإنّ طريقة العلاج تعتمد على معرفة السّبب الذي أدّى إلى ظهور هذا التشنّج أو الشدّ العضليّ، وتنقسم طرق علاج تشنّج العضلات خلال النّوم إلى علاجات دوائيّة وغير دوائيّة، ولا بُدّ من استشارة الطّبيب قبل تناول أيّ من الأدوية المُخصّصة لتشنّج العضلات؛ ومنها: دواء كاريزوبرودول ودواء أورفينادرين، بالإضافة إلى دواء ديلتيازيم.
ما هي طرق علاج الشد العضلي في المنزل؟
يُمكن للّذين يصابون بأمراض الشّدّ العضليّ أثناء النّوم اتّباع العديد من الخطوات والطّرق العلاجيّة في المنزل، دون الحاجة إلى تناول الأدوية، ومن الطّرق المنزليّة لعلاج الشّدّ العضليّ أثناء النّوم ما يأتي:
- الإطالة: يمكن للمصابين إجراء تمرين الإطالة عن طريق مدّ السّاق، ثمّ ثنيها وسحب أطراف أصابع القدم إلى جهة القصبة باستخدام اليد؛ لإطالة العضلات والتخلّص من التشنّجات.
- التّدليك: يُعدّ التّدليك من أبرز الطّرق التي تساعد في علاج التشنّجات، ويُمكن للمصاب استخدام اليدين أو الاعتماد على الأدوات المُخصّصة لإجراء التّدليك.
- الوقوف والمشي: ينبغي على المُصاب بشدّ العضلات الوقوف على القدمين وضغطهما على الأرض بدلًا من الاستلقاء، إلى جانب المشي لتحريك السّاق والتخلّص من التشنّج العضليّ.
- الاعتماد على الحرارة: للحرارة خاصّيّة تساعد المصابين في التخلّص من التشنّجات العضليّة التي تحدث أثناء النّوم؛ وذلك من خلال وسائد التّدفئة أو حمّامات الماء الدّافئ.
- استخدام الثّلج: يساعد الثّلج على التخلّص من الشدّ العضليّ؛ عن طريق لفّه في منشفة ووضعه على المنطقة التي تعرّضت للتشنّجات أو الشّدّ في العضلات.
- شرب عصير المُخلّل: تشير بعض الدّراسات إلى فائدة عصر المُخلّل في تخفيف التقلّصات، التي تتعرّض لها العضلات وتؤدّي إلى التّشنّج، مع ضرورة شرب كميّاتٍ صغيرةٍ فحسب.
ما هي أسباب شد العضل أثناء النوم؟
يظهر شدّ العضل أثناء النّوم نتيجةً للعديد من الأسباب المُختلفة، ومنها الأسباب الآتية:
- تناول الأدوية: ترتبط أعراض تشنج العضلات اثناء النوم بالعديد من الأدوية التي يتناولها الشّخص، وتُعدّ مُدرّات البول من أبرز هذه الأدوية، وكذلك الستيرويدات ومضادات الاكتئاب.
- الحمل: تنتشر تشنّجات العضلات الليليّة عند النّساء الحوامل، ولم يستطع المُختصّون تحديد سبب هذه التشنّجات؛ حيث يرى بعضهم أنّها نتيجةً للحمل نفسه، في حين يرى البعض الآخر أنّها نتيجةً لنقص الدم في الأوردة بسبب الحمل.
- الجفاف: يؤدّي الجفاف إلى ضعف العضلات وتشنّجها أثناء النّوم، ولا بُدّ من شرب الماء بكمياتٍ كافيةٍ أثناء النّهار لتجنّب جميع التشنّجات العضليّة التي ترتبط بالجفاف.
- الوقوف طويلًا: تزداد فرصة الإصابة بالتّشنّجات اللّيليّة عند الأشخاص الذين يكثرون من الوقوف مقارنةً بالأشخاص الآخرين، ولا بُدّ من أخذ قسط من الرّاحة، إضافة إلى الحرص على رفع القدمين عند القدرة لتجنّب التشنّجات المذكورة.
- ممارسة التّمارين: بالرّغم من الفائدة الكبيرة للتّمارين الرّياضيّة؛ إلّا إنّ هذه التّمارين تؤدّي إلى ظهور تشنّجات العضلات اللّيليّة عندما تكون مُرهقة، كما تؤدّي هذه التّمارين إلى تشنّجات أخرى سوى التّشنّجات اللّيليّة أيضًا.
- شرب الكحول: تظهر التّشنّجات اللّيليّة بنسبةٍ كبيرةٍ عند الأشخاص الذين يشربون الكحول، ومن المُمكن أن يعود السّبب في ذلك إلى قدرة الكحول على إتلاف عضلات الجسم.
هل يمكن الوقاية من الشد العضلي في الساق أثناء النوم؟
فيما يأتي بعضًا من الطّرق والممارسات اليومية، التي يُمكنها المساعدة في التخلّص من أمراض الشد العضلي وتشنج الأعصاب أثناء النوم:
- شرب الكثير من السّوائل: تقوم السّوائل بمساعدة العضلات على ممارسة أنشطتها ووظائفها الطّبيعيّة، وتعتمد كميّة المياه المناسبة يوميًّا على عدّة عوامل، ومنها: العمر والطّقس والأنشطة المبذولة خلال اليوم.
- مدّ السّاقين: يُمكن لمدّ السّاقين تخفيف آثار الشّدّ العضليّ الذي يظهر أثناء النّوم؛ حيث يؤدّي مدّهما إلى التّقليل من شدّ العضلات وأوتار الفخذ قبل النّوم.
- استخدام الدّرّاجة الثّابتة: تتكوّن الدّرّاجة الثّابتة دوّاستين للقدم، إضافة إلى العديد من الأجزاء الأخرى، ويُمكن المشي على هذه الدرّاجة قبل النّوم لعدّة دقائق؛ من أجل ضمان ارتخاء العضلات قبل النّوم والتّخلّص من الشّدّ العضليّ المذكور.
- تغيير وضعيّة النّوم: لا بُدّ من اجتناب جميع وضعيّات النوم التي تكون فيها الأقدام مُتّجهة نحو الأسفل، ويمكن الاستعانة بوسادة توضع تحت الرّكبة لتوفير راحة القدمين المناسبة أثناء النّوم.
- اجتناب الفراش الثّقيل: للفراش الثّقيل قدرةً على دفع القدمين إلى الأسفل أثناء النّوم؛ ممّا يزيد من فرصة ظهور أعراض التشنّجات اللّيليّة عند المصابين، ويُمكن استبدال هذا الفراش بفراشٍ يضمن توفير الوضعيّة المناسبة للقدمين أثناء النّوم.
- لبس الأحذية المناسبة: يؤدّي لبس الأحذية ذات الجودة الرّديئة إلى تفاقم مشاكل الأعصاب والعضلات الموجودة في القدم، وهو ما يزيد احتمال ظهور أعراض التّشنّجات الليليّة، ولا بدّ من لبس الأحذية المريحة لاجتناب المشكلة المذكورة.
هل تجب زيارة الطبيب بسبب الشد العضلي أثناء النوم؟
تظهر أعراض تشنج العضلات اثناء النوم وتختفي عند كثيرٍ من الأشخاص دون الحاجة إلى مراجعة الطّبيب؛ حيث ينتج ذلك عن الإرهاق خلال اليوم أو بسبب الوقوف لوقتٍ طويلٍ، ويختفي التّشنّج بعد حصول العضلات على الرّاحة المناسبة، ولا بُدّ من زيارة الطّبيب في الحالات الآتية عند التعرّض لتشنّجات العضلات اللّيليّة:
- إذا انتشرت التشنّجات لتشمل العديد من عضلات الجسم، إضافةً إلى زيادة شدّتها.
- في حالة المعاناة من الشدّ العضليّ المذكور على نحوٍ مُتكرّرٍ.
- إذا تسبّب الشدّ العضليّ بإعاقة الحياة اليوميّة عند المُصاب.
- في حالة عدم نجاح أيّ من الطّرق المنزليّة في علاج الشدّ العضليّ عند ظهوره.
- عندما تكون المصابة بأعراض الشدّ العضليّ امرأة أثناء فترة الحمل.
- إذا ظهرت التشنّجات الليلية بشدّة أكبر من المعتاد مع إصابة المريض بأحد الأمراض الآتية:
- القصور الكظريّ الأوّليّ المعروف باسم مرض أديسون.
- اضطراب تعاطي الكحول.
- الفشل الكلويّ.
- مشاكل الغدّة الدرقية.
- الشلل الارتعاشي الذي يعرف باسم مرض باركنسون.
- داء السّكّريّ من الفئة الثّانية.
- الغرناوية وتُعرف باسم مرض الساركويد.
- مرض تليّف الكبد.
- أمراض الأوعية الدمويّة.
كيف يتم تشخيص أسباب التشنج العضلي أثناء النوم؟
يقوم الطّبيب بطرح العديد من الأسئلة على المريض؛ لتشخيص سبب الإصابة بأعراض الشدّ العضليّ أثناء النّوم، بعد معرفة التّاريخ الصّحّيّ للمريض، وتهدف هذه الأسئلة إلى معرفة الأعراض الأخرى التي يعاني منها المُصاب بجانب الشّدّ العضليّ، مع معرفة المدّة التي تستغرقها التّشنّجات حتّى تزول أيضًا، ويَقوم الطّبيب بطلب العديد من الفحوصات لإجرائها في حال الاشتباه بالإصابة بمرضٍ مُحدّدٍ؛ للتّحقّق من صحّة المريض، وتقديم البروتوكول العلاجيّ المناسب، الذي يضمن عدم تفاقم حالته المرضيّة.
بالرّغم من عدم وجود فائدة من اختبارات الدّم أو البول في معرفة سبب ظهور أعراض التشنّجات الليليّة؛ إلّا إنّ الطّبيب يلجأ إلى مثل هذه الاختبارات أحيانًا للتعرّف على الحالات المرضيّة، التي لم يتمّ تشخيصها سابقًا، وترتبط بشكلٍ مباشرٍ مع التشنّج المذكور؛ ومنها: أمراض القلب والأوعية الدّمويّة، ويجدر الذّكر بأنّ التشنّج العضليّ المذكور يظهر أحيانًا بسبب ملامسة بعض الموادّ السّامّة، ولا بُدّ من الذهاب إلى الطّوارئ في هذه الحالة وإخبار الطّبيب المُختصّ بالمادّة الملموسة لتوفير الرّعاية الصّحّيّة المناسبة.
هل يوجد فرق بين متلازمة تململ الساقين وتشنجات الساق الليلية؟
تتشابه الكثير من أعراض تشنّجات السّاق الليليّة مع أعراض مرض متلازمة تململ الساقين؛ إلّا إنّ هناك فرقًا كبيرًا بين الحالتين المرضيّتين، وتتميّز متلازمة تململ السّاقين بعدم قدرة المُصابين على التحكّم في القدمين أحيانًا، وتنخفض مستويات الإزعاج التي يتسبّب بها هذا المرض بشكلٍ مؤقّتٍ عند تحريك السّاقين، ويحدث تململ السّاقين غالبًا أثناء المساء؛ ممّا يجعل التّفريق بينه وبين التّشنّجات الليليّة صعبًا أحيانًا، وفيما يأتي أبرز الأسباب التي تؤدّي إلى الإصابة بتململ السّاقين:
- العامل الوراثيّ: تنتج الإصابة بمرض تململ السّاقين بسبب العوامل الوراثيّة، ويجدر الذّكر بأنّ العلماء المختصّين تمكّنوا من تحديد الكروموسومات التي تضمّ جينات هذا المرض.
- الحمل: تُصاب العديد من النّساء بأعراض تململ السّاقين أوّل مرّة عند الحمل؛ إلّا إنّها تختفي بعد الولادة، وتزداد نسبة الإصابة بهذا المرض في الثّلث الأخير من فترة الحمل.
اقرأ/ي أيضًا:
هل يمكن علاج ارتجاع المريء نهائيًا؟
هل يمكن علاج القولون العصبي نهائيًا؟
هل يمكن علاج الإكزيما بالأعشاب؟
