تحقيق مسبار
تنتشر الكثير من المعلومات حول كون ارتفاع الضغط يسبب احمرار العين للإنسان، ويقوم هذا المقال بالتحقّق من مدى ارتباط أمراض الضّغط باحمرار العين، إلى جانب ذكر العديد من الأسباب التي ينتج عنها هذا الاحمرار أيضًا، ويحتوي المقال كذلك على الكثير من التفاصيل حول أسباب الإصابة بأمراض الضّغط، والعوامل تزيد من خطورة الإصابة به، فضلًا عن توفير معلوماتٍ دقيقةٍ حول المضاعفات المرضيّة التي يتعرّض إليها المصابون بأمراض الضّغط.
هل ارتفاع الضغط يسبب احمرار العين؟
ترتبط العديد من الأمراض مع أعراض احمرار العين؛ ومنها ارتفاع ضغط الدّم؛ حيث يؤدّي بذل المجهود الزائد؛ كالسُّعال والتّقيّؤ ورفع الأوزان الثّقيلة إلى ارتفاع الضّغط وتَكسّر بعض الشّعيرات الدمويّة الموجودة في العين، كما يُعدّ مرض ارتفاع ضغط الدّم أحد الأسباب التي ينتج عنها احمرار العين في حدّ ذاته أيضًا؛ إلّا إنّ ذلك غير شائع بكثرة.
ما هي أسباب ارتفاع ضغط الدم؟
هناك نوعان مختلفان من ارتفاع ضغط الدّم، ويعرف أحدهما بارتفاع ضغط الدّم الأساسيّ أو الجوهريّ، في حين يُعرف الآخر باسم ارتفاع ضغط الدّم الثّانويّ، وفيما يأتي أسباب كلّ واحد منهما:
ارتفاع ضغط الدم الجوهري
لا تزال الأسباب الدّقيقة للإصابة بهذا النّوع من ارتفاع الضّغط مجهولة حتّى الآن؛ إلّا إنّ للعوامل الآتية دورًا كبيرًا في الإصابة بهذا المرض:
- الجينات: لدى الكثير من الأشخاص استعداد وراثيّ للإصابة بأمراض ارتفاع ضغط الدّم، ويُمكن أن يكون ذلك بسبب الطّفرات الجينيّة أو التّشوّهات الجينيّة الموروثة من الوالدين.
- التّغيّرات الجسديّة: تؤدّي الكثير من التغيّرات في جسد الإنسان إلى مواجهة المشاكل الصّحّيّة؛ بما فيها ارتفاع ضغط الدّم، وذلك مثل التّغيّر في وظائف الكلى بسبب الشّيخوخة.
- نمط الحياة: يُمكن أن يُصاب الإنسان بارتفاع ضغط الدّم نتيجةً للسلوكيّات الحياتيّة غير الصّحّيّة مع مرور الوقت؛ ومن ذلك قلّة الأنشطة البدنيّة.
ارتفاع ضغط الدم الثانوي
يظهر هذا النّوع من أنواع ارتفاع الضّغط بشكل مفاجئ نتيجةً للعديد من الأسباب، يُذكر منها ما يلي:
- أمراض الكلى.
- أورام الغدّة الكظريّة.
- مرض انقطاع النّفس الانسداديّ النّوميّ.
- مشاكل الغدّة الدّرقيّة.
- العيوب الخلقيّة في الأوعية الدّمويّة.
- بعض أورام الغدّة الصّمّاء.
- تناول بعض الأنواع من الأدوية.
- الموادّ المحظورة؛ مثل الكوكايين.
هل هناك عوامل تزيد من خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم؟
تزداد خطورة الإصابة بارتفاع ضغط الدّم عن الإنسان نتيجة للعديد من العوامل؛ كتناول مشروبات ترفع ضغط الدم، وفيما يلي قائمة بأبرز هذه العوامل:
- العُمر: تتناسب زيادة العمر طرديًّا مع مستوى خطورة الإصابة بارتفاع ضغط الدّم، وتشيع الإصابة بهذا المرض قبل سنّ 64 سنة عند الرّجال، في حين تنتشر تكون النّساء أكثر عُرضةً للإصابة بالمرض نفسه بعد سنّ 65 سنة.
- زيادة الوزن: تؤدّي زيادة الوزن إلى زيادة حاجة الجسم من الدّم لنقل الأكسجين والعناصر الغذائيّة، وهو ما يتسبّب بارتفاع مستويات الضّغط على جدران الشّرايين، وينتج عن ذلك الإصابة بداء ارتفاع الضّغط.
- العرق: ترتفع نسبة إصابة الأفراد ذوي الأصول الإفريقيّة بأمراض ارتفاع ضغط الدّم مقارنة بغيرهم، كما يرتبط ارتفاع الضّغط لدى هؤلاء الأفراد مع عدّة أعراض أخرى؛ ومنها: السّكتات الدّماغيّة.
- قلّة النّشاط البدنيّ: تتسبّ قلّة النّشاط البدنيّ بزيادة عدد نبضات القلب، إلى جانب الإصابة بالسُمنة وزيادة الوزن، وتؤدّي هذه العوامل إلى ارتفاع ضغط الدّم.
- التّدخين: يؤثّر التّدخين على بطانة الشّرايين بشكلٍ مباشرٍ ويتسبّب بتضييق هذه البطانة؛ مما يؤدّي إلى ارتفاع الضّغط، كما ينتج عن مضغ التّبغ ذات الأضرار الصّحّيّة أيضًا، إضافة إلى أن القهوة ترفع الضغط.
- زيادة الملح في الطّعام: ترتفع كميّة ملح الطّعام في النّظام الغذائيّ عند الكثير من الأشخاص، ويؤدّى ذلك إلى احتفاظ الجسم بالسّوائل لفترة أطول، وينتج عنه ارتفاع الضّغط أحيانًا.
- نقص البوتاسيوم في النّظام الغذائيّ: يُسهم البوتاسيوم في المحافظة على نسبة الصّوديوم في الجسم، ويؤدّي اختلال كميّات الصوديوم والبوتاسيوم إلى كثير من الأمراض التي تصيب القلب بما فيها ارتفاع الضّغط.
- التّوتّر: ينتج عن التّوتّر ارتفاع مؤقّت لضغط الدّم، كما يرتبط التوتّر مع العديد من العادات التي تتسبّب بداء ارتفاع الضّغط أيضًا، ومنها: تناول كميّات كبيرة من الطّعام أو التّدخين.
- بعض الأمراض المُزمنة: يرتفع ضغط الدّم نتيجة للإصابة بعدّة من الأمراض المزمنة، ومنها: أمراض الكلى وداء السُّكّريّ ومرض انقطاع النّفس الانسداديّ النّوميّ.
هل توجد مضاعفات لارتفاع ضغط الدم؟
يؤدي ارتفاع الضغط إلى كثير من الأعراض الخطيرة التي تتسبّب بالوفاة أحيانًا، إلى جانب كون ارتفاع الضغط يسبب احمرار العين أيضًا، ومنها ما يأتي:
- السّكتة الدّماغيّة: تتصلّب الشّرايين عند ارتفاع الضّغط وتزداد سماكتها، وهي الأسباب التي تؤدّي إلى إصابة المريض بالسّكتة الدّماغيّة، كما ينتج عن ذلك النّوبات القلبيّة أيضًا.
- الإصابة بأمّ الدّم: يؤدّي ارتفاع الضّغط إلى انتفاخ الأوعية الدمويّة وضعفها أحيانًا، وينتج عن هذا الضّعف مع ارتفاع الضّغط تمزّق الأوعية وظهور النّزيف الدّاخليّ الذي يكون مميتًا أحيانًا، وتُعرف هذه الحالة باسم أمّ الدّم.
- مرض الشّريان التّاجيّ: تواجه الشّرايين التّاجيّة صعوبة في إمداد القلب بالدّماء بسبب تضرّرها وانسدادها عند استمرار ارتفاع الضّغط، وإذا تعذّر وصول الدّم إلى القلب نهائيًّا؛ فإنّ ذلك يؤدّي إلى الذبحة الصدرية أو النّوبة القلبيّة.
- تضخّم القلب الأيسر: يتضخّم القلب الأيسر بسبب ارتفاع الضّغط على نحوٍ مستمرٍّ، كما ينتج عن ذلك تضخّم الأُذين الأيسر أيضًا، وهو أحد أسباب النّوبة القلبيّة والفشل القلبيّ والموت المفاجئ للقلب.
- الفشل القلبيّ: يؤثّر ارتفاع الضّغط على كفاءة عمل القلب نتيجةً للإجهاد الكبير الذي يبذله بشكل مُستمرّ، ويؤدّي ذلك في نهاية المطاف إلى الإصابة بأمراض الفشل القلبيّ.
- الاختلال المعرفيّ المعتدل: تشير بعض الدّراسات إلى ارتباط ارتفاع ضغط الدّم بالإعاقات العقليّة البسيطة، التي تُعرف باسم الاختلال المعرفيّ المعتدل، وتؤثّر على مستويات الفهم والتّفكير.
- الخَرَف: تنسدّ الشّرايين بنسبة كبيرة عند الإصابة بارتفاع الضّغط؛ ممّا يؤدّي إلى عدم وصول الدّم إلى المُخّ بالكميّات الكافية، وينتج عن ذلك داء الخَرَف.
- تلف الكلى: تنتج كلًّا من أمراض التندّب الكلويّ والفشل الكلويّ من ارتفاع ضغط الدّم، وإذا قارن هذا الارتفاع إصابة المريض بداء السُّكّريّ فإنّ الأضرار على الكلى تكون كبيرة.
- أمراض العينين: يؤدّي ارتفاع الضّغط إلى تلف الأوعية الدّمويّة الدقيقة التي تنقل الدّم إلى العينين، ويتسبّ ذلك بثلاثة من الأمراض، وهي: اعتلال الشبكيّة، واعتلال المشيميّة والاعتلال العصبيّ البصريّ.
ما هي أسباب احمرار العين؟
إنّ ارتفاع الضغط يسبب احمرار العين، كما توجد العديد من الأمراض التي تؤدّي إلى هذا الاحمرار أيضًا؛ ومنها ما يأتي:
- اعتلال الشبكيّة السُّكّريّ: يُعدّ هذا الدّاء أكثر الأسباب الشائعة لفقدان البصر عند المصابين بالسّكّريّ، كما أنّ من أعراضه احمرار العين نتيجةً لنزيف الأوعية الدّمويّة في شبكة العين.
- إصابات العين المباشرة: يُمكن أن تتسبّب الكدمات والإصابات التي تتعرّض لها العين إلى ضررٍ في الشّعيرات الدّمويّة، وكذلك فرك العيّن بشدّة أيضًا، وينتج عن ذلك ظهور بقع حمراء في العينين.
- مشاكل العدسات اللّاصقة: يستخدم كثيرًا من الأشخاص العدسات بدلًا من ارتداء النّظارات، وتظهر البقع الحمراء لدى هذه الفئة من المصابين بالاحمرار عند وجود بقع من الغبار الملتصقة بالجزء الدّاخليّ من العدسة.
- تناول مضادّات التّخثّر: لدى هذه المُخثّرات قدرةً على جعل الدّم رقيقًا؛ ممّا يؤدّي إلى زيادة احتمال حدوث نزيف ينتج عنه احمرار العينين، ويُعدّ الأسبرين من أبرز المضادّات المذكورة.
- مرض التّحدمية: تنتج التّحدمية عند وجود تمزّق في قزحيّة العين أو الحدقة، وتؤدّي إلى تجميع الدّم في مُقدّمة العين، ولذلك تظهر البُقع الحمراء عند الإصابة بهذا المرض.
- التهاب ظاهر الصّلبة: ينتشر مرض التهاب ظاهر الصّلبة عند المصابين بأمراض المناعة بشكلٍ أكبرٍ، وهو التهاب يصيب الطّبقة الخارجيّة من مقلة العين ويؤدّي إلى احمرارها.
هل تشير حالة العين إلى الإصابة بالأمراض؟
تشير حالة العين إلى العديد من الأمراض التي يُصاب بها الإنسان؛ ومنها أن ارتفاع الضغط يسبب احمرار العين، بالإضافة إلى الحالات المرضيّة الآتية:
- السّكّريّ: تدلّ الرّؤية الضّبابيّة المُتقطّعة على الإصابة بداء السكّريّ؛ وذلك لأنّ ارتفاع مستويات السكّر في الدّم تؤدّي إلى تضخّم عدسة العين، وهو سبب الرّؤية الضّبابيّة.
- الإفراط في التعرّض إلى الشّمس: يشير النّتوء ذي اللون الأصفر أو الورديّ الذي يظهر على بياض العين إلى تلف المُلتحمة نتيجةً لتعرّض العين إلى الشّمس بدرجاتٍ كبيرةٍ.
- الصّداع النّصفيّ: يُعدّ ظهور الومضات، التي تشبه البرق أو الظّلام في مجال الرؤية، من أبرز العلامات التي تشير إلى الإصابة بـ الصداع النّصفيّ، ولا بدّ من الحصول على الرّعاية الطّبّيّة الفوريّة عند ظهور هذه الأعراض.
- تخثّر الدّم: تظهر أعراض تخثّر الدّم على شكل بقعة حمراء في العين، ولا يشير ذلك إلى حالة صحّيّة خطيرة مع ضرورة التّحدّث إلى الطّبيب عند تَكرّر ذلك عدّة مرّات.
اقرأ/ي أيضًا:
