تحقيق مسبار
يتساءل كثيرًا من مالكي المجوهرات؛ هل يفقد الألماس قيمته عند البيع، أم أنّه من المجوهرات التي تحافظ على قيمتها مع مرور الوقت، ويحرص هذا المقال على بيان العوامل التي تؤدّي إلى انخفاض أسعار الألماس أو زيادتها، مع ذكر مدى تأثير إعادة البيع على هذه الأسعار أيضًا، كما يهدف المقال إلى تزويد القارئ بكثيرٍ من التّفاصيل حول أنواع الألماس النّادرة حول العالم، بالإضافة إلى ذكر الإرشادات والنّصائح التي يُمكن اتّباعها عند شراء الألماس؛ لضمان الحصول على أفضل قطعة منه بأفضل قيمة سعريّة مع اجتناب عمليّات الاحتيال.
هل يفقد الألماس قيمته عند البيع؟
يفقد الألماس كثيرًا من قيمته عند إعادة البيع بسبب هامش الربح الكبير للمتاجر؛ حيث يقوم متاجر المجوهرات بشراء الألماس بقيمة منخفضة؛ ليتمكّن من تحقيق هامش الرّبح المطلوب عند البيع من جديد، كما أنّ القيمة تنخفض على نحوٍ ملحوظٍ عند وجود أيّ من العيوب في الألماس أيضًا، وتتأثّر أسعار الألماس كذلك بعددٍ من العوامل الأخرى؛ مثل: اللون والوزن.
ما هي العوامل المؤثرة على قيمة الألماس؟
يتمّ تحديد قيمة الألماس بالاعتماد على أربعة من العوامل بشكلٍ أساسيٍّ؛ وهي:
- القَطع الماسيّ: لطريقة قطع الألماس التّأثير الأكبر على جماليّته، وهو ما يؤثّر على القيمة السّعريّة بشكلٍ مباشرٍ، ويقوم الفنّيّ بتقييم طريقة القطع لتحديد مدى مهارة القاطع؛ حيث تزداد قيمة الألماس كلّما ازدادت دقّة القطع.
- اللون: يتوفّر الألماس بالعديد من الألوان المُختلفة، إلى جانب الأنواع عديمة اللون؛ ومن هذه الألوان: الأزرق والأحمر والورديّ، ويختلف تصنيف الألماس الملوّن عن الآخر عديم اللّون؛ ممّا يؤدّي إلى اختلاف قيمته كذلك.
- النّقاء: يحتوي الألماس على العديد الخصائص الدّاخليّة والخارجيّة، التي تُعرف باسم الشّوائب، ويندر وجود الألماس بدون أيّ من هذه الشوائب، كما ينبغي وضع أحجار الألماس تحت المُكبّر لرؤية شوائبه في معظم الأحيان.
- الوزن: يُقاس وزن الألماس بوحدة القيراط المتريّ، والقيراط الواحد يساوي 0.2 غرام فحسب، ومن المعلوم أنّ قيمة الألماس والمجوهرات الأخرى ترتفع وتنخفض بشكل طرديّ مع الوزن؛ فإنّ القيمة تزداد بزيادة الوزن والعكس بالعكس.
ما هي أنواع الألماس النادرة في العالم؟
توجد العديد من أنواع الألماس النّادرة في العالم، وينبغي على المُشتري اختيار الماسة المناسبة؛ لضمان عدم خسارة كثيرٍ من الأموال بالاعتماد على العوامل التي سبقت الإشارة إليها عند ذكر هل يفقد الألماس قيمته عند البيع، وأبرز الأنواع النّادرة من الألماس ما يأتي:
- الألماس الأحمر: يُعدّ الماس الأحمر أندر أنواع الألماس في العالم على الإطلاق، ويتمّ استخراجه من الأماكن القريبة للألماس الورديّ، ولم يتمّ العثور على الماس الأحمر بدون الورديّ مُطلقًا حتّى يومنا هذا.
- الألماس الأزرق: يحتل الألماس الأزرق المرتبة الثّانية من حيث النّدرة بعد الألماس الأحمر؛ إلّا إنّ قيمته تفوق الألماس الأحمر؛ بسبب زيادة الطّلب عليه، ويتشكّل هذا النّوع على عمق يصل إلى 660كم تحت سطح الأرض.
- الألماس الورديّ: لم يتمكّن العلماء من تحديد سبب تحوّل لون هذا النّوع من الألماس إلى الورديّ حتّى الآن، ويتمّ استخراج الألماس الورديّ من غرب أستراليا، كما تمّ إيجاده في كلّ من؛ البرازيل وروسيا وسيبيريا وعدّة دول أخرى.
- الألماس الأرجوانيّ: يتوفّر الألماس الأرجوانيّ عادةً مع العديد من الألوان الأخرى؛ ممّا يتسبّب بانخفاض قيمته، ولكنّ الألماس الأرجوانيّ الخالص ذو قيمة باهظة جدًّا، ويُعتقد أنّ الهيدروجين والبورون هما سبب اللون الأرجوانيّ المذكور.
- الألماس البرتقاليّ: يُعرف الألماس البرتقاليّ كذلك باسم ألماس اليقطين، ويحصل هذا النّوع على لونه المميّز؛ بسبب غاز النّيتروجين، وبالرّغم من وجود هذا الألماس بكميّاتٍ أقل ندرةٍ من الأحمر والورديّ والأرجوانيّ؛ إلّا إنّه لا يكون نقيًّا غالبًا.
- الألماس الأخضر: يتمّ بيع الألماس الأخضر بأسعار باهظة، ويتمتّع هذا الألماس باللون الأخضر على السّطح فحسب عادةً دون توزيع اللون على الأجزاء الأخرى، وينتج اللون الأخضر للألماس الطّبيعيّ بسبب النّشاط الإشعاعيّ.
- النّوع Ib: يتوفّر هذا النّوع من الألماس باللّون البنّيّ أو اللّون الأصفر أو اللّون البرتقاليّ عادةً، وذلك لأنّه يحتوي على ذرّات متناثرة من النّيتروجين تؤدّي إلى ظهور الألوان المذكورة.
- النّوع IIb: يُعرف النّوع النّوع IIb بأنّه أكثر أنواع الألماس الرّئيسيّة نُدرةً، ولا يحتوي هذا النّوع على أيّة كميّات من النّيتروجين خلافًا للأنواع الرّئيسيّة الأخرى، ويتوفّر باللون الأزرق أو الرمادي أو بمزيج من هذه الألوان عادة.
- النّوع IIa: يُعدّ هذا النّوع أقلّ أنواع الألماس ندرةً مقارنةً بالأنواع النّادرة الأخرى؛ إلّا إنّه الأبهض ثمنًا، وذلك لأنّه يحتوي على كربون نقيّ جدًّا، ويتوفّر النّوع IIa باللّون الأصفر أو الوردي أو الأرجواني أو البني أو يكون عديم اللون.
كيف تتم العناية بالألماس الطبيعي؟
إنّ الألماس أقسى الموادّ المعروفة حتّى الآن، ولكنّه يتعرّض إلى العديد من الأضرار التي تتسبّب بانخفاض قيمته؛ مثل: الخدش، أو التآكل؛ فإنّ الألماس يفقد قيمته عند التّلف كما سبق عند ذكر تفاصيل هل يفقد الألماس قيمته عند البيع والعوامل المؤثّرة على قيمة الألماس، وفيما يأتي بعضًا من الإرشادات التي يُمكنها المساعدة في الحفاظ على الألماس دون تعرّضه إلى التّلف:
- عدم خلط الألماس مع القطع الأخرى: ينبغي الاحتفاظ بالألماس لوحده في علبة مُستقلّة لضمان عدم تعريض المجوهرات الأخرى للخدش بالإضافة إلى ضمان سلامة الألماس من ذلك.
- استخدام العلبة المُبطّنة من القماش: لا بُدّ من تخزين الألماس في علبة مُبطّنة من القماش كي لا يتلامس مع أيّ من الموادّ الصلبة الأخرى ويُعرّضها للخدش، ويمكن حفظه في صندوق يضمّ عدّة فواصل أيضًا.
- نزع الألماس عند الأعمال الشّاقّة: على الرّغم من متانة الألماس الكبيرة إلّا أنّ الضّربات القويّة أثناء الأعمال الشاقّة يُمكن أن تُتلفه، ولهذا ينبغي على مالكي الألماس عدم ارتدائه عند القيام بهذا النّوع من الأعمال.
- تنظيف الألماس بشكل صحيح: يظهر الألماس بشكل أكثر أناقة عند المحافظة على نظافته، وذلك باستخدام مُنظّفات المجوهرات المُعتمدة أو بمزيج من الأمونيا والماء، ويُمكن استخدام فرشاة ناعمة لإزالة الأوساخ عن الألماس.
- إبعاد الألماس عن مُبيّض الكلور: يتسبّب مبيّض الكروم بإفساد الالماس، وكذلك العديد من المركّبات الكيميائيّة الأخرى، وينبغي إبعاد الألماس عن جميع هذه المركبّات من أجل المحافظة على قيمته وسلامته من العيوب.
- مراجعة مختصّ المجوهرات بشكل دوريّ: يقوم كثير من مالكي الألماس بمراجعة تاجر المجوهرات المُختصّ لإجراء عمليّة التّنظيف المناسبة بالإضافة إلى إجراء أيّ من الإصلاحات التي تحتاجها قطع الألماس أيضًا.
هل توجد إرشادات ينبغي اتباعها عند شراء الألماس؟
هناك كثيرٌ من الإرشادات التي ينبغي اتّباعها لشراء الألماس بأفضل سعر، مع ضمان عدم تعرّض المُشتري إلى أيّ من عمليّات الاحتيال، وينبغي التّنبيه إلى ضرورة معرفة العوامل المؤثّرة على أسعار الألماس كما ذُكر سابقًا حول هل يفقد الألماس قيمته عند البيع، إلى جانب هذه الإرشادات، ومنها ما يأتي:
- أخذ المشورة: يجب التحدّث إلى أحد الخبراء في مجال شراء الألماس؛ لأخذ المشورة المناسبة حول طريقة تصنيف الألماس وتسعيره، بالإضافة إلى معرفة الإجراءات التي ينبغي فعلها أو تجنّبها عند الشّراء.
- اختيار المتجر الموثوق: يُمكن للمشتري الذّهاب إلى المتاجر الموثوقة ذات السُّمعة الجيّدة؛ لتفادي عمليّات الاحتيال، وينبغي إخبار المتجر بإتمام عمليّة الشّراء وفق تصنيف الهيئات المُعتمدة للألماس مع رؤية الشّهادات التي تُثبت ذلك.
- المقارنة بالماسات الأخرى: لا بُدّ من مقارنة الماسة التي نرغب بشرائها مع الماسات الأخرى ذات الأسعار المختلفة؛ لملاحظة الفرق بينها ومعرفة مدى موافقة ذلك للفرق بين الأسعار المتوفّرة للماسات الأخرى.
- التّسوّق للحصول على الأسعار: يستطيع المشتري زيارة العديد من المتاجر التي تقوم ببيع الألماس؛ لمقارنة أسعارها والحصول على العروض السّعريّة الأفضل، ويُمكن تسجيل خصائص الماسات وأسعارها للمقارنة بينها لاحقًا.
- التحقّق من سياسة الإرجاع: من الأفضل شراء الألماس عن طريق المتاجر التي تُقدّم خدمات الإرجاع مع استرداد المبلغ كاملًا، وذلك ليتمكّن المُشتري من استعادة أمواله عند ملاحظة أيّ من العيوب في الألماس، أو لأيّ من الأسباب الأخرى.
- الحصول على تقييم للألماس: يُمكن للمشتري أخذ قطعة الألماس ثمّ التّوجه إلى أحد المُختصّين الخُبراء؛ لتقييمها ومعرفة السّعر المناسب لها؛ إلّا إنّ عمليّة التّقييم تحتاج إلى دفع مزيد من الأموال الإضافيّة بعد الشّراء.
هل يُمكن التفريق بين الألماس الطبيعي والصناعي؟
يتمّ الاعتماد على بعض الأدوات المُتخصّصة في تحديد الفرق بين الألماس الطبيعيّ والصّناعيّ؛ حيث تختلف طبيعة الشوائب الموجودة في كلّ منهما عن الآخر؛ إلّا إنّ العين المُجرّدة لا يُمكنها ملاحظة هذه الفروقات بسهولة، كما تصعب رؤية الشّوائب المذكورة للتّفريق باستخدام العدسات المُكبّرة أيضًا، ويُمكن للمُشتري طلب الشّهادة المُعتمدة، التي تبيّن حالة الألماس الطّبيعيّ عند الرّغبة بالشّراء؛ للتحقّق من كونها طبيعيّة دون الحاجة إلى الأدوات المذكورة.
اقرأ/ي أيضًا:
هل المجوهرات تحجب الأشعة السينية؛ صح أم خطأ؟
هل الذهب الأبيض أفضل من الأصفر؟ تعرف على الفروقات
