تحقيق مسبار
يرى كثيرٌ من الأشخاص أنّ الإقلاع عن التدخين يزيد الوزن على نحوٍ ملحوظٍ، ويهدف هذا المقال إلى تحديد الأسباب التي تتسبّب بزيادة الوزن عند ترك التّدخين، مع ذكر العديد من الطّرق التي يُمكن للمُدخّن اتّباعها للإقلاع عن شُرب السّجائر أيضًا، كما يحرص المقال على بيان العديد من الأضرار التي يتسبّب بها التّدخين، إضافةً إلى تزويد القارئ بعدّدٍ من الطّرق للمحافظة على الوزن عند الإقلاع عن التّدخين.
هل الإقلاع عن التدخين يزيد الوزن؟
يؤدّي الإقلاع عن التّدخين إلى العديد من العادات التي تتسبّب بزيادة الوزن، وليس الإقلاع عن التّدخين بذاته سببًا لزيادة وزن الإنسان، ومن أبرز هذه العادات تناول المزيد من الطّعام مع حرق السّعرات الحراريّة بشكلٍ قليلٍ، وهو ما ينتج عنه زيادة الوزن، وفيما يأتي بعضًا من الأسباب التي تؤدّي إلى زيادة الوزن بعد الإقلاع عن التّدخين:
- زيادة الشّهيّة: يعمل التّدخين بمثابة مُثبّط للشّهيّة؛ ممّا يؤدّي إلى انخفاض كميّات الطّعام التي يتناولها المُدخّن وزيادة هذه الكميّات عند الإقلاع عن التّدخين، وتُعدّ زيادة نسبة الطّعام من الأسباب الرّئيسيّة لزيادة الوزن.
- تحسّن حاسّتي الشّمّ والتذوّق: تتحسّن حاسّة الشّمّ والتذوّق عند الإقلاع عن التّدخين على نحوٍ ملحوظٍ؛ ممّا يزيد من الشّهيّة ويؤدّي إلى تناول مزيد من الطّعام، وينتج عن ذلك زيادة الوزن.
- انخفاض القّدرة على حرق السّعرات الحراريّة: يعمل النّيكوتين الموجود في السّجائر على زيادة سرعة التّمثيل الغذائيّ وحرق السعرات الحرارية، وتنخفض نسبة حرق السّعرات الحراريّة عند الإقلاع عن التّدخين؛ مما يُسبّب زيادة الوزن.
- البحث عن بديل للتّدخين: يبحث الكثير من الأشخاص عن بديل عند الإقلاع عن عادة التّدخين، وتُعدّ الأطعمة ذات السُّعرات الحراريّة أشهر بديل عن السّجائر، وهي أطعمة تُسهم في زيادة الوزن بشكلٍ كبيرٍ.
كيف تتم المحافظة على الوزن بعد الإقلاع عن التدخين؟
توجد العديد من الإرشادات التي ينبغي اتّباعها للمحافظة على الوزن عند ترك التّدخين، وتهدف كثيرٌ من هذه الإرشادات إلى الحدّ من الأسباب التي سبق ذكرها لبيان سبب كون الإقلاع عن التدخين يزيد الوزن، ومنها إرشادات المحافظة على الوزن بعد ترك التّدخين ما يأتي:
- البقاء مشغولًا خلال الاستراحة: ينبغي على المُقلعين عن التّدخين إيجاد الأعمال المُفيدة خلال فترة الاستراحة؛ لضمان عدم استبدال التّدخين بالأطعمة ذات السّعرات الحراريّة العالية؛ ومن هذه الأعمال: القراءة أو التّمارين الرّياضيّة أو غيرها.
- الانتباه عند تناول الطّعام: لا بُدّ من تنبّه المُقلع عن التّدخين إلى أنواع الطّعام التي يتناولها مع الانتباه إلى كميّات الطّعام التي يأكلها أيضًا، وذلك عن طريق عدم تناول الطّعام دون الشّعور بالجوع لسدّ مكان عادة التّدخين.
- ممارسة الرّياضة: تزداد قدرة الشّخص على ممارسة الرّياضة عند الإقلاع عن التّدخين؛ بسبب تَحسّن حالة الجهاز التّنفسّيّ، بالإضافة إلى صحّة القلب، وتُمكن ممارسة الرّياضة لإشغال وقت الفراغ وحق السّعرات الحراريّة.
- اختيار الوجبات الصّحّيّة: يُمكن للمقلعين عن التّدخين تناول الوجبات الصّحّيّة عن ارتفاع شهيّة الطّعام لديهم بدلًا من الأطعمة المليئة بالسّعرات الحراريّة؛ ومنها: السعرات الحرارية في الفواكه الطّازجة أو المُجفّفة أو الحليب الخالي من الدّسم.
- استشارة مُختصّ التّغذية: يساعد مُختصّ التّغذية في توفير نظام غذائيّ يُمكنه ضمان عدم زيادة الوزن عند الإقلاع عن التّدخين، ويُمكن استشارة المُختصّ للحصول على الدّعم المطلوب والمحافظة على الوزن الصّحّيّ.
ما هي أضرار التدخين؟
للتّدخين كثيرٌ من الأضرار التي تُصيب مُختلف أعضاء الجسد، وفيما يأتي قائمة بالعديد من أضرار التّدخين:
- تلف الرّئتين: يؤدّي التّدخين إلى ضعف قدرة الرّئتين على التّطهير؛ ممّا يتسبّب بتراكم السّموم داخلهما على نحوٍ مُستمرّ، وينتج عن ذلك تهيّج الرّئتين وتلفهما على المدى البعيد.
- ضعف وظائف الرّئة: تتورّم الشّعب الرّئويّة وتضيق بسبب التّدخين، إلى جانب زيادة الموادّ المُخاطيّة في ممرّات الرّئة أيضًا، وهو ما يؤدّي إلى ضعف وظائف الرّئة؛ بما فيها ضعف القدرة على التنفّس.
- أمراض الدّورة الدّمويّة: يتعرّض المُدخّن إلى العديد من الأمراض التي تُصيب الدّورة الدّمويّة؛ وأبرزها: انقباض الأوعية الدّمويّة الموجودة في الجلد، ونقص كميّات الأوكسجين التي يحملها الدّم، وزيادة لزوجة الدّم وانخفاض تدفّقه إلى الأطراف.
- انخفاض مناعة الجسم: تنخفض مضادّات الأكسدة المناعيّة في الجسم عند المُدخّنين؛ بما فيها فيتامين ج المعروف، كما تَكثر الإصابة بأمراض الالتهابات الرّئويّة مع زيادة الفترة التي يحتاجها الجسم للتخلّص من المرض أيضًا.
- أمراض الجهاز العضليّ الهيكليّ: يتسبّب التّدخين بالكثير من الأمراض التي تُصيب الجهاز العضليّ الهيكليّ؛ وأبرزها: حدوث شدّ في بعض العضلات؛ إضافة إلى انخفاض كثافة العظام.
- التّأثير على الحيوانات المنويّة: تنخفض أعداد الحيوانات المنويّة عند المُدخّن مقارنةً بالأشخاص الآخرين، كما يؤدّي التّدخين إلى زيادة نسبة الحيوانات المنوية المشوّهة مع وجود الأضرار الجينيّة التي تصيب الحيوانات المنويّة.
- انخفاض خصوبة المرأة: تنخفض خصوبة المرأة المُدخّنة مقابل غيرها من النّساء، ويتسبّب التّدخين كذلك بانقطاع الدّورة الشّهريّة أو عدم انتظامها مع الوصول إلى سنّ اليأس قبل عام أو عامين من السنّ الطّبيعيّة لليأس.
- السّكتات الدّماغيّة: تزداد مُعدّلات الإصابة بالسّكتات الدّماغيّة ونوبات القلب عند النّساء المُدخّنات، اللّاتي تزيد أعمارهنّ عن خمس وثلاثين سنة، وذلك إذا اقترن التّدخين عندهنّ مع تناول حبوب منع الحمل عن طريق الفم.
- الإصابة بالسّرطان: يتعرّض المُدخّن إلى سرطان الرّئتين في كثيرٍ من الحالات، إلى جانب احتماليّة الإصابة بالسّرطانات في أيّ مكان آخر من الجسم؛ ومنها: سرطان اللّسان والفم والمريء والكبد والكلى والبنكرياس والمثانة وعُنق الرّحم.
- مرض السّكّريّ: يُصاب المُدخّنون بداء السكري من النّوع الثّاني بنسبة تصل إلى 40%، إضافة إلى تسبّب التّدخين بتفاقم العديد من الأضرار عند المصابين بداء السّكّريّ من النّوع الأوّل، ومنها: أمراض الكلى.
- مشاكل الأسنان واللّثة: يصعب التئام اللّثة وشفاؤها عند إصابة المُدخّن بأمراض اللّثة المُختلفة مقارنةً بغير المُدخّنين، كما يزيد التّدخين من خطر الإصابة بأمراض فقدان الأسنان أو فقدان الحسّاسيّة بالأسنان.
- فقدان السّمع والبصر: تنخفض كميّة الدّماء التي تتدفّق إلى الأُضن الدّاخليّة عن المُدخّن؛ ممّا يتسبّب بفقدان السّمع على نحوٍ أسرعٍ، كما يؤدّي التّدخين إلى الإصابة بأمراض التّنكّس البُقعيّ، الذي ينتهي بالعَمى وفقدان الرّؤية.
كيف يمكن الإقلاع عن التدخين نهائيًّا؟
تضمّ القائمة الآتية بعضًا من النّصائح التي يُمكنها مساعدة المُدخّن بالإقلاع عن التّدخين:
- اجتناب مُحفّزات التّدخين: ينبغي على المُدخّن معرفة الأوقات أو الحالات التي يشرب السجائر خلالها لاجتنابها ومعرفة طريقة التّعامل معها دون التّدخين؛ ومن هذه المُحفّزات: التّوتّر وشرب القهوة.
- استخدام بدائل النّيكوتين: يتمّ استخدام بدائل النّيكوتين؛ ليحصل الجسم على حاجته من هذه المادّة دون اللجوء إلى التّدخين؛ ومنها: لصقات النيكوتين التي يُمكن الحصول عليها من غير وصفة طبّيّة.
- أسلوب التّأخير: على المُدخّن إقناع نفسه بتأخير التّدخين فترة قصيرة من الوقت عند الشعور بالاستلام للرّغبة في شرب السّجائر، ثمّ إشغال نفسه بأيّ من الأنشطة، أو زيارة الأماكن التي تخلو من التّدخين حتّى يُلهي نفسه عن تدخين السّجائر.
- التّوجّه إلى المأكولات الممضوغة: يستطيع المُدخّنون تناول العلكة أو أيًّا من المأكولات الممضوغة الأخرى؛ مثل: الكرفس أو المُكسّرات أو بذور عبّاد الشّمس؛ وذلك لمقاومة شهوة الجسم لتدخين السّجائر.
- زيادة النّشاط: يُمكن للأنشطة الرّياضيّة صرف انتباه المُدخّنين عن تدخين السّجائر، إلى جانب المساعدة في المحافظة على الوزن الصّحّيّ ؛ فإنّ الإقلاع عن التدخين يزيد الوزن بسبب العادات السّلبيّة التي تتبعه من تناول الطّعام أحيانًا كما سبق.
- الاسترخاء: يساعدنا الاسترخاء في مواجهة التّوتّر الذي يُعدّ من أبرز مُحفّزات التّدخين، وتُمكن المحافظة على الاسترخاء من خلال التنفّس العميق أو التّخيّل أو التّدليك.
- تَذَكّر فوائد الإقلاع عن التّدخين: لا بُدّ من تذكّر فوائد ترك التّدخين باستمرار للتّحفيز على عدم العودة إلى تدخين السّجائر مرّة أخرى، ويُمكن تدوين هذه الفوائد على ورقة أو ترديدها بصوت مرتفع؛ ومنها: توفير المال والمحافظة على الصّحّة.
هل يؤثر التدخين على المدخن السلبي؟
يُعرف المُدخّن السّلبيّ بأنّه الشّخص الذي يتنفّس دُخان السّجائر دون قصد التّدخين، وذلك عند الجلوس بقرب المُدخّنين، ويتسبّب هذا الدّخان بالعديد من المخاطر الصّحّيّة التي تصيب المُدخّن السّلبيّ؛ نتيجةً للموادّ الكيميائيّة الضّارّة التي يتضمّنها، ومن هذه الأضرار الصّحّيّة ما يأتي:
- الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدّمويّة؛ بما فيها ارتفاع ضغط الدّم، وتصلّب الشّرايين، والنّوبات القلبيّة، وسكتات الدّماغ.
- زيادة نسبة الإصابة بالسّرطانات؛ ومنها: سرطان الرّئة والمُخّ والمثانة والمعدة والثّدي.
- مشاكل الجهاز التّنفسيّ؛ كضيق التنفّس والتهاب الشُّعب الهوائيّة والالتهاب الرّئويّ، بالإضافة إلى السّعال.
- إصابة العين بالعديد من الأمراض؛ وأبرزها مرض إعتام العيون.
- التّأثير على الرّضيع إصابته بمتلازمة موت الرضع المفاجئ.
اقرأ/ي أيضًا:
هل تناول البطيخ بكثرة يزيد الوزن؟