تحقيق مسبار
يكثُر البحث عن علاج الناسور العصعصي بدون تدخل جراحي؛ بسبب انتشار هذه الحالة المرضية بكثرة والرغبة في علاجها منزليًا؛ نظرًا لشعور الناس بالإحراج من التحدث حول هذه الحالة المرضية. يُعرف الناسور العصعصي على أنه عن كيسٌ دائريٌّ من الأنسجة المملوءة بالسوائل والهواء والصديد في منطقة العصعص، أو تجعّد الأرداف الناتج عادةً عن عدوى جلدية، وتُسمى هذه الحالة المرضية بالأكياس مجازًا، لكنها في الحقيقة تختلف عن طبيعة الأكياس، وعند استئصالها يتم ملاحظة وجود الشعر مع عدم وجود البصيلات بدليل نمو الشعر من الخارج إلى الداخل، كما يُعتقد أن هذه الخراجات تنشأ بسبب صدمة قوية للمنطقة ناتجة عن ركوب الدراجات مثلًا، أو الدبابات والشاحنات.
هل نستطيع علاج الناسور العصعصي بدون تدخل جراحي؟
تحتاج الخراجات الشعرية للعلاج الفوري بسبب الألم الناتج عنها، وقد تكون هذه الخراجات مجرد حالة حادّة تحدث لمرة واحدة فقط، فيما قد تكون مزمنة بسبب تِكرارها، ويُطلق على هذه الحالة أحيانًا اسم الكيس الشعري أو مرض الناسور الشعري العصعصي، الممتد من عظم الذنب إلى فتحة الشرج، وتسبّب آلامًا مبرحةً خصوصًا عند الجلوس؛ بسبب نمو الشعر تحت الجلد والالتهابات الناتجة أيضًا. هنا سنتحدث عن بعض العلاجات المنزلية والنصائح المستخدمة للعلاج، التي يُمكن تطبيقها في الحالات البسيطة أو لتخفيف الألم.
علاج الناسور العصعصي في العيادة
عند التشخيص بوجود أحد الأكياس الشعرية يتم البحث عن خطة العلاج المناسبة المعتمدة على الحالة الطبية وعلى تكرارها، أو وجود مشاكل جلدية أخرى في نفس المنطقة، كما تعتمد خطة العلاج على شدة الأعراض بشكلٍ عام؛ فقد تكون الجراحة هي الحل الأمثل لإزالة الكيس، كما يمكن اللجوء لبعض الإجراءات قبل الجراحة؛ مثل:
- تصريف الكيس: هذا الإجراء يتم عن طريق إحداث شقٍّ صغيرٍ في الكيس لتصريف السوائل، ويتم هذا الإجراء على يد طبيبٍ مختص.
- حقن الفينول: يمكن أن تُحقن الأكياس بمركب الفينول الكيميائي الحمضي الذي قد يُعالج التكيسات.
- المضادات الحيوية: بعض المضادات الحيوية قد تُساعد في علاج الإلتهابات الجلدية في المنطقة، لكنها لا تُعتبر فعّالة في إزالة التكيّسات.
- العلاج بالليزر: يُمكن استخدام تقنية الليزر لإزالة الشعر النامي إلى الداخل مسببًا ظهور الأكياس.
- علاج الناسور العصعصي بالجراحة: في بعض الحالات الحرجة لا يُمكن علاج الناسور العصعصي بدون تدخل جراحي، خصوصًا عند تكرار الحالة وتشكيل جيوب أُخرى تحت الجلد؛ عندها يجب إزالة الكيس بالكامل عن طريق عملية جراحية وإغلاق الجرح بعد تفريغ السوائل منه؛ بواسطة أجزاء من الجسم، عندها يتوجب اتباع بعض الخطوات للحفاظ على نظافة الجرح وسلامته ومنع انتشار العدوى، كما يمكن في هذه الحالة علاج الناسور العصعصي بالعسل لتسريع التئام الجرح.
العلاجات المنزلية
يمكن علاج الناسور العصعصي بدون تدخل جراحي عن طريق استخدام بعض الوصفات الطبيعية المتوفرة في كل منزل؛ ونذكر منها:
- الضغط الدافئ: أول طريقة من طرق العلاج المنزلي هي الضغط الدافئ؛ من أجل تقليل الالتهاب وتخفيف الألم المُصاحب له، ويُمكن استخدامها في الحالات البسيطة عند الرغبة في علاج الناسور العصعصي بدون تدخل جراحي، وتتم عن طريق غلي الماء ثم غمس قطعة قماش معقمة فيه ووضعها مباشرةً على المنطقة المصابة عدّة مرات يوميًا؛ لحين تقليل الألم والتخلّص من أعراضه.
- استخدام الزيوت: يُمكن استخدام بعض الزيوت؛ مثل زيت شجرة الشاي، وزيت الكركم؛ لتقليل الألم المُصاحب للناسور العصعصي؛ بسبب المكونات المضادة للالتهاب، ويتم تطبيق هذه الزيوت مباشرةً على المنطقة المُصابة، كما يُمكن مزج الزيوت المتنوعة مع زيت الخروع ووضعها على كمادة أو قطعة قطن، ثم وضعها على المنطقة المُصابة مرتين أو ثلاثة يوميًا.
- خل التفاح: يُعتبر خل التفاح من العلاجات المفيدة أيضًا للناسور العصعصي؛ بسبب خواصه المضادة للاكتئاب والمضادة للبكتيريا؛ لذلك يمكن استخدامه لتجفيف الكيس وتسريع العلاج؛ إذ يمكن وضع ملعقتين من خل التفاح في وعاء وتخفيفه بالماء، ثم غمس قطعة قطنية في المزيج وتطبيقها على المنطقة المُصابة وتركه لمدة بسيطة، مع إمكانية تكرار العملية مرة يوميًا لحين الشفاء.
ما هي أسباب الناسور العصعصي؟
جميع الأشخاص معرضين للإصابة بمرض الناسور العصعصي، لكن في بعض الحالات تزداد فرص الإصابة بشكلٍ أكبر؛ بسبب مجموعة من العوامل؛ نذكر منها:
- الجنس: يُعتبر الرجال معرضين للإصابة بشكلٍ أكبر بثلاث أو 4 أضعاف مقارنةً بالنساء.
- العمر: يُصيب البالغين من الأشخاص بعمر متوسط بين 20-35 سنة بالمرض أكثر من غيرهم.
- طبيعة العمل: يُصاب العمال والأشخاص الذين يقضون معظم وقتهم في الجلوس؛ مثل سائقي الشاحنات أو عمال المكاتب، أكثر من الأشخاص دائمي الحركة.
- كثافة الشعر: الأشخاص ذوي الشعر الكثيف معرضين أكثر للإصابة بالمرض.
- طبيعة الملابس: تُسبب الملابس الضيقة بعض المشاكل الجلدية؛ ومنها مرض الناسور العصعصي.
- بعض العوامل الوراثية: في بعض الحالات تلعب العوامل الوراثية دورًا مهمًا في زيادة التعرض للناسور العصعصي، خصوصًا عند حدوث الحالة في العائلة.
أعراض الناسور العصعصي
قد يكون الشخص مصابًا بالناسور العصعصي دون أن يعلم؛ لذلك يجب استشارة الطبيب في حال الشعور بأحد الأعراض التالية:
- الألم الشديد أثناء الجلوس.
- ظهور نتوءًا صغيرةً في منطقة الأرداف مع احمرارها والشعور بالألم عند الضغط عليها.
- الحمّى والتعب الشديد والغثيان.
أضرار إهمال الناسور العصعصي
كثيرًا ما يسأل الأشخاص عن خطورة الناسور العصعصي، وهل يسبب الوفاة؟ والحقيقة أنه لا يُعتبر قاتلًا، بل أنه قد يُسبب مشاكلًا صحيةً متنوعةً؛ ومنها مشاكل خطيرة يمكن تلخيصها فيما يلي:
- تشكيل مجموعة من الأكياس في الجسم، سواءً في نفس المنطقة أو في مناطق الجسم الأخرى، وهذه الأكياس قد تكون أكثر خطورةً وتهدد الحياة.
- الإصابة بالسرطان، خصوصًا سرطان الخلايا الحرشفية، الذي يحدث أحيانًا بسبب الأكياس الشعرية؛ لهذا يتم فحص الأكياس عادةً عند إزالتها جراحيًا والتأكّد من الصديد.
الوقاية من الناسور العصعصي
بعض الخراجات الشعرية تحدث وتختفي من تلقاء نفسها دون تدخّل جراحي أو طبي، لكن في بعض الحالات يمكن علاج الناسور العصعصي بدون تدخل جراحي باستخدام مواد طبيعية، وقبل الحديث عن طريقة العلاج هذه يجب الحديث عن طرق الوقاية المتمثلة فيما يلي:
- الحفاظ على نظافة المنطقة عن طريق غسلها وتجفيفها باستمرار.
- الحصول على الوزن الصحي؛ إذ تعتبر زيادة الوزن من العوامل المؤثرة على تكوين هذه الأكياس.
- تجنّب الجلوس الطويل ومحاولة المشي وتحريك الجسم في حالة العمل على مكتب؛ لتقليل الضغط على منطقة الأرداف.
- حلق الشعر في منطقة الأرداف باستمرار أو استخدام منتجات إزالة الشعر.
هل يمكن علاج الناسور العصعصي بالعسل؟
عند البحث عن علاج الناسور العصعصي بدون تدخل جراحي ستجد العسل ضمن أحد الحلول المطروحة، لكن هل العسل فعليًا يُساعد في علاج الناسور العصعصي؟ الحقيقة أن استخدام العسل يقتصر على علاج الجروح الناتجة عن إزالة الخراج، أيّ أنه يُستخدم بعد الجراحة وليس له تأثير مُثبت على الناسور العصعصي بشكلٍ عام.
استخدام العسل على الجروح
يُستخدم العسل بشكلٍ واسعٍ في علاج الجروح والمساعدة على التئامها؛ بسبب خواصه المتنوعة المتمثلة فيما يلي:
- مضادات البكتيريا: يحتوي العسل على مجموعة من مضادات البكتيريا، التي توازن درجة الحموضة وتُعزز الأكسجين في المنطقة المُصابة، وهذا يُساعد في التئام الجروح.
- الأس الهيدروجيني: يُساعد الأس الهيدروجيني الحمضي على التئام الجروح بشكلٍ أسرع؛ لأنه يُقلل وجود المواد المسماة بـ البروتياز، وهي مواد تؤخّر التئام الجروح.
- سكر العسل: يعمل السكر على سحب الماء من الأنسجة التالفة؛ ممّا يُقلّل التورّم، ويُحفز تدفق المواد الليمفاوية التي تُسرّع شفاء الجروح، كما أنه يُقلّل من تكاثر البكتيريا بسبب سحب الماء.
- مضادات الجراثيم: من المعروف أن العسل له تأثيرٌ قويّ كمضاد للجراثيم والمكوّرات العنقودية الذهبية والمكوّرات المعوية؛ لذلك يُستخدم لعلاج الجروح التي لا تلتئم بسهولة.
أنواع العسل المستخدم على الجروح
لا شك أن استخدام العسل للجروح و الناسور العصعصي يتم عن طريق أنواع معينة من العسل، وليس العسل الخام الذي قد يُسبّب أعراضًا ومشاكلًا أكبر؛ لذلك يجب استخدام العسل المُعقَّم؛ لأنه لا يسبّب ردودًا تحسسيةً للجهاز المناعي، ومن هذه الأنواع؛ عسل مانوكا وبعض الأنواع الأخرى التي يتم فيها تعقيم العسل عن طريق تشعيع جاما.
هل يمكن علاج الناسور العصعصي بالثوم؟
الحقيقة أن الثوم من أفضل العلاجات المنزلية المستخدمة في علاج الناسور العصعصي؛ بسبب خصائصه المضادة للفطريات والبكتيريا، كما أن تناوله يُعزّز جهاز المناعة ويُساعد على محاربة العدوى المختلفة؛ إذ يُمكن استخدامه بالطريقة التالية:
- يُهرس الثوم بواسطة سكين أو بواسطة أدوات الهرس الخاصة.
- يُوضع الثوم المهروس على المنطقة المُصابة ويُغطى بشاش لمدة دقائق.
- تُغسل المنطقة بالماء وتُجفّف.
- تُكرّر العملية مرةً واحدةً يوميًا لحين اختفاء الناسور.
- يُمكن تعزيز الشفاء بتناول الثوم المهروس مرتين أو ثلاث يوميًا.
- يُمكن أيضًا تناول فص ثوم مهروس مرتين أو ثلاث مرات يوميًا.
اقرأ/ي أيضًا:
هل الإمساك يسبب ألم أسفل الظهر فعلّا؟
هل يمكن علاج الكوليسترول والدهون الثلاثية بالأعشاب؟