تحقيق مسبار
هرمون التستوستيرون المعروف بهرمون الذكورة هو عبارة عن هرمون يُنتج طبيعيًا في أجسام الرجال عن طريق الخصيتين، لكن البحث عن مكملات غذائية لزيادة هرمون التستوستيرون عادةً ما يبدأ مع تقدم العمر وانخفاض نسبة هذا الهرمون طبيعيًا في الجسم؛ لأنه واحد من أهم الهرمونات المؤثرة على حياة الرجل؛ لتحكُمه بمظهر الرجل وتطوّره الجنسي وتعزيز إنتاج الحيوانات المنوية، وتأثيره أيضًا على الرغبة الجنسية وبناء الجسم.
هل انخفاض التستوستيرون يُؤثر على الجسم؟
يتم اللجوء عادةً لتناول مكملات غذائية لزيادة هرمون التستوستيرون عند قياس قيمته في الدم، التي يجب أن تتراوح بين 300-1000 نانو غرام/ديسيلتر بحسب إدارة الغذاء والدواء، وفي حال انخفاضها عن المستوى الطبيعي؛ فإن الجسم مُعرّض لمجموعة متنوعة من الأمراض والاعتلالات المؤثرة على حياة الرجل بشكلٍ عام، ويُذكر منها:
- انخفاض الدافع الجنسي: يُعتبر التستوستيرون المؤثّر الأهم على الرغبة الجنسية عند الرجال وانخفاضه يُؤثر سلبًا عليها بحسب مصادر ودراسات مؤكدة؛ وهذا يفسّر انخفاض رغبة الرجال مع التقدم في العمر.
- صعوبة الانتصاب: لا يُؤثر التستوستيرون فقط على الدافع الجنسي، بل يُؤثر على الأداء الجنسي بشكل عام؛ لأنه يُساعد في الانتصاب ويُحافظ عليه؛ بسبب دوره في إنتاج أكسيد النيتريك، وهو عبارة عن جزيء يُطلق مجموعةً من التفاعلات الكيميائية الضرورية لحدوث الانتصاب؛ لذلك عند انخفاضه عن المعدلات الطبيعية سيواجه الرجل صعوبة في تحقيق الانتصاب؛ ممّا يقلل رغبته في ممارسة الجنس بشكل أكبر.
- انخفاض حجم السائل المنوي: يلعب التستوستيرون دورًا أساسيًا في إنتاج السائل المنوي، وهو السائل الذي يُساعد في حركة الحيوانات المنوية؛ وهذا يلاحظه الرجال على شكل انخفاض في حجم السائل أثناء عملية القذف.
- تساقط الشعر: يُؤثر التستوستيرون بشكل كبير على إنتاج الشعر؛ لذلك فإن انخفاض مستواه يُسبّب الصلع وتساقط شعر الجسم بالكامل، هذا بالإضافة إلى تأثير بعض العوامل الوراثية الأخرى.
- التعب: يلعُب التستوستيرون دورًا في زيادة طاقة الجسم؛ لذلك فإن انخفاضه يُؤثر على مستويات الطاقة في الجسم وزيادة الشعور بالتعب.
- فقدان الكتلة العضلية: يُساهم هرمون التستيرون كما ذكرنا في بناء العضلات وزيادة الكتلة العضلية؛ لذلك فإن انخفاضه يُؤثر عليها بشكل كبير، لكنه قد لا يُؤثر على القوة أو الوظيفة التي تؤديها.
- زيادة الدهون في الجسم: يُسبب انخفاض التستوستيرون زيادةً في دهون الجسم، بالإضافة إلى زيادة و تضخّم أنسجة الثدي؛ الذي يُعتقد أنه مرتبط بعدم التوازن بين مستويات هرمون التستوستيرون والاستروجين لدى الرجال.
- انخفاض كتلة العظام: يُساعد التستوستيرون على إنتاج العظام وتقويتها؛ لذلك فإن انخفاضه سيُؤثر حتمًا على كتلة العظام مسببًا هشاشة العظام.
- تغيرات المزاج: انخفاض التستوستيرون يُسبب تغيّرات في المزاج؛ لأنه المسؤول عن العديد من العمليات الأساسية في الجسم؛ ومنها الحالة المزاجية والقدرة العقلية.
- تأثر الذاكرة: قد يُؤثر انخفاض التستوستيرون على الوظائف المعرفية المتنوعة؛ ومنها الذاكرة؛ لذلك ربطت دراسة بحثية نشرتها الجمعية الطبية الأمريكية أن تناول بعض مكملات غذائية لزيادة هرمون التستوستيرون تُساهم في تنشيط الذاكرة بشكل كبير.
- صغر حجم الخصية: يحتاج الجسم لهرمون التستوستيرون لتكوين القضيب والخصيتين؛ لذلك يُعاني بعض الرجال من حجم الخصيتين الصغير أو طول القضيب الأصغر.
- انخفاض تعداد كريات الدم: يربط بعض الأطباء بين انخفاض هرمون التستوستيرون والإصابة بفقر الدم وفق دراسات نشرتها مجلة الجمعية الطبية الأمريكية، كما لاحظ العلماء تحسّنًا في تعداد كريات الدم عند تناول هلام التستوستيرون.
هل يوجد مكملات غذائية لزيادة هرمون التستوستيرون؟
يمكن اللجوء لبعض العلاجات التقليدية لتعويض التستوستيرون في الجسم؛ ومنها الغرسات والتستوستيرون الهلامي والحقن، بالإضافة إلى وجود بعض المكملات الغذائية والأعشاب التي تُساعد الجسم على إنتاجه وتقليل أعراض انخفاضه المتنوعة؛ إذ تُعتبر معظم هذه العلاجات آمنة نسبيًا رغم قلة الاختبارات والتجارب على بعضها الآخر؛ لذلك يجب استشارة الطبيب قبل اللجوء لأيّ طريقة منها؛ لأن المكملات الغذائية عمومًا لا تحتاج لموافقة إدارة الغذاء والدواء فلا يتم التأكّد من جودة وسلامة الأعشاب والمواد التي تتكوّن منها، وهذا يعني الحاجة إلى العديد من الدراسات التي تُثبت فعاليتها وأمانها بشكلٍ مؤكّد، وهذا يستدعي استشارة الطبيب لمنع أي آثار أو تداخل مع العلاجات الأخرى، ومن أهم هذه المكملات:
- اشواغاندا: مكملات الاشواغاندا تُستخدم في تحسين أعراض نقص هرمون التستوستيرون، وهي من العلاجات المستخدمة في الطب الهندي التقليدي، وتتكوّن هذه المكملات من جذور النباتات والتوت، وقد أثبتت دراسة أُُجريت في عام 2010 أن هذه المكملات تُحسّن مستويات التستوستيرون وعدد الحيوانات المنوية وحركتها، لكن بعض الدراسات تُشير إلى فائدتها في رفع مستوى الهرمون دون التأثير على الأعراض الأخرى؛ مثل التعب والعجز الجنسي.
- فيتامين د: يُعرف هذا الفيتامين علميًا باسم كولي كالسيفيرول، ويُعتبر من الفيتامينات الضرورية للجسم؛ لمحاربة البكتيريا والفيروسات، وحماية العظام من الهشاشة والمساعدة على امتصاص الكالسيوم، بالإضافة إلى فوائده المتعلقة بزيادة هرمون التستيرون في الجسم وفق دراسة أُجريت عام 2011، لكن دراسات أخرى تُثبت أن تناول مكملات فيتامين د لا ترفع نسبة التستيرون؛ إلّا في حالات النقص الحاد فقط.
- مكملات الزنك: يُعتبر الزنك من المعادن الضرورية للجسم، الذي يُساعد في محاربة البكتيريا والفايروسات وإصلاح الجروح، كما أنه يُحافظ على جودة الحيوانات المنوية والعديد من الفوائد الأخرى؛ لذلك فإن تناول مكملات الزنك يعتبر مهمًا وضروريًا في معظم الحالات، كما أنه يُساعد على إنتاج وزيادة مستويات هرمون التستوستيرون بحسب مصادر موثوقة، كما يُمكن زيادة مستويات الزنك طبيعيًا عن طريق تناول اللحوم الحمراء والدواجن والأسماك والمكسرات والفاصولياء؛ إلّا إنّ بعض المكملات تحتوي على قيم أعلى من الاحتياجات اليومية؛ وهذا قد يسبّب بعض الآثار الجانبية؛ مثل الغثيان والصداع، بالإضافة الى تأثيرات طويلة المدى منها نقص النحاس وانخفاض وظائف المناعة.
- الثوم: يُعتبر الثوم من الأعشاب الضرورية والمفيدة للجسم من ناحية تصلّب الشرايين، وانخفاض ضغط الدم، وأمراض القلب والوقاية من السرطانات؛ عن طريق تقوية جهاز المناعة، هذا بالإضافة إلى رفع مستويات هرمون التستوستيرون حسب دراسات أُجريت عام 2011 وعام 2015 على الفئران؛ إلّا إنّه لا توجد دراسات كافية على البشر.
- ديهيدرو إيبي أندروستيرون : تشير بعض الدراسات إلى أن انخفاض هرمون التستوستيرون مرتبط بانخفاض إنتاج ديهيدرو إيبي أندروستيرون، الذي يتم تحويله إلى هرمونيّ الاستروجين والتستوستيرون، لكن الدراسات لا تزال غير كافية حول فعاليته إلّا في تقليل الأعراض الجانبية لنقص التستوستيرون، كما أن الدراسات غير كافية حول أمانه على الجسم.
- مستخلص لحاء الصنوبر: قد تُساهم هذه المستخلصات في خفض الكوليسترول، وتعزيز صحة القلب والأوعية الدموية، وتقليل أعراض الضعف الجنسي، كما أن هذه المستخلصات ترتبط مع بعض المركبات التي يُعتقد أنها تؤثر في زيادة مستويات الهرمون؛ إلّا إنّ الدراسات غير كافية إلى الآن بالرغم من وجود دراسة لعام 2010 وعام 2012 أثبتت فعاليتها في زيادة الهرمون في الجسم.
- أرجينين: هذا الحمض الأميني يُنتَج عادةً في الجسم بشكلٍ طبيعيٍّ، ويُؤثر بشكلٍ كبيرٍ على تدفق الدم والوظائف الجنسية، ويتم الحصول عليه طبيعيًا عن طريق تناول اللحوم الحمراء ومنتجات الألبان والأسماك والدواجن، كما أن بعض الدراسات على الحيوانات تثبت أن تناول مكملات الأرجينين ترفع مستوى هرمون التستوستيرون؛ إلّا إنّ الدراسات على البشر قليلة لكنها تثبت فعاليته في تقليل أعراض نقص الهرمون؛ مثل الضعف الجنسي، أما فيما يخص الجرعة فلم يتم تحديدها بالفعل؛ ما يعني ضرورة استشارة الطبيب.
- الكريسين: وهو مستخلص الفلافونويد، الذي يتم الحصول عليه من أزهار العاطفة الزرقاء والعسل، كما يوجد على شكل مكملات غذائية أو شاي، وتُساهم هذه المكملات برفع مستويات هرمون التستوستيرون في الفئران، وتحسين حركة الحيوانات المنوية وتركيزها؛ إلّا إنّ الدراسات على البشر تنفي أهميتها في رفع مستوى الهرمون؛ بسبب عدم قدرة الجسم على امتصاصها بشكل جيد.
- الجنسنغ الماليزي: يُعرف أيضًا باسم تونغكات علي، وهو نبات موجود في جنوب شرق آسيا، له خصائص متعددة في علاج مرض السكري وخفض الحمى وإثارة الرغبة الجنسية، كما أن دراسة أُجريت عام 2014 على الفئران أثبتت دوره في زيادة مستوى هرمون التستوستيرون وتحسين صحة الحيوانات المنوية، كما أثبتت دراسة أُجريت عام 2013 نفس النتائج على البشر، ودورها في تحسين قوة العضلات لدى كلٍّ من الرجال والنساء، وتقليل مشاعر الغضب والارتباك والتوتر.
- السبانخ الهندية: يُستخدم مستخلص الكحول لهذه العشبة في الطب التقليدي لزيادة الخصوبة، مع عدم وجود دراسات كافية حول دورها في رفع مستوى هرمون التستوستيرون.
هل يوجد مكملات غذائية لزيادة الوزن؟
عند البحث عن مكملات غذائية لزيادة هرمون التستوستيرون أو زيادة الوزن يجب التفكير في زيادة الوزن بطريقة صحية؛ لإضفاء القوة على العضلات وتعزيز النشاط الرياضي؛ لأن زيادة الوزن يجب أن تكون على شكل عضلات وليس دهون، كما يجب مراعاة أن الرياضة تُساهم بشكل كبير في زيادة اكتساب العضلات بالتزامن ع تناول كميات كافية من البروتين؛ لذلك سنتحدث هنا عن أهم المكملات الغذائية الضرورية لزيادة الوزن، وهي:
- البروتين: أظهرت بعض الدراسات أن الأشخاص الذين يتناولون البروتينات مع ممارسة التمارين الرياضية لديهم القدرة على زيادة الكتلة العضلية، لكن هذا يعتمد على كمية البروتين المستهلك؛ لذلك يتم اللجوء إلى تناول مكملات البروتين على شكل مخفوقات البروتين أو قضبان؛ للوصول إلى حاجة الجسم، التي تقدر بـ 0.6-0.9جم/1.4-2.0كجم من وزن الجسم بحسب دراسات وأبحاث مؤكدة.
- الكرياتين: يعتبر من أهم المكملات الغذائية المستخدمة لزيادة الوزن والحصول على الطاقة بشكل سريع، بالإضافة إلى تحسين أداء التمارين بحسب مصادر موثوقة، لكن عند البدء بتناولها يجب الحصول على جرعة تُقدّر بـ 20 جرامًا، موزّعة على 4 حصص يوميًا، ثم الوصول إلى جرعة تتراوح بين 3-5 جرام يوميًا.
هل المكملات الغذائية تزيد الوزن؟
الحقيقة أن الاعتماد على بروتينات ومكملات غذائية بشكلٍ منفصلٍ لا يعتبر كافيًا بشكلٍ فعليٍّ؛ لأن الجسم بحاجة إلى تناول سعرات حرارية أكثر من احتياجاته؛ لهذا يُسوَّق عادة لبعض هذه المكملات على أنها تحتوي على كمياتٍ كبيرةٍ من السعرات، لكنها فعليًا لا تعتبر كافية دون اللجوء إلى الزيادة من مصادر أخرى؛ مثل الكربوهيدرات والعناصر الأخرى، ناهيك عن طعم بعض هذه المكملات المزعج وغير المستساغ للبعض؛ لذلك فإنه بالرغم من سهولتها؛ إلّا إنّها لا تمثل الحلّ الأمثل، بل يُفضّل تناول الأطعمة الطبيعية لزيادة الوزن، كما أن دور المكملات قد يقتصر على زيادة القدرة على أداء التمارين الشاقة التي تزيد الوزن والكتلة العضلية؛ ومنها مكملات غذائية لزيادة هرمون التستوستيرون، التي تلعب دورًا اساسيًا في زيادة الوزن عن طريق تعزيزها لبناء العضلات؛ مثل: تيريستريس، تريبولوس، والحلبة، بالإضافة إلى حمض الأسبارتيك والاشواغاندا، لكن بعض الدراسات تشير إلى عدم فعاليتها بالمطلق؛ إلّا لدى الأشخاص الذين يعانون من نقص حاد في هذا الهرمون.
هل يمكن تناول مكملات غذائية لزيادة الطول؟
الحقيقة أن استخدام مكملات غذائية لزيادة هرمون التستسترون أو المكملات الأخرى لا يُمكن أن يزيد الطول؛ إلّا في بعض الحالات النادرة عند الأطفال في مراحل النمو، أو عند كبار السن لمكافحة انكماش العظام والعضلات؛ ومن هذه الحالات وجود خلل في هرمون النمو البشري عندها يتم وصف بروتينات ومكملات غذائية تحتوي على هرمون النمو الصناعي، كما أن كبار السن يفضلون عادةُ تناول الكالسيوم أو فيتامين د على شكل مكملات؛ لتقليل خطر الإصابة بهشاشة العظم، لكن يجب تجنّب المكملات التي تحتوي وعودًا بشأن زيادة الطول؛ لأنها فعليًا غير فعّالة.
اقرأ/ي أيضًا: