تحقيق مسبار
يعتني هذا المقال ببيان فوائد رياضة التأمل الروحي، بالإضافة إلى ذكر العديد من الحقائق حول مُمارسة هذه الرّياضة بعد انتشارها على نحوٍ واسعٍ في الفترة الأخيرة، ويُشير المقال كذلك إلى أبرز تقنيّات التّأمّل الرّوحي مع ذكر بعض التّفاصيل والتّقنيّات لرياضة التّأمّل الواعي أيضًا، وذلك بالاعتماد على المصادر الموثوقة، كما يذكر المقال بعض المعلومات الموجزة حول تاريخ التّأمّل الرّوحيّ.
هل رياضة التأمل الروحي مفيدة؟
للتّأمل الروحي العديد من الفوائد الصحية والنفسية؛ حيث يمكن للأفراد التخلّص من أعراض الاكتئاب والقلق ومشكلات النوم من خلال ممارسة بعض تقنيات التأمل، وكذلك المُساعدة في تخفيف آثار مُتلازمة الأمعاء المُتهيّجة وأمراض القلب، وتُساعد مُمارسة التّأمّل في تقييم جميع الأفكار بموضوعيّة دون ترك التّفكير بالكامل؛ فإنّ القدرة على عدم التّفكير مُستحيلة ولا يُمكن الوصول إلى هذه المرحلة عن طريق التّأمّل، وهذا يعني عدم الحاجة إلى ترك التّفكير عند الرّغبة بالتّأمّل، وتتشابه هذه الرياضة مع اليوغا؛ إذ إنّ فوائد اليوغا مثبتة علميًا بحسب العديد من الدراسات والأبحاث.
كيف ظهرت تمارين التأمل الروحي؟
يعود تاريخ التأمّل الرّوحي إلى آلاف السّنين بالرّغم من انتشارها على نحوٍ واسعٍ خلال العقود الأخيرة فحسب؛ حيث ارتبط التّأمّل في البداية مع الممارسات الدّينيّة عند مُعتنقي البوذيّة والهندوسيّة، ثمّ انتشر التّأمّل في مختلف أنحاء آسيا، وبدأ بالدّخول في الأنحاء الأُخرى من العالم خلال القرن العشرين وازدادت شعبيّته بشكل كبير في ستّينيّات وسبعينيّات هذا القرن، ويرى كثيرون بأنّه لا يُمكن ممارسة التّأمّل الرّوحيّ بدون التّقاليد الدّينيّة، كما أنّ هناك كثيرًا من تمارين التّأمّل التي تدخلها الممارسات الدّينيّة أيضًا.
ما هي أبرز تمارين التأمل والاسترخاء؟
تحتوي القائمة التالية على بعضٍ من أبرز تمارين التّأمّل والاسترخاء:
- التنفّس العَميق: يُعدّ التّنفّس العَميق من أسهل تقنيّات التّأمّل، ويُمكن اللّجوء إلى هذه التّقنيّة عند الشّعور بالقلق؛ وذلك من خلال الجلوس ووضع إحدى اليدين على المعدة، ثمّ التنفّس ببطء من الأنف وتكرار الخطوات السّابقة حتّى الشّعور بالرّاحة.
- استرخاء العضلات التّدريجيّ: تمّ تطوير تقنيّة استرخاء العضلات التّدريجيّ من قبل الطّبيب الأمريكيّ إدموند جاكوبسون، ويُمكن ممارسة هذه التّقنيّة في وضعيّة الجلوس أو الاستلقاء لإرخاء مجموعة من عضلات الجسم تدريجيًّا.
- الصّورة الموجّهة: تعتمد هذه التّقنيّة على استحضار بعض المواقف أو التّجارب التي يُمكنها تهدئة العقل؛ ممّا يُساعد الأفراد على الاسترخاء، وهي من التّقنيّات الصّعبة بالنّسبة إلى الذين لا يستطيعون استحضار الصّور الذهنيّة المناسبة.
- التّأمّل اليقظ: تتمّ مُمارسة تقنيّة التّأمّل اليقظ عن طريق الجلوس على نحوٍ مريحٍ، ثمّ البدء بالتّركيز على الأنفاس التي تخرج وتدخل إلى الجسم دون الالتفات إلى المَخاوف المُتعلّقة بالماضي أو المُستقبل، وهي من التّقنيّات المُفيدة للذين يعانون من القلق.
ما هي رياضة التأمل الواعي؟
تُعدّ رياضة التّأمّل الواعي واحدة من الرّياضات التي يُمكنها المُساعدة في التخلّص من القلق والاكتئاب والقلق وارتفاع ضغط الدم، إضافة إلى التّركيز الجيّد في الوظائف والمُهمّات اليوميّة التي ينبغي على الأشخاص القيام بها أيضًا، وهي من الرّياضات المُفيدة لبقاء الفرد مُتيقّظًا بما يحدث حوله، وتُمكن مُمارسة هذه الرّياضة في أيّ مكان وخلال أيّ وقت كما هي حالة رياضة التأمل الروحي.
كيف يمكن ممارسة تمارين التأمل الواعي؟
فيما يأتي بعضًا من أبرز تمارين وتقنيّات التّأمّل الواعي:
- إنشاء روتين صباحيّ: لا بُدّ من إنشاء روتين صباحيّ يُساعد الأفراد في التخلّص من زخم الأفكار، ويُمكن أن يشتمل هذا الرّوتين على كتابة اليوميّات الصّباحيّة ذات التّأثير الإيجابيّ خلال اليوم، بالإضافة إلى القراءة والتّأمّل الموجّه.
- الحمّام الصّباحيّ: يُساعد الحمّام الصّباحيّ في تنظيف العقل من الأفكار، إلى جانب تنظيف الجسد، ويُعدّ الحمّام الصّباحيّ من تقنيّات التّأمّل الواعيّ عند التّركيز على الأنفاس والشّعور بالماء والصّابون أثناء الاستحمام بشكل جيّد.
- التّلوين: يحتاج التّلوين إلى تركيزٍ كبير؛ ليتمكّن الأشخاص من اختيار اللّون المُناسب للوحاتهم، وهو ما يساعد في التخلّص من الأفكار السّلبيّة، بالإضافة إلى التّركيز كما هي الحالة عند مُمارسة التّأمّل.
- الاستماع اليقظ: تعتمد تقنيّة الاستماع اليقظ على سماع بعض الأصوات التي يُمكنها توفير الهدوء للأشخاص؛ ومنها: الاستماع إلى الأصوات الطّبيعيّة، وذلك مع محاولة تغيير الأفكار مع التّركيز في هذه الأصوات.
- التّأمّل أثناء المشي: تُمكن مُمارسة تقنيّات التّأمّل أثناء المشي في أيّ مكان تقريبًا، وذلك من خلال المشي في خطّ مُستقيم أو في دائرة مع التّأمّل والتّفكير، ويستطيع الأفراد ممارسة هذه التّقنيّة عند المشي مع الأطفال أو أفراد العائلة أيضًا.
- القيادة اليقظة: يقوم كثير من الأشخاص بمُمارسة التّأمّل اليقظ أثناء القيادة من خلال التّركيز على وزن السّيّارة وملمس الطّريق وصوت الإطارات والشّعور بالمقعد والبيئة المُحيطة، وتساعد هذه التّقنيّة على القيادة بشكل أفضل.
- المُهمّة الواحدة: تعتمد هذه التّقنيّة على قيام الأفراد بمُهمّة واحدة فحسب مع التّركيز عند القيام بها؛ حيث يُساعد ذلك في إضافة المزيد من مستويات الإنجاز أثناء العمل.
- الأكل اليقظ: ينبغي التّركيز بأصوات المقلاة والأدوات الأُخرة أثناء تحضير الطّعام، بالإضافة إلى تركيز الشّخص مع المضغ والتهام الطّعام أيضًا عند مُمارسة تقنيّة الأكل اليقظ.
ما هي أبرز تمارين التأمل الواعي للأطفال؟
تضمّ القائمة الآتية بعضًا من أبرز تمارين التّأمّل الواعي للأطفال:
- لُعبة نبّاش القُمامة: تمّ ابتكار هذه اللّعبة ليكون الطّفل مُتيقّظًا ذهنيًّا من خلال استخدام حواسّه الخمسة؛ حيث يقوم الطّفل بمعرفة الأشياء من خلال لمسها أو تذوّقها أو شمّها أو الاستماع إليها أو البحث عنها ورؤيتها.
- تنفّس التّنين: يُمكن لتقنيّة تنفّس التّنين مُساعدة الأطفال على التنفّس ببطء مع التّركيز والتّأمّل في أنفاسهم، ويُمكن للبالغين توجيه الأطفال لأخذ نفس عميق ،ثمّ إطلاق النّار بعد ذلك كما هي حالة التّنين.
- لعبة القرد يرى والقرد يفعل: يقوم البالغ في هذه اللّعبة بقيادة الطفل، ثمّ محاولة تغيير الوزن على نحوٍ غير متوقّع مع سؤاله عن شعوره عند ذلك ليبقى مُتيّقظًا، كما يُمكن تنبيه الطفل على التّركيز بأنفاسه عند الضّحك لمزيد من التّأمّل.
- نفخ الفُقاعات: يُعدّ نفخ الفُقاعات من الألعاب والأنشطة الكلاسيكيّة التي يُمارسها الأطفال، ويطلب الأب من الطفل وضع الأفكار والمشاعر السّيّئة في الفقاعات مجازيًّا عند نفخها لذهابها؛ وذلك للمُساعدة في التخلّص من المشاعر السّيّئة.
- بطاقات الهدوء: تهدف هذه التّقنيّة إلى مُساعدة الأطفال على التّفكير بهدوء من خلال رسم الأشياء التي تُوفّر لهم الهدوء أو عن طريق تزويدهم ببعض الصّور المُنفصلة لهذه الأشياء من أجل لصقها.
ما هي فوائد تمارين التأمل الواعي؟
تساعدنا رياضة التّأمّل الواعي في الحصول على الفوائد الآتية:
- التخلّص من القلق والاكتئاب والقلق.
- زيادة مستويات الانتباه.
- تحسين القدرة على النّوم.
- التّخلّص من الإجهاد والألم وارتفاع ضغط الدّم.
هل هناك حقائق حول رياضة التأمل؟
هناك الكثير من الشّائعات حول رياضة التأمل الروحي والتّأمّل الواعي، وفيما يأتي بعضًا من أبرز الحقائق التي تهدف إلى دحض الشّائعات وزيادة وعي الأشخاص بممارسات التّأمّل:
- التّأمّل والتّأمّل اليقظ: يُساعد التّأمّل الرّوحي في تدريب عضلات العقل على بعض الأمور، في حين يهدف التّأمّل اليقظ أو التّأمّل الواعي إلى زيادة انتباه الأشخاص عند مُمارسة الأعمال المُختلفة في حياتهم اليوميّة.
- لا يقود التّأمّل إلى الشّعور بالسّلام ضرورة: يُمكن أن يُمارس البعض تمارين التّأمّل دون الشّعور بالأمان والسّلام الدّاخليّ على خلاف الفكرة التي يعتقدها البعض بضرورة الشّعور بالأمان بعد مُمارسة التّأمّل.
- تفريغ العقل من الأفكار: يعتقد بعض الأشخاص بأنّ التّأمّل اليقظ يُساعد على تفريغ العقل من الأفكار، وهي واحدة من الشّائعات؛ حيث يُساعد التّامّل المذكور في زيادة الوعي والتّركيز عند مُمارسة الأنشطة دون تفريغ العقل.
- لا يحتاج التّأمّل كثيرًا من الوقت: تُمكن مُمارسة تقنيّات التّأمّل عند الحاجة إلى ذلك خلال وقت قصير، ولا تستغرق هذه التّقنيّات أوقاتًا طويلة؛ وذلك للحصول على الفائدة المرجوّة بما في ذلك التخلّص من الاكتئاب والقلق.
- الهدف من التّامّل اليقظ: على الرّغم من اعتقاد البعض بأنّ التّامّل اليقظ يَهدف إلى اليقظة والاسترخاء؛ إلّا إنّ ذلك ليس صحيحًا؛ فإنّه يهدف إلى زيادة القدرة على إدارة الذّات بشكل أساسيّ.
- ينبغي أن لا يشغل التّأمّل عن العمل: يجب أن لا يؤدّي التّأمّل إلى تقبّل كلّ شيء في الحياة مع التّقاعس عن العمل كما هي المُعتقدات المُنتشرة عند البعض، وإنّما يجب على الأفراد مشاهدة الحياة كما هي واتّخاذ الإجراءات المُناسبة.
- يُمكن النّوم أثناء التّأمّل: يستطيع الأشخاص النّوم عند الشّعور بالنّعاس أثناء التّأمّل، وذلك بخلاف الاعتقاد الشّائع حول عدم جواز النّوم أثناء ممارسة التّأمّل؛ وذلك لأنّ التّأمّل يؤدّي إلى الاسترخاء عادة.
اقرأ/ي أيضًا:
