` `

هل تأثير الحشيش على الصحة يكون نفسيًا فقط؟

صحة
4 أكتوبر 2021
هل تأثير الحشيش على الصحة يكون نفسيًا فقط؟
إن الحشيش يؤثر على الصحة العقلية والصحة الجسدية (Getty)
صحيح

تحقيق مسبار

يهدف هذا المقال إلى بيان تأثير الحشيش على الصحة العقلية والجسدية والنفسية، بالإضافة إلى تزويد القارئ بالعديد من التفاصيل حول الآثار التي تظهر على المدى الطويل أو القصير عند مُتعاطي الحشيش أيضًا، كما يحرص المقال على ذكر العوامل التي تزيد من خطورة الإصابة بالآثار الصحية السلبية للحشيش، مع الإشارة إلى أعراض إدمان الحشيش وبعض الطرق المُتبعة لعلاج الإدمان.

هل تأثير الحشيش على الصحة يكون نفسيًا فقط؟

لا يقتصر تأثير الحشيش على الصحة النفسية للمُتعاطي أو المُدمن؛ وإنما تشمل الأعراض الجانبية السلبية والتأثيرات الخطيرة للتعاطي جميع أجزاء الجسم بلا استثناء؛ فإن الحشيش يؤثر على الصحة العقلية والصحة الجسدية، وتظهر العديد من هذه الآثار على المدى القريب؛ مثل ضعف التركيز، إضافةً إلى الأعراض طويلة المدى؛ مثل مشاكل الجهاز التنفسي.

ما هي الأمراض النفسية التي ترتبط مع تعاطي الحشيش؟

تضم القائمة الآتية بعضًا من أبرز الأمراض النفسية التي لها ارتباط وثيق بتعاطي الحشيش:

  • النوبات الذهانية: يتعرض بعض الأشخاص إلى نوبات ذُهان نتيجةً لتعاطي الحشيش، ويؤدي ذلك إلى عدم التمييز بين الحقائق والأوهام، ويُمكن أن تتسبب النوبة بجنون العَظمة أو الهلوسة أو ظهور الأفكار غير المُنتظمة.
  • الاكتئاب والقلق: يؤدي تعاطي الحشيش إلى الإصابة بالعديد من الأمراض النفسية، التي تتعلق بالقلق والاكتئاب مع الإصابة بالذعر في بعض الأحيان أيضًا؛ على الرغم من النشوة التي تنتج عن التعاطي عادةً.
  • الفُصام: تزداد خطورة الإصابة بأمراض الفصام عند الأشخاص الذين يتعاطون الحشيش مُقابل الأشخاص الآخرين، كما ينبغي على المُصابين بهذا المرض النفسي اجتناب الحشيش لضمان الحدّ من الأعراض الجانبية.

ما هي أبرز آثار الحشيش على الصحة الجسدية؟

تظهر آثار الحشيش السلبية على مُختلف أجزاء الجسم وأجهزته الحيوية، ومن هذه الآثار ما يأتي:

  • مشاكل التنفس: يتسبب دُخان الحشيش بتهيّج الرئتين؛ ممّا يؤدي إلى العديد من المشاكل التي تُصيب الجهاز التنفسي، وتتسبّب بالسعال وأمراض الرئة المُختلفة مع تكرار ظهور هذه الأمراض على نحوٍ مُستمر
  • زيادة نبضات القلب: يؤدي الحشيش إلى ارتفاع مُعدل ضربات القلب مع استمرار هذا الارتفاع حتى ثلاث ساعات تتبع انتهاء سجائر الحشيش، وهو ما يتسبّب بالنوبات القلبية أحيانًأ.
  • سرطان الرئة: يُعد تعاطي الحشيش أكثر الأسباب التي تؤدي إلى ظهور سرطان الرئة عند الإنسان، وهي من أبرز الأعراض الخطيرة التي تنتج عن هذه العشبة الضارة.
  • التأثير على الجنين: يُمكن أن يؤدي تعاطي الحشيش من قبل الحامل إلى التأثير على دماغ الجنين، كما أن تعاطي الحشيش يتسبب بزيادة بعض المواد الضارّة في حليب الأم؛ ممّا يتسبب بمشاكل الانتباه والذاكرة عن الأطفال.
  • متلازمة القيء المفرط: يؤدي تعاطي الحشيش إلى الإصابة بمتلازمة التقيء المُفرط على المدى البعيد، وينتج عن هذه المُتلازمة التعرض إلى نوبات مُنتظمة من القيء الشديد والغثيان والجفاف.
  • تقليل كثافة العظام: أظهرت إحدى الدراسات العلاقة الطردية بين تعاطي الحشيش وانخفاض كثافة العظام عند الإنسان، ويؤدي ذلك إلى العديد من الأمراض الأُخرى على المدى البعيد؛ مثل هشاشة العظام.
  • انخفاض المناعة: يؤثر الحشيش على جهاز المناعة بشكل كبير كما أظهرت الدراسات، وهو ما يؤدي إلى إصابة المُتعاطي بالعديد من الأمراض المُعدية دون القدرة على مُقاومتها بالشكل المُناسب.

كيف يؤثر الحشيش على الصحة العقلية للإنسان؟

ترتبط كثير من الآثار العقلية السلبية بتعاطي الحشيش، ومنها ما يأتي:

  • انخفاض التركيز: بالرغم من الشعور الأكبر بالحواس عند تعاطي الحشيش؛ مثل زيادة الشعور بالأصوات والألوان، إلّا إنّ التعاطي يؤدي إلى انخفاض التركيز وصعوبة استذكار الأشياء عند الحاجة إلى التذكر.
  • انخفاض المهارات الحركية: يقوم الحشيش بتثبيت الكثير من المهارات الحركية للإنسان، وهو ما يجعل من القيادة شديدة الخطورة، وينبغي اجتناب جميع أنواع الحشيش عند الرغبة بالقيادة؛ للمُحافظة على درجات الأمان المرتفعة.
  • زيادة وقت ردة الفعل: يستطيع الإنسان الطبيعي التفكير في الموقف الطارئ واتخاذ ردة الفعل المُناسبة في وقتٍ قصيرٍ جدًا؛ إلّا إنّ مُتعاطي الحشيش يستغرق وقتًا طويلًا للقيام بردة الفعل المُناسبة؛ ممّا يُعرضه إلى كثيرٍ من الأخطار في حياته.
  • اختلال التوازن: يؤثر الحشيش على بعض الأجزاء من المُخيخ والعُقد القاعدية؛ ممّا يؤدي إلى اختلال توازن الجسم، بالإضافة إلى الشعور بعدم التناسق والاختلال في الحركة.

هل يوجد تأثير فوري للحشيش على الصحة؟

يؤدي تعاطي الحشيش إلى العديد من الأعراض الفورية أو الأعراض قريبة المدى، ومن هذه الأعراض ما يأتي:

  1. ارتفاع ضغط الدم.
  2. التعرّض إلى جنون العظمة أو القلق والذعر.
  3. الشعور بالجوع والحاجة إلى الأكل.
  4. ظهور الضعف في الاستجابة وردة الفعل.
  5. ضعف التركيز وانخفاض القدرة على التذكر.
  6. انخفاض كفاءة مُعالجة المعلومات في الدماغ.
  7. الشعور بتباطؤ الوقت بعد التعاطي.
  8. تفاقم الأعراض الجانبية عند المُصابين بالمشاكل العقلية.
  9. الثرثرة والضحك مع الشعور بالسعادة والاسترخاء.
  10. ظهور تغيّرات في المشاعر والمزاج والأفكار.

كيف يؤثر الحشيش على الصحة على المدى البعيد؟

فيما يأتي بعضًا من التأثيرات طويلة المدى لتعاطي الحشيش:

  • الإدمان: يُصبح مُتعاطي الحشيش مُدمنًا بعد فترة من الزمن ويصعب عليه التخلص من التعاطي، كما يؤدي ذلك إلى الصعوبة في السيطرة على الرغبة بالتعاطي أيضًا.
  • إعاقات التفكير: يتسبب تعاطي الحشيش بإعاقات دائمة طفيفة على التفكير بعد فترة طويلة، وتشمل هذه الإعاقات القدرة على التفكير أو التذكر، ولم يتوصل المُختصون إلى علاج لهذه الإعاقات حتى الآن.
  • الإصابة بالسرطان: يتسبب الحشيش بالعديد من أنواع السرطان على المدى البعيد؛ ومنها: سرطان الرئة، وسرطان الفم، بالإضافة إلى سرطان الحلق.
  • تفاقم الأمراض الجسدية والنفسية: يؤدي الحشيش إلى تفاقم الأمراض الجسدية والنفسية التي يُعاني منها المُتعاطي، ومن ذلك تفاقم أعراض الفصام أو تفاقم أعراض مشاكل الجهاز التنفسي كما سبق.

ما هي أعراض إدمان الحشيش على الجسم؟

توجد بعض العلامات والسلوكيات التي تُشير إلى إدمان الجسم على تعاطي، وفيما يأتي قائمة بأبرز هذه العلامات:

  • شدة الرغبة: يجد المُدمن رغبة شديدة لا يُمكنه مُقاومتها تجاه تعاطي الحشيش، وتؤدي هذه الرغبة إلى التخلي عن كثير من الالتزامات الضرورية في سبيل البحث عن الحشيش وتعاطيه.
  • عدم الاهتمام بالأنشطة الأُخرى: يفقد مُدمنوا الحشيش رغبتهم في القيام بأية أنشطة سوى التعاطي، ويقوم المُدمن بالانسحاب من جميع الأنشطة الأُخرى أحيانًا لإعطاء الأولية إلى الحشيش.
  • الأعراض الانسحابية: تُشير الأعراض الانسحابية عند الرغبة بالتوقف عن تعاطي الحشيش إلى الإدمان، ويُمكن أن تظهر هذه الأعراض على شكل تهيّج أو صعوبة في النوم أو أرق أو قلّة في الشهية.
  • زيادة التعاطي مع الوقت: لا يستطيع الإنسان تحقيق التأثيرات ذاتها باستخدام جُرعة لها كميات مُماثلة مع مرور الوقت؛ وإنّما تنبغي زيادة الجُرعة للمُحافظة على الشعور المطلوب، وهذا يعني أن زيادة التعاطي مع الوقت علامة على الإدمان.
  • عدم الالتفات إلى الآثار السلبية: يُعد تجاهل الآثار السلبية للحشيش مع إدراك هذه الآثار وعواقبها الخطيرة على الصحة والعلاقات الاجتماعية واحدًا من أبرز العلامات التي تدل على إدمان الحشيش.

هل يمكن علاج إدمان الحشيش؟

ينبغي على مُتعاطي الحشيش مُراجعة المراكز المُتخصصة؛ للمُساعدة في التخلي عن الإدمان واستعادة الحياة الطبيعية مع علاج الآثار السلبية التي نتجت عن التعاطي خلال السنوات السابقة، ومن العلاجات المُتبعة لإدمان الحشيش ما يأتي:

  • العلاج السلوكي المعرفي: يعتمد العلاج السلوكي المعرفي على تغيير السلوكيات التي يتبعها المُدمن؛ حتى يستطيع السيطرة على الشعور بالرغبة في تعاطي الحشيش، إلى جانب علاج العديد من المشاكل النفسية التي أصابتهم بسبب التعاطي.
  • إدارة الطوارئ: تهدف تقنية إدارة الطوارئ إلى التخلص من الإدمان عن طريق توفير العديد من المُحفزات والمكافآت الملموسة عند تحقيق الغايات المُختلفة، أو سحب المُكافآت عند التخلّف عن الغايات المُستهدفة في رحلة التعافي من الإدمان.
  • العلاج التحفيزي المعزز: في العلاج التحفيزي المعزز يقوم الطبيب بحشد جميع الموارد الداخلية في نفس المُدمن وتوجيهها بالشكل الذي يُساعد في العلاج من خلال تحفيز الدوافع الداخلية عند المريض.

ما هي العوامل التي تزيد من خطورة آثار الحشيش؟

تؤدي العوامل الآتية إلى زيادة خطورة الإصابة بالأعراض الخطيرة لتعاطي المُخدرات:

  • التاريخ المرضي: تزداد فرصة ظهور تأثير الحشيش على الصحة عندما يكون للمُتعاطي تاريخ مع بعض الأمراض العقلية كالذهان أو الفصام، وكذلك إذا كان لدى أحد أفراد العائلة تاريخ مع هذه الأمراض أيضًا.
  • التعاطي المُـكرر: يؤدي التعاطي المُنتظم المُتكرر للحشيش إلى الإصابة بالعديد من الأمراض والمشاكلة الصحية أو الأعراض الجانبية الخطيرة غالبًا.
  • نوع الحشيش المُستخدم: تحتوي بعض أنواع الحشيش على نسبة أكبر من رباعي الهيدروكانابينول؛ ممّا يجعل خطورتها أكبر من الأنواع الأُخرى، كما أن هذه الأنواع تزيد من خطورة الآثار الصحية بشكل أكبر أيضًا.
  • العُمر عند بداية التعاطي: غالبًا ما تزداد فرصة الإصابة بالآثار الخطيرة للحشيش إذا بدأ الإنسان التعاطي في سن المراهقة مُقارنةّ بالأشخاص الذين يبدأ التعاطي عندهم في المراحل العمرية التالية.

 

اقرأ/ي أيضًا:

هل الحشيش يُذهب العقل؟

هل تأثير الفياجارا على الجسم خطير؟

هل يمكن علاج إدمان الإباحية؟

مصادر مسبار

شارك هذا التحقيق على