هل حاسبة أيام التبويض بعد الدورة دقيقة؟

يكثُر الحديث عن حاسبة أيام التبويض بعد الدورة وعن طرق استخدامها لزيادة أو تقليل فرص الحمل أحيانًا، أو للتنبؤ في جنس المولود أحيانًا أُخرى، لكن ما هي حاسبات التبويض وكيف يُمكن استخدامها، ومدى دقتها بشكل علمي، وكيف يُمكن الاستفادة منها، كل هذه الأسئلة سنجيب عنها في مقالنا هذا وفق دراسات وأبحاث علمية مؤكّدة.

ما هي حاسبة أيام التبويض بعد الدورة؟

حاسبة أيام التبويض أو كما يُطلق عليها أحيانًا حاسبة الإباضة عبارة عن أدوات ومخططات تُساعد في تحديد موعد الإباضة؛ إذ تعتمد بشكل أساسي على الطول الطبيعي للدورة الشهرية، وتُستخدم عادةً لتحديد أيام الخصوبة وزيادة فرص الحمل أو تجنّبها في حال الرغبة في منع الحمل وتأخيره، لكن الحقيقة أن هذه الأدوات بشكل عام تُساعد في اقتراح أو توقّع وقت التبويض، لكنها لا تُعتبر دقيقة بالكامل؛ حيث يُمكن اعتماد الاختبارات الأُخرى لتحديد موعد الإباضة بشكل دقيق، رغم ذلك فالعديد من النساء تستخدم هذه الحاسبات لَتحديد أيام الخصوبة.

طريقة عمل حاسبة أيام التبويض بعد الدورة

يُمكن استخدام الحاسبات المتنوعة، التي تكون على شكل رسم بياني أو تقويم، لكنها في جميع الأحوال تعتمد على نفس المعلومات وعلى مواعيد الدورات السابقة والفرق فقط في التسميات، ومن المعلومات المهمة لهذه الحاسبات: تحديد اليوم الأول للدورة الشهرية، وهو اليوم الأول للحيض، وتستمر حتى اليوم الأول من الحيض التالي، ويبلغ طولها عادةً لدى معظم النساء 28 يومًا، لكن بعضهن يحصلن على دورات أقصر بطول يصل إلى 21 يوم فقط، فيما تزداد دورة الأخريات طولًا وتصل إلى 35 يوم، لهذا يختلف يوم التبويض من امرأة لأُخرى بحسب طول دورتها، لكن في العادة يتم الحديث عن المتوسط؛ لذلك يقع يوم التبويض بين اليوم الـ 10-15، وفي معظم النساء يكون في اليوم 14، وهذا يعتمد على طول الدورة الشهرية بشكل عام وانتظامها، ويتم تقسيم الدورة الشهرية لثلاث فترات تقريبًا؛ وهي:

• أيام العقم الأولى: وتبدأ من اليوم الأول للدورة وهو يوم الحيض وتستمر لغاية اليوم 14، فيما قد تستمر لليوم العاشر عند بعض النساء.
• أيام الخصوبة: أو يوم التبويض وتقع بين اليوم 11-21 من الدورة، لكنها غالبًا تكون في اليوم 14، وتستمر لمدة تتراوح بين 12-24 ساعة فقط.
• أيام العقم الثانية: تبدأ بعد يوم التبويض مباشرةً وتنتهي ببدء الدورة الجديدة.

استخدام حاسبة التبويض بعد الدورة لمنع الحمل

العديد من النساء تعتمد على الحاسبات لِتحديد أيام الخصوبة وتجنّب ممارسة الجنس خلالها، والاكتفاء بممارسته في أيام العقم، وقد تنجح هذه الطرق بنسبة كبيرة، لكن احتمال الخطأ كبير؛ إذ قد يختلف طول أيام الخصوبة من شهر لآخر؛ لذلك في حال الرغبة الأكيدة بمنع الحمل يجب الاعتماد على وسائل أكثر موثوقية؛ منها مثل حبوب منع الحمل، أو اللولب وغيرها من الوسائل.

هل يمكن دائمًا الاعتماد على حاسبة أيام التبويض بعد الدورة؟

الحقيقة لا؛ لأن هذه الحاسبات تعتمد على المتوسط؛ إذ يختلف طول الدورة الشهرية من إمرأة لأُخرى، وتختلف كذلك أيام التبويض لنفس المرأة من دورة لأُخرى؛ لذلك فإن كل المواعيد في هذه الحاسبات عبارة عن توقعات وتكهنات فقط، كما أنها لا تنجح مُطلقًا عند النساء ذوات الدورة غير المنتظمة، وتكون أكثر تعقيدًا عند النساء اللواتي تزيد دورتهن عن 35 يوم أو تقل عن 21 يوم، لكن نجاحها يكمُن في توقعها لعدة أيام متوقعة للخصوبة قد تصل إلى 10 أيام يُمكن من خلالها زيادة فرص الحمل، ويمكن معرفة أيام التبويض بشكل أكثر دقة عن طريق:

• استخدام اختبار درجة الحرارة: إذ تزداد درجة حرارة الجسم بمتوسط 0.5-1 درجة مئوية خلال فترة التبويض.
• تتبع الإفرازات المهبلية: تتبع التغيرات في الإفرازات المهبلية إذ تزداد بشكل كبير خلال أيام التبويض.
• استخدام تطبيقات الخصوبة: وهي عبارة عن تطبيقات للهواتف الذكية يتم من خلالها حساب أيام التبويض بدقة، بالاعتماد على الأيام والتواريخ والسماح بتسجيل الملاحظات وعلامات الإباضة الأُخرى؛ من حيث درجة الحرارة وشكل الإفرازات؛ لذلك تُعتبر أدق بشكل كبير من الحاسبات اليدوية.

حاسبات التبويض وأدوية الخصوبة

ممّا لا شك أن أدوية الخصوبة تُؤثر كثيرًا على حاسبات التبويض وتجعلها أقل موثوقية؛ لأن هذه الأدوية تُؤثر بشكل كبير على طول الدورة الشهرية ومدتها وعلاماتها المتنوعة؛ بسبب تأثيرها العام على الهرمونات، وتعود لشكلها الطبيعي بعد التوقّف عن تناولها.

كيف تستخدم حاسبة التبويض للحمل بولد؟

بعض النساء تعتمد على حاسبة أيام التبويض لتحديد جنس المولود، وهذه الطريقة تسمى شيتلس نسبةً إلى الطبيب Landrum Shettles مبتكرها، الذي اقترح إمكانية تحديد جنس المولود بالاعتماد على خصائص الكروموسومات التي تحملها، وهي إما X أو Y، وتعتمد على تخصيص أيام للحمل بولد وأيام الحمل بفتاة، وقد اقترحت أيضًا استخدام طرق جنسية معينة مع إمكانية الاعتماد على درجة الحموضة في سوائل الجسم؛ لتحديد جنس المولود أيضًا، لكن هذه الطريقة بشكل عام لا يُمكن اعتمادها بشكل موثوق بالرغم من نشر الدكتور شيتلس لتقارير تفيد أن مرضاه حققوا معدلات نجاح بنسبة 80٪ عند استخدام منهجيته، لكنه أيضًا صرّح بأنه لا يُمكن اعتمادها بالمُطلق، ويُمكن استخدام هذه المنهجية بالشكل التالي:

• الحمل بولد: الحيوانات المنوية التي تحمل الكروموسوم Y هي المسؤولة عن إنجاب الذكور، وتتميز بسرعتها الأكبر وقصر عمرها؛ لذلك يُنصح بممارسة الجنس قبل موعد الإباضة بوقت قليل؛ لتخصيب البويضات بشكل أسرع، وهذا أيضًا بسبب قلوية المهبل قبل الإباضة مباشرة، الذي يعتبر وسطًا مناسبًا للحيوانات Y.
• الحمل بفتاة: الحيوانات المنوية X هي المسؤولة عن ولادة البنات، وتتميز ببطء حركتها وعمرها الأطول، كما أنها تُفضّل العيش في الوسط الحمضي؛ لذلك يُمكن ممارسة الجنس قبل الإباضة بوقت أطول؛ مثلًا عند ممارسة الجنس قبل الإباضة بيومين؛ فإن احتمال ولادة فتاة هو الأكبر؛ لأنها تعيش لفترة أطول من كروموسوم Y.

كيف يمكن استخدام حاسبة التبويض بعد الإجهاض؟

تختلف عملية الإجهاض وما يليها من إمرأة لأُخرى؛ إذ تبدأ الدورة الشهرية عند معظم النساء بعد مدة تراوح بين 4-6 أسابيع، لكنها قد تستغرق مدةً تصل إلى عدّة أشهر لتعود الإباضة لشكلها الطبيعي، ويبدأ حساب الدورة بعد الإجهاض من اليوم الأول للنزيف، الذي قد يستمر لمدة أسبوع تقريبًا، عندها يتم الإعتماد على حاسبة أيام التبويض بعد الدورة؛ إذ تشير مصادر موثوقة أن الإباضة تحدث بعد أسبوعين من الإجهاض في حال حدوثه خلال الأسابيع الثلاثة عشر الأولى من الحمل، لكن في حال استمر الحمل لفترة طويلة فقد تحتاج الدورة الشهرية لفترة أطول لتعود لطبيعتها المعتادة، كما أن انتظام الدورة قبل الحمل أو عدمه يُؤثر على انتظامها بعد الإجهاض؛ لذلك فإنه من الأفضل إجراء الاختبارات ومتابعة علامات التبويض بعد الإجهاض؛ لتحديد الوقت المناسب للحمل بشكل أفضل من استخدام حاسبة التبويض.

هل يمكن استخدام حاسبة التبويض للحمل بتوأم؟

تبحث بعض النساء عن علاقة تربط بين أيام التبويض والحمل بتوأم، والحقيقة أنهُ لا يوجد أي ارتباط يُذكر بين وقت الحمل والتوائم، بل أن هذه الظاهرة تحدُث بسبب مجموعة من العوامل الوراثية والسلوكية التي قد تُساعد في إنجاب التوائم؛ ومنها تعزيز الخصوبة؛ لذلك بالمجمل يُمكن القول أن استخدام حاسبة التبويض للحمل بتوأم أمر غير مؤكد، ولا يُوجد عليه أي دليل علمي، بل يُمكن زيادة الفرصة عن طريق تناول أطعمة معينة أو اللجوء إلى بعض الإجراءات الطبية، ومن أهم عوامل وأسباب إنجاب التوائم ما يلي:

• التلقيح الصناعي: المقصود به إجراء الإخصاب في المختبر باستخدام تقنيات معينة، وفي هذه الحالة تكون فرص الحمل بتوأم أكبر، خصوصًا عند إعطاء المرأة أدوية الخصوبة لتعزيز فرصهن في الحمل، كما هو الحال في أطفال الأنابيب؛ إذ يتم تخصيب مجموعةً من البويضات بالحيوانات المنوية داخل المعمل، والانتظار لحين تكوين الجنين عندها يتم زرع الأجنّة في الرحم، وعادةً ما يتم زرع أكثر من جنين حتى ينجح أحدها على الأقل، وهذا بشكل عام يزيد من احتمالية الحمل بتوأم.
• تناول بعض المكملات الغذائية: بعض المكملات الغذائية تُؤثر على الخصوبة وقد ترفع نسبة إنجاب التوائم.
• أدوية الخصوبة: تعمل بعض أدوية الخصوبة على زيادة عدد البويضات التي تُنتجها المبايض؛ لذلك تزداد فرص الحمل بالتوائم إذا تمّ تلقيح أكثر من بويضة في الوقت ذاته.
• العوامل الوراثية: قد يكون إنجاب التوائم قضية تعتمد على العوامل الوراثية خصوصًا عند النساء؛ إذ ترثُ بعض النساء الجين المسؤول عن إطلاق أكثر من بويضة في الوقت الواحد.

اقرأ/ي أيضًا:

هل يوجد دلالة على جفاف المهبل بعد التبويض مباشرة؟

هل يوجد أضرار لحبوب تنزيل الدورة الشهرية؟

آلة حاسبة الحمل.. هل هي دقيقة؟

هل الجدول الصيني مضمون؟