تحقيق مسبار
يكثُر الحديث عن فوائد الشاي الأخضر للرجيم؛ بسبب مكوناته الغنية، واحتوائه على مجموعة من مضادات الأكسدة التي كانت سببًا لاستخدامه بكثرة في الطب الصيني؛ لعلاج العديد من الحالات المرضية؛ مثل: الصداع والتئام الجروح وغيرها من المشاكل، لكن هل فعلا الشاي الأخضر يُعزز خسارة الوزن، وكيف يتم استخدامه؟... هذا ما سنتحدث عنه بالتفصيل في هذا المقال وفقًا لأبحاث علمية ودراسات مؤكّدة.
ما هي فوائد الشاي الأخضر للرجيم؟
يُساعد الشاي الأخضر بالفعل في تخفيف الوزن، بسبب مكوناته التي تزيد التمثيل الغذائي في الجسم، التي تعني زيادة كفاءة العمليات الحيوية التي تحوّل الطعام إلى طاقة؛ ومنها: الكافيين والكاتشين، وهي ضمن مجموعة الفلافونويدات التي تزيد من كمية الطاقة التي يستهلكها الجسم بحسب مصادر موثوقة، إضافةً إلى أنه يُساعد على تكسير الدهون الزائدة في الجسم، كما أن مكملات الشاي الأخضر تُساعد بشكل ضئيل على تخفيض الوزن بفضل احتوائها على مادة الكاتيكين أو الكافيين، وقد أجريت دراسات مُفصّلة على تأثير الشاي الأخضر على إنقاص الوزن لدى أشخاص يُعانون من السّمنة؛ فكانت النتائج إيجابية؛ بالرغم من وجود نتائج مغايرة؛ لذلك خلّص الباحثون إلى أن النتائج قد تكون ضئيلة وليست ذات أهمية كبيرة، وقد يكون السبب استخدام جرعات معززة من الكاتشين والكافيين خلال الأبحاث، التي لا يُمكن الحصول عليها من خلال كوب نموذجي من الشاي الأخضر. لذلك يُمكن القول أن استخدام الشاي الأخضر لإنقاص الوزن لا يعطي نتائج إيجابية مثل الطرق الأخرى المتمثلة في ممارسة الرياضة، وتناول نظام غذائي صحي يحتوي على كميات كبيرة من الخضار، لكن استخدامه بالتزامن معها قد يعطي نتائجًا أفضل.
سبب استخدام الشاي الأخضر للتنحيف
تتعدد فوائد الشاي الأخضر للرجيم بسبب مجموعة المواد الموجودة فيه، التي تعزّز إنقاص الوزن بشكل كبير، ومن أهم هذه الأسباب:
- زيادة حرق الدهون: يحتوي الشاي الأخضر على كميات كبيرة من الكافيين تُعزز حرق الدهون وتمنع تراكمها، كما أنه يُساعد على زيادة النشاط البدني والقدرة على أداء التمارين الرياضية، كما أن مضادات الأكسدة الموجودة فيه بكثرة تُعزز حرق الدهون، إلى جانب تعزيز التمثيل الغذائي، وهذان عاملان أساسيان لنقصان الوزن.
- انخفاض السعرات الحرارية: يُعتبر الشاي الأخضر منخفض السعرات الحرارية؛ بالتالي يُمكنه زيادة الشعور بالشبع دون التأثير على كمية السعرات المتناولة.
- رفع معدل الأيض: يُعزز الشاي الأخضر من أكسدة الدهون ويرفع الأيض، كما أنه يقلّل التوتر الذي يُؤثر سلبًا على زيادة الوزن؛ بسبب إفراز الكورتيزون، ويُحسّن عمل الأنسولين، وهذه العوامل مجتمعة تُساعد في إنقاص الوزن.
كيف يُستهلك الشاي الأخضر لإنقاص الوزن؟
للاستفادة من فوائد الشاي الأخضر للرجيم يُمكن شرب كوبين أو 3 أكواب يوميًا، لكن هذه الكمية قد تختلف باختلاف كمية الكافيين المستهلكة ومقدار التمثيل الغذائي لدى الشخص، كما يجب الحذر من زيادة كمية الكافيين لدى الأشخاص المعرضين للإصابة بأمراض القلب أو ارتفاع ضغط الدم، لكن فيما يخص الفوائد الأخرى فلا يوجد كميات قياسية أو جرعات ملائمة يُمكن الاعتماد عليها، وهذا ينطبق على استخدام الأعشاب بشكل عام؛ لأن الموضوع عبارة عن تجارب شخصية ومجموعة من الدراسات التي تحاول إثبات بعض الإدعاءات أو نفيها؛ إذ تشير بعض الدراسات أن الكمية المثالية هي كوب واحد على الأكثر يوميًا، فيما تُشير دراسات أخرى أن الكمية القياسية والأفضل هي 5 أكواب على الأقل، فيما تحدد دراسات أخرى الكمية وفقًا للغاية أو المرض الذي يتم تناول الشاي الأخضر لأجله، ويتم تحديد هذه الكميات بالشكل التالي:
- الوقاية من سرطان الفم: تحدد بعض الدراسات المؤكدة أن الكمية المُوصى بها هي 3-4 أكواب يوميًا.
- الوقاية من سرطان البروستاتا: بعض الدراسات تؤكد أن الكمية المطلوبة هي 5 أكواب يوميًا على أقل تقدير.
- الوقاية من سرطان المعدة: أثبتت دراسة أجريت على بعض النساء أن الكمية المفضلة، التي تُقلل من خطر الإصابة بسرطان المعدة، هي 5 أكواب يوميًا على الأقل.
- الوقاية من سرطان الثدي: أيضًا بالنسبة للوقاية من سرطان الثدي؛ فإن الكمية المُوصى بها هي تناول 2-3 كوب من الشاي الأخضر يوميًا بحسب دراسات ومصادر موثوقة.
- الوقاية من سرطان البنكرياس: بعض الدراسات المؤكدة وجدت أن الكمية المرتبطة بانخفاض الإصابة بسرطان البنكرياس هي 5 أكواب يومييًا على الأقل.
- الوقاية من داء السكري: تُشير الدراسات أن تناول 6 أكواب يوميًا على الأقلتُقلّل من خطر الإصابة بمرض السكري بحسب مصادر موثوقة.
- أمراض القلب: فيما يخص أمراض القلب والأوعية الدموية فإنّ الكميات المُوصى بها تتراوح بين 1-3 أكواب يوميًا.
فوائد الشاي الأخضر بشكل عام
لا تقتصر فوائد الشاي الأخضر للرجيم فقط، بل تتعداها لمجموعة كبيرة من الفوائد؛ بسبب احتوائه على مجموعة من المركبات الضرورية للجسم؛ مثل: مجموعة من فيتامينات ب، وحمض الفوليك، والمغنيسيوم، ومركبات الفلافونويد ومجموعة أخرى من مضادات الأكسدة؛ لذلك فأنه يقدم للجسم مجموعة من الفوائد تتمثل في:
- تقليل الكوليسترول في الجسم؛ بالرغم من قلّة الدراسات المؤيدة.
- تحسين عمل القلب.
- تقليل مخاطر الإصابة بمرض الزهايمر.
- تخفيض السكر في الدم، خصوصًا عند مرضى السكري من النوع 2، وتقليل مقاومة الأنسولين؛ إذ تشير دراسات مؤكدة إلى انخفاض نسبة السكر في الدم لدى العديد من الأشخاص الذين يتناولون الشاي الأخضر بانتظام.
- تخفيض نسبة الإصابة بأمراض السرطان بالرغم من قلة الأدلة على هذه الفائدة.
- تقليل رائحة الفم الكريهة؛ بسبب بعض مضادات الأكسدة الموجودة فيه التي تُعزز صحة الفم؛ مثل مادة الكاتيكين، التي تُثبط نمو البكتيريا؛ ومنها البكتيريا العقدية الطافرة، التي تُسبب تسوس الأسنان وتكوّن طبقة البلاك عليها؛ إذ تشير الدراسات أن استخدام هذه المادة في المختبر يقتل أنواع متعددة من البكتيريا الفموية، لكن الحقيقة أن الدراسات على البشر لا تعتبر كافية، لكن بشكل عام يُمكن القول أن شرب الشاي الأخضر قد يُقلل رائحة الفم الكريهة، وهذا قد يكون دليل على قتل البكتيريا في الفم.
ما هي فوائد الشاي الأخضر بالليمون؟
يُعتبر مشروب الشاي الأخضر الممزوج بالليمون من أهم المشروبات المهدئة التي يُمكن تناولها خلال اليوم؛ بسبب الخصائص المضاعفة والمعززة، بفضل دمج خصائص الشاي الأخضر مع خصائص الليمون، والنكهة الفريدة للمشروب الذي تجعلُّه مستساغًا بشكل أكبر، وتتلخص فوائد هذا المشروب بما يلي:
- الحماية من الالتهابات وتلف الخلايا في الجسم: بفضل العديد من مضادات الأكسدة؛ إذ يحتوي الشاي الأخضر على مجموعة من مضادات الأكسدة؛ مثل: إيبيغالوكاتشين جالاتي، وحمض الكلوروجينيك والكيرسيتين والثيوجالين، كما أن الليمون يُعتبر مصدرًا مهمًا لمجموعة من مضادات الأكسدة؛ مثل: حمض الأسكوربيك والنارينجين والهسبريدين، بالإضافة إلى حمض الفيروليك، وممّا لا شك فيه أن مضادات الأكسدة مجتمعةً تُساهم في تعزيز صحة القلب والأوعية الدموية، والحماية من الأمراض المزمنة مثل السرطان والسمنة والسكري.
- المساعدة في إنقاص الوزن: ذكرنا مُسبقًا أن الشاي الأخضر يُعزز فقدان الوزن إذا ما استُخدم مع التمارين الرياضية والأنظمة الصحية المتنوعة، لكن إضافته مع الليمون تُساعد بشكل أكبر في تعزيز فقدان الوزن؛ بسبب زيادة حرق الدهون، وخصوصًا الدهون العنيدة في منطقة البطن وهذا بفضل العديد من المركبات الموجودة في هذا المشروب مثل فلافونويد الحمضيات و بوليفينول الليمون التي تُساعد في منع تراكم الدهون.
- الوقاية من مرض السكر: قد يكون سبب ارتباط الشاي الأخضر والليمون بإنقاص الوزن مرتبط أساسًا بتخفيض نسبة الأنسولين في الجسم؛ وبالتالي تقليل تراكم الدهون المرتبط بمقاومة الأنسولين، كما أن هذا المشروب يُساعد في السيطرة على أعراض ارتفاع السكر من النوع الثاني، كما أنه يُعزّز قدرة الجسم على استخدام الأنسولين؛ بسبب تقليل نسبة الالتهاب في الجسم.
- تعزيز صحة القلب: مشروب الشاي الأخضر والليمون مرتبطان بصحة القلب والشرايين؛ بسبب تثبيط الالتهاب وتعزيز صحة الأوعية الدموية وزيادة مستوى الكولسترول الصحي في الجسم، كما أنه يُساعد في تخفيض مستوى ضغط الدم بحسب دراسات موثوقة.
- تعزيز صحة الدماغ: قد يُساهم الشاي الأخضر والليمون في تحسين صحة الدماغ؛ بالرغم من قلة الدراسات على البشر؛ إلّا إنّ بعضها تؤكّد علاقة الشاي الأخضر بشكل خاص بتقليل مخاطر الضعف الإدراكي والخرف، كما أنه قد يُعزز امتصاص بعض البروتينات المهمة للحماية من مرض الزهايمر، فيما وجدت دراسات أجريت على الحيوانات أن بعض المركبات الموجودة في الليمون والحمضيات بشكل عام تُقلّل الالتهاب، وتُعزز وظائف الدماغ المختلفة، وتُقلل من خطر الإصابة بمرض الزهايمر.
ما هي أضرار الشاي الأخضر؟
بالرغم من فوائد الشاي الأخضر للرجيم وللجسم بشكل عام من ناحية الوقاية من الأمراض وغيرها من الفوائد؛ إلّا إنّ استهلاكه قد يُسبب بعض المخاطر البسيطة لبعض الأشخاص؛ ومنها:
- بعض المخاطر النفسية: قد يُسبب تناول الشاي الأخضر ببعض حالات القلق والتوتر واضطرابات المعدة؛ بسبب احتوائه على كميات عالية من الكافيين.
- بعض التأثيرات على الكبد: في بعض الحالات النادرة فإن تناول الشاي الأخضر قد يضر بالكبد وُيساهم في تلفه.
- زيادة ضغط الدم: في بعض الحالات قد يُسبب تناول الشاي الأخضر مع بعض الأدوية المنبهة في زيادة ضغط الدم ومعدل ضربات القلب؛ بسبب احتوائه على مواد منبهة.
- زيادة حموضة المعدة: قد يُسبب تناول الشاي الأخضر على معدة فارغة في تهيج المعدة وزيادة اضطراباتها وحموضتها؛ بسبب مادة البوليفينول، التي ترفع حمض المعدة، وتُسبب بعض الأعراض؛ مثل الإمساك والغثيان وغيرها من الأعراض المزعجة؛ لذلك يُفضل عادةً تناوله بعد الوجبات.
- تقليل مستوى الحديد في الجسم: استهلاك الشاي الأخضر المفرط قد يُسبب انخفاض امتصاص الحديد في الجسم، خصوصًا عند الأشخاص المصابين أصلًا بنقص الحديد، وهذا بسبب مادة الكاتيكين، التي تُعزز التمثيل الغذائي في الجسم، لكن بعض الأشخاص يقلّلون من ضرر الشاي عن طريق شربه مع الليمون.
- جفاف الجسم: يُعتبر الشاي الأخضر من مدرات البول الطبيعية القوية؛ لذلك يُعتبر تخفيض ضغط الدم من أهم فوائده؛ إلّا إنّ استخدامه المُفرط قد يُسبب جفاف الجسم واختلال توازن الكهارل مسببًا أعراضًا أخرى؛ مثل التعب والصداع والخمول.
- التداخل مع بعض الأدوية: لا شك أن تناول الشاي الأخضر مفيد للأشخاص الأصحاء، لكن في حال تناول علاجات وأدوية معينة فيجب الحذر من تداخله مع مكوناتها، خصوصًا عند تناول كميات كبيرة تزيد عن كوبين أو ثلاثة يوميًا؛ إذ قد يتداخل الشاي الأخضر مع المضادات الحيوية وأدوية الربو والمنشطات، كما أن هذا التفاعل قد يُسبب تلفًا في الكبد.
أضرار استخدام مكملات الشاي الأخضر
بالنسبة لبعض المكملات الغذائية التي تحتوي على الشاي الأخضر فلا يُوجد أدلة كافية على أمانها وطرق استخدامها؛ لأن المكملات الغذائية بشكل عام لا تخضع لقوانين الـ FDA أو منظمة الغذاء والدواء؛ لذلك لا يُمكن التأكّد من جودتها، كما أنها قد تحتوي على مواد أخرى غير آمنة أو تُسبب أضرارًا صحية؛ لذلك يجب التأكّد من جميع المكونات واستشارة الطبيب حول هذه المكملات.
اقرأ/ي أيضًا:
هل شرب الشاي الاخضر بعد الأكل مفيد حقا؟ً
هل يمكن معرفة السعرات الحرارية في الشاي؟