تحقيق مسبار
يهدف هذا المقال إلى بيان مدى قدرة الأطباء أو المرضى على تحديد الفترة الزمنية بين نوبات الصرع، التي تؤدي إلى ظهور الكثير من الأعراض الجانبية؛ مثل: زيادة نبضات القلب، أو اختلاف الوظائف الحيوية وسماع أصوات، أو رؤية أشياء غريبة، ويتطرق المقال كذلك إلى بيان العوامل التي تتسبب بنوبات الصرع، مع ذكر أعراض الصرع البسيط وأعراض ما قبل النوبة، وطُرق التعامل مع النوبات عند المُصابين أيضًا.
هل يمكن تحديد الفترة الزمنية بين نوبات الصرع؟
ترتبط نوبات الصرع ببعض الأحداث أو الأشياء التي تمر بحياة المُصابين، ولا يُمكن تحديد الفترة الزمنية التي تفصل بين النوبتين نتيجةً لعدم ارتباط هذه النوبات بوقت مُعين، وينبغي على المُصاب اجتناب جميع المُحفزات التي تتسبب بتعرضه إلى نوبة جديدة، وتُمكن استشارة الطبيب للحصول على الإرشادات والتعليمات المُناسبة لتجنب النوبات، ويجدر الذكر بأن بعض النساء يُصَبنَ بنوبات الصرع الحيضية، ويُمكن تحديد الموعد التقريبي لهذه النوبات؛ لأنها تظهر في أوقات مُحددة خلال الدورة الشهرية أو الأيام التي تسبقها.
ما العوامل التي تؤدي إلى الإصابة بنوبات الصرع؟
على الرغم من عدم قُدرة الأطباء على تحديد العوامل الدقيقة لنوبات الصرع عند نصف المُصابين بهذا المرض حتى الآن، بينما تظهر النوبات عند 50% من المُصابين نتيجة للعوامل الآتية:
- العوامل الوراثية: تنتقل بعض أنواع نوبات الصرع من الآباء أو الأجداد إلى الأبناء، ومن المُحتمل أن تكون العوامل الوراثية سببًا أساسيًا للإصابة بهذه النوبات، ويُمكن أن تتسبب الاضطرابات الوراثية؛ مثل مُتلازمة داون، بظهور الصرع.
- رضح الرأس: عادةً ما تتسبب حوادث السيارات برضح الرأس مع إمكانية حدوثه نتيجةً للإصابات الأخرى، ويؤدي الرضح المذكور إلى ظهور نوبات الصرع أحيانًا.
- أمراض المخ: يُمكن أن تتسبب الأمراض التي تؤدي إلى تلف في المخ بظهور نوبات الصرع عند المريض؛ ومنها أورام الدماغ والسكتات الدماغية، التي تُعد أكبر أسباب الصرع عند البالغين الذين تزيد أعمارهم عن خمسة وثلاثين عامًا.
- الأمراض العصبية: يظهر الصرع عند بعض الأشخاص نتيجةً للأمراض العصبية التي يعانون منها، ويُعد الزهايمر واحدًا من أبرز هذه الأسباب.
- العدوى: توجد العديد من الأمراض المُعدية التي يُمكن أن تؤدي إلى الإصابة بنوبات الصرع؛ ومنها: التهاب السحايا، والتهاب الدماغ الفيروسي، وكذلك مرض نقص المناعة المُكتسبة المعروف باسم الإيدز.
- الإصابات قبل الولادة: يتأثر الأطفال بإصابات المُخ على نحوٍ كبير قبل الولادة، ويُمكن أن تنتج هذه الإصابات عن العدوى عند الأم أو سوء تغذيتها، وتتسبب بظهور نوبات الصرع أحيانًا.
- الاضطرابات في النمو: ترتبط نوبات الصرع أحيانًا مع بعض الاضطرابات في نمو الإنسان، ومنها اضطراب التوحد، إضافة إلى الورم العصبي الليفي.
كيف يمكن التعامل مع نوبات الصرع؟
بالرغم من عدم القدرة على تحديد الفترة الزمنية بين نوبات الصرع؛ إلّا إنّ هُناك العديد من الإرشادات التي تُساعد في التعامل مع هذه النوبات والحدّ من الإصابة بأعراضها، ومنها ما يأتي:
- النوم الجيد: يُمكن أن يتسبب الإجهاد الناتج عن قلة النوم في ظهور أعراض نوبات الصرع، ولا بُد من النوم بشكلٍ كافٍ؛ لضمان الوقاية من هذه النوبات أثناء مُتابعة أنشطة الحياة اليومية.
- مُمارسة الرياضة: تُسهم مُمارسة الرياضة في تحسين الصحة البدنية إلى جانب التقليل من الاكتئاب، ويُساعد ذلك في الحد من النوبات، وينبغي على المريض اجتناب الرياضات المائية والتزام تعليمات السلامة عند مُمارسة الرياضات الأخرى.
- لبس السوار الطبي: لا يُفيد السوار الطبي في منع الإصابة بنوبات الصرع عند المريض؛ إلّا إنّه يُساعد الطاقم الطبي في معرفة الحالة بسرعة كبيرة عند الذهاب إلى المركز الصحي لسبب طارئ.
- تجنّب المُحفزات: هناك العديد من المُحفزات التي تؤدي إلى ظهور النوبات عند المُصاب، وتُمكن معرفة مُحفزات الصرع عن طريق تدوين اليوميات، ومعرفة الأحداث التي تتكرر عند ظهور كل واحدة من النوبات لاجتنابها.
- تغيير النظام الغذائي: تُسهم الحمية الغذائية في الحدّ من الإصابة بنوبات الصرع أحيانًا، وذلك وفق الدراسات التي تمّ إجراؤها على بعض المُصابين؛ حيث خَلّصت الدراسة إلى أن الحمية حدّت من النوبات عند 30% من المُشاركين تقريبًا.
- مراجعة الطبيب: ينبغي على المُصابين بنوبات الصرع مُراجعة الطبيب على نحوٍ دوريٍّ؛ لتقييم حالتهم وتقديم الإرشادات الطبية التي تُسهم في الحد من الإصابة بالنوبات في الوقت اللاحق بشكل كبير.
- تناول الأدوية: يتعافى بعض المرضى من نوبات الصرع عند استخدام بعض الأدوية، ويعتمد تحديد نوع الدواء المُناسب على حالة المريض ونوع المرض، ولا بُد من استشارة الطبيب قبل البدء بتناول أيّ من أدوية الصرع.
- العمليات الجراحية: يلجأ الأطباء إلى بعض العمليات الجراحية لعلاج الصرع، وذلك إذا كان ظهور النوبات في منطقة صغيرة مُحددة من المخ، ولم تَكن هذه المنطقة مؤثرة على الوظائف الحيوية؛ مثل الكلام أو الرؤية.
هل توجد أنواع معروفة من نوبات الصرع؟
هناك العديد من الأنواع المعروفة للصرع، ومنها ما يأتي:
- الصرع الجزئي: يظهر هذا النوع في جزء واحد أو عدّة أجزاء من أحد جانبي الدماغ دون الآخر فحسب، ويُعرف الصرع الجزئي باسم الصرع البؤري، ويضم النوعين الفرعيين الآتيين:
- الصرع الجزئي البسيط: يُصيب هذا النوع من الصرع جزءًا من أجزاء المخ فحسب، ولا يؤدي إلى فُقدان الوعي عند المريض، ومن أعراضه تشنج عضلي في منطقة مُحددة، وكذلك التعرق أو الغثيان.
- الصرع الجزئي المُعقد: يفقد المريض وعيه عند التعرض إلى نوبات الصرع الجزئي المُعقد أحيانًا، ويُصيب هذا النوع الأجزاء التي تتحكم في وظيفة الذاكرة والعاطفة من الدماغ فحسب.
- الصرع المُعمم: تُصيب النوبة المُعممة جانبي الدماغ على خلاف نوبات الصرع الجزئي، ويُمكن أن تؤدي الإصابة بهذه النوبات إلى فقدان الوعي، ويشمل الصرع المُعمم الأنواع الفرعية الآتية:
- النوبة الصرعية المصحوبة بغيبة: تحدث هذه النوبات عدّة مرات في اليوم الواحد أحيانًا، وتُعرف باسم نوبة الصرع الصغير، وتستمر أعراضها مُدة قصيرة لا تزيد على ثلاثين ثانية عادةً.
- نوبة الصرع الارتخائية: يفقد المُصاب توتر العضلات في جسمه فجأة عند الإصابة بنوبة الصرع الارتخائية، ويُمكن أن يؤدي ذلك إلى سقوطه فجأة؛ لعدم القدرة على التحكم في عضلات الجسم.
- النوبة التوترية الرمعية المُعممة: يُعرف هذا النوع من النوبات باسم نوبة الصرع الكبير، وتصحبه العديد من الأعراض؛ كانقباض العضلات واسترخائها وانثناء الجسم ثم تمدده.
- الصرع الرمعي العضلي: تتسبب هذه النوبة من نوبات الصرع بحركات سريعة أو اهتزاز في العضلات عن المُصاب، ويُمكن أن تحدث عدّة مرات في اليوم الواحد، أو تتكرر في العديد من الأيام المُتتالية.
ما هي أعراض الصرع البسيط؟
تؤدي الإصابة بالصرع البسيط إلى ظهور الأعراض الآتية:
- الشعور بأن الأحداث الراهنة مرّت على المُصاب من قبل.
- سماع أصوات غريبة مع الشعور بمذاق غريب.
- الشعور بالخوف أو الفرح الشديدين.
- ظهور تصلّب أو ارتعاش في جزء من الجسم.
- الشعور بوخز في اليدين أو الساقين.
- اتساع حدقة العين وظهور تغيّرات في الرؤية.
- زيادة سرعة نبضات القلب عند المُصاب.
- عدم القُدرة على الكلام لفترة وجيزة.
- شدّ العضلات في الجسم.
- ظهور حركات غير عادية للرأس.
كيف تظهر أعراض ما قبل نوبة الصرع؟
تظهر بعض الأعراض قبل إصابة المريض بنوبة الصرع أحيانًا، وتُساعدنا هذه الأعراض في اتخاذ الإجراءات اللازمة لتخفيف حدّة النوبة عند ظهورها نتيجةً لعدم القدرة على تحديد الفترة الزمنية بين نوبات الصرع كما سبق، وتنتج هذه الأعراض التي تسبق النوبة عن التغيّرات التي تتعرض لها كهرباء الدماغ قبل بدء نوبة الصرع، وتشمل ما يأتي:
- التوهّم بأن الأحداث الحالية تمّت رؤيتها من قبل.
- الشعور بالخوف أو الموت الوشيك.
- التغيّرات البصرية أو السمعية أو التغيّرات في حاسة الشم.
- ظهور شعور بالنشوة عند المريض.
لماذا تظهر أعراض الصرع أثناء النوم؟
غالبًا ما تحدث نوبات الصرع الليلية في أول مرحلتين من مراحل النوم عند الإنسان، وتشتمل أعراض هذه النوبات على الشلل والرعشة، أو تبليل السرير، أو الصراخ، أو عض اللسان أو شد العضلات، ويُرجح المُختصون ظهور هذه النوبات للأسباب الآتية:
- الإصابة بالنوبات التوترية الرمعية.
- التعرّض إلى الصدمات في منطقة الرأس.
- الإصابة بالصرع الرولاندي في مرحلة الطفولة.
- إصابة المخ ببعض الأمراض المُعدية.
- الإصابة بمتلازمة لانداو كليفنر.
- انتقال المرض وتوارثه من الأجداد أو الآباء.
- الإصابة بصرع الفص الجبهي.
- أمراض الدماغ؛ مثل السكتات.
- تشوهات الأوعية الدموية عند المريض.
- الإصابة بالصرع الرمعي العضلي الشبابي.
هل يمكن تشخيص نوبات الصرع عند الإنسان؟
يقوم الطبيب بإجراء العديد من الاختبارات والفحوصات لتشخيص نوبات الصرع التي تُصيب المريض؛ فإنه من الممكن تشخيص سبب المرض بالرغم من استحالة تحديد الفترة الزمنية بين نوبات الصرع عادةً، ومن هذه الاختبارات والفحوصات ما يأتي:
- فحص الدم: يهدف فحص الدم إلى التحقّق من عدم إصابة المريض بأيّ من الأمراض المُعدية، أو حمله للمعلومات الوراثية التي ترتبط بظهور نوبات الصرع.
- اختبار نشاط الدماغ: يستخدم الطبيب جهاز تخطيط كهربية الدماغ في هذا الاختبار؛ للتحقق من عدم وجود أيّة أنشطة كهربائية غريبة في دماغ المريض ومعرفة الأنشطة الغريبة عند وجودها لتشخيص المرض.
- صور الرنين المغناطيسي: تستطيع صور الأشعة بالرنين المغناطيسي تشكيل صورة تُساعد الطبيب في التحقّق من أيّ أورام أو اختلالات هيكلية في الدماغ؛ لمعرفة السبب الذي يؤدي إلى الإصابة بالصرع في بعض الأحيان.
- صور الرنين المغناطيسي الوظيفي: يُمكن لصورة الرنين المغناطيسي الوظيفي مُساعدة الطبيب في التحقّق من الوظائف الطبيعية والوظائف غير الطبيعية في منطقة مُحدّدة من المخ.
- صور أشعة جاما: يقوم الطبيب باستخدام صور أشعة جاما في بعض الحالات؛ لتحديد السبب الدقيق للإصابة بالصرع، وهي واحدة من الصور التي تعتمد على تقنية التصوير المقطعي المحوسب.
اقرأ/ي أيضًا: