` `

هل يساعد الكشف المبكر عن سرطان الثدي على الشفاء منه؟

صحة
17 أكتوبر 2021
هل يساعد الكشف المبكر عن سرطان الثدي على الشفاء منه؟
يُسهم الكشف المبكر عن سرطان الثدي عند النساء أو الرجال في علاج هذا المرض (Getty)
صحيح

تحقيق مسبار

ينبغي على جميع النساء اتباع إرشادات الكشف المبكر عن سرطان الثدي بشكلٍ مُستمرٍ؛ لضمان السيطرة على هذا المرض في مراحله المُبكرة، كما ينبغي على الرجال إجراء الفحوصات التي تكشف عن هذا السرطان عند ظهور أي من أعراضه المُبكرة؛ فإنه سرطان يُصيب الرجال والنساء بالرغم من زيادة نسبة إصابة النساء به، ويهدف هذا المقال إلى بيان طريقة اكتشاف سرطان الثدي مُبكرًا مع ذكر أسباب عودة هذا المرض بعد الشفاء، كما أنه يتطرق إلى إرشادات الوقاية من السرطان المذكور أيضًا.

هل يساعد الكشف المبكر عن سرطان الثدي على الشفاء منه؟

يُسهم الكشف المُبكر عن سرطان الثدي عند النساء أو الرجال في علاج هذا المرض قبل انتشاره ووصوله إلى الأجزاء الأخرى من جسم المريض، وينبغي على النساء إجراء الفحوصات الدورية لسرطان الثدي، إلى جانب التواصل مع الطبيب المُختص عند الشعور بأيّ من الأعراض المُبكرة للإصابة بسرطان الثدي لكشف المرض في مرحلتيه الأولى أو الثانية.

ما هي أعراض سرطان الثدي المبكرة؟

هناك العديد من الأعراض المُبكرة التي تُشير إلى إصابة المرأة أو الرجل بسرطان الثدي، إلى جانب مُساعدتها في الكشف المبكر عن سرطان الثدي أيضًا، وتظهر هذه الأعراض في منطقة الثديين، وتشتمل على وجود كتلة داخل الثدي أو التغيّرات التي تطرأ على شكل الثديين أو لونهما أو حجمهما، وكذلك خروج بعض الإفرازات من الثدي أو ظهور عروق أو تقرحات أو نقرات على الثديين أحيانًا، كما تُشير التكتلات تحت الإبط إلى الإصابة بهذا السرطان في بعض الحالات.

ما هي أنواع سرطان الثدي؟

لسرطان الثدي الكثير من الأنواع المُختلفة، وأبرزها ما يأتي:

  • سرطان الثدي الموضعي: يُعرف سرطان الثدي بهذا الاسم قبل انتشاره في جسم المُصاب، وينقسم إلى الأنواع الآتية:
    • السرطانة القنوية اللابدة الموضعية: عادةً ما يكون هذا النوع قابلًا للشفاء عند اكتشافه مُبكرًا، وهو السرطان الذي يُصيب قنوات الحليب في الثديين ضمن مراحله الأولى وقبل غزوه لجسم المريض.
    • السرطانة الفصيصية اللابدة: يُصيب هذا النوع الفصيصات التي تُنتج الحليب في الثديين، ولا يُعد من السرطانات الحقيقية؛ إلّا إنّ عدم الاكتراث به يؤدي إلى سرطان الثدي فيما بعد.
  • سرطان الثدي الغازي: يُصبح السرطان غازيًا عندما ينتقل من الثدي إلى أجزاء الجسم الأخرى عند المريض، وفيما يأتي بعضًا من أقسام هذا النوع من سرطان الثدي:
    • السرطانة القنوية الغازية: ينشأ هذا السرطان في قنوات الحليب، ثم يتسلل وينتشر في الأنسجة الدهنية داخل الثديين، وهو أكثر أنواع السرطانات الغازية شيوعًا على الإطلاق.
    • السرطانة الفصيصية الغازية: تُشكّل نسبة الإصابة بهذا النوع 10% من مجموع نسبة الإصابة بأنواع السرطان الغازي، ويبدأ هذا السرطان في فُصيصات إنتاج الحليب قبل غزو الجسم، وينقسم إلى الأنواع الآتية:
      • السرطانة الغدانية الكيسية: يُصيب هذا السرطان الغدة الكيسية؛ مثل الغدد اللعابية، بعد نشأته في الفصيصات التي تنتج في الحليب، ثم انتشاره.
      • السرطانة الغدة النخامية المنخفض: يتميز هذا النوع من السرطان بنموّه البطيء مُقارنةً بأنواع السرطان الأخرى، وكثيرًا ما يتم الخلط بينه وبين أنواع السرطان الأخرى.
      • سرطان النخاع: يُعد هذا السرطان واحدًا من أنواع السرطانات النادرة، ويظهر بعد انتشار سرطان الفُصيصة الغازية حتى يُصيب النخاع.
      • السرطان الحليمي: عادةً ما يظهر السرطان الحليمي عند النساء اللاتي تعرضن لانقطاع الطمث مع إمكانية وجوده عند النساء الأُخريات أيضًا.

هل يمكن الشفاء من سرطان الثدي المنتشر في الجسم؟

يصعب علاج سرطان الثدي عند انتشاره في الجسم؛ إذ يُمكن أن يصل إلى الدماغ أو العظام أو المخ أو الرئتين أو الأجزاء الأخرى في جسم الإنسان، وتُساعد علاجات مرض السرطان المذكور في الحدّ من تقدمه قدر الإمكان حتى يتمتع المريض بصحة جيدة لفترة أطول دون القضاء على المرض، وذلك من خلال العلاج الكيميائي أو العمليات الجراحية أو توفير الرعاية المنزلية المُتخصصة للمريض، كما يستخدم بعض المرضى أدوية تحفيز الجهاز المناعي للسيطرة على انتشار السرطان، ولذلك ينبغي على النساء التزام إجراءات الكشف المبكر عن سرطان الثدي.

كيف يمكن الكشف عن سرطان الثدي مُبكرًا؟

تستطيع النساء الكشف عن سرطان الثدي مُبكرًا عند مُراجعة الطبيب فور الشعور بأيّ من أعراض هذا المرض، كما أن اختبارات وفحوصات سرطان الثدي بشكل دوري يُسهم في اكتشاف المرض مُبكرًا، ومن هذه الفحوصات والاختبارات ما يأتي:

  • تصوير الثدي الشعاعي: يُعد التصوير الشعاعي للثدي من أبرز الطرق التي تُساعد في اكتشاف سرطان الثدي مُبكرًا عند الكثير من النساء، كما أن هذا التصوير أفضل الخيارات لتتمكّن المرأة من اكتشاف الإصابة خلال سن الفحص أيضًا.
  • فحص الثدي السريري: يعتمد مُقدم الرعاية الصحية على يديه في هذا الفحص لاكتشاف أيّة تكتلات أو آثار تُشير إلى إصابة المرأة بسرطان الثدي؛ فإن التكتلات في هذه المنطقة تُعد من أعراض سرطان الثدي المُبكرة كما سبق.
  • التصوير الومضي للثدي: يعتمد التصوير الوميضي على حقن المريض ببعض العوامل المُشعة في منطقة الثدي من خلال الذراع لإظهار التباين بين الخلايا؛ حيث تُظهر الخلايا السرطانية إشعاعًا أكبر في هذا الاختبار.
  • تصوير الثدي بالرنين المغناطيسي: يتم استخدام هذا الاختبار لتشخيص النساء اللاتي تزداد خطورة إصابتهن بسرطان الثدي دون غيرهن من المُعرضات للإصابة بهذا المرض ضمن مستويات الخطورة المُتوسطة أو المُنخفضة.

ما هي طريقة الوقاية من سرطان الثدي؟

فيما يأتي بعضًا من أبرز الإرشادات والطرق التي تُسهم في الوقاية من سرطان الثدي:

  • التزام نمط حياة صحي: هناك عدّة أنماط سيئة ينبغي تغييرها للوقاية من سرطان الثدي؛ حيث ينبغي على كافة الرجال والنساء اتباع نظام غذائي غني بالعناصر المُغذية، إلى جانب الحرص على التخلّص من السُمنة للوقاية من هذا المرض.
  • العلاج الوقائي: تنبغي استشارة الطبيب المُختص لاتخاذ إجراءات العلاج الوقائية عند النساء اللاتي تزداد خطورة الإصابة بسرطان الثدي عندهن لأسباب وراثية أو لأيّة أسباب أخرى.

هل يعود سرطان الثدي بعد الشفاء؟

تستطيع بعض الخلايا السرطانية مُقاومة العلاج، وتعود لتظهر في الجسم مرةً أخرى بعد الشفاء من سرطان الثدي، ويُمكن أن يظهر سرطان الثدي مرةً أخرى بعد شهور أو سنوات من علاجه، كما أنه يظهر في نفس المنطقة السابقة أحيانًا وينتشر إلى أماكن أخرى في بعض الأحيان الأخرى، وفيما يأتي بعضًا من العوامل التي تزيد من خطورة الإصابة بسرطان الثدي مرةً أخرى بعد الشفاء:

  • إصابات العُقد الليمفاوية: تزداد فُرصة الإصابة بسرطان الثدي مرة أخرى بعد الشفاء عند اكتشاف الخلايا السرطانية في العقد الليمفاوية، في حين تنخفض نسبة عودة المرض إذا لم يُصب هذه العُقد عند الكشف المبكر عن سرطان الثدي.
  • حجم الورم السرطاني: يُمكن أن تُصاب النساء اللاتي ظهر لديهن ورم سرطاني كبير بسرطان الثدي مرة أخرى، بينما تنخفض خطورة عودة المرض إذا كانت الأورام المُصاحبة قبل الشفاء ذات حجم صغير.
  • نوع حواف الورم بعد إزالته: يقوم المُختص بفحص حواف الأنسجة للبحث عن الخلايا السرطانية بعد عملية استئصال السرطان، وتزداد فُرصة عودة المرض إذا كانت الحافة إيجابية؛ فإن ذلك يعني وجود بعض خلايا السرطان في الجسم.
  • طريقة استئصال السرطان: يُزيل الطبيب جُزءًا من الأنسجة السليمة عند استئصال الخلايا السرطانية لضمان عدم عودتها من جديد، وتزداد نسبة الإصابة بالمرض مرةً أُخرى إذا كانت الأنسجة السليمة المُستأصلة قريبة من المُصابة.
  • عدم إجراء المعالجة الإشعاعية: تهدف المُعالجة الإشعاعية إلى وقاية المريض من الإصابة بسرطان الثدي مرةً أخرى بعد العلاج، وهذا يعني أن خطورة تكرار الإصابة تزداد في حالة عدم إجراء المُعالجة المذكورة.
  • سن المُصاب بالسرطان: يرى المُختصون بأن النساء اللاتي تقل أعمارهن عن خمسة وثلاثين عامًا عند تشخيص الإصابة بسرطان الثدي تزداد نسبة تكرار ظهور السرطان لديهن من جديد بعد الشفاء مُقارنةً بالنساء الأكبر سنًا.
  • نوع سرطان الثدي عند المُصاب: عادةً ما تزداد خطورة عودة سرطان الثدي وتكراره مرةً أخرى بعد الشفاء عند النساء اللاتي أصابهن سرطان الثدي الالتهابي مُقارنةً بالنساء اللاتي أُصِبن بالأنواع الأخرى.
  • وزن المُصاب: على المريض المُحافظة على مؤشر كتلة جسم مُنخفضًا بعد الشفاء من سرطان الثدي؛ حيث يُمكن أن يتكرر المرض من جديد عند الأشخاص الذين لديهم مؤشر كُتلة مُرتفعة بنسبة كبيرة مُقابل الآخرين.
  • خصائص الخلايا السرطانية: تتمتع بعض الخلايا السرطانية بخصائص تُقاوم العلاجات الموجهة أو العلاج بالهرمونات، ويُمكن أن تتكرّر الإصابة بالمرض عند وجود هذا النوع من الخلايا بنسبة أكبر.

ما الذي يُساعد في الوقاية من تكرار سرطان الثدي؟

تُساعد الإرشادات الآتية في الوقاية من عودة سرطان الثدي مرةً أخرى بعد العلاج:

  • العلاج الكيميائي والإشعاعي: أثبت العلاج الكيميائي فائدته في الحدّ من تكرار الإصابة بسرطان الثدي، كما أن العلاج الإشعاعي يُساعد في التقليل من فرصة تكرار المرض عند المرضى الذين قاموا بإجراء جراحة الثدي المُحافظة.
  • ممارسة الرياضة: يُُمكن أن تُقلّل المُمارسة المُنتظمة للرياضة من خطورة الإصابة بمرض سرطان الثدي مرةً أخرى بعد العلاج من هذا المرض. 
  • اختيار نظام غذائي مُناسب: ينبغي على المرضى اتباع نظام غذائي يحتوي على الخضروات والفواكه والحبوب الكاملة بعد الشفاء من سرطان الثدي؛ للوقاية من تكرار المرض من جديد.
  • العلاج الموجّه: يُساعد العلاج الموجّه في الوقاية من تكرار سرطان الثدي؛ إذا كان المرض مُصابًا بالخلايا السرطانية المُنتجة لبروتين HER2 الإضافي.
  • العلاج بالهرمونات: تُستخدم طريقة العلاج بالهرمونات لضمان الحدّ من تكرار سرطان الثدي عند الرجال والنساء الذين تعافوا من سرطان الثدي الإيجابي لمستقبلات الهرمونات، ويستمر هذا العلاج الوقائي عدّة سنوات.

 

اقرأ/ي أيضًا:

هل ظهور نقط بيضاء على الثدي دلالة على الإصابة بالسرطان؟

هل يوجد أسباب لانتفاخ الثدي أثناء الدورة الشهرية؟

هل يمكن علاج أكياس الثدي والاضطرابات الهرمونية؟

هل العلاج الكيماوي يشفي السرطان؟

مصادر مسبار

شارك هذا التحقيق على