تحقيق مسبار
تختلف تقنيات علاج فقدان الشهية النفسي حسب الحالة التي يُعاني منها المريض، ويهدف هذا المقال إلى بيان بعض العلاجات السلوكية أو الدوائية التي يتم استخدامها للتخلّص من مرض فقد الشهية المرتبط بأسباب نفسية؛ مثل فقد الشهية العصابي أو العصبي، بالإضافة إلى ذكر بعض الحالات الطبية أو النفسية التي تؤدي إلى فقدان الشهية فجأة، كما يتطرق المقال إلى بعض من أبرز الاضطرابات العقلية أو السلوكية التي تتعلق بالشهية أو العادات الغذائية.
هل يمكن علاج فقدان الشهية النفسي؟
يُمكن علاج فُقدان الشهية الذي يتعلق بأسباب نفسية؛ إلّا إنّ تحديد العلاج المُناسب يعتمد على تشخيص الحالة التي يُعاني منها المريض، ويلجأ الأطباء أحيانًا إلى العلاج بالكلام لعلاج الحالات النفسية المرتبطة بفقد الشهية، كما يتم العلاج بالاعتماد على مُضادات الاكتئاب أحيانًا، ويُمكن أن يُساعد تنظيم النوم في علاج ممُسببات فقدان الشهية النفسية أيضًا.
ما هو فقدان الشهية العصبي؟
يُعد فقدان الشهية العصبي واحدًا من الاضطرابات التي تؤدي إلى فقد غير طبيعي لوزن الجسم، إلى جانب التشوّه في إدراك وزن الجسم والتخوّف من زيادته، وتظهر العديد من الأعراض عند المُسابين بهذا المرض؛ ومنها: جفاف الجلد، وعدم القدرة على تحمّل البرد، وانخفاض ضغط الدم، وتورّم الذراعين أو القدمين، والإغماء والدوار، ويتوقع المُختصون بأن هذا الفُقدان للشهية يرتبط بالأسباب الآتية:
- الأسباب الوراثية: يُمكن وجود بعض الجينات الوراثية التي يأخذها الإبن عن والديه وتجعله أكثر عُرضة للإصابة بأعراض فقدان الشهية العصبي؛ إلّا إنّ الأطباء لم يتوصلوا إلى الجينات المسؤولة عن ذلك حتى هذا اليوم.
- الانتقادات السابقة: يتعرض بعض الأشخاص إلى انتقادات تتعلق بأوزانهم أو نظامهم وعاداتهم الغذائية، وتؤدي هذه الانتقادات إلى آثار سلبية في كثير من الأحيان، كما أنها تتسبب بمرض فقد الشهية العصبي أيضًا.
- الأسباب النفسية: تؤدي الرغبة بالمثالية عند بعض الأشخاص إلى اتباع نظام غذائي صارم مع عدم الاستجابة إلى الجسم عند الشعور بالجوع، ويُمكن أن يتسبب السعي إلى المثالية بمرض فقدان الشهية العصبي.
- الأسباب البيئية: تتبني بعض المُجتمعات؛ بما فيها مُجتمعات الغرب، ثقافة نحو الميول إلى النحافة، ويُمكن أن تؤدي هذه الثقافة المُحيطة ببيئة الإنسان إلى الإصابة بأمراض فقد الشهية العصبي.
هل يمكن علاج فقدان الشهية العصبي؟
يستطيع المريض التخلص من مرض فقدان الشهية العصبي، إلى جانب التخلص من الأعراض السلبية لهذا المرض؛ من خلال اتباع إرشادات مُقدمي الرعاية الصحية؛ بما فيها الإرشادات السلوكية أو الإرشادات الدوائية، وكذلك إرشادات علاج فقدان الشهية النفسي أيضًا، وفيما يأتي بعضًا من الإرشادات التي تُساعد في علاج المرض المذكور:
- العلاج الغذائي: يهدف هذا العلاج إلى تعلّم طريقة التغذية المُناسبة لجسم الإنسان مع العمل على عودته إلى الوزن الطبيعي، وذلك من خلال توجيهات الفريق المُختص الذي يضم الطبيب والمعالج النفسي وأخصائي التغذية.
- الإقامة في المُستشفى: ينبغي على المُصاب بمرض فقدان الشهية العصبي الإقامة في المستشفى إذا كانت حالته خطيرة؛ فإن لهذا المرض عدّة مُضاعفات خطيرة؛ مثل: اضطراب نُظم القلب، والجفاف، والمشاكل النفسية الأخرى.
- العلاج السلوكي المعرفي: يتم اتباع هذا العلاج مع الأشخاص البالغين الذين يُعانون من فقد الشهية العصبي، وذلك لعلاجهم من خلال اكتساب عادات وسلوكيات صحية في مجال الطعام والأكل بدلًا من العادات الخاطئة.
- العلاج بالاعتماد على العائلة: يعتمد علاج فقدان الشهية العصبي على أفراد العائلة عند المرضى غير البالغين؛ وذلك لأنهم غير قادرين على اتخاذ القرارات بأنفسهم، ويهدف هذا العلاج إلى تمكين المريض من اكتساب عادات تغذية صحية.
- العلاجات الدوائية: على الرغم من عدم وجود أدوية مُخصصة لعلاج فقدان الشهية العصبي؛ إلّا إنّ الطبيب يصف بعض الأدوية التي تُعالج الاكتئاب والاضطرابات العقلية للمُساعدة في علاج هذا المرض أحيانًا حسب حالة المريض.
- المُكملات الغذائية: يحتاج المريض إلى تناول المُكملات الغذائية أثناء علاج مرض فقد الشهية العصبي؛ وذلك ليتمكن الجسم من تعويض المعادن والمُغذيات الأساسية التي يحتاج إليها للقيام بوظائفه المُختلفة.
ما هي أسباب فقدان الشهية المفاجئ؟
يتعرض بعض الأشخاص إلى فقدان الشهية فجأة دون معرفة السبب، وتضم القائمة التالية أبرز الأسباب التي تؤدي إلى هذا النوع من فقدان الشهية:
- الكآبة: عادةً ما يستمر الشعور بالإحباط أو الحزن المرتبط بالكآبة فترة تصل إلى عدّة أشهر أو أسابيع ولا يزول هذا الشعور بعد بضعة أيام، وهو من الأسباب التي تؤدي إلى فقدان الشهية بشكل مُفاجئ.
- فرط نشاط الغدة الدرقية: تقوم الغدة الدرقية بإنتاج العديد من الهرمونات التي تُساعد الجسم على القيام بوظائفه الحيوية، ويؤدي فرط نشاط الغدة الدرقية إلى ظهور أعراض فقدان الشهية فجأة.
- السرطان: يرتبط فقد الشهية المفاجئ مع بعض أمراض السرطان أحيانًا، ومنها: سرطان القولون وسرطان المعدة وسرطان البنكرياس، بالإضافة إلى سرطان المبيض عند النساء.
- تناول الأدوية: يُمكن أن يُصاحب بعض الأدوية فقدان مُفاجئ في الشهية، ولا بُد من قراءة النشرة المُرفقة مع الدواء أو استشارة الطبيب المُختص لمعرفة مدى ارتباط دواء المريض بحالة فقدان الشهية المُفاجئة.
- مشاكل القناة الهضمية: تؤثر بعض مشاكل القناة الهضمية على شهية الإنسان بشكل مُباشر في بعض الأحيان، ومن أبرز هذه المشاكل قرحة المعدة والتهاب القولون التقرحي ومرض الاضطرابات الهضمية.
- الإصابة بالعدوى: تؤدي بعض أنواع العدوى الفيروسية أو البكتيرية إلى الإصابة بفقد الشهية فجأة، ومنها: التهاب المعدة والأمعاء الفيروسي المعروف باسم انفلونزا المعدة، وكذلك فيروس نقص المناعة البشرية.
هل يمكن فقدان الشهية بسبب القلق؟
يُمكن أن يؤدي القلق إلى فقدان الشهية عند الإنسان؛ إذ يعتبر واحدًا من أعراض فقدان الشهية النفسي؛ ذلك لأن الجسم يتعرض إلى العديد من التغيرات العاطفية أو الجسمية للمُساعدة في التعامل مع الضغط الذي ينتج عن هذا القلق، وتؤثر هذه التغيرات على المعدة والجهاز الهضمي عادةً، ويتم علاج علاج فقدان الشهية النفسي المرتبط بالقلق عن طريق مُمارسة تقنيات الاسترخاء؛ مثل التنفس العميق.
ما هي الحالات الطبية التي تؤدي إلى فقدان الشهية؟
تضم القائمة التالية أبرز الحالات الطبية التي تتسبب بفقد الشهية عند الإنسان المريض:
- الشيخوخة: عادةً ما يفقد كبار السن رغبتهم في تناول الطعام؛ بسبب التغيرات التي تطرأ على براعم التذوق عندهم، أو نتيجةً للإصابة ببعض المشاكل الأخرى؛ مثل الخَرف، كما تؤثر بعض الأدوية التي يتناولها كبار السن على الشهية أيضًا.
- فقر الدم: يُصاب الإنسان بـ فقر الدم نتيجةً لانخفاض في أعداد خلايا الدم في الجسم، ويُمكن أن يؤدي هذا المرض إلى فقدان الشهية، كما أنه يتسبب بفقدان الوزن والإرهاق أيضًا.
- الإصابة بالسرطان: يرتبط فقدان الشهية مع مرض السرطان بذاته عند بعض الأشخاص، بينما تظهر حالة فقد الشهية عند البعض نتيجةً للحالة النفسية المُصاحبة للمرض، ويُمكن علاج فقدان الشهية النفسي من خلال العلاج السلوكي المعرفي.
- مرض السكري: لا يساور الشعور بالجوع مُصابي داء السكري عادةً؛ بسبب البطء في هضم الطعام نتيجةً لهذا المرض، كما يُصاحب السكري زيادةً في التبول مع ارتفاع في مستويات كيتونات الدم أحيانًا.
- الآلام الشديدة: يُمكن أن تُصاحب الآلام الشديدة عدة أعراض أخرى؛ مثل الغثيان الذي يؤثر على الشهية بشكل مباشر، كما يتسبب الصداع النصفي في فقدان الشهية بسبب الآلام المُصاحبة له، وكذلك آلام المعدة أيضًا.
- الحمل: يكثر الشعور بالغثيان عند المرأة الحامل في الفترة الأولى من الحمل، كما أن هذه الفئة من النساء تتعرض إلى فقدان الشهية بسبب التغيرات التي تطرأ على جسدها أيضًا، إلى جانب الغثيان.
- مشاكل المَعدة: تُعد مشاكل المعدة من الأسباب التي تؤدي إلى الشعور بفقد الشهية وعدم الرغبة في تناول الطعام، ومن أبرزها مرض كرون ومُتلازمة القولون العصبي.
هل يوجد اضطرابات عقلية تتعلق بالطعام أو الشهية؟
تؤثر العديد من الاضطرابات العقلية على شهية المُصاب، ومنها الاضطرابات الآتي ذكرها:
- الشره المَرضي العصبي: تؤدي الإصابة بمرض الشَره العصبي إلى تناول الطعام بكميات كبيرة خلال فترة قصيرة؛ ممّا يؤدي إلى الشعور بآلام في المعدة، وعادةً ما يُحاول المُصاب إفراغ المعدة بعد ذلك لضمان عدم زيادة الوزن.
- اضطراب نهم الطعام: يُعد هذا الاضطراب أكثر أنواع اضطرابات الشهية شيوعًا، وعادةً ما يتناول المُصاب كثيرًا من الطعام في فترة قصيرة دون مُحاولة التخلص منه كما في حالة الشَره المرضي العصبي.
- شهوة الغرائب: يتناول المُصابون باضطراب شهوة الغراب العديد من المواد التي ليست طعامًا، ومن ذلك تناول الصوف أو القماش أو التراب أو الطين أو الحصى.
- متلازمة الاجترار: تمّ اكتشاف اضطراب مُتلازمة الاجترار حديثًا، ويقوم مصابو هذا الاضطراب بمضغ الطعام وبلعه، ثم تقيئه وإعادة مضغه أو بصقه، ويحتاج هذا المرض إلى علاج سلوكي كما في علاج فقدان الشهية النفسي.
- اضطراب التطهير: يميل المُصابون بهذا الاضطراب إلى تطهير المَعدة على نحوٍ مُستمرٍ للتخلص من الوزن الزائد، وتشتمل سلوكياتهم على القيء أو تناول المُسهلات ومُدرات البول أو الإفراط في الأنشطة الرياضية.
اقرأ/ي أيضًا:
هل يمكن علاج فقدان الشهية والغثيان والدوخة؟
هل هناك أعراض نفسية لارتفاع الكوليسترول؟