تحقيق مسبار
يستدعي ظهور أعراض النوبات القلبية عند الشباب تدخلًا طبيًا طارئًا للمُحافظة على سلامتهم، وضمان عدم الإصابة بأيّة مُضاعفات خطيرة؛ مثل فشل القلب أو توقّف القلب المفاجئ، ويهدف هذا المقال إلى بيان أعراض النوبات القلبية، بالإضافة إلى ذكر بعض الإرشادات حول كيفية التعامل عند ظهور هذه الأعراض، ويتطرق المقال كذلك إلى طريقة تشخيص أعراض النوبة القلبية وأسباب الإصابة بهذه النوبات بالاعتماد على المراجع الموثوقة.
هل يوجد علامات تحذيرية قبل حدوث النوبات القلبية عند الشباب؟
يتعرض بعض الشباب إلى نوبات قلبية مُفاجئة دون أيّة علامات سابقة، في حين يتعرض البعض الآخر إلى نوبات قلبية تدريجية مع تقدم المرض الذي تُصاب به شرايين القلب، وتبدأ الأعراض المُبكرة للنوبة بالظهور عندما يضيق الشريان التاجي أكثر من 70%، وتزداد شدة الأعراض عند القيام بمجهود بدني؛ ومنها: الآلام التي تنتشر في الصدر، وضيق التنفس، وخفقان القلب، كما أن البعض يشعرون بألم في منطقة الظهر أو البطن، ويُمكن أن تظهر الأعراض المُبكرة قبل حدوث النوبة القلبية بشهرين أو ثلاثة أشهر.
ما هي أعراض النوبة القلبية؟
فيما يأتي بعضًا من أبرز أعراض النوبة القلبية:
- الانزعاج في الصدر: يُعد هذا الانزعاج أكثر أعراض النوبات القلبية شيوعًا على الإطلاق، وعادةً ما يستمر عدّة دقائق، ويُمكن أن يتعرض له المريض أثناء الراحة أو عند القيام بمجهود بدني.
- أمراض الجهاز الهضمي: يُمكن أن تشير العديد من أمراض الجهاز الهضمي إلى الإصابة بنوبات القلب، ويكثر ذلك عند النساء، وتشمل هذه الأمراض كلًا من الغثيان وعسر الهضم والحموضة المعوية وآلام المعدة.
- الآلام المُنتشرة في الذراع: يُصاحب النوبات النوبات القلبية ألم في الجانب الأيسر من الجسم عادةً، ومن ذلك الآلام التي تنتشر في الذراع، وهي من الأعراض المُنتشرة للنوبات القلبية.
- الدوار: يدلّ الشعور المُفاجئ بالدوار أو الدوخة على الإصابة بنوبات القلب، وهناك العديد من الأمراض الأخرى التي تُشير إليها أعراض الدوخة والدوار أيضًا؛ ومنها: قلة الأكل أو الشرب.
- الآلام في الحلق والفك: بالرغم من تعلّق آلام الحلق والفك بنوبات القلب أحيانًا؛ إلّا إنّ هذه الأعراض عادةً ما تظهر نتيجةً للإصابة بمشاكل الجيوب الأنفية، أو نزلات البرد، أو بسبب الآلام والمشاكل في العضلات.
- الإرهاق المفاجئ: تظهر أعراض الإرهاق المُفاجئ عند الإصابة بالنوبات القلبية أحيانًا، كما أن البعض يشعرون بضعف غير مُبرر في الجسم بسبب النوبات، وهي من الأعراض التي تُصاحب أمراض القلب الأخرى أيضًا.
- التعرّق البارد: يُمكن أن يُشير التعرق البارد دون سبب واضح إلى الإصابة بالنوبات القلبية، وتزداد دلالة التعرّق على النوبة إذا صاحبته الأعراض الأخرى؛ مثل ضيق الصدر وأمراض الجهاز الهضمي.
- عدم انتظام ضربات القلب: يشعر البعض بتسارع ضربات القلب دون مُبرر لذلك، ويستمر هذا التسارع عدّة ثوان، ويحدث في فترات مُتقطعة أحيانًا، ويُشير إلى قرب الإصابة بالنوبات القلبية.
كيف تظهر أعراض النوبة القلبية أثناء النوم؟
يُمكن أن تظهر الأعراض الآتية أثناء النوم عند قرب الإصابة بالنوبة القلبية، وأبرزها الشخير؛ حيث يشخر البعض بصوتٍ عالٍ مع الاختناق أحيانًا أثناء النوم، وهي واحدةً من أعراض النوبات القلبية عند الشباب والبالغين أثناء النوم، كما أن اضطرابات النوم تُصاحب قرب الإصابة بالنوبات القلبية أحيانًا، وتستدعي هذه الأعراض استشارة الطبيب للتحقّق من حالة المريض واتخاذ الإجراءات الصحية المُناسبة.
هل أسباب النوبة القلبية معروفة؟
تنتج مُعظم حالات الإصابة بالنوبات القلبية عن انسداد واحد أو أكثر من الشرايين التاجية عند الإنسان، ويتسبّب تشنّج الشريان التاجي ببعض حالات نوبة القلب، وكذلك استخدام المُنشطات وتعاطي الكوكايين ونقص الأوكسجين في الدم، وفيما يأتي بعضًا من العوامل التي تزيد من خطورة الإصابة بهذه النوبات:
- العُمر: تزداد خطورة الإصابة بالنوبات القلبية عند الرجال الذين تزداد أعمارهم عن خمسة وأربعين عامًا، والنساء اللاتي تزيد أعمارهن عن خمسة وخمسين عامًا، في حين تنخفض خطورة إصابات النوبات القلبية عند الشباب.
- التدخين: يتسبّب التدخين بالعديد من الأمراض التي تُصيب الإنسان، وتزداد خطورة إصابة الجسم بالنوبات القلبية أو أمراض القلب الأخرى عند تناول الدخان أو مُنتجات التبغ الأخرى.
- ارتفاع ضغط الدم: يُمكن أن يؤدي ارتفاع ضغط الدم إلى تلف الشرايين مع مرور الوقت، وهو ما يؤدي إلى الإصابة بنوبات القلب، وتزداد الخطورة إذا صاحب ارتفاع الضغط أمراضًا أخرى؛ مثل ارتفاع الكوليسترول ومرض السكري.
- السمنة: ترتبط أمراض السمنة بارتفاع مُستويات الكوليسترول، بالإضافة إلى ارتفاع نسبة الدهون الثلاثية الضارّة عادةّ، ويؤدي ذلك إلى زيادة خطورة الإصابة بالنوبة القلبية.
- متلازمة التمثيل الغذائي: تؤدي الإصابة بمُتلازمة التمثيل الغذائي إلى مُضاعفة مُستويات خطورة الإصابة بنوبات القلب، وترتبط هذه المُتلازمة مع عدّة أمراض تؤدي إلى النوبات المذكورة أيضًا؛ ومنها: مرض السكري والسمنة.
- العوامل الوراثية: ترتفع نسبة الإصابة بنوبات القلب عند الأشخاص الذين لدى أفراد عائلتهم القريب تاريخ مرضي مع هذه النوبات، وذلك نتيجةً لبعض الأسباب الوراثية التي تنتقل من الآباء إلى أبنائهم.
- قلّة الأنشطة البدنية: يتمتع مُمارسو الرياضة البدنية بصحة قلبية جيدة مُقابل الأشخاص الذين لا يُمارسون هذا النوع من الأنشطة، وتؤدي هذه النشاطات إلى التقليل من خطورة الإصابة بنوبات القلب عند الإنسان.
- حالات المناعة الذاتية: ترتبط العديد من أمراض المناعة الذاتية مع ظهور النوبات القلبية عند الشباب أو الكبار في السن، وأبرز هذه الأمراض مرض التهاب المفاصل الروماتويدي ومرض الذئبة الحمراء.
ما هي طريقة تشخيص علامات النوبة القلبية؟
يُجري الأطباء بعضًا من الاختبارات والفحوصات إلى جانب الأسئلة التي يطرحونها على المريض؛ لتشخيص سبب الإصابة بأعراض النوبات القلبية عند الشباب أو غيرهم، ومن أبرز هذه الاختبارات والفحوصات ما يأتي:
- تخطيط كهرباء القلب: يُعد تخطيط كهرباء القلب من أكثر الاختبارات شيوعًا لتشخيص الإصابة بالنوبات، ويُتيح هذا الاختبار للطبيب معرفة مدى الأضرار التي يُعاني منها القلب، إلى جانب معرفة شدة النوبة التي تعرّض لها.
- فحص الدم: تُشير بعض الإنزيمات الموجودة في الدم إلى مُستويات الضرر التي تسببت بها النوبات القلبية؛ وأبرزها فوسفوكيناز الكرياتين وإنزيم كاينيز الكرياتين.
- تخطيط صدى القلب: يهدف هذا الاختبار إلى التحقّق من تعرّض صمّامات القلب إلى أيّة أضرار بسبب النوبات القلبية، بالإضافة إلى معرفة مدى قدرة القلب على ضخ الدماء، ويتم إجراء تخطيط صدى القلب قبل النوبة وبعدها.
- قسطرة القلب: يعتمد الطبيب على اختبار قسطرة القلب لتشكيل صور الأوعية الدموية، التي يُمكنها المُساعدة في معرفة موقع التكتلات الموجودة في الشريان التاجي؛ فإن معرفة مواقع التكتلات ضروري لتحديد العلاج المُناسب.
- تصوير الصدر بالأشعة السينية: يُمكن لمُقدمي الرعاية الصحية من الأطباء الاطلاع على صور الأشعة السينية لمنطقة الصدر؛ من أجل معرفة حجم القلب بعد النوبة، والتحقّق من وجود أيّ سوائل في الرئتين.
هل يمكن الوقاية من النوبات القلبية؟
تضم القائمة الآتية بعضًا من الإرشادات التي يُمكنها المُساعدة في الوقاية من نوبات القلب:
- المُحافظة على الوزن الصحي: لا بُدّ من مراقبة الوزن واجتناب جميع أنماط الغذاء التي تؤدي إلى ظهور أعراض السمنة؛ فإن السمنة من العوامل التي تزيد من خطورة الإصابة بالنوبات القلبية.
- اتباع نظام غذائي صحي للقلب: توجد العديد من أنواع الأغذية التي تُحافظ على سلامة القلب وتحدّ من الإصابة بنوبات القلب، وتُعد حمية البحر الأبيض المتوسط من أبرز الأنظمة الغذائية المُناسبة للحفاظ على صحة القلب.
- مُمارسة الأنشطة الغذائية: لا بُد من مُمارسة الرياضة مُدة تبلغ 150 دقيقة في الأسبوع للمُحافظة على سلامة القلب، وينبغي اختيار التمارين التي تُعزز من صحة القلب مع الانتظام في مُمارسة التمارين خلال الأسبوع.
- إدارة التوتر: تُشير بعض الدراسات إلى وجود ارتباط بين النوبات القلبية والتوتر، وهذا يعني أن إدارة التوتر تُسهم في الحدّ من ظهور النوبات القلبية عند الشباب وكبار السن، ويُعد التنفس العميق من أبرز تقنيات إدارة التوتر.
- إجراء الفحوصات الدورية: تُسهم الفحوصات الدورية في التحقّق من حالة شرايين القلب، واتخاذ الإجراءات المُناسبة في وقت مُبكر قبل ظهور أيّ من أعراض النوبات القلبية عند الإنسان.
كيف يتم التعامل مع حالات الإصابة بالنوبات القلبية؟
لا بُدّ من اتباع الإرشادات الآتية للتعامل مع المُصابين بنوبات القلب على نحوٍ يحفظ صحتهم وسلامتهم:
- طلب المُساعدة الطبية: ينبغي التواصل مع الإسعاف على الفور عند الشعور بأعراض النوبة القلبية؛ للحصول على المُساعدة المُناسبة في وقت مُبكر يضمن حياة المُصاب ويُجنّبه الإصابة بالمُضاعفات الخطيرة للنوبة.
- عدم قيادة السيارة: لا يُنصح بقيادة السيارة عند الشعور بأعراض النوبات القلبية عند الشباب أو كبار السن؛ لأن هذه الأعراض تزداد حدّتها بشكل كبير مع مرور الوقت، ويستطيع المريض القيادة إذا لم تتوفر أيّة وسيلة أخرى للنقل.
- تناول دواء النيتروغليسرين: على المريض تناول دواء النيتروغليسرين إذا وصفه مُقدم الرعاية الصحية، وينبغي تناول الدواء المذكور وفق تعليمات الطبيب خلال وقت انتظار الإسعاف.
- تناول الأسبرين: يُساعد الأسبرين في منع تجلطات الدم، ولا بُدّ من الحصول على توصية طبية لاستخدام هذا الدواء؛ فإنه يتفاعل مع بعض الأدوية الأخرى عند مرضى القلب.
اقرأ/ي أيضًا: