تحقيق مسبار
يبحث الكثير من الأشخاص عن علاج الإرهاق والتعب النفسي الذي يتعرض له الإنسان أحيانًا؛ بسبب ضغوطات العمل، أو نتيجةً لبعض الأحداث الصادمة أو الوقائع المؤلمة، ويهدف هذا المقال إلى تحقيق مدى وجود أيّة علاجات لحالات الإجهاد النفسي مع ذكر بعض من هذه العلاجات، ويتطرق المقال كذلك إلى أعراض الإرهاق النفسي والإرهاق الجسدي، وطُرق الوقاية من الإرهاق، وأبرز المُضاعفات التي تظهر عند المُصابين بالإرهاق النفسي أيضًا.
هل يمكن علاج الإرهاق والتعب النفسي؟
لا يُعد الإرهاق والتعب النفسي من الأمراض المُميزة ذات التشخيص المُحدد؛ إلّا إنّ هُناك العديد من الأدوية التي تعمل على علاج أعراض الإرهاق المذكور، كما يعتمد العلاج في كثيرٍ من الأحيان على التقنيات والمهارات التي من شأنها تطوير قدرة المريض في التعامل مع حالات الإرهاق النفسي؛ بما في ذلك تقنيات الاسترخاء المُختلفة؛ مثل التنفس العميق، وتستدعي بعض الحالات التي تتسبب بالإرهاق النفسي أدويةً وعلاجاتً طبية، إلى جانب علاجات الطب البديل والطب التكميلي أيضًا.
ما هي أعراض الإرهاق الجسدي والنفسي؟
هناك العديد من الأعراض التي يُمكن ظهورها عند التعرض إلى الإرهاق الجسدي والنفسي، ومنها ما يأتي:
أعراض الإرهاق النفسي
- ارتفاع مُعدل ضربات القلب.
- الشعور بالتعب الجسدي.
- ارتفاع ضغط الدم عند المُصاب.
- التعرّض إلى صعوبات في النوم.
- مواجهة صعوبات في حل المشاكل.
- الخوف من عدم اختفاء الضغوطات.
- التفكير بأسباب الإرهاق على نحوٍ مُستمر.
- التغيّر في السلوك والسيطرة على المشاعر.
- انخفاض السيطرة على الغضب.
- الشعور بعدم الأمان.
- ارتفاع الرغبة بالأكل وتناول الطعام.
- التقلبات في المزاج.
أعراض الإرهاق الجسدي
- الشعور بآلام في عضلات الجسم.
- ظهور الآلام في منطقة الصدر.
- التعرّض إلى الصداع والدوار.
- ظهور مشاكل الجهاز الهضمي؛ كالإمساك والإسهال.
- زيادة الوزن أو فقدانه بشكل غير مُبرر.
- التعرّض إلى مشاكل في البشرة.
- الشعور بوجود كتلة في الحلق.
ما هي طرق علاج الإرهاق النفسي والجسدي؟
فيما يأتي بعضًا من أبرز العلاجات المُستخدمة عند التعرض إلى حالات الإرهاق الجسدي أو النفسي:
- العلاج السلوكي المعرفي: يعتمد العلاج السلوكي المعرفي على التحدث مع المريض بشكل مُباشر؛ لمُساعدته في فهم طريقة تفكيره، ومعرفة الطرق التي تُحفز الشعور الإيجابي، وأنماط الحياة التي يُمكنها مُساعدته في التخلص من الإجهاد.
- تقليل الضغط القائم على العقلانية: يجمع هذا العلاج بين العديد من التقنيات؛ بما فيها تقنيات الاسترخاء وتقنيات اليقظة، مع التركيز على طُرق إدارة التوتر والتخلص منه بشكل أساسي لعلاج المُصابين بالإرهاق والضغط النفسي والجسدي.
- الأدوية: لا يوجد دواء مُحدّد لعلاج حالات الإرهاق النفسي والجسدي؛ وإنما ينبغي على المريض مُراجعة الطبيب المُختص لوصف الدواء المُناسب لحالته بخصوصها، ومن الأدوية المُستخدمة لهذه لحالات الإجهاد ما يأتي:
- الحبوب المُنومة: يصف الطبيب الحبوب المُنومة أو الأدوية المُهدئة للمرضى عند مواجهة المشاكل التي تتعلق بالنوم نتيجةً للإرهاق والتعب النفسي أو الجسدي.
- مُضادات الاكتئاب: تُستخدم مُضادات الاكتئاب في علاج الإرهاق والتعب النفسي عندما تظهر أيّة أعراض تتعلق باكتئاب المريض أو شعوره بالقلق.
- العلاج البيئي: يُسهم العلاج البيئي في علاج المريض من خلال تحسين حالته الصحية واحترامه لذاته، وذلك عن طريق قضاء وقت أكبر في الطبيعة مع مُمارسة بعض التمارين الرياضية أو المُشاركة في مشاريع الزراعة.
- العلاج بالإبر: يُفضّل بعض المُصابين بحالات الإرهاق النفسي والجسدي التوجّه إلى أساليب العلاج بالإبر بدلًا من أخذ الأدوية؛ حيث تعمل هذه الإبر على تحفيز الجهاز العصبي عند المريض؛ ممّا يؤدي إلى التقليل من الإجهاد.
- التدليك: يُفيد التدليك في علاج الإرهاق والتعب النفسي والجسدي، لكنه لا يُناسب المُصابين باضطرابات النزيف وهشاشة العظام، ولا بُدّ من التزام سلسلة من علاجات التدليك بعد استشارة الطبيب للوصول إلى الفائدة المرجوة من هذا العلاج.
هل يمكن إدارة حالات الإرهاق والتعب النفسي؟
هناك عدّة إرشادات لإدارة حالات الإرهاق والتعب النفسي عند المُصابين، ومن أبرزها الإرشادات الآتية:
- التوازن في العمل: ينبغي على كافة الأشخاص توفير بعض الأوقات لمُمارسة الأنشطة والأعمال بشكل مُريح للتخلص من الإرهاق؛ فإن ضغوطات العمل المُستمرة تؤدي إلى الشعور بالإرهاق الجسدي أو النفسي وتُقلّل من الإنتاجية.
- عدم ازدراء الذات: ينبغي على المُصابين بالإرهاق النفسي العلم بأن الإرهاق من ردود الفعل الطبيعية عند التعرض إلى الضغط؛ وذلك لتحفيز الشعور بالقوة بدلًا من شعور الإنسان بالضعف نتيجة للإرهاق.
- التواصل مع شخص موثوق: يستطيع المُصابون بأعراض الإرهاق النفسي التواصل مع الأصدقاء أو أفراد العائلة الموثوقين لمُشاركة مشاعرهم؛ حيث يُساعد ذلك في التنفيس عن الضغوطات وتقليل آثارها بشكل كبير.
- كتابة اليوميات: يُمكن لكتابة اليوميات المُساعدة في معرفة الأسباب التي تؤدي إلى الإرهاق والتعب النفسي؛ لاجتنابها ومعرفة طريقة التعامل معها بشكل صحيح عند ظهور أيّ من أعراضها.
- التوازن في الطعام: تُسهم التغذية السليمة في التخلّص من الإرهاق النفسي؛ فإن انخفاض مُستويات السكر في الدم -بسبب التغذية السيئة- يؤدي إلى اضطراب في المزاج؛ ممّا يُسهم في إثارة مشاعر الغضب والإحباط المرتبطة بالإرهاق.
- مُمارسة الرياضة: على كافة المُصابين بأعراض الإرهاق النفسي مُمارسة الأنشطة الرياضية للتقليل من أعراض التوتر، كما أن الرياضة تُسهم في تحسين الصحة البدنية للإنسان بشكل عام، إلى جانب تحسين الصحة النفسية أيضًا.
- أداء تمارين الاسترخاء: يُعد التنفس العميق من أبرز تقنيات الاسترخاء، وكذلك شدّ العضلات وارتخائها بشكل تدريجي، ويستطيع المُصابون بالإرهاق النفسي مُمارسة هذه التمارين مُدة ثلاث دقائق يوميًا لتحسين الأعراض.
- الانضمام إلى مجموعات الدعم: تُقدم مجموعات الدعم الكثير من الحلول لإدارة حالات الإرهاق النفسي؛ عن طريق مُشاركة التجارب الشخصية مع الآخرين والتعرّف على طريقة تجاوز حالات الإرهاق المذكورة.
- اجتناب التركيز على ما لا يمكن تغييره: ينبغي التركيز والتفكير في الأشياء التي يُمكن تغييرها أو التعامل معها بدلًا من التفكير في الأشياء التي لا يستطيع الإنسان تغييرها؛ فإن التفكير فيما لا يُمكن تغييره يُحفز أعراض الإرهاق النفسي.
- تجنّب المُمارسات الخاطئة: يلجأ البعض إلى التدخين أو المُخدرات أو الأنشطة الخاطئة الأخرى للتخلص من آثار الإرهاق النفسي؛ إلّا إنّ هذه المُمارسات تؤدي إلى ضعف الصحة العقلية بدلًا من علاج الإرهاق والتعب النفسي.
كيف يمكن الوقاية من أعراض الإرهاق النفسي؟
تُساعد الإرشادات والمُمارسات الآتية في الوقاية من أعراض الإرهاق النفسي عند الإنسان:
- مُمارسة تقنيات الاسترخاء: تُساعد تقنيات الاسترخاء في الوقاية من حالات الإرهاق والتعب النفسي، كما أنها من التقنية التي تُستخدم في علاج الإرهاق والتعب النفسي وإدارة هذه الحالة أيضًا.
- المحافظة على نمط الحياة الصحي: لا بُدّ من المُحافظة على نمط الحياة الصحي في كل من الطعام والنوم، بالإضافة إلى مُمارسة الأنشطة الرياضية؛ للحدّ من تعرّض الجسم إلى حالات الإرهاق النفسي.
- تقبّل عدم القدرة على تغيير كل شيء: ينبغي على الإنسان تقبّل كونهم لا يستطيعون تغيير كل الأشياء في حياتهم؛ حيث يساعدهم هذا الشعور في التخلص من حالات الإرهاق النفسي المُرتبطة بالأشياء التي لا يُمكنهم تغييرها.
- التواصل مع الآخرين: يُمكن التواصل مع الأصدقاء والأشخاص الذين يُضفون الشعور بالسعادة والراحة للوقاية من أعراض الاكتئاب أو الإرهاق والتعب الجسدي؛ بسبب ضغوطات العمل أو الحياة.
هل توجد مُضاعفات للإجهاد والإرهاق النفسي؟
يؤدي الإرهاق النفسي إلى العديد من المُضاعفات الصحية، ومنها ما يأتي:
- المشاكل العقلية: يتسبب الإرهاق النفسي بعدة من المشاكل والاضطرابات العقلية أحيانًا، ومن ذلك التعرض إلى الاكتئاب أو القلق أو الإصابة باضطرابات الشخصية.
- أمراض القلب: يؤدي الإرهاق النفسي أحيانًا إلى أمراض القلب والأوعية الدموية؛ بما في ذلك ارتفاع الضغط وعدم انتظام النبض والنوبات القلبية، كما يتسبب الإرهاق المذكور بالسكتات الدماغية أحيانًا.
- المشاكل الجنسية: يُمكن أن تظهر العديد من المشاكل الجنسية عند الرجال أو النساء بسبب الإرهاق النفسي؛ ومنها سرعة القذف عند الرجال، أو العجز الجنسي، أو فقدان الرغبة.
- مشاكل الجلد: يُصاحب الإرهاق النفسي العديد من المُضاعفات التي تؤثر على صحة الجلد في بعض الأحيان؛ حيث يُمكن أن يتسبب الإرهاق بحب الشباب أو الأكزيما، ويؤدي إلى تساقط الشعر أيضًا.
- أمراض الجهاز الهضمي: يؤثر الإرهاق النفسي على الإنسان أحيانًًا ويتسبب بأمراض التهاب المعدة أو التهاب القولون التقرحي أو التهاب القولون العصبي، ويؤدي كذلك إلى مرض ارتجاع المريء في بعض الحالات.
ما هي علامات الإرهاق النفسي الحادّ؟
يُعد الإرهاق النفسي الحاد من الاضطرابات العقلية التي تُصيب البعض عند التعرض إلى الحوادث الصادمة في حياتهم، ومن أعراض هذا الاضطراب ما يأتي:
- أعراض التسلّل: تتسلّل الكثير من الأفكار والأوهام والأحلام المرتبطة بالحوادث الصادمة عند المصابين باضطراب الإجهاد الحادّ، وهي من أبرز الأعراض التي تُصاحب هذا المرض.
- تغيّرات المزاج: يتعرّض مرضى اضطراب الإجهاد الحادّ إلى تغيّرات في المزاج تؤدي إلى التفكير بشكل سلبي، كما أن مزاج هذه الفئة من الأشخاص يُصبح سيئًا أيضًا.
- أعراض الانفصام: يُصاب مريض اضطراب الإجهاد الحاد بالعديد من أعراض الانفصام؛ ومنها نقص الوعي بالبيئة المُحيطة، وفقد القدرة على تذكّر بعض أحداث الواقعة الصادمة.
- أعراض التجنّب: يحاول المُصابون بالإجهاد النفسي الحاد تجنّب كافة الذكريات التي ترتبط مع الحوادث الصادمة، كما أنهم يحاولون اجتناب الأشخاص والأماكن المرتبطة بهذه الحوادث أيضًا.
- أعراض الاستثارة: تظهر كثير من أعراض الاستثارة عند مرضى اضطراب الإجهاد الحادّ؛ ومنها التهيج والعدوانية تجاه الآخرين أو تجاه أنفسهم، بالإضافة إلى اضطرابات النوم وصعوبة التركيز والإصابة بالذهول.
اقرأ/ي أيضًا:
هل تأثير الحشيش على الصحة يكون نفسيًا فقط؟
هل أعراض القلق النفسي عند الرجال خطيرة؟