تحقيق مسبار
نتحدث في مقالنا هذا عن طرق علاج تكيس المبايض؛ لأنها حالة مرضية تؤثر بشكل كبير على مستويات الهرمونات لدى المرأة، التي تلعب دورًا أساسيًا في تنظيم العمليات الحيوية في الجسم؛ ولأنّ اختلالها يُسبب مجموعةً من المشاكل المتعاقبة، لذلك سوف نُلقي الضوء على طرق العلاج والأسباب والأعراض بشكل مُفصّل ودقيق وتبعًا لأبحاث علمية دقيقة.
كيف يتم علاج تكيس المبايض؟
الحقيقة أنه لا يوجد علاج مُحدّد لتكيس المبايض، لكن يُمكن التحكّم في الأعراض عن طريق مجموعة من الممارسات والعلاجات المُستخدمة؛ إذ يُمكن البدء بمجموعة من الإجراءات والتغييرات في نمط الحياة؛ للتقليل من أعراضها وإصلاح الخلل الهرموني في الجسم، ومن أهم هذه العلاجات والإجراءات:
- اتباع نظام صحي منخفض الكربوهيدرات: بهدف إنقاص الوزن وتحقيق العديد من الفوائد، ومنها:
- تحسين أعراض تكيس المبايض؛ فقد يُساعد إنقاص الوزن بمعدل 5-10% من الوزن الكّلي إلى تحسين الأعراض المصاحبة لتكيس المبايض؛ ومنها تنظيم الدورة الشهرية.
- معادلة مستويات الكوليسترول؛ وذلك عن طريق تخفيض الكوليسترول الضار ورفِع النافع.
- موازنة مستوى الأنسولين؛ عن طريق خفض مستوياته.
- تقليل مخاطر الإصابة بأمراض القلب والسكري.
- ممارسة التمارين الرياضية: ومنها رياضة المشي التي تُساعد على تخفيض الوزن وتقليل مخاطر الإصابة بأمراض القلب والسكري، كما أنها تُساهم جنبًا إلى جنب مع اتباع الأنظمة الصحية في تقليل أعراض تكيس المبايض.
- الوخز بالإبر: بعض الأدلة والأبحاث تُشير إلى فائدة الوخز بالإبر في تحسين أعراض تكيس المبايض، لكن هذه الدراسات غير كافية.
- العلاجات الطبية: بعد اتباع الأنظمة الصحية وتغيير نمط الحياة قد يلجأ الأطباء إلى العلاج بالأدوية؛ مثل حبوب منع الحمل الهرمونية، التي تُساعد في تنظيم الدورة الشهرية وعلاج تكيس المبايض وتقليل الأعراض الأخرى، كما تُساعد هذه العلاجات فيما يلي:
- الحفاظ على التوازن الهرموني في الجسم بين هرمونات الأنوثة وهرمونات الذكورة.
- تنظيم عملية الإباضة.
- تخفيف أعراض تكيس المبايض؛ مثل زيادة نمو الشعر والحبوب وغيرها.
- تقليل خطر الإصابة بسرطان الرحم.
- أدوية تنظيم السكري: من أهم العلاجات المُستخدمة في حالات تكيس المبايض الميتفورمين، المعروف باسم جلوكوفاج أو فورتاميت، وهو دواء يُستخدم عادةً في تنظيم السكر عند المرضى من النوع 2، ويُساعد في علاج تكيس المبايض عن طريق التحكّم في مستوى الأنسولين، الذي يُعتبر المُسبب الأساسي للتكيس، كما أنّه يُقلّل من الأعراض الأخرى؛ وأهمها زيادة الوزن.
- علاج كلوميفين: وهو عبارة عن أحد أدوية الخصوبة المُستخدم للمساعدة على الحمل.
- أدوية إزالة الشعر: زيادة نمو الشعر تُعتبر من أهم الأعراض لتكيس المبايض؛ لذلك يُمكن أن يصف الطبيب بعض العلاجات للمساعدة في التخلص منه؛ مثل بعض أنواع الكريمات أو الأدوية التي تثبط نموه.
- العمليات الجراحية: قد يلجأ الطبيب إلى الجراحة لِاستعادة التبويض الطبيعي في المبيض؛ عن طريق إجراء ثقوب صغيرة فيه باستخدام إبرة رفيعة أو باستخدام الليزر، وقد يستلزم الأمر أحيانًا إزالة المبيض بالكامل.
ما هي متلازمة تكيس المبايض؟
قبل الحديث عن علاج تكيس المبايض يجب أولًا تحديد معنى الحالة المرضية وتأثيرها على الجسم؛ إذ يُمكن تعريفها بمشكلة في الهرمونات تُؤثر على النساء في مختلف الأعمار، وتُؤثر على المبايض والأعضاء التناسلية المسؤولة عن إنتاج هرمون الأستروجين والبروجسترون، وهي الهرمونات المسؤولة عن تنظيم الدورة الشهرية، كما تؤثر على المبايض وتُسبّب مجموعةً من الأعراض والعلامات، منها:
- تكيسات في المبايض.
- ارتفاع مستويات هرمون الذكورة.
- فترات حيض غير منتظمة أو فترات خفيفة.
تشخيص متلازمة تكيس المبايض
قبل الحديث عن علاج تكيس المبايض يجب معرفة طرق التشخيص؛ إذ يتم التشخيص عادةً عند ظهور اثنين أو أكثر من أعراضها المتمثلة في عدم انتظام فترات الحيض أو ظهور بعض الأعراض الجسدية؛ لذلك يلجأ الطبيب إلى مجموعة من الاختبارات والفحوصات لتأكيد الحالة، يُذكر منها ما يلي:
- إجراء بعض الفحوصات لمنطقة الحوض؛ للتأكّد من وجود أي نموّ غير طبيعي في منطقة المبيض أو الرحم.
- إجراء بعض اختبارات الدم لفحص مستويات الكوليسترول في الجسم والدهون الثلاثية والأنسولين؛ وذلك لتحديد المخاطر المترتبة على تكيس المبايض.
- الفحص باستخدام الموجات فوق الصوتية؛ للتأكّد من شكل وحجم المبيض ومن وجود خراجات على المبيض، أو التأكّد من سمك بطانة الرحم.
ما هي أسباب تكيس المبايض؟
تحدث تكيسات المبايض بسبب نمو بعض الأكياس الصغيرة المملوءة بالسوائل داخل المبيض مُسببةً وجود بويضات غير ناضجة، وبالتالي لا تحفّز عملية التبويض، وهذا يُسبب اختلالًا في هرمونات الأنوثة والذكورة، كما أن ارتفاع مستوى هرمونات الذكورة يُسبب تأخرًا في فترات الحيض أو تقليل فترتها عن المعتاد، لكن للأسف لا يمكن تحديد سبب هذه المشكلة الطبية بشكل دقيق؛ بالرغم من الاعتقاد أن ارتفاع مستويات هرمون الذكورة هي المسؤولة بشكلٍ رئيسيٍّ عن إنتاج وتكوّن البويضات طبيعيًا، ويُمكن إجمال الأسباب فيما يلي:
- العوامل الوراثية: يعتقد بعض الأطباء أن مشكلة تكيس المبايض هي مشكلة وراثية تحدث بسبب وجود جين أو مجموعة من الجينات، لهذا فإن بعض العائلات تُعاني من هذه المشكلة أكثر من غيرها.
- مقاومة الأنسولين: قد تحدث مشكلة تكيس المبايض نتيجة مقاومة الأنسولين؛ إذ تُشير الدراسات أن قرابة 70% من المُصابات بتكيس المبايض لديهنّ مقاومة أنسولين، وهي حالة مرضية تعني عدم مقدرة الخلايا على استخدام الأنسولين بشكل صحيح، وبالتالي ازدياد طلب الجسم على الأنسولين، الذي يُعتبر أحد أهم الهرمونات التي ينتجها البنكرياس لتحويل السكر من الأطعمة إلى طاقة، وهذه الزيادة المفرطة في إنتاج الأنسولين تعمل على تحفيز المبايض على إنتاج هرمونات الذكورة بشكل أكبر، بالتالي حدوث تكيس المبايض، وبهذا تُسبب مجموعةً أخرى من الأعراض غير المباشرة؛ مثل زيادة الوزن، وزيادة خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني بحسب مصادر موثوقة، من هنا نجد أن مقاومة الأنسولين مشكلة مرضية متشعبة تُسبب مجموعة من الأعراض الخطيرة؛ لذلك يجب علاجها مباشرةً.
- ارتفاع مستوى الالتهاب: العديد من الدراسات تربط بين تكيس المبايض وزيادة مستوى الالتهاب في الجسم، الذي قد يزداد بشكل أو بآخر بسبب زيادة الوزن، ولعلّ هذا الربط ناتج عن علاقة الالتهابات بزيادة مستويات الأندروجين في الجسم بحسب مصادر موثوقة.
- ارتفاع هرمونات الذكورة: وهي الهرمونات المعروفة باسم الأندروجين، التي تعمل على منع الإباضة مسببةً ظهور أكياس صغيرة على المبيض تسبب الأعراض الأخرى المرتبطة بزيادة هرمونات الذكورة.
هل أعراض تكيس المبايض للعزباء تختلف عن المتزوجة؟
تتفاوت الأعراض من حيث شدتها وقوتها، ولا تختلف للمرأة العزباء عن المتزوجة؛ إلّا من حيث العقم أو تأخير الحمل؛ إذ قد تُصيب النساء من عمر 15-44 عامًا، لكن قد يكون اكتشافها بالنسبة للمتزوجة أسهل بسبب تأخر الحمل، أما الأعراض الأخرى فلا يوجد فرق، ومن أهم هذه الأعراض ما يلي:
- فترات غير منتظمة: من أهم الأعراض وأوضحها عدم انتظام الدورة الشهرية بسبب قلة الإباضة، وبالتالي منع بطانة الرحم من التساقط في موعدها الشهري، وقد تُسبب أحيانًا غياب فترة الحيض لعدّة أشهر، كما تُعاني بعضهن من فترات نزيف؛ بسبب تراكم بطانة الرحم لفترة طويلة.
- نمو الشعر بشكل مُضطرب: قد تُعاني بعض النساء من نمو الشعر في أماكن مختلفة؛ مثل الوجه والظهر والصدر، وهذا بسبب ارتفاع هرمونات الذكورة.
- ظهور حب الشباب: اختلال الهرمونات وارتفاع هرمونات الذكورة يجعل الجلد دهنيًا بشكل أكثر، وهذا يُسبب ظهور حب الشباب على الوجه والظهر والصدر.
- زيادة الوزن: قرابة 80% من النساء المُصابات بتكيس المبايض يُعانين من السمنة وزيادة الوزن؛ بسبب التأثير على مستوى الأنسولين، وبهذا يزداد خطر الإصابة بمجموعة من الأمراض، منها:
- زيادة مستوى السكر في الدم.
- ارتفاع ضغط الدم لأنه مرتبط بشكل كبير بزيادة الوزن.
- انخفاض مستوى الكوليسترول الجيد وارتفاع مستوى الكوليسترول الضار، وهذه من المشاكل المرتبطة بشكل كبير بالسمنة.
- زيادة مخاطر الأمراض القلبية الناتجة عن مشاكل التمثيل الغذائي.
- زيادة مخاطر السكتات الدماغية.
- زيادة إمكانية توقف التنفس أثناء النوم.
- سرطان بطانة الرحم: بعد الإباضة تتساقط بطانة الرحم مُحدثةً الحيض الشهري، لكن في حالات تكيس المبايض وعدم حصول الإباضة؛ فإن بطانة الرحم ستتراكم من شهر لآخر مُسببةً زيادة سماكتها، وهذا قد يزيد فرص الإصابة بسرطان عنق الرحم.
- الكآبة: المعروف أن الحالة النفسية للمرأة تتأثر بشكل كبير بمستوى الهرمونات في الجسم، كما أن بعض التغيّرات المرتبطة بتكيس المبايض؛ مثل فرط نمو الشعر وحب الشباب، قد ترفع مستوى المشاعر السلبية، وبالتالي تُسبب القلق والاكتئاب.
- تساقط الشعر: قد يُصبح شعر الرأس أرق وأسهل للتساقط، وهذه حالة تعرف بـ الصلع الذكوري النمطي.
- سواد الجلد: قد تظهر عن بعض النساء تغيّرات متنوعة في لون الجلد، وظهور بقع داكنة في الجلد في مناطق مختلفة؛ مثل الفخذ والرقبة والثديين.
- الصداع: بعض النساء قد تعاني من الصداع الناتج عن التغيّرات الهرمونية.
- آلام الحوض: التي قد تظهر بشكل مستمر أو خلال فترة التبويض .
- أعراض أخرى:
- ارتفاع مستوى هرمون الأندروجين.
- ارتفاع ضغط الدم.
- التعب المستمر.
- انخفاض الرغبة الجنسية.
هل هناك علاقة بين تكيس المبايض والحمل؟
المعروف أنّ ارتفاع مستويات الأندروجين يؤثر سلبًا على مستوى الخصوبة، ويُقلّل فرص الحمل، وقد يسبب العقم في معظم الحالات؛ وذلك لأن عملية التبويض هي المرحلة الأولى لحدوث الحمل؛ إذ يتم إطلاق البويضة لتخصيبها، أمّا في حال تكيس المبايض فإن إطلاق البويضات يتم بوتيرة أقل؛ لذلك يمكن القول أنّ تكيس المبايض غالبًا ما يُعيق عملية الحمل، لكنّ بعض النساء لا تتأثر خصوبتهنّ مُطلقًا، أو قد يتمكنّ من الحمل باستخدام علاجات الخصوبة المتنوعة، لكنهنّ مُعرضات أكثر للإجهاض أو لخطر الولادة المبكرة، ناهيك عن المشاكل الصحية الأخرى التي قد تحصل للجسم.
اقرأ/ي أيضًا:
هل الحبة السوداء تنشط المبايض؟
هل يمكن علاج أكياس الثدي والاضطرابات الهرمونية؟