تحقيق مسبار
يُساعدنا هذا المقال في معرفة أبرز الأنماط الحياتية التي تزيد من صفاء النفس عندما يتعرض الإنسان إلى الضغوط الكبيرة في العمل أو المنزل أو غير ذلك من الأماكن الأخرى، كما يتطرق إلى بيان أنواع الضغوطات النفسية التي يُصاب بها الإنسان وأسباب ظهور الضغوطات عند البالغين والأطفال، بالإضافة إلى بيان الأعراض التي تدل على الضغط النفسي الحاد.
هل هناك تقنيات تساعد على التخلص من الضغوط النفسية؟
تُساعد تقنيات صفاء النفس المُختلفة على تخفيف الضغوط النفسية التي يتعرض إليها الإنسان خلال حياته للعديد من الأسباب المُختلفة، ويُعد التنفس العميق من أبرز هذه التقنيات، كما يلجأ البعض إلى تنظيم أوقات النوم، وتحديد فترات للراحة والهدوء بالشكل الذي يُمكّنه من تخفيف الضغوط النفسية، والمُحافظة على صفاء النفس من أيّ أعراض تنتج عن التوتر أو القلق أو الاكتئاب والإجهاد النفسي.
ما هي أنواع الضغوط النفسية؟
يتعرض الإنسان إلى العديد من أنواع الضغوط النفسية خلال حياته، وأبرزها الأنواع الآتية:
- الضغط النفسي المُفاجئ: يُعرف هذا النوع باسم الضغط النفسي الحادّ أيضًا، وعادةً ما يظهر فجأة ثم يختفي فور اختفاء أسبابه، ويعاني البعض من هذا التوتر بعد التعرض إلى أزمة غير مُتوقعة في حياتهم؛ مثل الحوادث.
- الضغط النفسي المُزمن: يظهر هذا النوع من الضغوط النفسية مع استمراره فترة طويلة دون وجود أيّ إشارة على زواله، ويُؤدي هذا النوع من الضغط النفسي إلى العديد من المُضاعفات؛ ومنها ضعف جهاز المناعة وأمراض القلب.
- الضغط النفسي المُفيد: يرتبط الضغط النفسي المُفيد مع الإثارة وقوة الدافع عند الإنسان عادةً، ويُصاحب هذا الضغط العديد من الأنشطة التي يُمارسها الشخص مع محبته لها، ومن ذلك الضغط الذي يظهر في اليوم الأول من أيام العمل.
- الضغط النفسي الحادّ العَرَضي: يُصيب الضغط النفسي الحادّ العَرَضي بعضًا من الأشخاص بشكل مُنتظم، وعادةً ما يُعاني منه المهنيّون الذين يتعرضون إلى الكثير من المواقف المُوتّرة في حياتهم؛ مثل رجال الإطفاء والإنقاذ.
لماذا تظهر أعراض عدم الراحة النفسية عند البالغين؟
تُعزى مُعاناة البالغين من الضغوطات التي تؤثر على صفاء النفس وعدم راحتهم النفسية إلى أسباب خارجية وأسباب داخلية كما يأتي:
- الأسباب الداخلية: يتعرض الإنسان إلى العديد من الضغوطات التي تنشأ من ذاته ويتأثر بها نتيجةً لمشاعره أو أفكاره، ومن ذلك الرهبة عند التفكير في الوقوف أمام الجمهور، ومنها الأسباب الآتية:
- المَخاوف: يصعب الشعور بالراحة النفسية عندما يتعرض الإنسان إلى المَخاوف التي ينتج عنها بعض الضغوطات النفسية الداخلية؛ كالضغط الذي يظهر لخوف الشخص من الفشل أو خوفه من الطيران.
- الريبة: يبقى المرء في ريبة وتوتر دائم عند انتظار نتيجة الفحص الطبي، أو انتظار أيّ من الأحداث والوقائع التي لا تُعرف نتيجتها أحيانًا، ويؤثر ذلك على الراحة النفسية بشكل كبير.
- الأسباب الخارجية: يتأثر صفاء النفس كثيرًا من الأحيان بسبب المؤثرات الخارجية للبيئة المُحيطة بالإنسان، وفيما يأتي بعضًا من هذه الأسباب الخارجية:
- الأحداث المُفاجئة: تؤدي كثير من الأحداث المُفاجئة إلى توتر الإنسان وتؤثر على صفاء نفسه بشكل كبير؛ ومنها مجيء الضيوف فجأة دون موعد مُسبق، أو ارتفاع قيمة الفواتير بشكل مُفاجئ.
- ضغوطات العمل: يتعرض البعض إلى العديد من ضغوط العمل التي تزيد من صعوبة راحة النفس؛ حيث يواجه البعض مُديرًا كثير التطلّب، أو يستقبل كثيرًا من الرسائل، أو يقع على عاتقه تنظيم الكثير من الفعاليات.
- الوقائع الصادمة: تُعد الوقائع الصادمة من أبرز العوامل الخارجية التي تؤثر على صفاء نفس الإنسان؛ فإنها تتسبب بإرهاق كبير على النفس؛ كالإرهاق الذي ينتج عن الحروب أو الاعتداء أو الكوارث الطبيعية.
- تغيّرات الحياة الكبيرة: يُمكن أن تؤدي التغيّرات الكبيرة في الحياة إلى ضغطٍ نفسيٍّ مؤقت يؤثر على صفاء نفس الإنسان، وتكون هذه التغيّرات إيجابية كالزواج، أو سلبية مثل الطلاق.
هل توجد مُمارسات تسهم في الراحة النفسية؟
هُناك الكثير من المُمارسات والتقنيات التي تُساعد على الراحة النفسية والتخلّص ممّا يُكدّر صفوها ويسبب التوتر، ومنها ما يأتي:
- التمارين الرياضية: يجب إضافة التمارين الرياضية إلى الجدول اليومي للإنسان؛ فإنها من الوسائل الفعّالة في القضاء على التوتر أو تخفيفه وزيادة مستويات صفاء النفس عند الإنسان، ويكفي في ذلك مُمارسة بعض التمارين الخفيفة.
- النظام الغذائي المُناسب: يُساعد النظام الغذائي في إدارة الكثير من وظائف الجسم عند التعرض إلى الإجهاد، ويؤدي التزام نظام غذائي سيء إلى زيادة الضغوطات النفسية؛ ممّا يزيد من صعوبة الوصول إلى صفاء النفس.
- إدارة الأولويات: لا بُدّ من تنظيم الأولويات في حياة الإنسان حسب أهميتها لمعرفة الأهم والقيام به عند تزاحم عدّة مهام معًا، ويؤدي ذلك إلى التخفيف من ضغط النفس ويزيد من صفائها بشكل كبير.
- التنفس والاسترخاء: يقوم الكثير من الأشخاص بمُمارسة تمارين التنفس العميق والاسترخاء؛ للتقليل من مُستويات التوتر وزيادة الراحة والهدوء، وتُسهم هذه التُمارين في التقليل من ضربات القلب، إضافةً إلى الشعور بالصفاء الذهني.
- التحدث مع الآخرين: يستطيع المرء اللجوء إلى التحدث مع الأصدقاء المُقربين أو أفراد العائلة؛ للتقليل من حِدّة التوتر والحصول على الدعم والتنفيس عمّا في الذهن؛ للتقليل من الضغوطات وزيادة مستويات الصفاء التي يُمكن توفيرها للنفس.
- التعرّف على علامات الإجهاد: ينبغي على الإنسان معرفة جميع الإشارات التي تظهر عند تعرضه إلى الضغط النفسي؛ لاتخاذ الإجراءات المُناسبة في وقت مُبكر؛ ممّا يُسهم في إدارة الإجهاد جيدًا والمُحافظة على الصفاء في النفس.
- تجنّب التدخين والكافيين: تُسهم المشروبات التي تحتوي على الكافيين في التقليل من التوتر في البداية كما هي حالة سجائر الدخان؛ إلّا إنّها تؤدي إلى زيادة التوتر فيما بعد بدلًا من تصفية الذهن والنفس.
- الحصول على قسط نوم كافٍ: ينبغي على الشخص أخذ القسط الكافي من النوم؛ لتقليل مُستويات الإجهاد التي تتعرض لها النفس وتوفير الراحة التي تُساعد في صفاء النفس والتخلّص من الضغوطات النفسية المُختلفة.
- تنظيم الوقت: على كافة الأشخاص الذين يشعرون بالتوتر تنظيم أوقاتهم بالشكل المُناسب مع توفير أوقات يومية للراحة والاسترخاء، فإن ذلك يُخفّف من الضغوط النفسية ويُوفر الراحة النفسية المُناسبة.
ما هي أسباب الضغط النفسي عند الأطفال؟
عادةً ما تظهر أعراض الضغط والإجهاد النفسي عند الأطفال نتيجةً للأسباب الآتية:
- الضغط الأكاديمي: يرغب الكثير من الأطفال في زيادة تحصيلهم الدراسي وتحسين درجاتهم وأدائهم في المدرسة؛ ممّا يؤدي إلى زيادة مُستويات الإجهاد النفسي لديهم ويحدّ من صفاء أنفسهم.
- التغيّرات الكبيرة في الأسرة: تؤثر التغيّرات الكبيرة في الأسرة إلى زيادة الضغط النفسي عند الطفل مع زيادة مُستويات التوتر؛ ومن ذلك أحداث الطلاق أو الوفاة، أو الانتقال إلى مسكن جديد، أو زيادة غيرة الطفل لولادة طفل جديد.
- التنمر: يُمكن أن يتعرض الأطفال إلى التنمر في المدرسة أو الشارع أو غير ذلك من الأماكن، ويكون هذا التنمر خفيًا أو ظاهرًا؛ إلّا إنّ الأطفال يُخفون ذلك عن آبائهم ومُعلميهم عادةً؛ للخوف من إظهار نقاط الضعف حسب ظنون الطفل.
- الأخبار الكارثية: يُشاهد بعض الأطفال الكوارث الطبيعية أو الوقائع العنيفة على شاشة التلفاز، ويؤدي ذلك إلى إثارة مخاوفهم من التعرّض إلى أحداث مُشابهة؛ ممّا يزيد من الضغط النفسي عند الطفل.
- قلق الانفصال: يخشى بعض الأطفال من الانفصال عن أصدقائهم المُقربين، بالإضافة إلى الرغبة في زيادة شعبيتهم ومحبة الآخرين لهم، ويثير ذلك مَخاوف الطفل من التعرض إلى الاستبعاد ويؤدي إلى زيادة الضغط النفسي.
- الأفلام المُخيفة: يتأثر صفاء النفس عند الطفل بشكل كبير عند مُشاهدة الأفلام أو قراءة القصص المُرعبة نتيجةً لزيادة مُستويات التوتر؛ فإن هذا النوع من الأفلام يؤدي إلى زيادة مخاوف الطفل بشكل كبير.
كيف يمكن توفير الراحة النفسية للأطفال؟
فيما يأتي بعضًا من الإرشادات التي تُساعد في التخلص من التوتر والضغوطات النفسية عند الأطفال وتُساعد في توفير صفاء النفس عند هذه الفئة من الأفراد:
- توفير الأجواء المنزلية المُناسبة: على الوالدين توفير الأجواء المُريحة للطفل أثناء وجوده في المنزل، ومن ذلك تقديم الألعاب المُمتعة وتناول وجبات العشاء العائلية مع التحدث إلى الطفل على نحوٍ يُشعره بالأمان.
- مُراقبة الألعاب والتلفاز: لا بُدّ من مراقبة كافة ألعاب الفيديو التي يُمارسها الطفل، إلى جانب مُراقبة برامج التلفاز التي يُشاهدها؛ للتأكّد من عدم وجود أيّ أسباب تدعو إلى العنف أو الخوف في البرامج والألعاب.
- تنبيه الطفل قبل التغيّرات الكبيرة: يستطيع الوالدان تنبيه الطفل بشكل مُناسب قبل الأحداث والتغيّرات الكبيرة المُتوقعة؛ كيّ لا يتعرض إلى الصدمة، ويُمكن طرح الموضوع عليه من خلال الأسئلة.
- عدم التعنيف: يجب على الأبوين مُمارسة أساليب التعزيز الإيجابي لسلوكيات الطفل، مع استخدام أسلوب التأديب الذي يُحافظ على احترام الطفل لذاته عند الحاجة، وعدم اللجوء إلى الأساليب العنيفة التي تزيد من ضغوطات الطفل النفسية.
هل توجد أعراض لارتفاع الضغط النفسي كثيرًا؟
تُشير العلامات الآتية إلى انخفاض مُستويات صفاء النفس والراحة وزيادة الضغط النفسي بشكل كبير:
- الشعور بالآلام: يؤدي الضغط الشديد إلى الشعور بـ آلام في الرأس والصدر، بالإضافة إلى ظهور الآلام التي تُصيب عضلات الإنسان أيضًا، وتتضاعف الآلام فيما بعد حتى تؤدي إلى الصداع ومشاكل الجهاز العضلي.
- مشاكل الجهاز الهضمي: يتسبب الضغط النفسي الكبير بعدّة مشاكل تُصيب الجهاز الهضمي؛ ممّا يؤدي إلى الإصابة بالإمساك أو الإسهال أو الغثيان أو التقيؤ.
- ضعف الإنجاب: يؤثر الضغط النفسي الشديد على قدرة الإنجاب عند المرأة والرجل؛ وذلك بسبب انخفاض الدوافع الجنسية، بالإضافة إلى ظهور مشاكل الدورة الشهرية أو مشاكل إنتاج الحيوانات المنوية.
اقرأ/ي أيضًا:
هل يمكن علاج الإرهاق والتعب النفسي؟
هل أعراض القلق النفسي عند الرجال خطيرة؟