تحقيق مسبار
يُعد اضطراب نظم القلب واحدًا من الأمراض التي تتسبب بعدة مُضاعفات خطيرة على صحة الإنسان؛ إذا لم يتم التعامل معها بشكل صحيح، ويهدف هذا المقال إلى بيان مدى إمكانية علاج هذا المرض مع ذكر أبرز الطرق المُـبعة للعلاج، كما يتطرق المقال إلى أعراض الإصابة باضطرابات النظم القلبية، وكيفية تشخيص هذا المرض، وأبرز مُضاعفاته الصحية الخطيرة أيضًا.
هل يمكن علاج اضطراب نظم القلب؟
توجد العديد من الطرق لعلاج اضطراب نُظم القلب؛ إلّا إنّ المريض لا يحتاج إلى علاج لهذا المرض عادةً إذا لم يتسبب بأيّة مُضاعفات خطيرة، وإنما يُكتفى بإجراء الفحوصات الدورية للتحقّق من سلامة القلب، ويعتمد تحديد طريقة علاج اضطراب النظم القلبية على طريقة تأثير المرض؛ حيث يؤدي إلى بطء النبضات أحيانًا ويؤي إلى تسريعها في أحيانٍ أخرى، ولكلّ واحد من هذين الأثرين طريقة للعلاج.
كيف يتم علاج اضطراب نظم القلب؟
تضم القائمة الآتية بعضًا من أبرز الطرق المُتبعة لعلاج اضطراب نظم القلب عند الإنسان:
- التعامل مع الأسباب الكامنة: ينبغي على الطبيب التعامل مع أيّ أمراض كامنة تؤثر على القلب وتؤدي إلى اضطراب ضرباته، ولا بُدّ من علاج هذه الأمراض في البداية للتخلص من حالات اضطراب النظم.
- الأدوية: تُعطى الأدوية للمريض من أجل السيطرة على اضطراب نظم القلب أو إيقاف المرض وعلاجه، ويختلف نوع الدواء بناءً على نوع الاضطراب الذي يُعاني منه المريض وأسبابه.
- تقويم نظم القلب: يُستخدم جهاز تقويم نظم القلب أثناء تخدير المريض، ويعتمد هذا الجهاز على الصدمات لإعادة القلب إلى نظامه الصحيح والتخلص من اضطراب الضربات.
- الاستئصال بالقسطرة: تعتمد بعض طُرق علاج اضطراب نظم القلب على القسطرة؛ للوصول إلى القلب وتدمير الأنسجة التالفة، ومنعها من إرسال الإشارات التي تؤدي إلى الإصابة بالاضطراب المذكور.
- جهاز تنظيم نبضات القلب: يحتوي هذا الجهاز على بطارية، وهو أحد الأجهزة المحمولة التي يتم زرعها في صدر المريض لإنتاج الإشارات الكهربائية؛ من أجل استعادة النظم الطبيعية للقلب.
- جهاز مقوم نُظم القلب ومزيل الرجفان: يُستخدم هذا الجهاز في بعض الحالات بدلًا من استخدام جهاز تنظيم نبضات القلب، وهو جهاز ببطارية يُزرع بالقرب من عظم الترقوة؛ لمراقبة نبضات القلب والمحافظة عليها ضمن الحدود الطبيعية.
- إجراء المتاهة القلبية: يلجأ الطبيب إلى إجراء جراحة المتاهة القلبية لإحداث عِدّة شقوق في الجزء العلوي من القلب، وتهدف هذه الشقوق إلى اعتراض الإشارات الكهربية الشاذة لاستعادة النظم الطبيعية لضربات القلب.
ما هي أعراض اضطراب نظم القلب؟
عادةً ما يُصاحب مرض اضطراب نظم القلب العديد من الأعراض، وأبرزها الأعراض الآتية:
- الشعور بخفقان قوي للقلب في الصدر.
- الإرتعاد في منطقة الصدر أو الرقبة.
- ملاحظة بطء ضربات القلب أو عدم انتظام خفقانها.
- الشعور بالدُوار أو الدوخة.
- ضيق التنفس وعدم الراحة في الصدر.
- الشعور بتعب شديد في الجسم.
- التعرض إلى الإغماء أو الاقتراب من الإغماء.
- تعرض الجسم إلى التعرق.
هل يمكن تشخيص اضطرابات النظم القلبية؟
يُمكن للطبيب تشخيص اضطراب نظم القلب بالاعتماد على العديد من الاختبارات والفُحوصات، وفيما يأتي بعضًا من الطرق المُعتمدة لتشخيص هذا المرض:
- تخطيط كهربية القلب: يقوم الطبيب -في هذا الاختبار- بلصق أقطاب كهربائية على جسم المريض؛ للتحقّق من النشاط الكهربائي في القلب، وعادةً ما تُوضع هذه الأقطاب على الصدر أو الذراعين وتُعرف باسم المجسّات.
- فحص جهاز هولتر: يقوم جهاز هولتر بتسجيل نشاط القلب أثناء مُمارسة الأنشطة اليومية المُعتادة للمريض حتى يتمكن الطبيب من تشخيص حالته بعد الاطلاع عليها، وهو واحد من أجهزة تخطيط كهربية القلب التي يُمكن تعليقها وحملها.
- تخطيط صدى القلب: يعتمد تخطيط صدى القلب على جهاز صغير يقوم الطبيب بوضعه على صدر المريض، ويستطيع هذا الجهاز تشكيل صورة لحجم القلب وحركته وبُنيته من خلال الموجات الصوتية التي يُصدرها.
- مسجل دورات القلب القابل للغرس: يتم استخدام جهاز تسجيل دورات القلب القابل للغرس في حالات نادرة، وهو جهاز يُغرس تحت الجلد في منطقة الصدر؛ من أجل تسجيل نشاط القلب ومُراقبة أيّة نبضات غير مُنتظمة.
- اختبار الإجهاد: يقوم الطبيب بإجراء اختبار الإجهاد لمُراقبة نبضات القلب أثناء مُمارسة الرياضة من قبل المريض؛ وذلك للتأكّد من علاقة الجهد المبذول باضطراب نظم القلب وعدم انتظامها.
- اختبار النوم: يُجرى اختبار النوم لبعض المرضى، ويهدف إلى التحقّق من مدى ارتباط انقطاع نفس المريض أثناء نومه باضطراب نُظم القلب؛ حيث يكون هذا الانقطاع سببًا لعدم انتظام ضربات القلب أحيانًا.
- اختبارات الطاولة المائلة: يستلقي المريض على طاولة مائلة في هذا الاختبار ويقوم الطبيب بفحص نبضات قلبه في أوضاع مُختلفة، وهو اختبار يتم إجراؤه إذا تعرض المريض إلى الإماء بسبب اضطراب نظم القلب.
- فحص الفيزيولوجيا الكهربائية: يُمكن لهذا الفحص إطلاع الطبيب على الأنشطة والمسارات الكهربائية للقلب، وهو ما يُساعد في معرفة أسباب الإصابة بعدم انتظام ضربات القلب وإيجاد العلاج الأفضل حسب حالة المريض.
ما هي العوامل التي تؤدي إلى الإصابة باضطراب نظم القلب؟
هُناك العديد من العَوامل التي تتسبب بزيادة خطورة الإصابة بمرض اضطراب نظم القلب عند الإنسان؛ ومنها: التوتر والتدخين والسمنة وتناول بعض الأدوية، إلى جانب العوامل الآتية:
- العُمر: يشهد جسم الإنسان العديد من التغيّرات عندما يكبر سنّه، ويُعد العُمر واحدًا من العوامل التي تزيد خطورة الإصابة بمرض اضطراب النظم القلبية؛ حيث تزداد خطورة الإصابة كلّما زاد العُمر، وعادةً ما يظهر بعد سن الخامسة والستين.
- العوامل الوراثية: تزداد فرصة الإصابة بمرض اضطراب النظم القلبية إذا كان أحد أفراد العائلة مُصابًا بهذا المرض عادةً، كما أن الوراثة تُعد عاملًا للإصابة بالعديد من أمراض القلب الأخرى أيضًا.
- نمط الحياة غير الصحي: يُكثر البعض من تدخين السجائر، وتعاطي المؤثرات العقلية؛ بما فيها المُخدرات، وتُعد هذه المُمارسات وغيرها من أنماط الحياة غير الصحية أحد عوامل زيادة خطورة الإصابة باضطراب نظم القلب.
- تلوث البيئة المُحيطة: يعيش البعض في بيئة مليئة بملوثات الهواء، وهو ما يزيد من فرصة الإصابة بأمراض اضطراب نُظم القلب، بالإضافة إلى العديد من الأمراض الأخرى.
- مرض الشريان التاجي: عادةً ما يتسبب مرض الشريان التاجي وأمراض القلب الأخرى بحالات اضطراب النظم القلبية، وكذلك الأمراض التي تتسبب بتضييق الشرايين عند المريض أيضًا.
- الخَرَف: تُشير العديد من الدراسات إلى وجود ارتباط وثيق بين الخرف واضطراب النظم القلبية عند الأشخاص البالغين، الذين تزيد أعمارهم عن أربعة وستين عامًا.
- أمراض القلب الخلقية: يُولد بعض الأشخاص مع تشوهات خَلقية في القلب، وتُؤثّر بعض هذه التشوهات على نبضات القلب وتتسبّب بمرض عدم انتظام ضربات القلب.
- مرض الغدة الدرقية: يتعرض البعض إلى أمراض فرط نشاط الغدة الدرقية أو قلة النشاط في هذه الغدة، ويندرج كلا المرضين ضمن عوامل الإصابة باضطراب نظم القلب.
- انقطاع النفس الانسدادي النومي: يؤدي انقطاع النفس الانسدادي النومي إلى توقّف نفس المريض خلال فترة النوم، ويتسبب ذلك ببطء في نبضات القلب أحيانًأ، ويُمكن أن يتسبب بالرجفان الأذيني.
- مرض السكري: يُصاحب مرض السكري العديد من الأعراض والمُضاعفات الأخرى، ويُعد اضطراب النظم القلبية واحدًا من الأمراض التي يُمكن ظهورها نتيجةً للإصابة بأمراض السكري غير المنضبط.
ما هي طرق الوقاية من اضطراب نظم القلب؟
تضم القائمة الآتية بعضًا من أبرز الإرشادات التي تُساعد في الوقاية من مرض اضطراب نظم القلب:
- اتباع نمط حياة صحي: يُسهم اتباع نمط الحياة الصحي في التقليل من خطورة الإصابة بأمراض اضطراب النظم القلبية، ومن ذلك: ترك التدخين، والتزام تناول الوجبات الصحية للقلب، والمُحافظة على الوزن المُناسب.
- التقليل من الكافيين: تزيد المشروبات التي تحتوي على الكافيين من خطورة الإصابة بمرض اضطراب نُظم القلب، وينبغي الحدّ من هذه المشروبات أو التقليل منها للمُحافظة على ضربات القلب الصحية.
- التقليل من التوتر: يتسبب التوتر الشديد باضطراب النُظم القلبية عند البعض، وكذلك الحال بالنسبة إلى الغضب، ولا بُدّ من ممارسة الأساليب التي تُقلّل من التوتر؛ لتجنّب الإصابة باضطراب نظم القلب.
- تناول الأدوية بشكل صحيح: لا بُدّ من اتباع الإرشادات الصحيحة عند تناول الأدوية؛ بما فيها الدواء الذي لا يحتاج وصفة طبية؛ حيث يؤدي تناول بعض الأدوية بشكل خاطئ إلى اضطراب نظم القلب والعديد من الأمراض الأخرى.
- إجراء الفحوصات المُنتظمة: يُساعد إجراء الفحوصات القلبية بشكل مُنتظم في معرفة كافة الحالات التي يُمكن أن تتسبب باضطراب نُظم القلب، وعلاجها أو التعامل معها في وقت مُبكر.
ما هي مضاعفات اضطراب نظم القلب؟
يؤدي اضطراب نظم القلب إلى العديد من المُضاعفات الخطيرة إذا لم يتعامل المريض معه في وقت مُبكر؛ حيث يُمكن أن يتسبب هذا الاضطراب بالسكتات الدماغية والسكتات القلبية، بالإضافة إلى بعض الأمراض العقلية، ويؤدي اضطراب النظم إلى توقّف القلب بشكل كامل في بعض الحالات أيضًا، وهذا يعني ضرورة التعامل مع المرض في وقت مُبكر واتباع إرشادات الطبيب لضمان المُحافظة على حياة صحية.
اقرأ/ي أيضًا:
هل هناك مشروب يُهدئ ضَربات القلب؟
هل المعدل الطبيعي لضربات القلب يكون حسب العمر؟