` `

هل يمكن علاج قرحة عنق الرحم؟

صحة
25 نوفمبر 2021
هل يمكن علاج قرحة عنق الرحم؟
تُصيب هذه القرحة الجزء الخارجي من عنق الرحم أو الجزء المهبلي (Getty)
صحيح

تحقيق مسبار

قرحة عنق الرحم أو شتر عنق الرحم كما يُطلق عليها عادةً، أو التهابات عنق الرحم، هو عبارة عن حالة مرضيّة تعني نموّ الخلايا الموجودة داخل عنق الرحم إلى خارجه مُشكّلةً رقعةً حمراء مُلتهبة، وهي لا تُعتبر خطيرةً في معظم الأحيان؛ بالرغم من ربط البعض بينها وبين سرطان عنق الرحم في إحدى المراحل المبكرة؛ بسبب شكلها أو تشابه بعض الأعراض أحيانًا. هنا سنتحدث بالتفصيل عن هذه الحالة المرضية وطرق العلاج الممكنة بحسب دراسات وأبحاث مؤكّدة، كما سنتحدث عن مدى خطورتها.

ما هي قرحة عنق الرحم؟

هي عبارة عن حالة مرضية من أمراض النساء الشائعة التي تُصيب معظم النساء في سنوات الإنجاب؛ إذ تُصيب هذه القرحة الجزء الخارجي من عنق الرحم أو الجزء المهبلي الذي يتكون عادةًَ من خلايا طلائية حرشفية، أما الجزء الداخلي من عنق الرحم فيتكوّن من خلايا غديّة ناعمة، وتحدث القرحة عند تحوّل الخلايا الظهارية إلى خلايا غديّة في منطقة تُسمى منطقة التحوّل، وهي الجزء الخارجي من عنق الرحم.

أعراض قرحة الرحم

تُعاني معظم النساء من قرحة عنق الرحم دون أعراض واضحة، فيما تكون وجود بقعة حمراء ملتهبة على شكل التهاب في عنق الرحم من أهم الأعراض، وتظهر بسبب حساسية الخلايا الغدية وتهيّجها بسهولة، وقد يُصاحب هذا الإحمرار مجموعةً من الأعراض نذكر منها ما يلي:

  • ألم أو نزيف في منطقة عنق الرحم أثناء ممارسة الجنس أو بعده.
  • ألم أو نزيف خفيف بعد إجراء فحص لعنق الرحم.
  • مخاط أو إفرازات خفيفة، مع تغيّر طبيعة الإفرازات بشكل عام من ناحية الرائحة والشكل.
  • بعض النزيف المتقطع خارج أيام الحيض.
  • ألم أثناء التبول.

أسباب قرحة عنق الرحم

قديمًا كان الاعتقاد السائد أن القرحة تحدث نتيجة بعض العوامل؛ مثل الصدمات للمنطقة نتيجة الاتصال الجنسي، أو نتيجة إدخال بعض الأدوات في المهبل؛ مثل المنظار أو الدش المهبلي باستخدام مواد كيميائية، أو بسبب بعض الأمراض المنقولة جنسيًا؛ مثل الهربس والزهري؛ إلّا إنّ هذه النظريات تمّ إثبات عدم صحتها مُطلقًا، وأصبح الاعتقاد بأنه حالة صحية طبيعية تحدث لنسبة كبيرة من النساء دون معرفتهم؛ لأنها لا تُسبّب أعراضًا مزعجةً في معظم الحالات؛ لذلك فإنّها لا تحتاج إلى علاج؛ إلّا في بعض الحالات المصحوبة بالنزيف، أو في حال تاثيرها على الخصوبة؛ بالرغم من عدم تأثيرها فعليًا على الحمل أو سلامة الجنين بشكل عام، ويمكن القول أن أسباب التهاب عنق الرحم والقرحة تزداد أحيانًا نتيجة بعض العوامل؛ منها: 

  • مستويات عالية من هرمون الإستروجين: يؤثر ارتفاع مستويات هرمون الإستروجين على تكوين خلايا عنق الرحم؛ فيزداد عدد الخلايا وتنتشر إلى الجزء الخارجي من عنق الرحم، وتحدث هذه الحالة في عدّة مراحل من عمر المرأة؛ منها سن البلوغ، أو أثناء الحمل، أو في حال استخدام وسائل منع الحمل الهرمونية وفي مرحلة التبويض والحيض.
  • التغيّرات الهرمونية الطبيعية: تحدث القرحة عادةً في سنوات الإنجاب؛ بسبب التقلّبات الطبيعية في مستوى الهرمونات الأنثوية، لهذا فإن النساء المُصابات بانقطاع الطمث أقل عرضةً للإصابة بالقرحة.
  • استخدام وسائل منع الحمل: ومنها حبوب منع الحمل التي تؤثر بشكل كبير على مستويات الهرمونات.
  • الحمل: قد يُسبب الحمل بعض التغيّرات الهرمونية التي تكون أحد عوامل تكون القرحة، كما قد تحدث القرحة بسبب تكرار مرّات الحمل.
  • العمر: تُعتبر النساء الصغيرات في العمر أكثر عُرضةً للإصابة بالقرحة خصوصًا في مرحلة البلوغ.
  • الأمراض المنقولة جنسيًا: قد تحدث قرحة عنق الرحم نتيجة بعض الأمراض المنقولة جنسيًا؛ بسبب العدوى البكتيرية أو الفيروسية؛ ومنها أمراض الهربس والكلاميديا أو داء المشعرات.
  • ردود الفعل التحسسية: تُصاب المرأة أحيانًا بقرحة عنق الرحم؛ بسبب التحسّس من مبيدات الحمل الموضعية، أو من الواقي الذكري، أو من بعض منتجات التنظيف المهبلي؛ مثل الدوش المهبلي، أو مزيلات العرق النسائية.
  • فرط نمو البكتيريا: تتسبب البكتيريا الموجودة في المهبل في بعض الأحيان بحدوث التهاب المهبل الجرثومي؛ وبالتالي حدوث قرحة عنق الرحم.
  • أسباب خلقية: تُولد بعض النساء وهي مُصابة بقرحة عنق الرحم؛ نتيجة تعرض الجنين لهرمونات الأم أثناء الحمل مُسببًا فرط نشاط عنق الرحم، ونموّ خلايا الرحم للخارج.
  • سن اليأس: تُعتبر النساء أقل عرضةً للإصابة بقرحة عنق الرحم في سن اليأس، أو في مرحلة انقطاع الدورة الشهرية؛ بسبب انخفاض مستويات الإستروجين، الذي يسبب تقلّص عنق الرحم واندفاع الخلايا الحرشفية من الداخل إلى الخارج.

علاقة قرحة عنق الرحم بالسرطان

الحقيقة أن سبب الربط بين الحالتين هو المظهر المُلتهب لمنطقة عنق الرحم، لكن الواقع أن الحالتين غير مرتبطتين مُطلقًا ولا تُسبب إحداهما الأخرى، كما أن القرحة لا تُعتبر مؤشرًا أو عرضًا مبكرًا لِسرطان عنق الرحم كما تعتقد العديد من النساء، لكن تشابه الأعراض هو سبب الخلط الدائم بين الحالتين، وسبب إجراء الفحوصات لاستبعاد السرطان بشكل عام، ويتم ذلك عن طريق إجراء مجموعة من الفحوصات المخبرية والاختبارات، خصوصًا في حال ظهور الاحمرار الشديد، ومن أهم هذه الاختبارات:

  • اختبار الحوض الروتيني: يتم من خلال هذا الإجراء عمل فحص روتيني لمنطقة الحوض؛ إذ يُلاحظ وجود إحمرار، أو تغيّر في لون منطقة المهبل الظاهرة، وهذا دليل على وجود التهاب أو قرحة.
  • اختبار عنق الرحم: وهذا الاختبار يتم من خلاله أخذ عينة صغيرة من خلايا عنق الرحم؛ لفحصها والتأكّد من وجود التغيّرات في الخلايا السرطانية، أو وجود فيروس الورم الحليمي البشري.
  • الخزعة: في بعض الحالات يحتاج الطبيب لأخذ عينة من الأنسجة المهبلية، ثم فحصها في المختبر للبحث عن الخلايا السرطانية.

هل يمكن علاج قرحة الرحم؟

عادةً يحاول الطبيب البحث والفحص لتأكيد الإصابة بالقرحة واستبعاد الأمراض الأخرى الأشدّ خطورة؛ لأن القرحة بحدّ ذاتها لا تحتاج إلى علاج في معظم الحالات بسبب شفائها من تلقاء نفسها؛ إلّا إنّه في بعض الحالات المزعجة أو في حال التأثير على الإنجاب ترغب بعض النساء بتلقّي العلاج المناسب، الذي يقوم الطبيب المُختص بتحديده؛ بناءً على الحالة المرضية وعلى الأعراض والأسباب؛ فإن كانت القرحة ناتجة عن بعض الإلتهابات عندها يجب استخدام بعض العلاجات الموضعية، وفي حال كانت القرحة ناتجة عن استخدام بعض وسائل منع الحمل عندها يُمكن تغيير الوسيلة لنوع آخر لا يؤثر على القرحة، فيما قد يلجأ الطبيب أحيانًا لبعض الطرق والعلاجات في حال الشعور بأعراض شديدة، وقد يحتاج الطبيب إلى تكرار عملية العلاج في بعض الحالات؛ بسبب عدم شفائها بالكامل أو بسبب تكرار الإصابة، كما يجدر التأكيد على أن العلاج لا يتطلب إجراءات كثيرة، بل يتم داخل العيادة باستخدام مُخدّر موضعي أحيانًا أو بدون تخدير، وتعود المرأة لحياتها الطبيعية مباشرةً بعد العلاج، ومن أهم طرق العلاج المتبعة ما يلي:

  • الكيّ: وهو إجراء يتم بدون تخدير؛ إذ يوجد عدّة أنواع من الكيّ، وهي:
    • الإنفاذ الحراري: يتم عن طريق استخدام الحرارة لكيّ المنطقة المُصابة عن طريق تسخين الخلايا المُسببة للأعراض، التي تعمل على حرقها ثم إغلاقها، وقد تحتاج بعض الحالات إلى التخدير الموضعي.
    • العلاج بالتبريد: باستخدام ثاني أكسيد الكربون لتجميد المنطقة المصابة، وهذا العلاج يعتبر آمنًا وفعّالًا في الكثير من الحالات، خصوصًا عند الإصابة بــ الإفرازات المهبلية.
    • نترات الفضة: وهي طريقة أخرى لكيّ الخلايا الغدية عن طريق وضع مادة كيميائية على المنطقة المُصابة لإغلاقها.
  • تخثر الأنسجة بالموجات الدقيقة: هذا العلاج يقدم نتائجًا أفضل من ناحية مظهر عنق الرحم بعد الكيّ، أما فيما يخص النتائج الأخرى فهي مماثلة تقريبًا لعمليات الكيّ الأخرى.
  • العلاج بالليزر: في هذا العلاج يتم استخدام شعاع ليزر من مادة ثاني أكسيد الكربون لتدمير الأنسجة غير الطبيعية، وتتميز هذه الطريقة بدقتها وسرعة شفائها بشكل عام.
  • التحاميل: في بعض الحالات يتم العلاج عن طريق تحاميل ألفا إنترفيرون، وهي تحاميل مُضادة للفيروسات والتكاثر، تُعزّز وظائف الخلايا اللمفاوية، كما يُمكن العلاج باستخدام تحاميل بوليديوكسي ريبو نوكليوتيد، التي تُساعد في إعادة تكوين النسيج الظهاري وبالتالي تقليل حجم الالتهاب.
  • العلاج باستخدام البلازما: أو العلاج بواسطة الصفائح الدموية الذاتية، وهذا العلاج يتميز بسرعة الشفاء وقلّة النزيف اللاحق له مقارنةً بالعلاج بالليزر.

ما هي علامات الشفاء من قرحة عنق الرحم؟

بعد تشخيص الحالة المرضية والتأكّد من الإصابة بقرحة عنق الرحم يتم الخضوع لإحدى طرق العلاج في العيادة، التي تتم خلال مدة زمنية قصيرة لتعود المرأة لممارسة حياتها الطبيعية بشكل اعتيادي، لكن يُنصح بالامتناع عن ممارسة الجنس لمدة كافية تصل إلى 4 أسابيع، وتقليل استخدام منتجات العناية بالمهبل؛ مثل الدش المهبلي والسدادات القطنية وغيرها، عندها سوف تقلّ الإفرازات الشفافة وفترات النزيف، كما يتم التخلص من الأعراض المزعجة مع التحسّن في المظهر العام لعنق الرحم واستعادة الخصائص الطبيعية لمخاط عنق الرحم، وهذه العلامات مجتمعةً تعتبر دلالةً على الشفاء من القرحة، لكن في بعض الحالات قد تحتاج بعض النساء لتكرار العلاج في حال ظهور واستمرار بعض الأعراض، التي تدل على عودة القرحة وعدم شفائها بالكامل، ومن أهم هذه الأعراض:

  • افرازات برائحة كريهة.
  • نزيف أو تبقّع غير معتاد.
  • استمرار النزيف لفترة طويلة.

 

اقرأ/ي أيضًا:

هل يمكن علاج غازات الرحم؟

هل عملية استئصال الرحم خطيرة؟

هل زيت الخروع يفتح الرحم ويسهل الولادة؟

هل يمكن علاج اضطراب الهرمونات والدورة الشهرية؟

مصادر مسبار

شارك هذا التحقيق على