تحقيق مسبار
بالرغم من كثرة أضرار البلاستيك على البيئة البحرية والبيئية، بالإضافة إلى أضراره على صحة البشر؛ إلّا أن استخدام المُنتجات البلاستيكية تنتشر بشكل كبير حتى يومنا هذا، ويهدف المقال إلى بيان بعض الإحصائيات حول النفايات البلاستيكية، مع ذكر العديد من الأضرار التي تنتج عن البلاستيك على الأصعدة المُختلفة، ويتطرق المقال كذلك إلى بعض الأسباب لانتشار البلاستيك وتزايد إنتاجه في هذه الأيام.
هل يوجد أضرار للبلاستيك على البيئة؟
للبلاستيك كثيرٌ من الأضرار على البيئة، إلى جانب تأثيره على حياة البشر والحيوانات والكائنات البحرية أيضًا، وينتج التلوث البلاستيكي في البيئة عن الإدارة غير السليمة لهذا النوع من النفايات حول الكرة الأرضية، ويُعاني العالم -في الوقت الراهن- من قلق كبير حول تزايد النفايات البلاستيكية وتفاقم أضرارها، وفيما يأتي بعضًا من الإحصائيات حول نفايات البلاستيك:
- لاحظ العُلماء بأن النفايات البلاستيكية التي لم تتم إعادة تدويرها عام 2017م بلغت 6.3 مليار طن من أصل 6.9 مليار طن تمّ بيعها في العام ذاته.
- وصلت كميات النفايات البلاستيكية المُلقاة إلى أكثر من 2 مليون طن حتى يومنا هذا.
- أُنتج ما يساوي 8.3 مليار طن من البلاستيك منذ خمسينيات القرن العشرين وحتى يومنا هذا، وبلغت نسبة البلاستيك الذي أُعيد تدويره 9.0% فحسب.
- يسُجّل استخدام 2 مليون كيس بلاستيكي في العالم في كل دقيقة.
- يؤدي البلاستيك إلى قتل 1.1 مليون حيوان وطائر بحري سنويًا.
ما هي أضرار الأكياس البلاستيكية على البيئة؟
تستغرق النفايات البلاستيكية -بما فيها الأكياس- وقتًا طويلًا حتى تتحلل في البيئة، وتؤدي إلى الكثير من الأضرار التي تُصيب البيئة المُحيطة، ومن أبرز أضرار الأكياس البلاستيكية على البيئة ما يأتي:
- تلويث الهواء: تقوم العديد من الدول حول العالم بحرق الأكياس البلاستيكية للتخلص منها، ويؤدي ذلك إلى إطلاق كميات كبيرة من المواد السامّة التي تُلوّث الهواء، وهو من أبرز أنواع أضرار البلاستيك على البيئة.
- تسميم التربة: يؤدي تلف الأكياس البلاستيكية عندما تتعرض لأشعة الشمس إلى إطلاق العديد من المواد السامّة، التي تختلط مع التربة مُتسببةً بالكثير من الأضرار على المزروعات والكائنات الحيّة الأُخرى.
- انسداد تصريف مياه الأمطار: تؤدي الأكياس البلاستيكية إلى انسداد الكثير من المجاري المُخصّصة لتسريب مياه الأمطار إذا لم يتم إتلافها بشكل صحيح، ويتسبب ذلك بسيول من المياه في كثيرٍ من الأحيان عند فشل المجاري بتصريف المياه.
- إتلاف الأراضي الزراعية: تتسبب المُلوّثات الناتجة عن الأكياس البلاستيكية بإتلاف الكثير من الأراضي الصالحة للزراعة، وهو ما يُهدّد القطاع الزراعي بشكل كبير في عدّة أنحاء حول العالم.
ما هي أضرار الأكياس البلاستيكية على الحيوانات؟
يتم استخدام أكثر من خمسمائة مليار كيس بلاستيكي حول العالم في كلّ سنة، وينتهي المطاف بكثير من هذه الأكياس إلى الشوارع أو المتنزهات، أو الأماكن الأخرى التي تنتشر فيها الحيوانات، مُتسببة بكثير من الأضرار لهذه الكائنات الحية، وأبرزها الأضرار الآتية:
- غرق الحيوانات: تعلق بعض الحيوانات بالأكياس البلاستيكية أحيانًا ولا تستطيع الإفلات منها؛ ممّا يؤدي إلى غرقها وموتها في كثير من المرّات.
- التسبّب بالجوع: تأكل الحيوانات بعض أنواع النفايات البلاستيكية أحيانًا؛ ممّا يؤدي إلى تعبئة معدتها مع استمرار شعورها بالجوع؛ لعدم قدرتها على التهام الطعام المُغذي المُناسب.
- قتل صغار الطيور: تلتقط الكثير من الطيور قطع البلاستيك الصغيرة الطافية على الماء، ثم تقوم بإطعامها إلى الصغار؛ ممّا يؤدي إلى موتها في بعض الأحيان.
- الاختناق: يُمكن أن تؤدي الأكياس البلاستيكية التي تلتهمها الكثير من الحيوانات إلى اختناقها عند مرورها عبر البلعوم، ويؤدي ذلك إلى موتها بشكل مباشر.
لماذا تأكل الحيوانات البلاستيك؟
تنجذب الحيوانات إلى البلاستيك بسبب خصائصه المُختلفة؛ بما في ذلك اللون أو الحجم أو الشكل، كما أن هُناك بعض الأكياس البلاستيكية التي تعلق بها رائحة تُشبه رائحة غذاء الحيوانات؛ ممّا يجعلها تأكل هذا النوع من النفايات بشكل كبير؛ حيث تفتقر العديد من الحيوانات إلى المهارات التي تُساعدها في تمييز الغذاء من البلاستيك، ويتسبب التهام الحيوانات للبلاستيك بموتها، بالإضافة إلى تلويث السلسلة الغذائية للإنسان أيضًا في كثير من الأحيان.
كيف تؤثر أضرار البلاستيك على الإنسان؟
لا تقتصر أضرار البلاستيك على البيئة؛ وإنّما تؤثّر على صحة البشر أيضًا، وفيما يأتي بعضًا من أضرار البلاستيك على الإنسان:
- الإصابة بالسرطان: يؤدي إحراق الأكياس البلاستيكية وأنواع البلاستيك الأخرى إلى تصاعد العديد من الأبخرة السامّة، التي تؤثر على صحة الإنسان وتتسبب بأمراض السرطان عند استنشاقها.
- اختراق السلسلة الغذائية: تتحلّل النفايات البلاستيكية إلى قطع صغيرة تُعرف باسم اللدائن الدقيقة، وتتناول الكثير من الكائنات البحرية هذه اللدائن، ثم تنتقل إلى الإنسان عند تناولها مُتسببةً بكثير من الأمراض الصحية.
- اضطرابات الغدد الصماء: تحتوي بعض المُنتجات البلاستيكية على إضافات تؤدي إلى اضطراب الغُدد الصماء عند الإنسان؛ ممّا يتسبب بكثير من الأمراض؛ وأبرزها التشوّهات الخلقية.
- التأثير على جهاز المناعة: يُمكن للبلاستيك التأثير على كفاءة جهاز المناعة عند الإنسان نتيجةً لبعض الإضافات التي تُستخدم في إنتاج البلاستيك، وتتواجد بعض هذه الإضافات في الزجاجات البلاستيكية وأكياس الطعام.
- الإصابة بالأمراض العصبية: تتسبب بعض الإضافات التي تدخل في إنتاج البلاستيك بالعديد من أمراض الجهاز العصبي للإنسان؛ وأبرزها اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه.
- زيادة خطر الإصابة بعدوى: عادةً ما تجذب المواد البلاستيكية العديد من الكائنات الحية الدقيقة؛ مثل البكتيريا المُمرضة، وتؤدي هذه المواد إلى إصابة الإنسان بالعديد من أنواع العدوى عند دخول الجسم بأيّ طريقة ممكنة.
ما هي أضرار البلاستيك على البيئة البحرية؟
فيما يأتي قائمة ببعض أضرار البلاستيك على البيئة البحرية:
- إعاقة نموّ البروكليروكوكس: تُعد البروكليروكوكس من الكائنات الدقيقة البحرية، وتعمل هذه الكائنات على توفير 10% من الأكسجين في الكرة الأرضية، ويؤدي البلاستيك إلى إعاقة نموّها؛ ممّا يؤثر على البيئة البحرية بشكل كبير.
- التقليل من حجم المعدة: يأخذ البلاستيك حيّزًا من المعدة عند العديد من الكائنات البحرية؛ بما فيها الطيور البحرية، ممّا يؤدي إلى انخفاض السعة التي يمكنها تخزين الطعام عند الحيوان، ويتسبب ذلك بالجوع المُستمر.
- التأثير على تكاثر الحيوانات البحرية: وجدت إحدى الدراسات الحديثة بأن البلاستيك المُنتشر على الشواطئ يُمكنه التأثير على تكاثر العديد من الحيوانات البحرية؛ ممّا يؤدي إلى انقراض العديد منها في وقتٍ لاحق.
- تسميم البيئة البحرية: تحتوي العديد من أدوات النظافة على الميكروبيدات البلاستيكية، ويتم تصريف هذه المواد البلاستيكية في المجاري، ثم تقوم العديد من الدول بتصريفها إلى مياه المحيطات لصعوبة التقاطها، ويؤدي ذلك إلى تسميم البيئة البحرية.
- موت الحيوانات البحرية: تبتلع الأسماك عشرات الآلاف من أطنان البلاستيك كلّ عام؛ ممّا يتسبب بموتها أو يؤدي إلى إصابتها بالأمراض في المعدة، ويشمل ذلك شريحةً كبيرةً من الحيوانات البحرية؛ بما فيها الحيتان.
- الدخول في أحشاء الحيوانات البحرية: تدخل العديد من النفايات البلاستيكية إلى أحشاء الحيوانات البحرية حتى تندمج معها، وخلّصت إحدى الدراسات إلى أن رُبع الأسماك في كاليفورنيا تحتوي على بلاستيك داخل أحشائها.
كيف يمكن الوقاية من أضرار البلاستيك؟
توجد العديد من الإرشادات التي يُمكن اتباعها للحدّ من أضرار البلاستيك على البيئة البحرية والبرية، ومن هذه الإرشادات ما يأتي:
- التوقّف عن إنتاج بعض أنواع البلاستيك: على كافّة المصانع التوقّف عن إنتاج البلاستيك، الذي يتم استخدامه مرةً واحدةً وتعزيز إنتاج البلاستيك، الذي يُمكن استخدامه عدّة مرّات؛ للتقليل من الحاجة إلى إنتاج البلاستيك والحدّ من أضراره.
- تعزيز الحدّ من استخدام البلاستيك: يُمكن للجهات المسؤولة تعزيز الحدّ من استخدام البلاستيك، وتحفيز الأفراد على استخدام المُنتجات الأخرى ذات الآثار البيئية الأفضل.
- الحدّ من انبعاثات مصانع البلاستيك: تُخرج مصانع البلاستيك كميات كبيرة من الانبعاثات الضارّة، التي تُسبّب الاحتباس الحراري وتؤدي إلى الإصابة بالسرطانات والأمراض الأخرى، وينبغي الحدّ من هذه الانبعاثات للوقاية من أضرار البلاستيك.
- استخدام العبوات الزجاجية: يُمكن للمصانع استخدام العبوات الزجاجية بدلًا من استخدام البلاستيك؛ بهدف التقليل من الأضرار الناتجة عن صناعة واستخدام البلاستيك.
ما هي أسباب انتشار النفايات البلاستيكية؟
ينتشر استخدام البلاستيك في الكثير من المُنتجات؛ بالرغم من أضرار البلاستيك على البيئة بمُختلف مُكوناتها؛ بسبب عدّة عوامل، وهو ما يؤدي إلى انتشار النفايات البلاستيكية بشكل كبير، ومن أسباب انتشار هذه النفايات ما يأتي:
- التكلفة المُنخفضة: تتوفّر المواد البلاستيكية بأسعارٍ مُنخفضة، كما أنها مُتوفرة بسهولة، وهو ما يدعو كثيرًا من الأفراد إلى شرائها، وينتج عن ذلك زيادة كميات البلاستيك الذي يتم إلقاؤه بعد الاستخدام.
- تزايد أعداد السكان: يزداد الطلب على المُنتجات البلاستيكية بسبب الزيادة الكبيرة في أعداد سكان العالم، وكلّما زاد الطلب على هذه المُنتجات ازدادت كميات النفايات التي تنتج عن استخدامها.
- الوقت الطويل لتحلّل البلاستيك: يستغرق البلاستيك مئات السنين حتى يتحلّل، وهذا يعني أن البلاستيك الذي يتم إنتاجه يبقى ويتراكم ما لم تقم الجهات المعنية بإعادة تدويره.
اقرأ/ي أيضًا:
هل يمكن تدوير المخلفات الإلكترونية؟