تحقيق مسبار
يهدف هذا المقال إلى بيان العديد من عناصر العروض المسرحية، إلى جانب ذكر الأنواع البارزة لهذا النوع من العروض، ويتطرق المقال كذلك إلى ذكر بعض الإرشادات حول مراجعة العرض المسرحي، مع تزويد القارئ بأبرز الأدوار التشغيلية المُهمة في نجاح العرض المسرحي؛ بما فيها الإدارة التنفيذية والإدارة المالية، كما يُبين المقال العديد من المهارات التي يُمكن للأطفال والبالغين اكتسابها من العرض المسرحي أيضًا.
هل يوجد عناصر وأنواع للعروض المسرحية؟
تتنوع أنواع العروض المسرحية ويجب أن تشتمل على عدّة عناصر حتى تكون عروضًا ناجحة وهادفة؛ حيث تقوم الكثير من المؤسسات بإنتاج الأعمال المسرحية، التي تهدف إلى تعليم الأطفال عددًا من السلوكيات القويمة، إضافةً إلى وجود عروض أُخرى تُحاول من خلالها علاج بعض المشاكل التي يُعاني منها المُجتمع، وتُعد العروض المسرحية الملحمية من أبرز أنواع العرض المسرحي، وكذلك العروض المسرحية التعليمية.
ما هي أنواع العروض المسرحية؟
تضم القائمة التالية أبرز أنواع العروض المسرحية في العصر الحديث:
- العروض المسرحية التعليمية: عادةً ما تهدف العروض المسرحية التعليمية إلى إيصال رسالة للجمهور من المشاهدين، وهي واحدةً من أبرز أنواع العرض المسرحي الهادف.
- العروض المسرحية الجسدية: لا تحتوي العروض المسرحية الجسدية على أيّة كلمات؛ وإنّما تعتمد الشخصيات على حركات الجسد حتى إيصال الرسالة أو القصة إلى المشاهدين، ويُطلق على هذا النوع اسم العرض المسرحي المادي.
- العروض المسرحية الملحمية: يركز العرض الملحمي على إيصال الأفكار السياسية إلى الجمهور؛ من خلال جذب تفاعلهم وتحفيز استجابتهم الفكرية مع العروض بدلًا من الاكتفاء بالاستجابة العاطفية وحدها.
- العروض المسرحية التراجيدية: يتميز العرض المسرحي التراجيدي بتعرّض الشخصيات إلى المُعاناة أو المصائب خلال العرض، وعادةً ما تنتهي بالموت، كما أنها من العروض التي تتميّز بتقديمها الحزين وتأثيرها على الجمهور.
- العروض المسرحية السياسية: تقتصر العروض المسرحية السياسية على أحداث السياسة التي تجري في المُجتمع وقت إنشاء العرض المسرحي وتقديمه إلى الجمهور.
- عروض الواقع الاجتماعي: بدأ هذا النوع من العروض بالظهور خلال ثلاثينيات القرن العشرين، وحرص على تصوير الفقر الذي يُعاني منه سكان الريف، بالإضافة إلى مُناقشة عدّة قضايا اجتماعية سائدة في ذاك الوقت.
ما هي أبرز عناصر العروض المسرحية؟
تتكوّن العروض المسرحية من عدّة عناصر مُختلفة، وأبرزها العناصر الآتية:
- المؤدّون: يُعرف المؤدّون بأنهم الأشخاص الذين يقومون بأداء النص المسرحي على المسرح في الوقت المُحدّد لذلك، وعادةً ما يمتلك هؤلاء الأشخاص العديد من المهارات التي تُمكّنهم من إكمال دورهم بشكل جيد.
- الجمهور: عادةً ما تستهدف العروض المسرحية العديد من الأشخاص لمشاهدتها، ويُعرف الأشخاص الذين يُشاهدون العرض باسم الجمهور، ويجلس الجمهور عادةً في القاعة المُخصّصة لهم حول المسرح.
- المُخرج: يتولّى المُخرج مسؤولية التفسير لنص العرض المسرحي، ويقوم بجمع كافة العناصر مع بعضها البعض؛ بما في ذلك المؤدّون والتصميم، حتى الوصول إلى الإنتاج المُوحّد للعروض المسرحية وتقديمها إلى الجمهور.
- المسرح: يُمكن تعريف المسرح بأنه المكان المُخصّص للمؤدّين حتى يتمكّنوا من تقديم العرض المسرحي بعد الانتهاء من التدريب عليه، وذلك حسب النص الذي تمّت كتابته مُسبقًا.
- التصميم: يشمل التصميم تجهيز جميع الجوانب المرئية والصوتية للعرض المسرحي؛ بما فيها الإنارة والأزياء والأدوات، ويتم الإشراف على هذا العمل من قبل أخصائيي التصميم عادةً.
- النص: يتكوّن النص المسرحي من تركيبة أدبية مكتوبة تهدف إلى سرد قصة وتصويرها، وعادةً ما تحتوي النصوص المذكورة على الصراعات، أو تضم العديد من العواطف حتى يتفاعل معها الجمهور عند عرضها.
هل يوجد عدّة أدوار تشغيلية للعاملين في العروض المسرحية؟
ترتبط العروض المسرحية مع العديد من الأدوار التشغيلية، وهي الأدوار الآتية:
- الرئاسة التنفيذية: يتولّى الرئيس التنفيذي إدارة المسرح، ويعتني بجذب الجمهور إلى العروض المسرحية مع سعيه الدائم إلى نجاح المسرح على الأصعدة المُختلفة، وهو الشخص الذي يتحمّل كامل المسؤولية عن الموظفين والمسرح والشؤون المالية.
- إدارة التسويق: يهدف مُدير التسويق إلى بيع التذاكر والترويج لبيعها بمُحتلف الطرق المُتاحة، سواءً كانت من خلال الوسائل التقليدية، أو عبر الوسائل الإلكترونية الحديثة، كما أنه يُشرف على تصميم المواد الدعائية وإنتاجها وتوزيعها.
- إدارة التطوير: يبحث مُدير التطوّر عن الشراكات الاستراتيجية ويقوم بوضع الخُطط لجمع التبرعات، بالإضافة إلى كتابة طلبات المنح وإنشاء الدعوات للأفراد الذين يدخلون العرض المسرحي دون حجز التذاكر.
- الإدارة المالية: تضمّ الإدارة المالية العديد من الأشخاص الذين يقومون بالحسابات المالية الدقيقة، وتوقّع أيّ مخاطر مالية يُمكن أن تتسبب بها العروض، كما أنهم معنيّون بوضع التوقعات حول التكاليف وقيمة التذاكر.
- التوعية والتعليم: يقوم فريق التوعية والتعليم بتولّي كافة المهمات التي تهدف إلى شرح طريقة تقديم العروض المسرحية وما يتعلق بها، كما أنه يعقد العديد من الدورات التدريبية في هذا المجال أيضًا.
كيف يُمكن مراجعة العروض المسرحية؟
تُعد مُراجعة العروض المسرحية من المهمات الصعبة؛ إلّا إنّ هُناك العديد من الإرشادات التي تُساعد في تسهيل هذه المهمة، وأبرزها الإرشادات الآتية:
- الموضوعية: تهدف كتابة مُراجع العروض المسرحية إلى تقييم الأداء ومعرفة الفارق بين ما هو متوقع وما تمّ تقديمه فعلًا على المسرح، ولا بُدّ من التزام الموضوعية حتى يتمكّن المُراجع من تقديم التقرير الدقيق حيال ذلك.
- قراءة النص المسرحي: لا بُدّ من قراءة النص المسرحي قبل الذهاب إلى العرض وتشكيل صورة ذهنية لما يُتوقع المُراجع رؤيته، ولا بُدّ من اختيار النقاط الحرجة من النص حتى يتم التركيز عليها أثناء العمل المسرحي.
- حضور العرض: على المُراجع مُشاهدة العرض المسرحي وقبوله كما أراده المُنتج، مع التركيز على الفرق بين الصورة الذهنية التي شكّلها وما تمّ إنتاجه من قبل المؤدّين أو ما يظهر من جميع عناصر العروض المسرحية الأخرى.
- مُلاحظة فوات شيء من النص: يجب على مُراجع العرض المسرحي معرفة أيّ من العناصر التي أغفلها المُنتج من النص أو نسي عرضها عند تقديم العروض المسرحية، وينبغي تدوين المُلاحظات حول ذلك.
- وضع الاعتبارات: يُمكن للمُراجع اعتماد الكثير من الاعتبارات حتى يستطيع تقييم العرض المسرحي على النحو المطلوب؛ ومن ذلك المساحة التي يمتلكها المُخرج للقيام بعمله، وكذلك نوع المؤدّين فيما إذا كانوا محترفين أم مجرد طلبة أو هُواة.
- كتابة المراجعة: تتم كتابة المراجعة عُقب الانتهاء من مشاهدة العرض المسرحي، مع إمكانية تدوين المُلاحظات أثناء مُشاهدته، ويُفضّل أن تحتوي المراجعة على مُقدمة تضم تفاصيل العرض؛ مثل العنوان، إلى جانب المُلخص.
ما هي المهارات التي تنميها العروض المسرحية؟
يُمكن للعروض المسرحية الهادفة تنمية وتطوير العديد من المهارات، ونذكر منها ما يأتي:
- الاتصال الشفوي: تُساعد العروض المسرحية الكثير من الأشخاص في تنمية القدرة على التعبير عن المفاهيم المُختلفة بوضوح، كما أنها تزيد من ثقتهم عند التحدث أمام جمهور من الناس أيضًا.
- مهارة الالتزام بالمهمات: على كافة الأشخاص التزام الأدوار المُوكلة إليهم عند تقديم العروض المسرحية، وهو ما يُنمّي مهارات الالتزام حتى يتمكّن الفرد من النجاح.
- العمل الجماعي: عادةً ما يعمل الفريق بشكل جماعي عند تقديم العروض المسرحية حتى يتم إنجاز العمل على أكمل وجه حسبما هو مُخطّط، ويُساعد ذلك في تنمية القدرة على العمل الجماعي بشكل كبير.
- المرونة: يتمتّع مُقدموا العروض المسرحية بمرونة كبيرة في التفاعل مع العناصر التي تُحيط بهم؛ ممّا يجعلهم قادرين على تجاوز الكثير من المشاكل أو العقبات بسهولة أكبر.
- قبول القواعد: لا بُدّ من التزام كافة القواعد والتعليمات أثناء تقديم العروض المسرحية أو التدرب على أدائها، وهو ما يُنمّي قدرة الفرد على قبول القواعد والالتزام بها وعدم تجاوزها.
هل يستفيد الأطفال من العروض المسرحية؟
تُقدم أعمال العرض المسرحي الهادف العديد من الفوائد إلى فئة الأطفال، وتحتوي القائمة الآتية على بعض من هذه الفوائد:
- المهارات الحركية: تُساعد أعمال العروض المسرحية في تنمية العديد من المهارات الحركية عند الأطفال؛ حيث يتعلّمون القفز والركض، إلى جانب قيامهم بالكثير من الأعمال البدنية الأخرى خلال العرض المسرحي.
- المهارات الاجتماعية: يتعلّم الطفل طريقة التواصل مع الآخرين، بالإضافة إلى مُخاطبتهم أثناء تقديم العروض المسرحية؛ ممّا يُسهم في تنمية مهاراته الاجتماعية بشكل كبير، كما يُساعدهم ذلك في التعبير عن مشاعرهم بسهولة.
- تعلّم اللغة: عادةً ما يحتاج الأطفال إلى نُطق الكثير من الكلمات عند تقديم العرض المسرحي مع التدرّب على هذه الكلمات حتى ينطقها بشكل سليم، وهو ما يؤدي إلى تحسين مهاراته اللغوية.
- تنمية الإبداع: تُنمّي أعمال العرض المسرحي الإبداع عند الأطفال في حالة قيامهم بكتابة النصوص المسرحية، كما أن الشعارات التي يتم تأليفها لتقديم العرض تُساعد في تنمية الإبداع لديهم أيضًا.
- التعرّف على الرموز: تستخدم المُجتمعات العديد من الرموز التي تُشير إلى معاني مُحدّدة، ويحتاج الطفل إلى استخدام بعض هذه الرموز أثناء تقديم العروض المسرحية؛ ممّا يُساعده على فهمها معرفة الطريقة الصحيحة للتفاعل معها.
اقرأ/ي أيضًا: