` `

هل التخسيس من فوائد رقص الزومبا؟

رياضة
7 ديسمبر 2021
هل التخسيس من فوائد رقص الزومبا؟
تمّ تصميم رياضة الزومبا عام 2001 في الولايات المتحدة الأمريكية (Getty)
صحيح

تحقيق مسبار

الزومبا عبارة عن برنامج رياضي يجمع بين حركات رقص معينة على أنغام الموسيقى اللاتينية والغربية؛ إذ تتعدد فوائد رقص الزومبا وتشمل عدّة مجالات صحية ونفسية؛ لذلك يتم ممارستها بشكل منتظم خلال البرامج المتنوعة للتخسيس واللياقة البدنية، لكن ما هي فوائدها بشكل عام، وهل تُفيد في التخسيس وشدّ الجسم، أم أنّ فوائدها تقتصر على مجالات متنوعة؟… كلّ هذه الأسئلة وغيرها سنجيب عنها من خلال مقالنا هذا من ناحية علمية وبناءً على أبحاث علمية مُؤكّدة.

ما هي فوائد رقص الزومبا؟

تُعتبر الزومبا من أهم النشاطات الهوائية التي يُمكن ممارستها بشكل منتظم؛ لتحقيق العديد من الفوائد للجسم، التي تشمل مختلف المجالات الصحية، كما يُمكن ممارسة العديد من الأنشطة الرياضية قصيرة الوقت على مدار اليوم؛ لتحقيق مجموعة أُخرى من الفوائد للجسم؛ لأنها من النشاطات الهوائية التي تُقلّل المخاطر الصحية بشكل عام، وقبل الحديث عن الفوائد يجب تعريف الزومبا ونشأتها وطريقة أدائها بشكل عام؛ لتحقيق هذه الفوائد والمزايا المتعددة.

صورة متعلقة توضيحية
فوائد رقص الزومبا

كيف يتم ممارسة الزومبا

تتميّز رياضة الزومبا بممارسة التمارين الرياضية أو الرقصات وفق فواصل زمنية منخفضة وعالية الكثافة، ويتم الانتقال بينها بالتناغم مع الإيقاعات الموسيقية بطريقة بسيطة وسهلة للمبتدئين، وتتميّز هذه الرقصات بعدم حاجتها لمهارات خاصة، بل يكفي التعلّم على مجموعة من الحركات لتُصبح الرياضة أجمل وأمتع؛ إذ تتكوّن الرقصات عادةً من سلسلة من الأغاني اللاتينية بشكل عام، التي تزداد سُرعتها وحدتها خلال الحصص، وتبدأ الحصة بأغنية بطيئة لغايات الإحماء وتزداد شيئًا فشيئًا خلال التمرين، ثم تعود لتنتهي بأغنية هادئة في النهاية.

بداية الزومبا

تمّ تصميم رياضة الزومبا عام 2001 في الولايات المتحدة الأمريكية على يد الراقص الكولومبي Alberto Beto Perez، الذي بدأ باستخدام الموسيقى اللاتينية في التمارين بمحض الصدفة نتيجة نسيانه لِنغماته وأشرطته المعتادة في فصل اللياقة البدنية، لكن هذه الأغاني لاقت استحسانًا كبيرًا عند الطلاب، وبدأ فصل جديد من فصول اللياقة المعتمدة على الموسيقى اللاتينية، ثم ذاع صيته في كولومبيا، ثُمَ جنّدته شاكيرا، نجمة البوب الشهيرة، لِتصميم رقصات خاصة لـ موسيقاها، وبحلول عام 2012 انتشرت الموسيقى بشكل أكبر وبدأ الجميع يسمع عن فصول الزومبا ورحلات الزومبا، ثم بدأت الرياضة تنتشر في جميع الصالات الرياضية بشكل أكبر لِتُصبح من أهم الرياضات وأكثرها شعبية. 

مميزات رقصة الزومبا

إلى جانب فوائد رقص الزومبا المتنوعة؛ فإن هذه الرياضة تتميّز بمجموعة من المزايا التي تجعلها من الرياضات المُفضّلة لدى العديد من الأشخاص؛ ومنها:

  • ملاءمتها لأيّ مستوى لياقة: يُمكن ممارسة الزومبا من قبل أيّ شخص دون الحاجة لمستويات معينة من اللياقة، كما يُمكن ممارستها بشكل فردي أو جماعي، مع تحقيق مجموعة من الفوائد الجماعية؛ ومنها:
    • تحقيق المتعة بسبب ممارسة الرياضة ضمن بيئة اجتماعية.
    • الأمان والفعالية نتيجة قلّة مخاطرها بشكل عام.
    • تقليل الإحساس بالألم؛ حيث تقلّل الزومبا من مستوى الإحساس بالألم، وتزيد أيضًا من القدرة على تحمله بشكل عام.
    • تحسين نوعية الحياة؛ لأنها تُحسّن الصحة النفسية والجسدية؛ وبالتالي تُحسن نوعية الحياة ومستواها.
  • التكلفة المنخفضة: لا تُعتبر تمارين الزومبا مُكلفةً؛ لأنها لا تحتاج لأجهزة معينة ولا أدوات خاصة.
  • الاستمرارية: تُعتبر الاستدامة من ميزات وفوائد تمارين الزومبا؛ لأنّ هذه التمارين تُحقّق النتائج المطلوبة عند ممارستها لفتراتٍ طويلة، وهذا أمر مُمكن مع الزومبا بسبب المتعة والحماس الذي تُحقّقه.

أنواع الزومبا

قد تبدو للجميع أن فصول الزومبا مُتشابهةً وتُعتبر نوعًا واحدًا، لكن الحقيقة أنّ الفصول تتنوع وتقسم إلى عدة أقسام؛ هي:

  • أكوا زومبا: تُعد هذه التمارين مُناسبةً للذين يعانون من مشاكل صحية في الأطراف السفلية أو كبار السن، الذين يرغبون بتمارين منخفضة التأثير؛ إذ يتم ممارسة الزومبا في حمام السباحة تحت الماء.
  • الزومبا الذهبية: هذا النوع من الزومبا مُخصّص لكبار السن، الذين يُفضّلون أداء التمارين بكثافة أقل.
  • زومبا للأطفال: هذا النوع مُوجّه للأطفال المتراوحة أعمارهم بين 7-11 سنة؛ إذ يتم إضافة بعض الألعاب والأنشطة بالتزامن مع الحركات التقليدية.
  • زومبا للأطفال الأصغر: وهي تُشبه زومبا الأطفال، لكنها مُخصصة للأطفال الأصغر سنًا الذين تتراوح أعمارهم بين 4-6 سنوات، وتشمل مجموعةً من الرقصات تُبقي الأطفال منشغلين.
  • Zumba Step: أو زومبا مع خطوات خاصة؛ وهذا النوع يُشبه الزومبا التقليدية من ناحية الأغاني اللاتينية، لكنها تُعتبر أكثر صعوبةً؛ بسبب إضافة حركات أكثر كثافة؛ مثل الصعود على أسطح مرتفعة وغيرها من الحركات التي تزيد قوة الساقين.
  • زومبا القوية: وهي تمارين مُعدّلة على الرقصة الأساسية، يتم من خلالها زيادة كثافة التمرين عن طريق تصميم حركات على إيقاع الموسيقى؛ مثل تمارين الضغط أو القرفصاء.

ما هي فوائد الزومبا بشكل عام؟

تتميّز الزومبا بسهولة ممارستها وقلّة تكلفتها؛ إذ يكفي التسجيل في أحد النوادي الرياضية أو شراء اسطوانات خاصة لبعض الأغاني لِممارستها في المنزل، كما أنها من الرياضات التي لا تحتاج إلى معدات أو أدوات خاصة، بل يُمكن ممارستها مباشرةً؛ فلا حاجة للأوزان أو أجهزة المشي، كما أنها تتميّز بإمكانية ممارستها للمبتدئين؛ فلا يوجد داعٍ لأن يكون الشخص متمكّنًا لممارستها، بل يكفي الحركة بحريّة مع الإيقاع والتنقل بالسرعات المختلفة بناءً على سرعة الأغنية.

 فوائد رياضة الزومبا

  • تمرين الجسم بالكامل: تتميّز الزومبا بِتمرين الجسم بشكل كامل؛ لأنها تُحرّكه بطريقة متناغمة مع الموسيقى اللاتينية والغربية، كما تتميّز بسهولة ممارستها؛ إذ يُمكن أداء مجموعة من التمارين التي تتناغم مع إيقاعات الموسيقى، وتحريك جميع عضلات الجسم.
  • حرق كميات أكبر من السعرات الحرارية: تُشير دراسة أُجريت عام 2012 إلى أن ممارسة الزومبا لمدة 39 دقيقة متواصلة تحرق قرابة 369 سعرة حرارية؛ بمعدل 9.5 سعرة حرارية في الدقيقة، وهذه كمية مناسبة حسب توصيات المجلس الأمريكي لممارسة الرياضة، الذي يُوصي بحرق 300 سعرة حرارية على الأقل لتعزيز فقدان الوزن.
  • زيادة القدرة على التحمّل: تُساعد الموسيقى السريعة في رفع القدرة على التحمّل، وزيادة القدرة على أداء التمارين الأصعب ولمدّةٍ أطول؛ بسبب انخفاض معدل ضربات القلب وانخفاض ضغط الدم الإنقباضي.
  • تحسين لياقة القلب والأوعية الدموية: تُساعد الزومبا على تحسين اللياقة البدنية، كما تعمل على تحسين لياقة القلب والأوعية الدموية؛ إذ يجب تحقيق مجموعة من النتائج لتحسين لياقة الجسم والقلب؛ ومنها الوصول لمعدل ضربات قلب يتراوح بين 64-94%، وزيادة حجم الأكسجين لِيتراوح بين 40-85%، وهذه القياسات يُمكن الوصول إليها بسهولة خلال ممارسة الزومبا لفتراتٍ معينة، ما يعني أنها تُعتبر من أفضل التمارين الرياضية الهوائية في هذا المجال.
  • تحسين ضغط الدم: تُشير دراسات متنوعة منها دراسة أُجريت عام 2016 على مجموعة من النساء البدينات؛ أنّ الزومبا تخفّض ضغط الدم بشكل ملحوظ، وهذا النتائج كانت مماثلة لنتائج دراسة حصلت عام 2015 أيضًا.
  • تقليل مخاطر الإصابة بالأمراض: تُقلّل الزومبا من مخاطر الإصابة بالأمراض المتنوعة؛ ومنها أمراض القلب، بفضل تقليل الكوليسترول السيئ وزيادة الكولسترول الجيد في الجسم، لكن وجب التنويه أن المصابين فعليًا بأمراض القلب عليهم استشارة الطبيب قبل البدء بممارسة الزومبا.
  • المرح والمشاركة: تُساهم تمارين الزومبا في تخفيف الضغط النفسي وما يُصاحبه من أعراض بفضل ما تقدمه من متعة ومرح.

فوائد الزومبا للتخسيس

تُساعد تمارين الزومبا بشكل كبير في برامج خسارة الوزن؛ لأنها من التمارين عالية الكثافة، التي يتم خلالها خسارة 300-900 سعرة حرارية في الساعة؛ لذلك يُمكن اتباعها بالتزامن مع اتباع نظام غذائي صحي لخسارة الكيلو غرامات الزائدة، كما أنّ إضافة الأوزان لبعض أنواع التمارين تُساعد على تقوية العضلات؛ بسبب تكثيف التمارين التي تُساعد على حرق مزيدٍ من السعرات الحرارية؛ لذلك يمكن القول أنّها تساعد على التخسيس بشكل أكبر من تمارين البوكسينج والكارديو وغيرها من التمارين المتدرجة، كما أنّها من التمارين التي تُساعد على حرق الدهون؛ بسبب تقوية القلب وتحسين مستويات المرونة.

فوائد الزومبا لشد الجسم

لا تقتصر فوائد رقص الزومبا على تخسيس الوزن وتحقيق بعض الفوائد الصحية فقط، بل تصل لتحسين شكل الجسم بشكل عام؛ إذّ تُساعد على شدّ عضلات الجسم وتنسيق العضلات لتظهر بشكل أجمل، كما أنها تُساعد على بناء عضلات الذراعين والساقين، وهذه من الفوائد المهمة لها؛ لأنها تمنح الجسم شكلًا أجمل خلال مدّة زمنية قصيرة، كما تُساعد تمارين الزومبا في شدّ عضلات الذراعين والجذع وعضلات الفخذين والركبة والمؤخرة؛ لأنها تستهدف جميع المناطق من خلال القفزات والضربات المتناغمة مع الموسيقى.

هل يمكن ممارسة الزومبا من قبل الجميع؟

لا يمكن الإجابة عن هذا السؤال بشكل مُطلق؛ لأن كلّ حالة يتم تناولها بشكل مُنفصل؛ إذ توجد بعض الحالات الصحية التي يمنع معها ممارسة تمارين الزومبا، فيما تحتاج بعض الحالات الأُخرى تعديل بعض التمارين وتخفيفها لتتلائم مع الحالة، ومن هذه الحالات:

  • الحمل: بالمجمل يُمكن للنساء المُعتادات على ممارستها منذ وقت طويل الإستمرار في ذلك أثناء فترة الحمل، لكن ضمن إيقاعات أبطأ قليلًا وتغيّرات بسيطة؛ مثل استبدال حركات القفز بحركات أقلّ قوّة؛ لأنّ المفاصل تكون أضعف خلال فترة الحمل؛ بسبب الاختلالات الهرمونية، كما يُفضّل تجنّب القفزات والحركات السريعة؛ لتجنّب فقدان التوازن والوقوع؛ لذلك في بعض الحالات يُمكن ممارسة التمارين منخفضة الكثافة وبوتيرة بطيئة تتناسب مع الحمل.
  • المصابين بمرض السكري: فيما يخص المصابين بمرض السكري مثلًا؛ فيمكن اعتبار الزومبا من التمارين المثالية لخسارة الوزن وبناء العضلات، لكن هنا يجب الانتباه إلى مستويات السكر في الدم، التي تنخفض عادةً عند ارتفاع الطاقة؛ لذلك يُمكن التوجّه للطبيب لتغيير الخطة العلاجية.
  • مشاكل المفاصل: ومنها التهاب المفاصل، الذي قد يتفاقم عند ممارسة التمارين عالية الكثافة.
  • مشاكل صحيّة خطيرة: عند الإصابة ببعض المشاكل الصحية الخطيرة؛ مثل ضعف العضلات، أو المشاكل في العمود الفقري تكون تمارين الزومبا ممنوعةً بالكامل، ويمكن البحث عن بدائل لتمارين أقلّ كثافة.
  • الإصابة بالربو: قد تُسبب الزومبا الإصابة بنوبات ربو، خصوصًا عند المرضى المصابين بنوبات سابقة.
  • هبوط الرحم: في هذه الحالة يُمكن تعديل بعض التمارين لتتناسب مع الحالة المرضية.

 

اقرأ/ي أيضًا:

هل رياضة التأمل الروحي مفيدة؟

هل يوجد فائدة من تمارين الإطالة؟

هل يوجد تمارين كارديو لحرق الدهون ونحت الجسم؟

هل تمارين كمال الأجسام مفيدة للصحة الجسدية والنفسية؟

مصادر مسبار

شارك هذا التحقيق على