تحقيق مسبار
يهدف هذا المقال إلى بيان طريقة علاج توقف التنفس أثناء النوم عند المُصابين؛ حيث يؤدي هذا المرض إلى العديد من المُضاعفات الصحية الخطيرة في حالة عدم مُسارعة المريض إلى تلقي العلاج، سواءً كان علاجه باستخدام الأجهزة، أو الأدوية، أو عن طريق العمليات الجراحية، ويتطرق المقال كذلك إلى أعراض مرض انقطاع التنفس النومي وأسباب الإصابة بهذا المرض، بالإضافة إلى طريقة تشخيصه من قبل الأطباء ومُقدمي الرعاية الصحية.
هل يمكن علاج توقف التنفس أثناء النوم؟
يُعد مرض توقف التنفس أثناء النوم واحدًا من الأمراض الخطيرة التي تُصيب البعض، وهو مرض يُمكن علاجه بالعديد من الطرق، ويعتمد تحديد طريقة العلاج المُناسبة للمريض على التشخيص الذي يُجريه مُقدم الرعاية الصحية المختص؛ إذ يُمكن علاج بعض الحالات من خلال الرعاية المنزلية، في حين تستدعي بعض الحالات الأُخرى تدخلًا جراحيًا، أو تتطلب استخدام بعض الأجهزة المُخصصة؛ مثل أجهزة الأوكسجين.
ما هي طريقة علاج انقطاع التنفس أثناء النوم؟
تحتوي القائمة التالية على أبرز علاجات انقطاع التنفس أثناء النوم:
- استخدام جهاز ضغط مجرى الهواء الإيجابي المستمر: يُعرف هذا الجهاز بأنه العلاج الرئيسي لأمراض انقطاع التنفس أثناء النوم، وهو جهاز يُبقي مجرى التنفس مفتوحًا عند المريض من خلال توفير مجرى مستمر من الهواء عبر قناع مُخصّص.
- استعمال الأجهزة الفموية: يُوصي الأطباء باستخدام جهاز إعادة تموضع الفك السفلي عند المرضى الذين يُعانون من حالة خفيفة أو مُتوسطة، ويقوم هذا الجهاز بتوسيع الفتحة التي خلف اللسان؛ لضمان تنفس المريض بشكل مُناسب عند النوم.
- جهاز ضغط مجرى الهواء الإيجابي ثُنائي المُستوى: يعتمد الأطباء على هذا الجهاز إذا لم يكن جهاز ضغط مجرى الهواء الإيجابي المستمر فعّالًا، ويوفّر هذا الجهاز استجابتين؛ إحداهما للشهيق والأُخرى للزفير.
- علاج المشاكل الطبية المُصاحبة لتوقف التنفس: يُمكن أن تؤدي العديد من الأمراض إلى الإصابة بانقطاع التنفس النومي، ولا بُدّ من علاجها بعد التشخيص حتى يستعيد المريض عافيته ويتخلص من أعراض انقطاع التنفس.
- الاعتماد على الأكسجين التكميلي: يُعاني بعض المرضى من انقطاع التنفس النومي المركزي، ويُساعد الأكسجين التكميلي في علاج أعراض هذه الحالة من المرض، ويتوفر الأكسجين التكميلي عن طريق عدّة أنواع من الأجهزة المُخصّصة.
- استخدام جهاز تدفق التهوية المؤازرة المتكيفة: يستطيع هذا الجهاز التعرّف على طريقة تنفس المريض الطبيعية ويُخزنها؛ ليقوم بضخّ الهواء المُناسب عندما يذهب المرضى إلى النوم.
- العلاجات الدوائية: تُستخدم بعض الأدوية للمُساعدة في التخلص من أعراض انقطاع التنفس عند النوم لدى بعض المرضى؛ ومنها: الزولبيديم والتريازولام، ولهذه الأدوية عِدّة أضرار شديدة؛ ممّا يجعلها غير مُناسبة لكثيرٍ من المرضى.
التخلص من انقطاع التنفس أثناء النوم عن طريق الرعاية الذاتية
يستطيع المريض التعامل مع أعراض انقطاع التنفس أثناء النوم من خلال الرعاية الذاتية ودون الحاجة إلى إجراء العملية الجراحية أو استخدام الأجهزة؛ وذلك بعد استشارة الطبيب المُختص، ومن طرق الرعاية لعلاج انقطاع التنفس المذكور ما يأتي:
- المُحافظة على الوزن الصحي: تُسهم خسارة الوزن في التقليل من انقباض الحلق، وهو ما يؤدي إلى التخفيف من أعراض مرض انقطاع التنفس خلال النوم، ويُمكن الإحساس بالتحسّن بعد خسارة قليلة في الوزن مباشرةً.
- تجنّب الحبوب المنومة: تعرّض بعض الحبوب المنومة مجرى التنفس إلى الانهيار خلال فترة النوم؛ ممّا يؤدي إلى انقطاع النفس، وينبغي تجنّب هذه الحبوب لضمان المُحافظة على صحة المريض واجتناب أعراض انقطاع التنفس.
- تغيير وضعية النوم: يُعاني بعض المرضى من أعراض انقطاع التنفس عند النوم على أظهرهم، ويُمكن استخدام الأدوات التي تضمن النوم في وضع جانبيّ؛ للتخلّص من مرض انقطاع التنفس في هذه الحالة.
- استخدام البخاخات للجيوب الأنفية: تؤدي مشاكل الجيوب الأنفية واحتقان الأنف إلى انقطاع التنفس النومي أحيانًا، ويُمكن علاج هذه الحالة من خلال استخدام البخاخات المُخصصة بدلًا من استخدام الأجهزة أو إجراء العمليات الجراحية.
- مُمارسة التمارين الرياضية: يستطيع المرضى مُمارسة التمارين الرياضية بانتظام؛ للتخفيف من أعراض انقطاع التنفس النومي، ويكفي لهذه الغاية مُمارسة الرياضة مُدة ثلاثين دقيقة يوميًا طيلة أيام الأسبوع.
علاج الشخير وانقطاع التنفس أثناء النوم جراحيًا
يلجأ الأطباء إلى العمليات الجراحية لعلاج مرض انقطاع التنفس النومي عند فشل جميع أنواع العلاج الأخرى، ومن العمليات التي يتم إجراؤها لعلاج هذا المرض ما يأتي:
- إعادة تموضع الفك: تهدف هذه العملية إلى تغيير موضع الفك السفلي والعُلوي عند المريض ودفعهما إلى الأمام؛ للمُساعدة في توفير المجرى المُناسب للهواء أثناء النوم.
- فغر الرغامى: يقوم الطبيب بإجراء عملية فغر الرغامى لفتح مجرى هواء جديد؛ وذلك عن طريق فتح ثقب، ثم وضع أنبوب للتنفس عبر القصبة الهوائية مُباشرةً.
- استئصال اللوزتين: تقع اللوزتين في الجزء الخلفي من عُنق الإنسان، ويقوم الأطباء باستئصال اللوزتين عند المريض في بعض الحالات من أجل علاج توقف التنفس أثناء النوم.
- إزالة الأنسجة أو تقليل حجمها: يضطر مُقدم الرعاية الطبية إلى إزالة بعض الأنسجة الموجودة في مؤخرة الفم أو تقليل حجمها؛ لضمان توفير المجرى المُناسب للهواء من أجل التنفس خلال النوم.
- تحفيز الأعصاب: تُجرى هذه العملية لزرع مُنبه أعصاب تحت اللسان، ويُساعد هذا الإجراء في المُحافظة على اللسان بوضعية تسمح للهواء بالمرور أثناء نوم المريض وتضمن عدم توقف تنفسه.
ما هي أسباب انقطاع التنفس أثناء النوم؟
يتوقف النفس أثناء النوم عند البعض للأسباب الآتية:
- ارتخاء أنسجة الحلق: ترتخي عضلات وأنسجة مؤخرة الحلق عند بعض الأشخاص؛ ممّا يؤدي إلى تضييق مجرى التنفس خلال فترة النوم، ويتسبب ذلك بانخفاض مستويات الأكسجين في الدم، كما أنه يوقظ المريض في كثير من الأحيان.
- الخلل في نقل الإشارات من الدماغ: يفشل الدماغ في إرسال الإشارات إلى العضلات لاستمرار التنفس أثناء النوم في بعض الحالات؛ ممّا يؤدي إلى انقطاع النفس، وتُعرف هذه الحالة باسم انقطاع النفس النومي المركزي.
هل أعراض توقف التنفس أثناء النوم معروفة؟
توجد العديد من الأعراض المعروفة لمرض انقطاع التنفس أثناء النوم؛ ومنها الأعراض الآتي ذكرها:
- الشخير: يُشير شخير الشخص بصوت عالٍ أثناء فترة النوم إلى انقطاع النفس النومي، ويؤدي ذلك إلى إيقاظ الآخرين في كثير من الأحيان لشدة ارتفاع صوت الشخير، ويُمكن لهذا الشخير الظهور والاختفاء عدّة مرّات أثناء النوم.
- الجفاف: يشعر المُصاب بهذا المرض بجفاف الفم عند الاستيقاظ من النوم؛ وذلك لأن انقطاع النفس يُجبر المريض على أخذ مزيد من الهواء عن طريق الفم.
- اضطراب النوم : تُعد الصعوبة في النوم والشعور بالأرق من أبرز أعراض انقطاع النفس النومي، كما أن من الأعراض الشعور بنعاس شديد خلال النهار أيضًا وصعوبة في الانتباه عند الاستيقاظ.
- نوبات انقطاع النفس: يتعرض المرضى إلى نوبات من انقطاع في النفس خلال النوم، ويُمكن مُلاحظة هذه النوبات من قبل الآخرين الذي يجلسون بالقرب من الشخص.
- الصداع في الصباح: يشعر مرضى انقطاع التنفس النومي بصداع عند الاستيقاظ في الصباح، ولم يتمكّن المُختصون من معرفة سبب هذا الصداع حتى الآن؛ إلّا إنّه يُمكن أن ينشأ عن قلّة النوم أو نقص الأكسجين.
- الدوار: يتعرض المُصابون بمرض انقطاع التنفس النومي إلى دوار عند استيقاظهم صباحًا، ويُمكن أن يكون هذا العَرَض ناتجًا عن قلّة الأكسجين الذي يدخل إلى الجسم.
- الكوابيس: تربط بعض الدراسات بين الإصابة بأمراض انقطاع النفس خلال النوم من جهة وبين رؤية الكوابيس من جهة أُخرى؛ إلّا إنّ إثبات هذه العلاقة يحتاج إلى مزيد من الدراسات.
كيف يتم تشخيص أسباب انقطاع النفس خلال النوم؟
يُجرى الأطباء عدّة فحوصات واختبارات لتشخيص أسباب انقطاع التنفس النومي؛ وذلك لمعرفة السبب ووصف علاج توقف التنفس أثناء النوم الذي يُناسب حالة المريض، وتحتوي القائمة الآتية على بعض الطرق المُتبعة لتشخيص المرض المذكور:
- تخطيط النوم الليلي: في هذا الاختبار يتم توصيل المريض بالعديد من الأجهزة، التي يُمكنها مُراقبة نشاط الرئتين والقلب والدماغ خلال فترة النوم، مع مراقبة مُستويات الأكسجين في الدم، بالإضافة إلى أنماط التنفس وحركات الأطراف.
- اختبارات النوم المنزلية: تهدف اختبارات النوم المنزلية إلى التعرّف على مُستويات الأكسجين في دم المريض، وكذلك تهدف إلى قياس معدل ضربات القلب ومُستويات تدفق الهواء ومعرفة أنماط النوم عند المريض.
- تخطيط كهربية الدماغ: يلجأ الطبيب إلى اختبارات تخطيط كهربية الدماغ لقياس نشاط موجات الدماغ عند الشخص المريض، بالإضافة إلى تسجيل نتائج القياس لهذه الموجات.
- تخطيط كهربية العين: يُمكن للطبيب تسجيل حركات العين من خلال هذا الفحص، وذلك حتى يستطيع تحديد مراحل النوم المُختلفة عند المريض؛ بما فيها مرحلة النوم الريمي.
- استشعار تدفق الهواء: يعتمد هذا الفحص على جهاز استشعار يمكنه قياس تدفق الهواء إلى الجسم من خلال الأنف، كما أنه يقوم بتسجيل القياسات أيضًا حتى يتمكّن الطبيب من الاطلاع عليها وتشخيص حالة المريض.
اقرأ/ي أيضًا:
هل هناك مشروب يُهدئ ضَربات القلب؟
هل يمكن علاج سيلان اللعاب أثناء النوم؟