تحقيق مسبار
تُعرف الآلات الموسيقية بأنها أدوات يتم استخدامها لإنتاج أصوات معينة، ويُمكن اعتبار الموسيقى جزء من الحضارات البشرية والوجود البشري على مرّ العصور؛ إذ يعود اختراع هذه الآلات إلى فجر التاريخ، وتُعتبر الموسيقى من الفنون التي لا تُقدّر بثمن؛ لذلك يتم تدريسها في المناهج الدراسية مع تخصيص فصول كاملة للموسيقى في مدارس أُخرى، وقد أظهرت دراسات مُؤكّدة أن تعلّم الموسيقى يطوّر لغة الطفل وتفكيره ويُحسّن قدرته على التعلّم والاستيعاب، ونحن بدورنا سنحاول الحديث عن أنواع وأسماء الآلات وأشكالها المتعددة، التي يتم من خلالها إنتاج النغمات التي نستمع إليها في كلّ وقت.
هل تختلف الآلات الموسيقية بأنواعها وأشكالها؟
الحقيقة نعم؛ لأنها تختلف بالفعل من ناحية الأسماء والأشكال وآلية عملها، كما تختلف أيضًا من ناحية الأصوات والنغمات التي تصدرها، وهذا يجعلها تختلف من ناحية مجالات استخدامها وفوائدها أيضًا؛ لذلك عند التفكير في تعلم العزف على آلة موسيقية يبدأ البحث عن الآلة المناسبة للمهارات من ناحية، والبحث عن الآليات التي تُنّمي المهارات الحركية والسلوكية للعازفين من ناحية أُخرى، بالرغم من أن البعض يختار الآلة بناءً على رغبته وميوله وبعيدًا عن أيّ اعتبارات أُخرى.
ما هي أهم أنواع الآلات الموسيقية؟
تقسم الآلات إلى عدّة أنواع بحسب طبيعة عملها والأصوات الناتجة عنها، ويُمكن تقسيمها إلى ما يلي:
الآلات الوترية
وهي عبارة عن آلات تنتج الصوت نتيجة تحريك واهتزاز أوتارها بطريقة معينة؛ إذ تُصنع الأوتار عادةً من الألياف النباتية والمعدنية، كما يمكن صناعتها من الحرير وبعض المواد الأخرى؛ مثل البلاستيك والنايلون، أما الآلة بشكل عام؛ فهي مصنوعة من مادة الخشب، وتكون على شكل صندوق مُجوّف من الداخل يُعرف عادةً بصندوق الصوت، ويتم من خلاله التحكّم بدرجة الصوت؛ فيُمكن جعله رقيقًا أو غليظًا، وعادةً ما تحتاج هذه الآلات إلى مهارات جسدية معينة يجب على العازف اتقانها؛ من أهمها الدقة في مواضع الأصابع، ومن أهم أمثلتها:
- الكمان.
- التشيللو.
- الجيتار.
الآلات الإيقاعية
تُعرف أيضًا بآلات القرع؛ وهي الآلات التي تنتج الأصوات نتيجة ضرب سطحها أو فركه؛ إذ يتم صناعتها من مواد متعددة تنتج أصواتًا مختلفة؛ منها المعادن أو الخشب، وتعتبر من أصعب الآلات الموسيقية؛ لأنها تحتاج إلى دقة عالية لتحديد مقدار ومكان الضربة، كما تتطلّب الدقة في احتساب وقت الضربة للحصول على النغمات المطلوبة؛ لذا يتم التدرب عليها مُطوّلًا لاتقانها والتمكّن من العزف عليها بدقة، ومن أهم الآلات الإيقاعية ما يلي:
- طبول الباس: وهي عبارة عن طبلة كبيرة الحجم يتم الضرب عليها بواسطة زوج من العُصيّ أو المضارب.
- الأجراس: وهي عبارة عن أكواب مُجوّفة مُزوّدة بجرس غير مُقيّد يتم الضرب عليها بواسطة عصا خاصة؛ فيهتز الجرس ويصدر أصواتًا خاصة.
- الطبول الفولاذية: وهي طبول على شكل برميل يتم ضربها بواسطة عصا لها رأس مطاطي.
- المثلثات: نوع آخر من الآلات الإيقاعية تكون على شكل مثلثات، ويتم العزف عليها بواسطة عصا رقيقة.
آلات النفخ
وهي عبارة عن مجموعة من الآلات التي تستخدم الهواء لإنتاج الصوت، ويتم صناعتها عادةً من المعدن أو الخشب، وقد تُصنع من البلاستيك، تكون هذه الآلات على شكل أسطوانة مُزوّدة بمجموعة من الثقوب، بالإضافة إلى فتحة في الأسفل لخروج الصوت هذا من الطرف الأول، أما الطرف الثاني فيكون مُزوّد بقطعة يستخدمها العازف للنفخ، ويتم التحكم بطبيعة الصوت والنغمة عن طريق إغلاق وفتح الثقوب في الأسطوانة وفق إيقاع معين، ومن أهم الأمثلة عليها:
- الكلارينيت.
- الفلوت والبيكولو.
- الساكسافون.
آلات المفاتيح
هذه الآلات يتم فيها الضغط على المفاتيح لإنتاج الأصوات، وتعتبر من أكثر الأنواع شُهرةً وانتشارًا حول العالم، ويُذكر منها:
- الأكورديون.
- البيانو.
ما هي أهم الآلات الموسيقية وأسمائها؟
تُعتبر الموسيقى من أهم الفنون التي يمارسها الكثير من الناس لعدّة أسباب، كما أن خيارات الناس تجاهها مختلفة؛ فالبعض يُفضّل الاستماع إلى أنواع معينة من الموسيقى، والبعض يُفضّل العزف على الآلات الموسيقية، والبعض قد يعتبر ممارسة العزف مهنةً أو هوايةً، وأيًّا كان السبب لتعليم الموسيقى فإنّ الاختيار ممكن بين عدّة أنواع من هذه الآلات، وهي:
- لوحة المفاتيح: أو ما يعرف بالبيانو الإلكتروني، وهي عبارة عن آلة قادرة على مزج مجموعة من الأصوات والنغمات، وتُستخدم عادةً للأطفال أو للمبتدئين؛ لتمكينهم من التسجيل وتغيير الأداء، وتختلف عن البيانو التقليدي في أن الأصوات يتم إنتاجها الكترونيًا، لكن هذه الآلة تُقدّم مجموعةً من الفوائد؛ أهمها تطوير مهارات التعلّم والتركيز والذاكرة، كما أنها تعزّز المهارات الحركية.
- البيانو: يعتبر البيانو من أهم آلات المفاتيح التي تُستخدم للمتعة والتعبير الإبداعي؛ إذ يحتوي البيانو الحديث على 88 مفتاحًا؛ منها 36 مفتاح أسود، و52 مفتاح أبيض، وقد تمّ اختراعه لأول مرّة عام 1700، ويعتبر البيانو من أشهر الآلات؛ لأنه يُستخدم في أنواع متنوعة من الموسيقى؛ منها الكلاسيكية والتقليدية والجاز والشعبية، كما تعتبر من أفضل الآلات للمبتدئين، ومن أهم فوائد هذه الآلة تطوير مهارات الأطفال على التفكير والتركيز وينشط الذاكرة بشكل كبير، كما أثبتت دراسات مختلفة أن العزف على البيانو يساعد على تخفيف التوتر ويعزز احترام الذات.
- الغيتار الكلاسيكي: وهو إحدى الآلات الوترية، يتكوّن من 4-18 وترًا، يتم عزف الصوت عن طريق تحريك الأوتار باليد وفركها باليد الأُخرى؛ لذلك يعتبر العزف على الجيتار من أهم الخطوات لتنمية المهارات وتعزيز المهارات الحركية لدى الأطفال والكبار على حدٍّ سواء.
- مجموعة الطبول: الطبول من الآلات الإيقاعية المتنوعة من حيث الأشكال والأحجام، التي يتم العزف عليها باستخدام أدوات تُسمّى المضارب أو بعض أنواع العُصيّ، كما يُمكن العزف عليها بواسطة الضرب باليد، وهذه الطبول عادةً تُصدر الأصوات عن طريق اهتزاز السطح، الذي يكون على شكل غشاء مشدود يُعرف بالرأس، يُغطي الجسم الأجوف من أحد الطرفين أو من كليّهما، ومن فوائد العزف على هذه الآلة تخفيف الإحباط والتوتر وخيبات الأمل، كما يُمرّن العازف على تنسيق الوقت والتحكم فيه.
- الغيتار الكهربائي: هذه الآلة من الوترية يتم العزف عليها عن طريق اهتزاز الأوتار المعدنية بواسطة أداة خاصة، أو بواسطة الأصابع، وتحتوي على 6 أوتار أو 12،
- الكمان: يُعتبر الكمان من الآلات الوترية، وهو أصغر آلة في عائلته، يحتوي عادةً على 4 أوتار، أما طريقة العزف عليه فتتم عن طريق رسم قوس على أوتاره، والجدير بالذكر أنه يُستخدم في أنواع متنوعة من الموسيقى، ومن أهم فوائد العزف على الكمان زيادة التركيز والانضباط؛ لأن العزف عليها يتطلب الوقوف بطريقة ثابتة وقوة مضاعفة في أعلى الذراع والكتف والعضلات، وهذه الشروط قد لا تكون ضرورية في الآلات الموسيقية الأُخرى؛ لذلك يمكن القول أنه يساعد على تحسين قوة الجسم وزيادة التنسيق بين اليد والعين؛ فيصبح عازف الكمان شخصًا متعدد المهام.
- آلة الإيقاع: وهي آلة تنتج الأصوات عن طريق الضرب عليها بمضرب أو نتيجة حكّها باليد، وتلعب هذه الآلة دورًا مهمًا في العديد من أنواع الموسيقى، خصوصًا الشعبية منها، وتقدم هذه الآلة مجموعةً من الفوائد للعازف؛ منها زيادة التنسيق بين الأطراف وزيادة المهارات الحركية.
ما هي أشكال الآلات الموسيقية؟
تتنوع أشكال الآلات الموسيقية المتوفرة التي يمكن تعليمها للمبتدئين أو المحترفين، ومن أهم هذه الأشكال:
- الساكسفون: وهو آلة موسيقية ترتبط بشكل كبير بالكلارينيت، المعروفة بأنها آلة نفخ خشبية؛ إذ تتشابهان بشكل ما من حيث طريقة العزف، التي تتم بواسطة قطعة فم، وتكون هذه الآلة مصنوعة من النحاس الأصفر، ويتم استخدام الساكسفون عادةً في الموسيقى الكلاسيكية والفرق العسكرية والمسيرات والجاز، والمميز في هذه الآلة أنها تناسب العديد من الأشخاص؛ لأنها متوفرة بـ 9 أنواع مختلفة، ومن أهم فوائدها تحسين المهارات السمعية وتطوير مهارات التفكير المنطقي من خلال القدرة على تحديد الأنماط المنطقية التي تساعد في العلوم المختلفة.
- الفلوت: وهو من آلات النفخ الخشبية التي تنتج الأصوات الموسيقية نتيجة نفخ الهواء وتدفقه عبر الفتحة، ثم فتح وإغلاق الثقوب بواسطة الأصابع، والمعروف أن الفلوتات الفضية تصدر أصواتًا مُشرقةً بشكل أكثر من الفلوتات الخشبية، كما يُعرف أن آلات النفخ الخشبية أسهل في التعلّم من لوحة المفاتيح والآلات الوترية، بقي أن نذكر أنّ للعزف عليها عدّة فوائد؛ أهمها تحسين التنسيق والانضباط الذاتي.
- التشيلو: يعتبر من الآلات الوترية المنحنية ذات الصوت الغنيّ، كما يُعتبر من عائلة الكمان، وقد يرتبط هذا النوع من الآلات بشكل أكبر بالموسيقى الأوروبية الكلاسيكية؛ إذ يُصنع عادةً من الخشب ويُنحت الظهر يدويًا، تتميز هذه الآلة بتحسين التركيز عند العازف بشكل كبير كما يشجع على مهارات العمل المشترك.
- القيثارة: وهي آلة وترية تضم مجموعةً من الأوتار الفردية التي يتم نتفها أو تحريكها بالأصابع، تتنوع القيثارات من حيث الحجم؛ إذ يمكن أن تكون صغيرة نسبيًا ويسهل حملها، فيما قد تكون كبيرة جدًا ويتم وضعها وتثبيتها على الأرض، تتميز هذه الآلة بسهولة تعلّم العزف عليها بشكل أفضل من الآلات الوترية الأُخرى.
اقرأ/ي أيضًا:
هل يوجد فوائد للموسيقى الهادئة؟