تحقيق مسبار
يهدف هذا المقال إلى بيان مدى فائدة علاج تقوس الظهر بالعلاج الطبيعي، بالإضافة إلى ذكر أبرز طُرق العلاج الطبيعي التي تُساعد في الحدّ من آلام تقوس الظهر، وتُسهم في الحدّ من تفاقم أعراض هذا المرض، ويتطرق المقال كذلك إلى أنواع التقوس التي تُصيب العمود الفقري عند الإنسان، مع ذكر طريقة تشخيص التقوسات ومدى حاجة المريض إلى إجراء العمليات الجراحية؛ حتى يتخلص من الآلام والتشنجات التي تُصاحب بعض أنواع تقوس الظهر أيضًا.
هل يمكن علاج تقوس الظهر بالعلاج الطبيعي؟
يعتمد علاج تقوس الظهر على تقنيات العلاج الطبيعي في كثيرٍ من الأحيان، إلى جانب وجود العديد من الطرق الأخرى للتعامل مع هذه الحالة الطبيّة والتخلص من مُضاعفاتها والحدّ من الآلام التي تُصاحبها، وينبغي على المريض إجراء التشخيص الطبي المناسب لدى المختص؛ ليستطيع معرفة طريقة العلاج الأفضل لحالته؛ حيث تحتاج بعض حالات تقوس الظهر إلى تدخل جراحي على الفور لعلاجها.
ما هي أنواع تقوس الظهر؟
لتقوس الظهر ثلاثة أنواع مُختلفة كما يأتي:
- القعس: يُعرف انحناء أسفل الظهر إلى الداخل باسم القعس، وهو أحد اضطرابات تقوس الظهر، ويُعرف هذا التقوس بالعديد من الأسماء الأُخرى أيضًا؛ ومنها الظهر المُجوّف.
- الحُداب: يتميز الحُداب بانحناء الجزء العلوي من ظهر الإنسان واستدارته على نحوٍ غير طبيعيٍّ، وعادةً ما تزيد درجة انحناء الظهر في هذه الحالة عن خمسين درجة.
- الجنف: يُصاب البعض بالجنف؛ ممّا يؤدي إلى ظهور انحناء جانبي في العمود الفقري بدلًا من شكله الطبيعي، ويُصبح الظهر على شكل حرف S أو حرف C عادةً عند الإصابة بهذا النوع من تقوسات الظهر.
كيف يتم علاج تقوس الظهر بالعلاج الطبيعي؟
يقوم الطبيب باختيار العلاج الطبيعي للتعامل مع حالات تقوس الظهر بناءً على نوع التقوس الذي يُعاني منه المريض، بالإضافة إلى درجة التقوس وحالة المريض، ويُمكن أن يشتمل علاج تقوس الظهر بالعلاج الطبيعي ما يأتي:
- التدليك: يُعد التدليك واحدًا من أبرز تقنيات العلاج الطبيعي، ويُستخدم هذا العلاج للتعامل مع تقوس الظهر والتخفيف من الآلام والتشنجات المُصاحبة له بسبب عضلات الظهر المشدودة.
- مُمارسة التمارين: يُوجه مُقدم الرعاية الصحية مريضه إلى القيام بالعديد من التمارين لضمان عدم تفاقم أعراض التقوس والتقليل من آلامها، ومن هذه التمارين تمارين الإطالة.
- استخدام الجليد: يستخدم مُقدم الرعاية الصحية الجليد أحيانًا لتخفيف الآلام الناتجة عن تقوس الظهر، كما تُستخدم هذه الطريقة من طُرق العلاج الطبيعي للتخفيف من الالتهابات.
- شريط حركة الجسم: يُعد شريط حركات الجسم من طُرق العلاج الطبيعي التي تعمل على شد العضلات بلطف وتقلل من الآلام والتشنجات عند المُصابين بالجَنف.
- الموجات فوق الصوتية: تعمل الموجات فوق الصوتية بطريقة مُشابهة للعلاج بالحرارة؛ حيث يعمل كلاهما على تحفيز الدورة الدموية في الجسم مما يؤدي إلى التخفيف من آلام تقوس الظهر
- الدعامات: يُمكن للمريض استخدام بعض أنواع الدعامات التي يختارها مُختص العلاج الطبيعي حتى تتم السيطرة على تقوس الظهر ومنعه من التطور في وقت لاحق.
- التحفيز الكهربائي: يلجأ الأطباء إلى التحفيز الكهربائي أحيانًا؛ للحدّ من الألم الذي يُصاحب تقوس الظهر؛ وذلك من خلال تيار كهربائي يمرّ عبر جلد المريض.
- الحرارة: يهدف العلاج بالحرارة إلى التخفيف من آلام بعض تقوسات الظهر، وذلك من خلال تحفيز الدورة الدموية عند المُصاب، بالإضافة إلى المُساعدة في ارتخاء العضلات أيضًا.
هل يستدعي علاج انحناء الظهر إجراء عمليات جراحية؟
يستدعي انحناء الظهر وتقوسه إجراء عملية جراحية في بعض الحالات؛ بالرغم من عدم الحاجة إلى هذه العمليات في كثيرٍ من الأحيان والاكتفاء بالاعتماد على علاج تقوس الظهر بالعلاج الطبيعي، أو باستخدام الأدوية، وتحتوي القائمة التالية على أبرز أنواع العمليات الجراحية للتعامل مع انحناء الظهر:
- استبدال الأقراص التالفة: يقوم الطبيب في هذه العملية بإزالة الأقراص التالفة أو المتدهورة من العمود الفقري، ويتم استخدام الأقراص الصناعية بدلًا منها للتعامل مع حالة تقوس الظهر.
- إدخال أدوات تدعيم العمود الفقري: يتم إجراء بعض العمليات الجراحية للمُصابين بتقوسات الظهر؛ من أجل إدخال الوصلات والدعامات اللازمة، التي تهدف إلى تقويم العمود الفقري واستعادة حالته الطبيعية.
- تصنيع الحدب: تهدف عملية تصنيع الحدب Kyphoplasty إلى تقويم المنطقة المُصابة من العمود الفقري وتثبيتها؛ للتخفيف من الآلام عن طريق إدخال بالون خاص داخل العمود الفقري عند الشخص المريض.
هل أسباب تقوس الظهر معروفة؟
يوجد عددٌ كبيرٌ من الأسباب المعروفة للإصابة بأمراض تقوس الظهر، ومن أبرزها ما يأتي:
- الوَرّام العصبي الليفي: يُعد الوَرّام العصبي الليفي واحدًا من الأمراض الوراثية التي تؤثر على وظائف الجهاز العصبي عند الإنسان، ويؤدي هذا المرض إلى الإصابة بالحُداب أو الجنف.
- الحثل العضلي: تَضعُف العضلات بشكل تدريجي مع التقدم في العمر عند بعض الأشخاص نتيجةً لإصابتهم بمرض الحثل العضلي، ويؤدي ذلك إلى الجنف أو الحُداب أحيانًا.
- انزلاق الفقرات: تنزلق بعض فقرات العمود الفقري عند الإنسان لتقترب من الفقرة التي تليها إلى أسفل، وتُعرف هذه الحالة باسم الانزلاق الفقاري، وتؤدي إلى عدّة أنواع من تقوس الظهر، ويتم علاجها عن طريق العمليات الجراحية.
- السُلّ: يُصيب مرض السُلّ الرئتين بشكل أساسيّ، ويؤدي إلى مشاكل في الجهاز التنفسي، ويُمكن أن تنتج بعض حالات تقوس الظهر عند الإنسان بسبب هذا المرض.
- الحالات الخلقية: تنمو عظام الجنين في بطن أُمّه بشكل غير طبيعي أحيانًا؛ ممّا يؤدي إلى الإصابة بتقوسات الظهر الخلقية؛ مثل الجنف الخلقي؛ إلّا إنّ الإصابة بالجنف الخلقي تُعد من الحالات النادرة.
- مرض باجيت: يُصيب مرض باجيت العظام ويُعطّل إنتاج الخلايا الجديدة فيها، ويؤدي ذلك إلى ضعف العظام في جسم الإنسان، وينتج عنه الحُداب في بعض الأحيان.
- داء الفقار: ينتج الحُداب أحيانًا بسبب داء الفقار عند الإنسان، ويُشير هذا الداء إلى مصطلح عام يشمل مُختلف أنواع التلف التي تُصيب العظام والأقراص والأربطة في العمود الفقري عند الكبار في السن.
- تشقق العمود الفقري: يتشكّل العمود الفقري عند الإنسان على نحوٍ غير صحيحٍ في بعض الحالات؛ ومنها حالة تشقّق العمود الفقري، التي تؤدي إلى الإصابة بالجنف أو الحُداب أحيانًا.
- السمنة: يُصاب البعض بتقوسات الظهر نتيجةً للسمنة وزيادة الوزن عن الحدود الطبيعية، كما أن السمنة تتسبب بكثير من الأمراض الأُخرى أيضًا، وأبرزها السكري والسرطان وأمراض القلب.
- مرض الودانة: تُعرف الودانة باسم عجز النمو الغضروفي، وهو أحد الأسباب الشائعة للإصابة بالتقزم عند الإنسان، كما أنه من الحالات المرضية التي تتسبب بتقوس ظهر المُصاب أيضًا.
- هشاشة العظام: تزداد خطورة تعرض الإنسان إلى الكسور وتقوسات الظهر عند الإصابة بأمراض هشاشة العظام؛ وذلك بسبب انخفاض كثافة العظام بشكل كبير عند الأشخاص الذين يُعانون من الهشاشة.
- الساركوما العظمية: تؤدي الساركوما العظمية إلى التقوس في ظهر الإنسان وانحنائه إلى الداخل، وهي واحدةً من الأمراض السرطانية التي تُصيب العظام.
كيف يتم تشخيص الإصابة بتقوس الظهر؟
يتم تحديد طريقة علاج تقوس الظهر بالعلاج الطبيعي، أو بالعمليات الجراحية، بعد الانتهاء من إجراء التشخيص المُناسب لحالة المريض، وفيما يأتي بعضًا من طُرق تشخيص الإصابة بتقوس الظهر:
- أخذ التاريخ الطبي: عادةً ما يبدأ تشخيص أمراض تقوس الظهر بطرح الأسئلة على المرضى؛ لمعرفة أيّة حالات طبية يُمكن أن تؤدي إلى الإصابة بهذا المرض، ويُمكن أن يسأل الطبيب عن الحالات الوراثية التي تُسبب التقوس أيضًا.
- قياس درجة الانحناء: يؤدي الانحناء الكبير في ظهر الإنسان إلى التأثير على وظائف العديد من الأجهزة الحيوية الأُخرى؛ ولذلك يقوم الطبيب بقياس درجة الانحناء عند الحاجة لمعرفة طريقة العلاج المُناسبة.
- الفحص البدني: يُجري مُقدم الرعاية الصحية فحصًا بدنيًا للتحقّق من نطاق حركة المريض، بالإضافة إلى معرفة مرونة انحناء الظهر، وذلك عن طريق طلب بعض الحركات من المريض؛ مثل الانحناء إلى الجانب أو الأمام.
- الصور المقطعية المحوسبة: يتم إجراء التصوير بالأشعة السينية، أو التقاط الصور المقطعية المُحوسبة للأجزاء الداخلية من جسم المريض؛ حتى يستطيع الطبيب اكتشاف التشوهات التي تُصيب فقرات العمود الفقري بشكل أوضح.
- التصوير بالرنين المغناطيسي: يطلب مُقدم الرعاية الطبية من المريض إجراء التصوير بالرنين المغناطيسي؛ للتحقّق من وجود عدوى أو أورام تؤدي إلى الإصابة بتقوسات الظهر المُختلفة؛ بما فيها الحُداب.
- اختبارات الأعصاب: يُوصي الطبيب بإجراء اختبارات الأعصاب في بعض الحالات؛ للتأكّد من جودة انتقال الإشارات العصبية بين الحبل الشوكي والأعصاب، وذلك إذا كان المريض يُعاني من خدر أو ضعف في العضلات.
- فحص كثافة العظام: تنخفض كثافة العظام بشكل كبير عند الإصابة بأمراض الهشاشة؛ ممّا يؤدي إلى تفاقم حالات التقوس؛ ولذلك يقوم مُقدم الرعاية الصحية بإجراء فحص لكثافة العظام؛ حتى يتمكّن من وصف العلاج المُناسب للمريض.
اقرأ/ي أيضًا:
هل القولون يسبب ألم في أعلى الظهر؟
هل الإمساك يسبب ألم أسفل الظهر فعلّا؟