تحقيق مسبار
رجيم الهرمونات عبارة عن نظام غذائي تم استحداثه بسبب الاعتقاد بأن الإختلالات الهرمونية تُسبب زيادةً في الوزن، خصوصًا في منطقة البطن والظهر والأرداف، بالإضافة إلى مجموعة أُخرى من الأعراض؛ منها زيادة الضغط وزيادة الرغبة في تناول السكريات، وما يتبعها من مشاكل صحيّة خطيرة، بالإضافة إلى تراجع الرغبة الجنسية، وهذه الحمية بشكل عام لا تُعتبر خطةً لإنقاص الوزن فقط، بل تدعو إلى تغيير نمط الحياة بالكامل؛ للتخلص من السموم في البداية، ثم اعتماد نظام صحي لتغيير مستويات الطاقة وتعزيز الصحة والوصول أخيرًا إلى إنقاص الوزن.
ما هو رجيم الهرمونات؟
رجيم ضبط الهرمونات عبارة عن حمية تمّ إطلاقها في كتاب لِلدكتورة ناتشا تورنر المتخصصة في العلاج الطبيعي؛ يبحث في أثر الهرمونات السلبي على الجسم وعلى زيادة الوزن مع البحث عن العوامل الأخرى المُسببة لزيادة الوزن والأضرار الصحية الأُخرى، وهو عبارة عن حمية مدتها 6 أسابيع، تهدف لتنظيم الهرمونات في الجسم وتحسين الصحة من خلال اتباع نظام غذائي صارم وشديد القيود، متزامن مع بعض التمارين الرياضية والمكملات الغذائية، كما يتم تحديد الوقت الملائم لتناول الطعام للحصول على أقصى الفوائد، وهذه المراحل هي:
- المرحلة الأولى: وهي مرحلة مدتها أسبوعين، تهدف إلى إزالة السموم من الجسم؛ لذلك تسمى مرحلة التنظيف، وتعتمد على تجنّب تناول الغلوتين والكحول والكافيين ومنتجات الألبان المصنوعة من حليب البقر والسكر والفول السوداني وجميع المحليات الصناعية واللحوم الحمراء والحمضيات، ويُمكن خلالها تناول الحبوب والنشويات الطبيعية ومعظم أنواع الخضروات والفواكه والمكسرات والأسماك والدواجن والبذور والبيض ومنتجات الألبان من الأغنام والماعز، وحليب النباتات وبعض أنواع الزيوت، كما يجب تناول المكملات الغذائية؛ ومنها البروبيوتيك وزيت السمك والمنتجات المضادة للالتهابات؛ مثل الكركم.
- المرحلة الثانية: يتم في هذه المرحلة إدخال بعض الأطعمة إلى النظام الغذائي مع ملاحظة استجابة الجسم لها، وتجنّب الأطعمة التي تعيق عمل الهرمونات؛ ومنها شراب الذرة المعزّز بـ الفركتوز، والأسماك المحتوية على الزئبق، والقهوة غير العضوية، والزبيب، واللحوم غير العضوية، والفول السوداني والتمر، وغيرها العديد من الأطعمة الموجودة بالتفصيل في الكتاب، كما يتم تجنّب الأطعمة المصنعة والمحليات المصنّعة والأطعمة المحتوية على النترات والحبوب المُكرّرة والشوكولاته.
- المرحلة الثالثة: هذه المرحلة تركّز على تحسين الصحة الجسدية بشكل عام عن طريق ممارسة التمارين الرياضية المتنوعة، التي تعمل على تقوية القلب والأوعية الدموية، أمّا من ناحية الأطعمة المسموحة والممنوعة؛ فهي استمرار للمرحلة الأولى والثانية.
هل حمية الهرمونات لمنع تكدس الدهون ناجحة؟
بعض الأبحاث الموجودة في الكتاب تُشير إلى فائدة رجيم الهرمونات بالفعل في منع تكدس الدهون وإنقاص الوزن؛ لأنه نظام منخفض السعرات الحرارية، لكن الدراسات الأهم تشير إلى فوائده الأُخرى للجسم؛ وأهمها تقليل الأمراض والمشاكل الصحية الناتجة عن اختلال الهرمونات، لكن فيما يخص الوعود البرّاقة التي تعد بفقدان 12 رطلًا من الوزن خلال أسبوعين تُعتبر وعودًا غير واقعية بالمُطلق، ولا يمكن تحقيقها خلال هذه المدة الزمنية القصيرة، كما أن استعادة الوزن مُمكنة خلال فترة قصيرة، ناهيك عن أن الأدلة التي تربط بين توازن الهرمونات وفقدان الوزن ضئيلة نسبيًا؛ لذلك يُمكن القول أن رجيم الهرمونات لا يمنع تكدس الدهون بشكل فعّال، لكن يمكن علاج اختلال الهرمونات بطرق أُخرى للتخلص من زيادة الوزن وغيرها من المشاكل المرتبطة بالهرمونات.
علاقة اختلال الهرمونات بزيادة الوزن
ذكرنا مسبقًا أن سبب إطلاق رجيم الهرمونات نابع من الاعتقاد بأن اختلال الهرمونات يُسبب زيادة الوزن، لكن هل هذا الاعتقاد صحيح بالفعل، وهل تنظيم الهرمونات يُقلّل تراكم الدهون بشكل فعّال؟.. الحقيقة أن اختلال الهرمونات يعني تقلّب الهرمونات بالزيادة أو النقصان في مختلف المراحل العمرية، الذي قد يُسبب زيادةً في الوزن؛ بسبب تأثيره على التمثيل الغذائي، أو بسبب قصور الغدة الدرقية الناتج عادةً عن نقص الهرمونات؛ إذ تحدث هذه الاختلالات في بعض المراحل العمرية؛ مثل البلوغ والحمل والشيخوخة، مُسببةً تأثيرات على الغدد الصماء المسؤولة عن تنظيم العمليات الحيوية في الجسم؛ مثل التكاثر وغيرها من الوظائف، وقد تنتج زيادة الوزن أحيانًا بسبب نقص الهرمونات المؤثرة على الغدة الدرقية في حالة طبية تُسمى قصور الغدة الدرقية، أو قد تحدث بسبب متلازمة تكيس المبايض التي تُؤدي إلى ضعف الحساسية تجاه الأنسولين؛ وبالتالي زيادة تخزين الدهون في الخلايا.
ما هي طريقة اتباع رجيم ضبط الهرمونات؟
يؤثر الطعام بشكل ما على إنتاج الهرمونات في الجسم وإفرازها عن طريق بعض الإجراءات المباشرة في القناة الهضمية، أو عن طريق ردود الفعل العصبية، لكن من المعلوم أن التأثير لا يأتي من أنواع ومكوّنات النظام الغذائي فقط، بل يتأثر بقوام الطعام وكميّته ومدّته أيضًا، ومن الهرمونات المتأثرة بشكل كبيرة في النظام الغذائي الأنسولين، وهو الهرمون المسؤول عن تنظيم السكر في الدم والمؤثّر الرئيسي على تكدس الدهون وتخزينها في الجسم، لذلك فإن الاعتماد على رجيم الهرمونات سيعمل على تنظيم الأنسولين في الجسم؛ وبالتالي يُقلل تراكم الدهون وتكدسها.
الأطعمة المسموحة
الفكرة الأساسية في هذا الرجيم تناول الأطعمة الصحية التي لا تُسبب ارتفاع مؤشر نسبة السكر في الدم كما في العديد من المأكولات؛ ومنها الكربوهيدرات البسيطة، ومن أهم الأطعمة المسموحة في هذه الحمية ما يلي:
- البروتينات: هذه الحمية كغيرها من الحميات تركز على البروتين لتعزيز الكتلة العضلية والحفاظ عليها أيضًا؛ إذ يُمكن الاعتماد على البروتينات خالية الدهون بشكل أساسي؛ ومنها الأسماك البرية والبيض وصدور الدجاج.
- الخضار والفواكه: يُمكن تناول معظم أنواع الخضار والفواكه.
- البذور: ومنها بذور الشيا والمكسرات وبذور الكتان.
- الزيوت: وأهمها زيت الزيتون وغيره من الأنواع المحتوية على الدهون غير المشبعة؛ مثل زيت الكانولا.
- الحبوب الكاملة: وهي الحبوب الغنية بالكربوهيدرات المعقّدة؛ مثل الأرز البني والحنطة السوداء والكينوا.
الأطعمة الممنوعة
يجب تجنّب بعض الأطعمة أو التقليل منها بشكل كبير، ومن هذه الأطعمة:
- الكافيين والكحول.
- الأطعمة المقلية والمصنعة.
- منتجات الألبان كاملة الدسم.
- الدهون المشبعة.
- الفول السوداني.
- مصادر الكربوهيدرات البسيطة؛ مثل الخبز الأبيض والمكرونة.
توصيات أثناء الحمية
- بدايةً يبدأ التحضير للحمية أو الدخول فيها عن طريق الامتناع عن تناول السكر والكحول والكافيين ومعظم الزيوت لمدة أسبوعين.
- إجراء بعض الفحوصات الطبية للتأكّد من مستويات الهرمون.
- استخدام شرائط الكيتون والأس الهيدروجيني لِاختبار درجة الحموضة في الجسم.
- تناول بعض المكملات الغذائية؛ ومنها الفيتامينات المتعددة والأوميغا 3 والكالسيوم وفيتامين D3 والمغنيسيوم.
- مُمارسة التمارين الرياضية لمدة 30 دقيقة يومًيا؛ إذ يُمكن المزج بين أنواع متعددة من التمارين؛ منها اليوغا وتمارين القوة أو تمارين الكارديو.
هل رجيم الهرمونات صحي للجسم؟
عند محاولة تقييم أي رجيم لتنظيم الهرمونات وتحديد مدى فعاليته يجب أولًا الحديث عن ايجابياته وسلبياته من ناحية، ومن ناحية أُخرى يجب تحديد مدى فعاليته في منع تكدس الدهون، التي يُمكن نفيها من ناحية علمية؛ إذ لا يوجد أيّ دراسات سريرية حول فائدته بمنع تكدس الدهون، ليس هذا فقط بل أن العديد من الخبراء يحذرون من اتباع هذا النظام الصحي؛ بالرغم من وجود العديد من الفوائد له؛ إلّا إنّ مخاطره حسب زعمهم أكبر بكثير من فوائده، وأهم مخاطره تقييد كمية الكربوهيدرات، وهذا لا يتلائم مع توصيات بعض المنظمات الصحية، وهذا ينطبق أيضًا على عدد السعرات الحرارية التي تتراوح بين 1000-1200 سعرة حرارية فقط، وهي كمية تعتبر أقل بكثير من الكميات المُوصى بها أيضًا، التي تتراوح بين 1800-3200 سعرةً حراريةً يوميًا للقيام بالوظائف المتعددة.
فوائد حمية الهرمونات
بالرغم من التحفّظ على فائدة إنقاص الوزن؛ إلّا إنّ هذه الحمية تقدم مجموعةً من الفوائد للجسم؛ منها:
- التشجيع على استهلاك الأطعمة المغذية: تُعتبر جميع الأطعمة المسموحة في هذه الحمية من الأطعمة الصحية الموصى بتناولها؛ ومنها الفول والبقوليات وبعض أنواع الخضار الغنية بالمعادن والفيتامينات.
- تقليل السكر: من أهم فوائد هذه الحمية تقليل السكريات المُضافة الضارّة، التي تُؤثر سلبًا على الصحة.
- تناول الأطعمة الطبيعية وممارسة الرياضة: يشجع النظام الغذائي على الأطعمة الطبيعية والمغذية وممارسة التمارين الرياضية بانتظام، إضافةً إلى ممارسة العادات الصحية؛ مثل: النوم المنتظم وتقليل الإجهاد، وهذه العوامل مجتمعةً تُعزّز الصحة العقلية.
مخاطر وسلبيات الرجيم لتنظيم الهرمونات
- الصعوبة: تُعتبر هذه الحمية من الحميات شديدة التقييد، التي يصعُب الالتزام بها لفترات طويلة، كما أنها تُسبب العزلة الاجتماعية أحيانًا عندما لا يستطيع الشخص مشاركة الأصدقاء والعائلة.
- الحدّ من الأطعمة الصحية: بالرغم من تنوع الأطعمة الصحية في هذه الحمية؛ إلّا إنّها تحجب العديد من الخيارات الصحية؛ مثل: الألبان والفواكه، وهذا قد يُسبب تقليل المدخول اليومي من بعض الفيتامينات والمعادن؛ مثل الكالسيوم وفيتامين د والألياف.
- غير مدعومة بالعلم: لا تتوفر دراسات كافية حول نتائج هذه الحمية بشكل دقيق؛ بالرغم من إمكانية الاعتماد عليها أحيانًا في حال وجود بعض المشاكل الهرمونية، لكن العديد من الاختلالات تحتاج لخطة علاجية ولا يُمكن علاجها عن طريق النظام الغذائي فقط.
- الإفراط في تناول المكملات: تناول المكملات الغذائية يجب أن يكون مقيدًا وضمن شروط معينة وتحت إشراف طبي.
- التكلفة: إنّ عملية مراقبة الهرمونات في الجسم عملية معقدة وتحتاج إلى متابعة مع طبيب مختص وسحب عينات من الدم بشكل متواصل، وهذه العمليات تحتاج الكثير من المال والوقت؛ لذلك لا يُمكن متابعتها لفترة زمنية طويلة.
اقرأ/ي أيضًا:
هل رجيم التسعة أسابيع يعود بنتائج مُرضية؟
هل يمكن شد الترهلات بعد الرجيم بالرياضة؟