تحقيق مسبار
يرغب العديد من الناس في تعلّم العزف على العود والوصول إلى الاحترافية لأسباب مُتعددة؛ منها اعتباره واحدًا من أقدم الآلات الموسيقية الوترية، إضافةً لكونه أهم الآلات الموسيقية العربية على الإطلاق. لكن ما هي طرق التعلّم المتوفرة، وهل طريقة تعلّمه تُعتبر سهلةً وبسيطةً، أم أنها تحتاج مهارات معينة؟… هذه الأسئلة وغيرها سنحاول الإجابة عنها في مقالنا هذا وفق نتائج أبحاث ودراسات مؤكّدة.
كيف تتعلم العزف على العود؟
قبل الحديث عن طرق تعلّم العزف على العود يجب تحديد التاريخ الفعلي لظهور هذه الآلة الوترية، التي يُطلق عليها ملك الآلات العربية؛ إذ اختلف العلماء بشكل فعليّ على تحديد أصله وتاريخه، الذي يُعتقد أنّ اختراعه تمّ في القرن الأول والثاني قبل الميلاد، كما يُعتقد أن أول موسيقي وعازف عربي على العود هو ابن سريج. وكان الملحنين العرب يكتبون النوتات الخاصة للعود فقط؛ نظرًا لأهميته حين ذاك، كما كان العديد منهم يُفضّل عزف الألحان الارتجالية بشكل أكبر، وهذه إحدى أهم ميزاته؛ إذ يستطيع المحترفون العزف دون الحاجة لِنوتات مكتوبة.
يختلف شكل العود وعدد أوتاره من دولة لأُخرى، لكن الشيء المشترك بين الجميع أنّه مصنوع من الخشب الخفيف، الذي يُمكن حمله على شكل جسم دائري متصل برقبة قصيرة، ويتكوّن من عدّة دوّرات أو مجموعات؛ كل منها تحتوي على وترين، وهذا يمنحه صوتًا واسعًا ومميزًا، فيما يتم التحكّم في شدّتها وصوتها عن طريق شدّها، وقد يضم العود 13 دورةً في بعض الآلات، لكن عند الرغبة في تعلّم عزف العود للمبتدئين يُفضّل البدء بالعود المحتوي على 6 دورات فقط.
ويضم العود عدّة ثقوب في الوسط تختلف من حيث الحجم، وتُساعد في الحصول على نغمات أعلى، بينما تحتوي الآلات الوترية الأُخرى على ثقب وحيد في الوسط، بالرغم من أن العود آلةً عربيةً من حيث الأصل والشعبية؛ إلّا إنّها تُستخدم بكثرة في الموسيقى الغربية.
هل يمكن تعلّم العزف على العود بسهولة؟
الحقيقة نعم! يُمكن تعلّمه بسهولة، ويُمكن احتراف العزف أيضًا، بعد دراسة المكوّنات الأساسية للعود وتعلّم طريقة الإمساك به بشكل صحيح، ثم دراسة النوتات المختلفة وحفظ رموزها الأساسية، لكن يجب الانتباه إلى أنّ العزف يحتاج إلى الكثير من الصبر والمثابرة والشغف في تعلّم مبادئ العود الأساسية والنوتات البسيطة، ثم الانتقال لِعزف النوتات الأصعب بطريقة جميلة، ويُمكن تعلّم العزف على العود بإحدى الطرق التالية:
- التعلّم الذاتي: قد تكون هذه أسهل طريقة، لكن نتائجها لا تُعتبر مضمونةً دائمًا، بل يمكن البدء بها ثم الانتقال إلى الطرق الأكثر احترافية، وتعتمد هذه الطريقة على تفحّص العود وتجربة الأصوات المختلفة، ثم محاولة تعلّم العزف وتقليد النوتات المعروفة، لكن هذا الأمر يتطلّب بعض المهارة في تقليد الأصوات، كما يحتاج إلى التدريب لساعات طويلة.
- التعلّم عن طريق اليوتيوب: يمكن البحث عن دورات ومقاطع لتعليم عزف العود عن طريق اليوتيوب؛ لتعلّم أساسيات العزف ثم الاحتراف، وهذه الدورات متوفرة مجانًا أو مقابل مبلغ من المال.
- التعلّم عن طريق الكتب: وهي طريقة تعتمد على شراء الكتب المُتخصصة بشرح كيفية العزف على العود، وهنا تستطيع تعلّم الأساسيات بشكل دقيق، لكنها لا تعطي نتائجًا مثاليةً دائمًا.
- التعلّم في المراكز المتخصصة: قد تكون هذه أفضل طريقة للتعلّم؛ إذ تجمع بين تعلّم الأساسيات وتعلّم النوتات المختلفة على يد متخصصين في الموسيقى؛ لتحقيق الهدف الأساسي والوصول إلى الاحترافية.
هل يمكن تعلّم عزف العود بدون معلم؟
قبل الحديث عن طُرق تعلّم العزف يجب أولًا إتقان بعض الأساسيات وتعلّمِها بشكل صحيح؛ لتسهيل الوصول إلى الاحترافية، ومن أهم هذه الأساسيات:
- طريقة الإمساك بالعود: أول مهارة يجب أن يتقنها العازف هي طريقة الإمساك بالعود، التي تساعد بشكل كبير على إتقان العزف بطريقة سهلة.
- النغمات الرئيسية: عند الالتحاق بكورس موسيقى معين يجب أولًا تعلّم مواقع النغمات السبعة الرئيسية المعروفة والموجودة على أوتار العود ورقبته، وهي النوتات الرئيسية المعروفة بـ دو ري مي فا صو لا سي دو، ويُمكن إخراجها من الأوتار الخمسة المُسماة بأسمائها؛ إذ يُخرِج كل وتر من الأوتار نوتةً خاصةً تختلف باختلاف الإصبع المُستخدم؛ مثلًا الوتر الخامس، وهو الوتر الأخير من الأسفل، يُطلق عليه دو، وعند الضغط عليه بالإصبع الأوسط يُصدر النوتة ري، أما عند الضغط عليه بالبنصر فيُصدر النوتة مي؛ لذلك يجب معرفة موقع كل نوتة.
ما هي أسباب تعلّم العزف على العود؟
قبل تعلّم العزف على العود بشكل صحيح يجب معرفة بعض المعلومات الأساسية عنه، التي يُمكن تلخيصها فيما يلي:
- العود أصل الجيتار: يُعتبر الجيتار في الوقت الحالي أشهر من العود؛ بسبب استخدامه بكثرة في الموسيقى الغربية، لكنّ المعروف أنّ العود هو الأصل للجيتار، والدليل على ذلك التشابه الكبير في التصميم، وقد تمّ إحضاره إلى أوروبا في فترة الحروب الصليبية.
- الحصول على فرصة عمل: يلجأ العديد من الأشخاص لتعلّم العزف على العود كحرفة أو مهنة، معتمدين على سرعة انتشار الرقص الشرقي عالميًا؛ ممّا يتيح لهم تكوين فرقٍ موسيقية من الراقصين والعازفين على العود والقيام بالعروض المختلفة حول العالم.
- المتعة: تُعتبر موسيقى العود من أنواع الموسيقى المذهلة والمتنوعة؛ إذ يُمكن عزف المقطوعات المبهجة أو الحزينة أو الدرامية أو النشيطة، وهذا يحقّق المتعة المطلوبة، كما يُمكن عزفها أيضًا للراقصين أو عازفي الإيقاع في الحفلات الخاصة والعامة والمناسبات المختلفة.
- التعبير عن المشاعر بشكل أفضل: تُؤثر موسيقى العود بشكل كبير على الحالة النفسية والمزاجية؛ فبعض أنواعها تُثير الحماسة وبعضها تُسبب الاسترخاء والنوم؛ لذلك يُفضّلها البعض للشعور بالهدوء والسكينة بعد عناء يوم طويل.
- العلاج من الأمراض المزمنة: يُعتبر العزف على العود من الأساليب المُستخدمة في تقنيات العلاج الحديثة؛ للتخفيف من بعض الأعراض المزمنة؛ مثل أمراض القلب والأمراض المتعلقة بارتفاع ضغط الدم؛ عن طريق تخفيض مستوى الكورتيزول في الجسم.
هل يمكن تعلّم عزف العود من الصفر؟
لتعلّم العزف بالطريقة الصحية يجب الالتحاق بإحدى الدورات المتخصصة في الدروس الموسيقية، وتعلّم الأساسيات على يد متخصصين، لكن المعروف أن تعلّم العود لعازفي الجيتار والآلات الموسيقية الأُخرى يُعتبر أسهل؛ بسبب معرفة النوتات الموسيقية ومواقع الأوتار وغيرها من الأساسيات. أما فيما يخص التعلّم من الصفر فهو مُمكن، لكن يجب الالتحاق بدورات التعلّم عبر الإنترنت، التي تُعطي دروسًا متنوعةً في العزف، من ثم تُعزيز المهارات بشكل ذاتي عن طريق تجربة عزف المقطوعات المختلفة. كما يُمكن التعلّم عن طريق بعض الكتب التي تشرح النوتات الموسيقية وكيفية الحصول عليها، لكن قبل ذلك يجب معرفة أوتار العود وأصواتها الرئيسية، كما يجب تعلّم مكوّنات العود الرئيسية وأجزائه؛ وهي:
- العنق: وهو عبارة عن علبة المشابك والحنق والأوتاد، وتكون على شكل رقبة طويلة رفيعة في أعلى العود، تتصل بها قطعةً خشبيةً مائلةً بارزةً خلفه، وهذه القطعة تعرف باسم لوحة الفريتس، أما القطعة المُقسّمة إلى خطوط متوازية فتسمى الحنق، وقطعة الخشب في الزاوية تُسمى (Pegbox).
- الأوتاد: وعددها 6 تُستخدم لضبط الدورات.
- الصندوق: ويُطلق عليه عادةً اسم القصعة أو الظهر.
- الريشة: وهي أداة تُستخدم للنتف وتُسّهل العزف.
- المسار: وهو الجزء السفلي من العود، أمّا الجزء المستدير من العود فهو المسؤول عن إخراج الصوت، ويضم الأوتار المكوّنة من عدّة مجموعات أو سلاسل، فيما تُعرف الكتلة المستطيلة الطويلة باسم كتلة التعادل.
أسهل نوتة عود
يُمكن تعلّم العزف على العود بسهولة وبدون مُعلّم أو كتاب عن طريق معرفة أصوات الأوتار وتسجيل النوتات ومحاولة حفظها، ومن أسهل النوتات التي يمكن تعلّمها أغنية "زوروني كل سنة مرة"، لكن أولاً يجب اتباع الخطوات التالية:
- ضبط العود: الخطوة الأولى هي تعلّم ضبط العود بالشكل الصحيح عن طريق شد الأوتار وتجربتها؛ إذ تختلف طريقة الضبط من دولة لأُخرى.
- تعلّم حمل العود: يجب حمل العود بالطريقة الصحية و العزف على الأوتار بواسطة الريشة للحصول على الأصوات.
- الغناء والعزف على العود: يُمكن البدء بتجربة العزف وغناء أغنية معينة تزامنًا مع العزف، ومحاولة توليف الموسيقى مع الكلمات.
- البحث عن المقاييس: يُمكن تجربة البحث عن المقاييس الموجودة على العود، التي يُمكن العثور عليها من الأعلى والأسفل.
أفضل طريقة للعزف على العود
يجب الجلوس بوضعية معينة لتعلّم العزف على العود بالطريقة الصحية، وهذه الطريقة هي:
- الجلوس على مقعد مستقيم مع استخدام كرسي القدم؛ للحفاظ على استقامة الظهر أثناء العزف.
- التأكّد من وضع الساق اليسرى خلف كعب القدم اليمنى، والحفاظ على هذه الوضعية طوال فترة العزف.
- تثبيت العود باليد اليمنى، وإمساك عنقه باليد اليسرى وتثبيت الإبهام بشكل مستقيم، مع الحفاظ على سهولة حركة الأصابع على لوحة الأصابع.
- التدرّب أمام مرآة، وهذا يُساعد العازف بشكل كبير على رؤية مواقع الأصابع وموقع اليدين على العود، كما يُقلّل الخوف.
- وضع الشريط الداعم حول الظهر لسهولة إمساك العود.
- إمساك العود بطريقة أفقية لتسهيل الوصول إلى الحنق، وإبقاء اليد اليسرى في وضع منحني.
- نتف الأوتار بالسبابة والإبهام بالتناوب لمعرفة أصواتها المختلفة وتسجيل النوتات المتنوعة.
اقرأ/ي أيضًا:
هل العزف على البيانو سهل للمبتدئين؟
هل يوجد فوائد للموسيقى الهادئة؟
