تحقيق مسبار
يتطرق هذا المقال إلى طريقة علاج تجمد الأطراف مع ذكر إرشادات التعامل مع المُصابين بهذا المرض وإسعافهم قبل الوصول إلى الطبيب المُختص، كما يُبين المقال بعضًا من العوامل التي تزيد من خطورة الإصابة بأعراض تجمد الأطراف مع بيان بعض من أسباب هذا المرض، ويهدف المقال كذلك إلى تزويد القارئ ببعض من النصائح للوقاية من المرض المذكور.
هل يمكن علاج تجمد الأطراف؟
توجد العديد من الطرق لعلاج تجمد الأطراف، وهو أحد الأمراض الشائعة التي تؤدي إلى تجمّد الجلد في أطراف الجسم في حالات الطقس البارد. لهذا المرض عدّة أعراض تظهر على المنطقة المُصابة؛ ومنها التورّم والبثور وتحوّل لون الجلد إلى الأسود، ويُمكن الوقاية من تجمد الأطراف عن طريق ارتداء الملابس المُناسبة عند انخفاض درجات الحرارة.
كيف يمكن علاج تجمد الأطراف؟
يتم علاج تجمد الأطراف كما يأتي:
- تدفئة العضو المُصاب: تُعد تدفئة العضو المُصاب بتجمد الأطراف أولى خُطوات العلاج، وتتم التدفئة بالاعتماد على الماء الفاتر مُدّةً تتراوح بين عشر وخمس عشرة دقيقة، ويُمكن استخدام كمّادات الماء الفاتر لتدفئة العضو.
- دواء تخفيف الآلام: تكون تدفئة العضو المصاب بتجمد الأطراف مؤلمة في بعض الأحيان؛ لذلك يقوم الطبيب بوصف الأدوية لتخفيف الآلام التي يُمكن أن يشعر بها المريض.
- تغطية العضو المُصاب: تتم تغطية العُضو المُصاب بضمادات مُعقمة بعد تدفئتها وإزالة الجليد مع الحرص على التفريق بين الأصابع؛ ليتجنّب المريض التلامس بينها واحتكاكها مع بعضها البعض.
- تحفيز الدورة الدموية: يتعرّض بعض المرضى إلى مشكلة في الدورة الدموية عند الإصابة بتجمد الأطراف من المراحل المُتقدمة، يقوم الطبيب في هذه الحالة بتوصيل كيس وريدي لتحفيز دم المريض واستعادة نشاط الدورة الدموية.
- التخلّص من الأنسجة التالفة: تتلف بعض الأنسجة عند الإصابة بمرض تجمد الأطراف أحيانًا، وعلى الطبيب إزالة الأنسجة التالفة في هذه الحالة لتعزيز شفاء المريض؛ فإنه يصعب القضاء على المرض دون التخلص من هذه الأنسجة.
- العلاج الطبيعي: يُساعد العلاج الطبيعي المريض في تحريك أطرافه المُصابة، كما أنه يُسهم في التخلص من الأنسجة التالفة بشكل طبيعي أحيانًا بدلًا من إجراء العمليات الجراحية.
- المُضادات الحيوية: تهدف المُضادات الحيوية إلى مُقاومة العَدوى التي يُصاب بها بعض المرضى مع الإصابة بتجمد الأطراف، ويتم وصف هذه الأدوية إذا ظهرت البثور الملتهبة أو الالتهابات الجلدية مع المرض المذكور.
- مُضادات الكُزاز: يقوم الطبيب بإعطاء المريض جُرعة مُعزّزة ضد مرض الكُزاز أحيانًا؛ إذ إن تجمد الأطراف يزيد من خطورة الإصابة بهذا المرض في بعض الحالات.
- ترطيب الجسم: يؤدي مرض تجمد الأطراف إلى إصابة الجسم بالجفاف؛ لذلك ينبغي على المريض شرب السوائل حتى يتمكّن من تعويض المياه والسوائل التي تنقص الجسم للقيام بعملياته الحيوية المُختلفة.
- العلاج بالأكسجين: يُستخدم جهاز الأكسجين عالي الضغط لعلاج حالات تجمد الأطراف الشديدة؛ فإنه يُسهم في زيادة مُستويات الأكسجين في دم المريض؛ ممّا يُعزز القدرة على الشفاء في فترة أقصر.
- العناية بالجروح: تظهر بعض الجروح المُصاحبة لتجمد الأطراف أحيانًا، ويجب على المريض العناية بالجروح لضمان عدم الإصابة بأيّة مُضاعفات أُخرى، تختلف طريقة العناية بالجرح بناءً على طبيعة الجرح الذي يُعاني منه المرضى.
هل توجد إرشادات لإسعاف المُصابين بتجمّد الأطراف؟
هُناك الكثير من إرشادات الإسعاف الأولي التي ينبغي اتباعها للمُحافظة على سلامة المرضى قبل التوجّه إلى الطبيب المُختص من أجل علاج تجمد الأطراف، ومن إرشادات الإسعاف ما يأتي:
- الانتقال إلى مكان دافئ: ينبغي على المريض التوجّه إلى مكان دافئ وعدم البقاء في مكان بارد عند ظهور أيّ من أعراض مرض تجمد الأطراف؛ لتجنّب مُضاعفات المرض وزيادة حِدّة الإصابة.
- الابتعاد عن التدخين: يُصاب المُدخنون بمرض تجمد الأطراف كغيرهم؛ إلّا إنّ التدخين يؤثر على صحة الفرد بشكل سلبي عند الإصابة بهذا المرض بسبب تأثيره على الدورة الدموية؛ لذلك فإنه ينبغي عدم التدخين أو السماح للآخرين بالتدخين قرب المريض.
- تجنّب المشي على الأطراف المُصابة: على المريض تجنّب المشي على الأطراف المُصابة؛ لأن هذا الفعل يؤدي إلى زيادة شدّة المرض؛ إلّا إنّ هذا الخيار لا يكون مُتاحًا في حالات الطوارئ أحيانًا.
- خلع الملابس حول المنطقة المُصابة: لا بُدّ من خلع جميع الملابس التي تُحيط بالأعضاء التي يُصيبها تجمد الأطراف؛ ومنها القفازات والأحذية، كما يجب نزع الخواتم والمجوهرات التي تُحيط بالأصابع المُصابة أيضًا.
- تدفئة الجسم: تتم تدفئة الجسم في حالات الطوارئ عن طريق لفّه باستخدام البطانيات، ويجب على المريض تغطية الأعضاء المُصابة بشكل جيد.
- استبدال الملابس المُبلّلة: يؤدي ارتداء الملابس المُبلّلة إلى فقدان مزيد من الحرارة، وينبغي خلعها ليتمكّن المريض من المُحافظة على درجة حرارة العضو المُصاب مع ضمان السيطرة على فقدان الحرارة.
- عدم فرك المنطقة المُصابة: يؤدي فرك المنطقة المُصابة بمرض تجنّب الأطراف إلى مزيد من الإصابات في جسم المريض؛ لذلك ينبغي تجنّب فرك العضو المُصاب.
- لفّ الأطراف بعد تدفئتها: يُمكن استخدام اللفائف لتغطية الأطراف المُصابة بعد الانتهاء من تدفئتها لضمان عدم تجمدها من جديد، وينبغي التنبيه إلى ضرورة تجنّب إلحاق الضرر بالبثور أو الجروح عند لف المنطقة المصابة.
- تجنّب التسخين المُباشر للطرف المُصاب: يلجأ البعض إلى لمس النار أو استخدام النار المُباشرة عند الإصابة بمرض تجمد الأطراف؛ إلّا إنّ ذلك يؤدي إلى زيادة الإصابات بدلًا من المُساهمة في علاج تجمد الأطراف.
ما هي عوامل خطورة وأسباب الإصابة بتجمد الأطراف؟
تضم القائمة الآتية بعضًا من أبرز الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بمرض تجمد الأطراف مع بعض من العوامل التي تزيد من خطورة الإصابة بهذا المرض:
- الحالات المرضية: تتسبب بعض الحالات المرضية بتعرض الفرد إلى أمراض تجمد الأطراف؛ ومنها الإرهاق والجفاف ومشاكل الدورة الدموية والجوع والسكري وسوء التغذية.
- عدم اتخاذ القرارات المُناسبة: تؤثر بعض الأمراض أو الحالات النفسية على عقل الشخص بشكل سلبي؛ ممّا يؤدي إلى عدم اتخاذ القرارات السليمة في شأن التعامل مع درجات الحرارة المُنخفضة، ويتسبب ذلك بظهور أعراض تجمد الأطراف.
- تناول الأدوية: يتناول البعض أدوية تؤثر على الدورة الدموية؛ ممّا يؤدي إلى زيادة خطورة الإصابة بأمراض تجمد الأطراف، وأبرز هذه الأدوية حاصرات بيتا.
- الإصابة السابقة بالمرض: تزداد فرصة إصابة الشخص بمرض تجمد الأطراف إذا كان مُصابًا بهذا المرض في وقت سابق مُقارنةً بفرصة الإصابة عند الأشخاص الآخرين.
- العُمر: عادةً ما يتعرض كبار السن والأطفال إلى تجمد الأطراف أكثر من غيرهم؛ ذلك بسبب الصعوبات التي يُواجهها الإنسان بالاحتفاظ في درجات الحرارة خلال هذه المراحل العُمرية.
- الطقس الرطب مع الرياح: يُمكن أن يتسبب تعرض الأطراف إلى الرطوبة مع وجود رياح شديدة بظهور أعراض مرض تجمد أطراف الإنسان إذا لم يتخذ الفرد الإجراءات اللازمة للوقاية من الرطوبة والرياح.
كيف يتم تشخيص سبب تجمد الأطراف؟
عادةً ما يتم تشخيص سبب تجمد الأطراف عن طريق طرح بعض الأسئلة من قبل الطبيب لمعرفة التاريخ المرضي، بالإضافة إلى إجراء فحص جسدي للتحقّق من الحالة؛ بما في ذلك التأكّد من مظهر الجلد، ويطلب الطبيب بعض الفحوصات والاختبارات التشخيصية الأُخرى في بعض الحالات؛ ومنها صور الأشعة السينية وصور الرنين المغناطيسي وفحص العام، وذلك لمعرفة مدى شدّة المرض، بالإضافة إلى التعرّف على مدى وجود أنسجة تالفة في العضو المُصاب، ويُعتمد اختيار علاج تجمد الأطراف على تشخيص الطبيب لحالة المريض.
ما هي درجات الإصابة بتجمد الأطراف؟
توجد ثلاث درجات مُختلفة من مرض تجمد الأطراف، وتختلف خطورة كلّ واحدة من هذه الدرجات عن الأُخرى بشكل كبير، وفيما يأتي بعضًا من التفاصيل حول درجات هذا المرض:
- لسعة الجليد: إن لسعة الجليد أُولى درجات الإصابة بمرض تجمد الأطراف، وهي إصابة طفيفة لا تؤثر على بشرة الإنسان، وتتحوّل البشرة إلى اللون الأحمر في هذه الدرجة مع الشعور بألم عند لمس العُضو المُصاب.
- تجمد الأطراف السطحي: تبدأ البشرة بالتحوّل من اللون الأحمر إلى لون شاحب عند تجاوز المرحلة الأولى والإصابة بالمرحلة الثانية من مرض تجمد الأطراف، وتبدأ الأنسجة بالتلف أحيانًا في هذه المرحلة مع بدء تكوّن بلورات الجليد في البشرة.
- تجمد الأطراف العميق: يؤثر تجمد الأطراف العميق على أنسجة الجلد بشكل كبير، ويُصاحب هذه المرحلة الكثير من الأعراض؛ ومنها تحوّل لون الجلد إلى الأزرق، وكذلك الشعور بالآلام وصعوبة تحريك العضلات القريبة من العضو المُصاب.
هل يمكن الوقاية من تجمد الأطراف؟
فيما يأتي بعضًا من الإرشادات التي تُساعد في الوقاية من مرض تجمد الأطراف:
- ارتداء الملابس المُناسبة: ينبغي على الشخص ارتداء الملابس الفضفاضة الجافة واجتناب الملابس الضيقة أو المُبلّلة، التي تزيد من خطورة الإصابة بمرض تجمد الأطراف، كما ينبغي الابتعاد عن لبس الأحذية الضيقة أيضًا.
- تغطية الرأس والأذنين: تُصاب الأذن بمرض تجمد الأطراف أحيانًا؛ لذلك يجب ارتداء قبعة تُغطي الرأس مع تغطية الأذنين جيدًا خلال الأجواء الباردة للوقاية من هذا المرض.
- لبس القفازات والجوارب: تُساعد القفازات العازلة والجوارب في المُحافظة على درجات حرارة الأطراف وتمنع تجمدها بسبب انخفاض الحرارة، ولا بُدّ من الحرص على الجوارب والقفازات المُقاومة للماء حتى يُحافظ الفرد على جفاف الأطراف.
اقرأ/ي أيضًا:
هل يمكن علاج تلف الأعصاب الطرفية؟