تحقيق مسبار
يكثُر البحث عن علاج لحمية الأنف، وهي عبارة عن أورام حميدة غير سرطانية تُصيب الأشخاص في الثلاثينيات والأربعينيات من العمر؛ إذ ترتبط اللحميات عادةً بالتهاب بطانة الأنف أو بالتهاب الجيوب الأنفية المزمن في حالة تُسمى التهاب الجيوب المزّمن مع الأورام الحميدة، لذلك سنتحدث في هذا المقال عن الأعراض وطرق العلاج حسب دراسات وأبحاث علمية مؤكّدة.
هل يمكن علاج لحمية الأنف بدون عملية؟
للأسف لا يمكن العلاج بدون عمليات جراحية؛ بالرغم من محاولة علاج معظم حالات لحميات الأنف البسيطة بطرق علاجية متنوعة ومن خلال اتباع خطوات ونمط حياة معين، لكن للأسف هذه العلاجات لا تُعتبر علاجًا نهائيًا ولا يمكن التخلص منها نهائيًا إلّا عن طريق الجراحة، أمّا العلاجات الأخرى فتُقلّل الأعراض وتُخفّف من حِدّتها فقط؛ إذ تعتمد طرق العلاج على موقع اللحمية وحجمها وشدّة الأعراض، وتكون بإحدى الطرق التالية:
- بخاخات الأنف.
- المنشطات عن طريق الفم.
- المضادات الحيوية.
- أدوية الربو.
فعالية علاجات اللحميّة الأنفية
تُعتبر المنشطات الأكثر فعاليةً في تقليص حجم اللحمية والأعراض؛ إلّا إنّ أعراضها الجانبية تجعل بخاخات الأنف الستيرويدية مستخدمة بشكل أكبر ومُفضلة عند العديد من الأشخاص، كما تُعتبر أدوية الربو والحساسية فعّالة جدًا لبعض الأشخاص الذين لا يستجيبون للعلاج بالستيرويدات، وقد أثبتت دراسة أُجريت عام 2020 أن تناول دواء دوبلوماب يُقلّص حجم الورم بشكل كبير. كما أن دراسات أُخرى منها دراسة أُجريت عام 2013 أثبتت أن مضادات الليكوترين تعتبر ذات فعالية في تقليل حجم الأورام الحميدة.
ما هي أعراض اللحميّة عند الأطفال؟
تُسبّب اللحمية عند الأطفال والبالغين أعراضًا متنوعة قد لا يستطيع الطفل الحديث عنها أحيانًا؛ لذلك يجب على الوالدين التحقّق من هذه الأعراض والتأكّد من وجودها، ومن أهم هذه الأعراض:
- احتقان في الأنف: وهو ما يؤدي إلى تغيّر صوت الطفل وجعل التنفس من الأنف أصعب؛ لذلك يُلاحظ على الطفل التنفس من الفم.
- الشخير: تُغلق اللحمية مداخل الهواء، وهذا يُسبب انقطاع النفس أثناء النوم وبالتالي الشخير.
- زيادة الضغط في منطقة الأنف: يُمكن الشعور بالضغط في منطقة الوجه والجبهة.
- فقدان حاسة الشم: وهذا يُسبب فقدان القدرة على تذوق الطعام أو شمّه، وعند البالغين يظهر هذا العرض من خلال فقدان القدرة على تمييز الروائح المختلفة.
- التنقيط الأنفي الخلفي: وهو حالة من تنقيط السوائل في الحلق تُسبب الالتهاب أو الحكة؛ لذلك يُلاحظ على الطفل محاولة ابتلاع هذه السوائل بشكل متكرر، وهذه الحالة تُسبب عادةً التهابات في منطقة الحلق وسعالًا شديدًا خصوصًا أثناء النوم.
أعراض اللحمية عند البالغين
تُصيب اللحميات الأنفية البالغين أكثر من الأطفال، كما يُعتقد أنّها تصيب الرجال أكثر من النساء، كما من الممكن أن تظهر في جهة واحدة من الأنف أو في الجهتين معًا، وقد تُسبب مجموعة من الأعراض نذكر منها:
- ألم في الأسنان العلوية.
- صداع وألم في الرأس.
- الاحتقان المستمر.
- زيادة نسبة الالتهابات.
- انسداد تجويف الأنف الداخلي.
أعراض لحمية الأنف الخطيرة
بعض أعراض اللحمية تُعتبر بسيطة ويُمكن التعايش معها، لكن في بعض الحالات تكون الأعراض أكثر شدّة وتستلزم البحث عن علاج لحمية الأنف بشكل فعّال للتخلص من الأعراض التالية:
- وجود تصريف سميك من الأنف باللون الأخضر أو الأصفر.
- ارتفاع درجة الحرارة.
- صعوبة التنفس خصوصًا أثناء النوم.
- التهاب الجيوب الأنفية أو الحساسية من الفطريات الموجودة في الجو.
- التهاب الأنف والجيوب الأنفية الذي قد يستمر لمدة تصل إلى 12 أسبوعًا على الأقل.
- التليّف الكيسي، وهو مرض يصيب الرئتين والكبد والبنكرياس والأمعاء.
- متلازمة شيرغ ستروس؛ وهو مرض يُسبب التهاب الأوعية الدموية.
ما هي أسباب اللحمية الأنفية عند الأطفال؟
لا يُمكن تحديد سبب فعلي للأورام الحميدة أو اللحميات الأنفية؛ إذ يُمكن تعريفها بأنها زوائد لينة غير مؤلمة تبطّن الجيوب الأنفية والأنف، كما أنها تحدث نتيجة الالتهابات المتكررة وتكوّن خلايا الدم البيضاء وتزداد نتيجة حالات مرضية متنوعة؛ منها:
- الربو: يرتبط وجود اللحميات عادةً مع أعراض الربو، خصوصًا في مرحلة الطفولة؛ إذ تتطوّر هذه الحالة المرضية عادةً إلى التهاب مزمن في الرئتين وتزداد بازدياد الإصابة بالتهابات الجهاز التنفسي.
- التليّف الكيسي: وهو حالة مرضية وراثية تتسبب في زيادة سمك وحجم المُخاط في الرئتين وبالتالي تُسبب التهابات مزمنة في الجسم.
- التهابات الجيوب الأنفية: الأورام الحميدة تُسبب إغلاق الأنف وتمنع تصريف المُخاط بشكل صحيح، وهذا يُسبب تراكم البكتيريا في الجيوب الأنفية مُسببًا التهابات مزمنة.
- التهاب الأنف التحسسي: بعض أنواع الحساسية الموسمية تُسبب التهابات مزمنةً وانتفاخًا في الممرات الأنفية، التي قد تتطوّر لاحقًا وتسبب لحميات أنفية.
- الحساسية تجاه الأسبرين: بعض الأشخاص يُصابون بأمراض خطيرة في الجهاز التنفسي بسبب حساسية الأسبرين، التي يمكن أن تتطوّر إلى حالة تُسمى ثالوث سامتر، وهي عبارة عن حالة لها عدّة سمات أساسية؛ هي اللحميات الأنفية والربو وحساسية الأسبرين وغيرها من مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية.
- التهاب الجيوب الأنفية التحسسي: وهي حالة تحدث بسبب الفطريات الموجودة في البيئة، وتحدث هذه الحالة بشكل أكبر عند الشباب والمراهقين.
كيف يتم علاج اللحميّة عند الأطفال؟
يُمكن علاج لحمية الأنف عند البالغين والأطفال وتخفيف أعراضها المزعجة عن طريق مجموعة من العلاجات التي تُستخدم قبل الخضوع للجراحة، لكن في معظم الحالات فهذه اللحميات لا تزول إلّا عن طريق العمليات الجراحية؛ لأن العلاجات المتنوعة تعمل على تخفيف الأعراض وتقليل حجمها، لكنها قد تعود إلى وضعها الطبيعي بعد انتهاء العلاج، ومن أهم هذه العلاجات:
- رذاذ الأنف: يتم العلاج الأولي بواسطة رذاذ الكورتيكوستيرويد، الذي يُقلّل حجم الزوائد اللحمية والتورّم، وقد يصف الطبيب علاجات فموية أيضًا للمساعدة في خطة العلاج.
- مضادات الهستامين: قد يتم العلاج أيضًا عن طريق مزيلات الاحتقان ومضادات الهستامين، التي تحسّن الأعراض المتنوعة، خصوصًا إن كانت اللحمية مصحوبة بالحساسية.
- مضادات الالتهاب: يُمكن العلاج بواسطة المضادات الحيوية التي تُقلّل من الأعراض، لكنها لا تؤثر على حجم اللحميات مُطلقًا.
- علاجات الربو: يُعتبر مرضى الربو أكثر عُرضةً للإصابة باللحميات الأنفية التي تُصاحبها عادةً الحساسية البيئية، وتشمل علاجات الربو ما يلي:
- رذاذ أنفي: وهو عبارة عن رذاذ مُكوّن من مادة كورتيكوستيرويد، الذي يُمكن استخدامه دون وصفة طبية؛ إذ يعمل على تقليل الالتهاب وتخفيف الأعراض.
- علاج فلوتيكاسون: وهو عبارة عن مستحضر مُخصّص للوصول إلى تجاويف الأنف العُليا، يُستخدم في تخفيف الأعراض.
- مضاد الليكوترين: وهو علاج فموي يتم وصفه للربو والحساسية، ويُعتبر فعّالًا في تقليل أعراض اللحمية الأنفية لدى العديد من الأشخاص.
- علاج (Dupilumab Dupixient): وهو علاج بيولوجي يُستخدم في علاج حالات الأكزيما والربو المتوسط، تّمت الموافقة عليه من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية؛ إذ يُمكن استخدام الحقن مرةً كلّ أسبوعين؛ لتقليل حجم اللحميات وتحسّين الأعراض بشكل عام واستبعاد خيار الجراحة لدى الأشخاص الذين لا يستجيبون للمنشطات الأنفية.
- علاج (Omalizumab Xolair): وهو دواء بيولوجي كان مُستخدمًا لعلاج الربو التحسسي، كما يُستخدم في الحالات التي لا تستجيب لبخاخات الأنف الستيرويدية.
- الجراحة: إن لم تنجح العلاجات المتنوعة في تخفيف الأعراض يتم اللجوء إلى العمليات الجراحية التي تتم بواسطة المنظار، وإزالة الأورام بواسطة أدوات طبية معينة؛ مثل الميكرو ديبردير أو المسك، وهي الطريقة الأنجح والأفضل لعلاج لحمية الأنف نهائيًا، وقد يصف الطبيب بعض البخاخات التي تحتوي على كورتيكوستيرويد لمنع اللحميات من النمو مرةً أُخرى، لكن هذه اللحميات قد تعود للنمو من جديد.
كيف أتخلص من لحميّة الأنف؟
يُمكن علاج لحمية الأنف أو تخفيف أعراضها عن طريق اتباع بعض السلوكيات؛ مثل:
- ترطيب الهواء: قد يتسبب الهواء الجاف في تراكم المخاط في الأنف والجيوب الأنفية؛ لذلك يُمكن ترطيب هواء الغرفة بواسطة بعض الأجهزة الخاصة.
- تجنّب مُسببات الأعراض: في حال تعرّض الطفل أو البالغ لأمراض الحساسية يُمكن تجنّب المُهيّجات؛ مثل الدخان والغبار.
- استخدام تنظيف الأنف: بواسطة المحاليل الملحية التي تُقلّل التهيّج وتُعقّم الأنف وتُساعد في حالات ضيق التنفس.
تشخيص اللحمية الأنفية
قبل البحث عن علاج لحمية الأنف بالشكل الصحيح يجب تشخيص الحالة المرضية والتأكّد من وجود اللحمية الأنفية؛ إذ يعمل الطبيب على فحص أنف المريض بعد التأكّد من وجود بعض الأعراض السابق ذكرها؛ حيث تكون الأورام الحميدة مرئيةً أحيانًا عند استخدام الأجهزة المُضيئة، بعدها يتم إجراء بعض الاختبارات للتأكّد من وجودها؛ مثل:
- التنظير الأنفي: يتم بواسطة أنبوب ضيق مزود بكاميرا صغيرة أو عدسة مُكبرة يتم إدخالها في أنف المريض لِفحصه من الداخل.
- التصوير المقطعي المحوسب: هذا الإجراء يتيح رؤية الزوائد الأنفية والأمراض الأُخرى المرتبطة بالالتهاب، كما يُتيح للطبيب تحديد أسباب الانسداد.
- اختبار حساسية وخز الجلد: يُستخدم هذا الإجراء عند اعتقاد الطبيب بأن الحساسية تزيد من أعراض اللحميات.
- اختبار التليّف الكيسي: يتم هذا الإجراء إذا كان المريض طفلًا صغيرًا ولا يستطيع تحديد الأعراض.
اقرأ/ي أيضًا:
هل يمكن علاج احتقان الأنف منزليًا؟