تحقيق مسبار
يهدف هذا المقال إلى بيان جمع كلمة فناء في اللغة العربية حسب ما نصّت عليه المعاجم المُعتمدة؛ بما فيها مُختار الصحاح الذي تمّ تأليفه في القرن السابع الهجري، كما يتطرق المقال إلى نوع الجموع الذي ينتمي إليها جمع الكلمة المذكورة مع ذكر جذرها اللغوي، ويلي ذلك تزويد القارئ بالعديد من المُرادفات والأضداد لكمة فناء.
هل يمكن جمع كلمة فناء؟
تُجمع كلمة فناء على أفنية كما صرّح بذلك زين الدين الرازي في كتابه مُختار الصحاح، وكذلك في مُعجم اللغة العربية المُعاصرة. وتُشير كلمة فناء إلى الساحة أمام البيت -بكسر الفاء-. أما فَناء -بفتح الفاء- فتعني الانتهاء والزوال والهلاك، وهي إحدى الكلمات التي يَكثر استخدامها في العربية؛ ومن ذلك قولهم فِناء البيت أو فَناء الإنسان أو دار الفناء.
إلى أيّ نوع من الجموع ينتمي جمع كلمة فناء؟
إن كلمة أفنية تُساوي أفعلة في الوزن الصرفي، وهو أحد أوزان جموع القِلّة من جمع التكسير؛ حيث ينقسم جمع التكسير إلى عِدّة أقسام؛ منها جمع القلة وجمع الكثرة وصيغة مُنتهى الجموع، ولجموع القلة ثلاثة أوزان كما يأتي:
- أفعُل: جُمعت العديد من الكلمات على وَزن أفعل؛ ومنها نفس ووجه وكلب؛ حيث تُجمع على أنفس وأوجه وأكلب، وهو وزن قياسي للجمع في الحالتين الآتيتين:
- جميع الأسماء الثلاثية السالمة التي وزنها فَعْل -بفتح الفاء وسكون العين- ومنها نفس وكلب؛ فإنها ثلاثية ولا يوجد فيها حرف علّة، وشذّ في الجمع بهذا الوزن كلمة صك؛ حيث تُجمع على أصُكْ.
- الأسماء الرباعية المؤنثة التي ثالثها حرف علّة؛ ومنها كلمة يمين وكلمة ذراع؛ فإن جمعها أذرُع وأيمُن، وشذّت بعض الكلمات عن هذه القاعدة ككلمة شهاب؛ حيث جُمعت على أشهُب مع كونها مُذكرة.
- أفعال: يُمكن جمع الأسماء الثلاثية على وزن أفعال، سواءً كان فيها حرف علة أو لا، ومن هذه الأسماء جَمل وعضد وثوب وزند؛ إذ إنها تُجمع على أجمال وأعضاد وأثواب وأزناد، ويُستثنى من ذلك الأسماء الثلاثية على وَزن فُعَل إلّا كلمة رُطب.
- أفعلة: تُجمع الأسماء الرباعية على وزن أفعلة إذا كان ثالثها حرف مدٍّ زائد؛ لذلك فإن كلمة رغيف تُجمع على أرغفة وكلمة صعيد تُجمع على أصعدة وكلمة نِصاب تُجمع على أنصبة.
- فِعلة: لا تجمع العرب أيّة أسماء على وزن فِعلة بشكل قياسي وإنما جميع الأسماء التي جُمعت على هذا الوزن سماعية؛ ومنها: فِتية وصِبية في جمع فتى وصبي.
ما هي أبرز استخدامات كلمة فناء؟
لكلمة فناء العديد من الاستخدامات في اللغة العربية؛ ومنها الاستخدامات الآتية:
- فَناء الإنسان: يُقال فَني الإنسان إذا هلك أو زال، وهي إشارة إلى موته، ومن ذلك قولهم فَني الناس في الحرب إذا هلكوا فيها.
- دار الفَناء: تُعرف الدنيا عند العرب باسم دار الفَناء؛ لأنها تزول وتذهب ويَموت كل من فيها ولا تبقى لأحد.
- فِناء الدار: تُسمى الساحة الواقعة أمام الدار باسم فِناء الدار في لغة العرب، وكذلك تُعرف الساحة أمام المَسجد باسم فناء المَسجد.
- فناء الطيور: يُطلق على البيت الذي تتخذه الطيور اسم فِناء الطيور.
ما هو الجذر اللغوي لكلمة فناء؟
نص صاحب مُختار الصحاح بأن الفاء والنون والياء هي الجذر اللغوي لكلمة فناء، وكذلك نص مُعجم اللغة العربية المُعاصرة بأن فني مصدر كلمة فناء، وكذلك مُعجم الغني، ويُمكن استخدام هذه الأحرف للوصول إلى كثير من مُشتقات كلمة فناء؛ ومنها كلمة أفنى وكلمة يُفنى وكلمة يَفنى، وهو جذر جمع كلمة فناء أيضًا.
هل توجد كلمات عربية قريبة من كلمة فناء؟
هُناك كثير من الكلمات العربية ذات الجذور القريبة من جذر كلمة فناء، وفيما يأتي بعضًا من هذه الكلمات مع استخداماتها في اللغة العربية:
- أَفَنَ: تصف العرب الشخص بأنه أَفَن الناقة إذا حلبها في غير وقت الحلب؛ ممّا يتسبب بإتلاف حليبها، كَما يُقال عن الفصيل بأنه أفن إذا شرب جميع ما في ضرع أمه، وتُعرف الناقة بأنها أفِن إذا قلّ لبنها.
- المأفون: يُعرف الشخص المُتمدح بما ليس فيه من الصفات باسم المأفون، كما أن هذه الكلمة تُطلق على الرجل ضعيف الرأي وضعيف العقل.
- أفناء: يُقال عن الرجل في لسان العرب بأنه من أفناء الناس إذا لم يُعرف أصله ولم يُعرف إلى أيّ قبيلة ينتمي، وذلك كما صرّح به صاحب مُعجم الرائد.
- تفانى: تصف العرب القوم بالتفاني إذا أفنى بعضهم بعضًا؛ ومن ذلك قولهم تفانى أهل القرية إذا أهلك بعضهم بعضًا بسبب الثأر، ويُقال عن الرجل بأنه يتفانى في العمل إذا بذل جميع جهده لإنجاز العمل وضحى برغباته من أجله.
- الأفاني: إن الأفاني واحدةٌ من الأشجار، وهي شجرة صغيرة لها شوكٌ لا يكاد الناظر يراه ويستبينه كما في مُعجم لسان العرب، وقال الجوهري بأن هذه الشجرة تُعرف باسم الحِماط إذا يبست، وهي الأفاني ما دامت رطبة.
- التفنن: يُقال عن الرجل بأنه تفنن في الشيء إذا اتبع فيه عِدّة أساليب مُتنوعة، ومن هذا قولهم تفنن الرجل في الكتابة، ويُقال تفنن الشيء إذا تنوعت فُنونه كما في مُعجم اللغة العربية المُعاصرة.
- الفنواء: تُعرف المرأة الفنواء بأنها المرأة كثيرة الشعر كما في القاموس المُحيط للفيروز آبادي، كما تُعرف الشجرة واسعة الظل بأنها فنواءٌ أيضًا كما في المُعجم المذكور.
- الفانية: عُرفت الكبيرة من الإبل باسم الفانية في لغة العرب كما في قول مُعاوية بن أبي سُفيان لو كنتُ من أَهل البادية بعت الفانية واشتريت النامية؛ يعني بذلك بيع الكبيرة من الإبل وشراء الشابة التي تنمو.
هل توجد أضداد لكلمة فناء بفتح الفاء؟
أطلق العرب كثيرًا من الكلمات للدلالة على ما يُضاد معنى كلمة فَناء؛ ومنها: الخُلُود والنجاة والأَبَدِيَة والدَوام والثُبُوت والاسْتِمرار والحَياة والبَقاء والأَبَد والدوام والعيش؛ فكل هذه الكلمات تُشير إلى الحياة والاستمرارية بخلاف الفَناء التي تُشير إلى الهلاك والانقطاع والمَوت، وتختلف جُل هذه الكلمات في جمعها عن الوزن الذي عليه جمع كلمة فناء.
ما هي مُرادفات كلمة فناء؟
تحتوي القائمة التالية على العديد من مُرادفات كلمة فناء:
- مُرادفات فَناء بفتح الفاء: لكَلمة الفناء -بفتح الفاء- كثيرٌ من المُرادفات، وأبرزها ما يأتي:
- أَجَل: أطلقت العرب الأجل على مُدة الشيء التي ينتهي إليها، واستخدمت هذه الكلمة رديفةً لمعنى الفناء؛ ومن ذلك قولهم: جاء أجله إذا حان موته وفناؤه، وجَمعها آجال على وزن أفعال.
- تَلاَشٍ: تقول العرب عن الشيء بأنه تلاشى إذا انتهى وزال، وهو معنى رديف لقولهم فني الشيء؛ ومن ذلك قولهم عن الرجل بأن قواه في تلاشٍ أيّ أنها تفنى شيئًا فشيئًا.
- حَتْف: يُقال بأن حتف المرء قد جاء إذا حان أجله وصارت ساعة فنائه من الدنيا بمعنى الموت كما هو معنى الفناء، وجمعها حُتوف على وزن فعول خلافًا لوزن جمع كلمة فناء؛ فإن جمعها على وزن أفعلة.
- حَيْنٌ: نص صاحب مُختار الصحاح بأن الحَين -بفتح الحاء وسكون الياء- معناها الموت؛ ومن ذلك قول العرب حان الرجل إذا مات وهَلك، وكذلك يُقال فَنيَ الرجل إذا هلك ومات وقضى، وكذلك تُعرف المحنة باسم الحَين.
- حِمام: إن الحِمام هو الموت والفناء والهلاك كما نصّت عِدّة معاجم للغة العربية؛ ومنها مُعجم لسان العرب والمُعجم الوسيط والرائد ومُعجم اللغة العربية المُعاصرة.
- رَدى: يُقال عن المرء بأنه رَدِيَ إذا مات، وفي القرآن "إن كِدت لتُردين" أيّ لتُهلكني، وهي معانٍ مُرادفة لمعنى كلمة فَناء، كما يُقال بأن الشخص رَديَ في الحُفرة إذا سقط فيها أيضًا.
- مَنِيَة: جُمعت كلمة المَنية على منيات ومَنايا في لسان العرب، وتعني هذه الكلمة الموت أو الهَلاك، كما في قولهم عن الرجل بأنه يَخوض المنايا إذا كان يقتحم ما يُهلكه من الأشياء، ويُقال أدركته المنية إذا مات.
- مَوْت: أطلقت العرب على الموت اسم الفَناء في كثير من المواضع؛ ومنها قولهم تفانى القوم إذا قتل بعضهم بعضًا وقولهم فَني الشيخ إذا مات، ويُجمع الموت على موتات بوزن فَعلات.
- هَلاَك: صُرِّح في مُعجم الرائد أن الهَلاك بمعنى الفناء عند العرب؛ ومن هذا قولهم عن المرء بأنه هالك لا مَحالة إذا كان مُعرضًا إلى الموت، وكذلك قولهم كل شيء فانٍ أيّ أنه هالك.
- وَفَاة: استخدم العرب كلًا من كلمة الوفاة وكلمة الفناء بمعنى الموت والهلاك؛ وذلك كما في قولهم فَني الرجل أو مات الرجل؛ فكلاهما بمعنى المَوت، وتُجمع وفاة على وفيات حسب مُعجم اللغة العربية المُعاصرة.
- مُرادفات فِناء بكسر الفاء: يُعرف ممّا امتد من جوانب الدار باسم الفِناء، ومن مُرادفات كلمة فِناء -بكسر الفاء- على هذا المعنى الساحة الواسعة والباحة الواسعة والأرض الواسعة، وتُجمع هذه الكلمات على ساحات وباحات وأراضٍ.
اقرأ/ي أيضًا:
هل يمكن جمع عالَم في اللغة العربية؟