تحقيق مسبار
يُبيّن هذا المقال طريقة علاج قلة النوم لمرضى السكّري، مع تزويد القارئ بالعديد من الإرشادات والنصائح التي يُمكنها مُساعدة مريض السكري في المُحافظة على جودة النوم الجيدة أثناء الليل، ويتطرق المَقال كذلك إلى الكثير من الأسباب التي تؤدي إلى إصابة مرضى السكري بقلة النوم أيضًا، وذلك إلى جانب بيان مدى ارتباط قلة النوم بمرض السكري عند الإنسان.
هل يمكن علاج قلة النوم لمرضى السكري، وكيف يتم ذلك؟
يُمكن لمُقدمي الرعاية الصحية علاج قلة النوم عند مرضى السكري بعد تشخيص السبب الدقيق الذي يكمن وراء التعرض إلى اضطرابات النوم؛ إذ إن اضطرابات النوم ترتبط بالعديد من المُضاعفات التي تُصيب مرضى السكري، ومن طُرق علاج اضطراب النوم عند مريض السكري ما يأتي:
- استخدام أجهزة التنفس: يتوقف النفس عند بعض مرضى السكري ممّا يؤدي إلى استيقاظهم ليلًا وانقطاع نومهم، ويُمكن علاج هذه الحالة بالاعتماد على أجهزة انقطاع النفس أثناء النوم، بالإضافة إلى تغيير نمط الحياة والحفاظ على الوزن الصحي.
- إدارة السكر في الدم: تزداد فُرصة انقطاع النوم والاستيقاظ ليلًا في حالة عدم إدارة سكر الدم بشكل جيد؛ فإن انخفاض السكر أو ارتفاعه بشكل كبير يتسبب بقلّة النوم، ويستطيع المريض إدارة السكر عن طريق اتباع الخطة العلاجية المُقرّرة.
- استخدام مُضادات الاختلاج: ينبغي على المريض تناول مُضادات الاختلاج أو مُضادات الاكتئاب أو مسكنات الألم بعد استشارة الطبيب؛ لعلاج اضطرابات النوم التي ترتبط بالاعتلال العصبي المُحيطي أو مُتلازمة تململ الساقين.
- أخذ أقراص الحديد: يصف الطبيب لبعض المرضى أقراص الحديد لعلاج نقص مخزون الحديد وانخفاض مستوياته؛ حيث يؤدي هذا الانخفاض إلى تفاقم مُتلازمة تململ الساقين المُرتبطة بقلة النوم عند مرضى السكري.
ما هي أسباب قلة النوم لمريض السكري؟
تحتوي القائمة التالية على العديد من الأسباب التي تؤدي إلى قلة النوم عند مرضى السكري:
- ارتفاع سكر الدم: تزداد حاجة مرضى السكري إلى التبول عندما ترتفع نسبة السكر في الدم، وهو ما يزيد من فرصة استيقاظهم ليلًا لاستخدام المرحاض، ويُمكن علاج قلة النوم لمرضى السكري في هذه الحالة بإدارة السكر فحسب.
- زيادة الغلوكوز في الجسم: يقوم الجسم بسحب الماء من الأنسجة بشكل كبير عندما ترتفع نسبة الغلوكوز، ويؤدي ذلك إلى الإصابة بالجفاف؛ ممّا يتسبب بكثرة الاستيقاظ حتى يشرب المريض السوائل.
- انخفاض نسبة السكر في الدم: تظهر على جسم المريض العديد من الأعراض التي تؤثر على جودة نومه عند الإصابة بانخفاض نسبة السكر في الدم؛ ومنها الارتعاش والتعرق والدُوار.
- توقف التنفس أثناء النوم: يُعد توقف النفس النومي أكثر اضطرابات النوم شيوعًا عند مرضى السكري على الإطلاق، ويؤدي هذا المرض إلى توقف التنفس بشكل مُتكرر أثناء النوم طيلة فترة الليل، ويتسبب ذلك بكثرة استيقاظ المريض.
- مُتلازمة تململ الساق: تشيع إصابة مرضى السكري بمُتلازمة تململ الساق، وهي مُتلازمة تزيد من الحاجة إلى تحريك الساقين، وعادةً ما تظهر أعراض هذه المُتلازمة خلال فترة الليل ممّا يزيد من صعوبة النوم عند المريض.
- الأرق: تزداد فرصة الإصابة بالأرق عندما ترتفع مُستويات التوتر مع ارتفاع نسبة الغلوكوز في الجسم، ويؤثر الأرق على جودة النوم بشكل مُباشر ويؤدي إلى التقليل من عدد ساعات النوم عند مريض السكري.
- الاعتلال العصبي المُحيطي: تؤدي إصابة مرضى السكري بالاعتلال العصبي المُحيطي إلى تلف الأعصاب الموجودة في القدمين والساق، ويتسبب بظهور عِدّة أعراض منها الوخز والألم والحرقة، ويتسبب ذلك باضطراب النوم عند المريض.
- زيادة الوزن: عادةً ما ترتبط العديد من مُسببات قلة النوم عند مرضى السكري بالبدانة وزيادة الوزن؛ فإن هذه الزيادة في الوزن تؤدي إلى انقطاع النفس أثناء النوم وتتسبب بالشخير أيضًا.
كيف يتم تشخيص أسباب قلة النوم عند مرضى السكري؟
يقوم الطبيب بطرح العديد من الأسئلة حول أنماط النوم لمريض السكري حتى يتمكّن من تحديد أسباب قلة النوم المُحتملة؛ ومن ذلك السؤال عن مدى مُعاناة المريض من الشخير أو انقطاع التنفس أو تعرضه إلى آلام في الساقين، ويُحيل مُقدم الرعاية الصحية مريضه إلى أخصائيي النوم أحيانًا؛ لإجراء مخطط النوم ثم اعتماد النتائج لمعرفة الفحوصات والاختبارات التي ينبغي على المريض إجراؤها من أجل تحديد سبب قلة النوم بدقة، ثم وصف العلاج المُناسب؛ حيث يعتمد تحديد علاج قلة النوم لمرضى السكري على التشخيص الصحيح والدقيق للسبب.
هل اضطرابات النوم من عوامل تفاقم مرض السكري؟
أظهرت العديد من الدراسات ارتباط تفاقم مرض السكري وتطوّره من النوع الأول إلى النوع الثاني عند المرضى الذين يُعانون المشاكل في النوم؛ بما فيها اضطرابات النوم وقلة النوم وكثرة الاستيقاظ أثناء النوم، وكذلك الإفراط في النوم والنوم غير المُنتظم؛ إذ إن هذه الحالات تُعزّز عدم قدرة جسم المريض على تحمّل الغلوكوز، كما أن هُناك العديد من مُسببات انقطاع النوم التي تُعد من عوامل خطورة الإصابة بمرض السكري؛ ومنها مرض انقطاع النفس النومي.
ما هي العلاقة بين قلة النوم والإصابة بالسكري؟
خَلَصت إحدى الدراسات التي تمّ إجراؤها على فئران المُختبر إلى وجود ارتباط مُباشر بين قلة عدد ساعات النوم والإصابة بمرض السكري؛ حيث ارتفعت مستويات الغلوكوز في الكبد عند الحرمان من النوم مُدة ست ساعات مُتواصلة، كما ارتفعت مستويات الدهون الثلاثية عند الحرمان من النوم للفئران في الدراسة، وهذا يعني وجود تأثير مُباشر لقلة النوم على مستويات السكر في الدم. كما أظهرت الدراسات بأن فرصة إصابة البشر بمرض السكري تزداد عند وجود مشاكل في النوم أيضًا؛ إلّا إنّ الأطباء قاموا بإجراء التجارب على الفئران لمعرفة السبب الدقيق وراء علاقة السكري بقلة النوم.
كيف يحافظ مرضى السكري على جودة النوم؟
توجد العديد من الإرشادات التي ينبغي على المريض اتباعها إلى جانب علاج قلة النوم لمرضى السكري حتى يتمكّنوا من المُحافظة على جودة النوم، ومن هذه الإرشادات ما يأتي:
- تجنّب استخدام الأجهزة الإلكترونية عند النوم: يؤدي الوهج الذي ينبعث من شاشات الأجهزة الإلكترونية؛ بما فيها الهواتف الذكية أو القارئ الإلكتروني، إلى إيقاظ الفرد، وينبغي تجنّب هذه الأجهزة قبل النوم لضمان زيادة عدد ساعات نوم المريض.
- الابتعاد عن المُشتتات: تؤدي الرسائل الكثيرة أثناء الليل إلى تشتيت الذهن وزيادة عدد ساعات الاستيقاظ؛ لذلك ينبغي تجنّب هذه الرسائل وإيقاف تشغيل الهاتف وتجنّب أيّ مُشتتات أُخرى لضمان الحصول على قسطٍ كافٍ من النوم.
- صناعة الضوضاء المُناسبة: يستيقظ البعض بسبب المُشتتات الخارجية؛ مثل أصوات صفير الطيور أو مكانس عاملي النظافة في الصباح، ويُمكن تشغيل المروحة أو توفير أيّ مُشتتات مُناسبة لضمان عدم التأثر بالضوضاء الخارجية.
- المُحافظة على نمط النوم: ينبغي على مرضى السكري الذهاب إلى النوم في الوقت ذاته كل ليلة مع الاستيقاظ في الوقت المُحدد؛ فإن ذلك يُسهم في تحسين جودة النوم ويُساعد في الاستيقاظ دون الحاجة إلى ربط المُنبه.
- تجنّب المُنشطات ليلًا: تؤدي المُنشطات ليلًا إلى زيادة سرعة تدفق الدم في الجسم ويتسبب بصعوبة النوم عند المريض؛ لذلك ينبغي تجنّب المُنشطات خلال فترة الليل؛ بما فيها مُمارسة الرياضة أو تناول المشروبات التي تحتوي على الكافيين.
- التحكّم في منبهات أجهزة السكري: تُصدر بعض أجهزة السكري أصواتًا مُزعجةً لتنبيه المريض أثناء النوم، وينبغي ضبط هذه المُنبهات بالشكل المُناسب لضمان توفير أفضل مستويات من النوم للمريض وزيادة عدد ساعات نومه.
- عدم أخذ القيلولة: تؤدي القيلولة أثناء الصباح إلى التأثير على عدد الساعات التي يقضيها المريض في النوم خلال ساعات الليل؛ لذلك ينبغي تجنّب أخذ القيلولة وتأخير النوم حتى الليل للحصول على جودة نوم أفضل.
- الابتعاد عن الوجبات الثقيلة: يؤدي تناول الوجبات الثقيلة إلى ارتفاع مُستويات سكر الدم عند المرضى يومًا كاملًا، ويؤثر ذلك على جودة النوم لديهم بشكل كبير، وينبغي الابتعاد عن هذا النوع من الوجبات لزيادة عدد ساعات النوم.
- ضبط درجة حرارة الغُرفة: على المريض ضبط درجة حرارة الغُرفة بشكل جيد مع المُحافظة على التهوية المُناسبة حتى يتمتع بعدد ساعات نوم أكبر، ويُوصى بضبط درجة الحرارة عند 18 تقريبًا لهذه الغاية.
ما هي فوائد النوم الجيد لصحة الإنسان؟
تحتوي القائمة التالية على أبرز فوائد النوم الجيد لصحة الإنسان:
- تنظيم السكر في الدم: يؤدي النوم الجيد إلى المُحافظة على جودة عملية التمثيل الغذائي؛ ممّا يُساعد في المُحافظة على مُستويات السكر في الدم والحدّ من خطورة الإصابة بمرض السكري.
- المُحافظة على صحة القلب: يقوم الجسم بإفراز عِدّة هرمونات من شأنها المُحافظة على صحة القلب والأوعية الدموية أثناء النوم، ويؤدي عدم النوم إلى حرمان الجسم من هذه الهرمونات؛ ممّا يتسبب بعِدّة أمراض منها ضعف وظائف القلب.
- الحفاظ على توازن الجِسم: يُساعد النوم في المُحافظة على القوة الجسدية للإنسان، وتؤدي قلة النوم إلى ضعف القوى وظهور ما يُعرف باسم عدم الاستقرار الوضعي، وهو مرض يؤثر على توازن الجسم.
اقرأ/ي أيضًا:
هل السكر الموجود في الفواكه يزيد الوزن؟
هل الامتناع عن السكر الأبيض مفيد للصحة؟